{ عجباً لقلبٍ يعرف اليأس رغمّ أنّ الشمس تشرق كل يوم . }
--------------------
صوتُ أنفاسهمَا اللاهثة تخترق سكون الغابة ، توقفا قليلاً حتى يلتقطا بعضاً من الهواء بعد قطعهمَا لمسافةٍ كبيرة .
نظر لها و عيناهُ تحملان سطوع و تركزاً حاداً نحوها ، صرخ بها " اللعنة ، التقيتُ بكِ منذُ سبع دقائق فحسب ، كيف و اللعنة تتم ملاحقتنا من جميع دوريات شرطة فيرونا! "
صمتَ قليلًا ثم سرح في ذكرياته ..
قبل يوم في مدينة روما
أوائلِ مارس ٢٠١٧ ، الثامنة صباحاً
في بلاطِ القصر جلس الملك جوزيف جالساً بشموخٍ على عرشه، كان السقف و الحِيطان مزخرفين بنقوشٍ ذهبية و بالأعلى نقشتْ بعضُ تماثيل الأطفال التي تشبهُ كيوبد -إله الحب- و من السقف تتدلى ثرياتُ ضخمة بالإنارةٍ تُدهشُ متلذذو الفن .
فرغَ صبرُ الملك جوزيف من أفعال ابنه الأصغرِ سِنّاً ليحدث ابنه البكر و ولي عرشهِ بحدة
" فيليب ، لقد سئمتُ من تصرفاتِ أخيك جوفاني ، إنّهُ متهورٌ و غيرُ مسؤول ، يستخدمُ القوةَ في حلِ المشاكل ممَّا يترتبُ عليها مشاكلُ آخرى بسببِ كلامهِ المستفزِ أثناء حلهَا "
هَمهَمَ ولي العهد ثُّم رد على والده الملك بهدوءٍ يلتمس فيه عذراً لأخيه ، طالما خاطبهُ الملك باسمه كاسراً بذلك رسميات البلاط
" أبي الحبيب ، مَّا كان عليكَ أنّ تقارنهُ بوريثِ غريغوري المنفي ، أقّرُ بأنّ وريثهُ يمتلكُ ذكاءً فذاً ، فلقد خسرتُ أمامهُ في الشطرنج و هو لم يبلغ الثامنة حتى ! و لكن عليكَ يا أبي أنّ تثني على جو فهو يبذل قصار جهدهِ لتراهُ أفضلَ من وريثِ غريغوري "
قال والدهُ معقباً بنبرةٍ متسائلة " منفي؟ البارحة انتهت الاثني عشرة سنة التي حُكمت عليهِ بالنفي "
اتسعت حدقتي فيليب بدهشة " حقًّا ! أَنَا متلهفٌ لأره ، أعتقد أنّهُ بالثانيةُ و العشرين من عمرهِ الآن ، هو أصغر من جوفاني بسنتين "
أضاف مُمازحاً بعد استحضارهِ لذكرى قديمة " لقد أتى إلى القصرِ مرةً واحدةً برفقةِ والدهِ و لم نرهُ بعدهَا و أكثرُ مَّا يثيرُ حنق جوفاني أنّهُ لم يكن بحالةٍ صحيةٍ لائقة ليرى مَن تتمُّ مقارنتهُ به "
ضحك بخفةٍ جاعلاً شعرهُ البندقي يترنحُ محاكياً حركة رأسهِ اللإرادية ثُمّ أردف بحيرة
" أبي الحبيب العلاقةُ التي تربطكَ بغريغوري متينة فأنتما أصدقاءُ مُنذُ المراهقة ، صحيح ؟ ألم يخبركَ لمَا قام بنفي ابنه ؟ "
أنت تقرأ
وجه البوكر || Poker face
Misterio / Suspensoمن هو صاحبُ وجهِ البوكر ؟ و لماذا يرتديه ؟ |مقتطفات| " بيني و بين والدتكِ عقد و هو يقتضي بحلِ جميع الخلافات بين الثلاثِ عوائل و دفنِ أحقادها و كان شرطِ الوحيد أن أتزوج بكِ " * * * سألها بجدية " من أنتِ ؟ " ابتسمت لهُ و حادثتهُ بمرحها المعتاد " في يو...