- حاسبى ياخديجة !
قالها من هنا ليقفز فى لمح البصر من مقعده لمقعدها جالسا بجوارها ضاغطا بقدمه فوق قدمها على فرامل السيارة واضعا يداه فوق المقود فى إتجاه معين لتتوقف فورا تستدير حول نفسها ليصدح عاليا صوت إحتاكك العجل مع الطريق قاطع تلك اللحظات بسكون مخيف ليرتفع اﻹدرينالين فى دماءها لﻹعلى درجاته ... لتلطقت إنفاسها المتقطعه وعيناها تحدق بشدة أمامها بذهول
ظفر بشدة مستوعبا إنتهاء ذاك الموقف اللعين!.. فأنتباها لرعشه جسدها الملتصق بين جسده وباب السيارة لينتفض بعدها بتزايد مع إنهمار دموعها ..فرفع يده سريعا ليحيطها داخل أحضانه يمسح بيدهه الاخرى فوق رأسها المغطى بالحجاب بهدوء مردد بطمأنينة وبخفوت :
- أهدى خلاص .. أهدى محصلش حاجه الحمدلله جت سليمه
لتردف من بين بكائها بصوت متقطع :
- قولتلك مفيش منى فايده وأنى..
ليقطع حديثها سريعا ضاغط بشدة عليها أكثر داخل أحضانه مرددا بنبره مشجعه :
- بالعكس بقا أنتى أتعلمتى فى وقت قياسى مكنتش أتصوره .. بس أنتى شكلك اللى كنت سرحانه فى حاجه شغله بالك وأنحرفتى عن الطريق ومشوفتيش العمود
حينها أبتعدت بأرتباك عن أحضانه مفركه كفى يداها بتوتر فى بعضهما تتذكر ماقاله لها عمها فى طلب ولده بأتمام زواجه بها وأعطائها مهله للغد لطرح رأيها على مسامعه .. الامر الذى جعلها غير مدركه تماما لما حولها! .. تفكيرها مشتت !.. مرتبكه ! ... وخائفة !.. نعم خائفة أن يكون تسرع فى تحديد موقفه ومشاعره تجاهها فى تلك المدة البسيطة ليرجع نادما بعد أتمام زواجهم ...
هى تستدعى القوة اﻷن ولكن فى تلك اللحظه عندما تسمعه يرددها إمامها هتنهار .. حتما ستنهار !!عقد جبينه مضما لحاجبيه ليستدرك شرودها بأستغراب فيبدوا أن هناك أمر مهما يشغل بالها فهما يسألها رويدا عنه ألا أن أبتلع حروف كلماته عندما سمع صوت هاتفه يصدح فتنحنحا مرجعا لجسده لمكانه فى المقاعد المجاور لها مجيبا بأقتضاب بعد أن أطلع على هواية المتصل:
- أيوة يايوسف خير فى حاجه
ليجيبه سريعا :
- براحه ياعم حمزة داخل فيا شمال كده ليه
ظفر حمزة بشدة مهدئا نفسه ليردد بهدؤء:
- معلش سامحنى .. عاوز حاجه
ليجيبه بصوت مرتبك :
- حمزة أاانا !... أنا..
- أنت أيه يابنى قلقتنى !
- بص بقا من اﻷخر كده أنا بطلب منك اﻷذن أروح أجيب مى من الكلية النهارده وصدقنى عمرى ماهتعدى حدودى معها وكمان أنت عرفنى ...أنا ..أنا بس عاوز أقرب ونتعرف أكتر ..
فمازحه بتهكم قائلا :
- أه وتجيلى بكره وبعده وكل يوم كده لا ياعم الله الغنى عن دى معرفه
- لا لا صدقنى ياحمزة هى المرة دى وبس علشان أتأكد لو فى جزء بسيط من مشاعرى عندها ..
أجابه بجدية :
- تمام .. المرة دى وبس وهى ساعة واحده هعدها بالدقيقه من بعد أنتهاء محاضرتها
ليهلل يوسف بنبرة مسروره :
- ربنا يخليك ليا ياأحلى حزومه فى الدنيا
إبتسم حمزة محاولا التحدث بجديه :
- طيب يلا قبل ماأغير رأى وكمان مش هوصيك
- لا .. لا .. تغير رأيك أيه أستهدل بالله كده أنا هقفل ومتخفش عليها أنا أحميها بعيونى ..
فضحك حمزة ليردد بمزاح :
- ماشى ياعم الروميو سلام
قفل الهاتف ليلتفت على تحديقها به بأستفسار ليجيبها مرددا :
- ده يوسف بيستأذن أنه يوصل مى للبيت النهارده
أندهشت مما سمعته لتفتح فمها سريعا فيقطع نشاطها قائلا :
- قبل ما تقولى أى حاجه أحب أقولك أن يوسف فعلا يؤتمن وأخلاق وعشرة سنين وإللى يأكدلك أكتر كلامى أنه أتصل بيا يستأذنى وكان ممكن يعملها من ورايا
ثم أطلق تنهيدته ليسترسل حديثه بهدوء :
- فعلى اﻹقل خلي المرة دى تحصل بعلمنا أحصل متحصل من ورانا وكمان أنتى سمعتى تنبيهى عليه وصديقنى أن غابت عن الساعه أنا اللى هروح أجبها بنفسى أتفقنا ..
أخفضت بصرها من عيونه تهز رأسها بالموافقة فأصبح ليس لها حق الاعتراض بعد ما رأته بعيون شقيقتها فى اﻷوانى الاخيرة .. تحاول جاهده باﻹكتفاء بحقها فى القلق و الخوف عليها ومراقبتها وحمايتها إن لازم الأمر ...
أنت تقرأ
معذب قلبي فى إسرائيل " حبيبتي فلتغفري لي "
Romanceأحبته بل عشقته وترعرعت عليه منذ الصغر ... أما هو لا يشعر بها بل ولا يتذكرها من اﻷساس ويحب غيرها لتجبره الظروف الطارئه بضرورة أرتباطهم ... فهل سيحبها ! بل هل ستتركه اﻷخرى لها بتلك السهوله! هذا ما سيتضح فى تلك الحلقات المتتالية لنرى ممن منهم سيفوز به...