الخسارة اختيارك !

689 73 32
                                    



عندما لا يفصل بينك وبين الاستسلام سوى الشيء القليل، حينما ينحني رأسك وتجابه هذا الانحناء بكل ما أوتيت من قوة، تشعر بأن عضلات قدميك قد شُدّت إلى الأرض تجبرك على الركوع؛ فقد أُثقلت أكتافك، و هذا الجزء الصغير الذي تعيش به من الدنيا تأمر عليك؛ ليخنع إرادتك مضطهدا صلابتك يسعى لاغتيال طموحك ويغصب منك أملك، يريد بجبروته أن يضع حداً لإنجازك ويمحوا المعنى لحياتك.

أعترف بأنها أوقات صعبة تُشْعرك برغبة لانتزاع قلبك من بين أضلاعك، ولكن أُقسم لك يا صاحبي بأنك لست وحدك قد مررت بها؛ لأنها طريق ثنائي لا ثالث له، و جميعنا بمختلف ظروف حياتنا وعقبات دروبنا وضباع أحلامنا قد مررنا بتلك الغابة البرية بكائناتها الشرسة، حيث تتكالب المفترسات الضارية، لترمي بين يدينا حرية القرار؛ فإما أن نقاتل بكل ما لدينا من همة وعينين منصوبة على القمة، و إما أن نتعفن بأجساد مهترئة، ملية بالندوب متأكلة الجروح في زوايا هذه الغاب لا نأمل الخروج منها، فماذا نختار؟ أو ماذا ستختار؟ ستقاتل ظروف غابة الحياة ؟ أم ستخضع لقسوة شعور الخيبة وتكون ضمن الرؤوس المنحنية؟ فلا تنسى أبداً من لم يسقط قبلاً يعني أنه لم يقف أبداً، ستحتشد أمامك التحديات لأنك ندٌ لها و وحدك لن تتحطم أمامها ... قاتل فالفوز مقدّر لك والخسارة باختيارك.

قنديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن