لقد كان فتاً وحيداً لأسرة ملكية في مملكةٍ في أعالي الجبال المظلمة.
تلك المملكة كانت مليئةً بغريبي الأطوار، بل أن الأشخاص العاديين هم من كانو يُعتبروا غريبين في تلك المملكة.. و مع ذلك فتى له قرون سوداء و عيون مخيفة كان شيئا غريباً حتى على سكان المملكة بل و حتى على والدي الطفل..
عندما ولد هذا الطفل خشي الملك على عرشه و أخفى ذلك الطفل لسنين عن عيون أهل المملكة. الطفل الذي اعتبره خطئا إثر علاقة غير شرعية مع غولة الأشجار الجميلة..
أمه التي كانت تشاهد ابنها مبعدا عن هذه الدنيا لم يحملها قلبها كل هذه القسوة و هذا البعد إلى أن مرضت و انهار جسمها ذابلا كزهرة لم يعد يصلها نهر الحب ليسقيها..
ذلك الطفل بلغ العاشرة من العمر و هو لم يرى أحدا و لا حتى يعرف ما هو و لا يعلم حتى ما اذا كان هناك شيء مثله في هذا العالم..
كان العالم الوحيد الذي يعرفه غرفة باردة و صوت صحنٍ حديديٍّ يُدخل من فتحة سوداء ..
لقد مرت عشر سنوات حقاً.. كل يوم يشابه الاخر..
كل شيء كان في مسارٍ واحد إلى أن جاء ذاك اليوم..
صوت مختلفٌ عما كان يسمعه ذاك الفتى كل يوم..
دوي قوي و أصوات معدنٍ يُضرب ببعض عم الهدوء للحظات و فجأة فُتحت بوابة ضخمة و دخلت منه فتاة ذات شعر قصير أسود ..
صرخت الفتاة مبتهجة: أذاً الأمر لم يكن اشاعة فقط.. هناك وحشٌ يسكن هذه القلعة.
إلا أن الفتى لم يفهم شيئا.. ما هذا الشيء؟! و ما هذا الصوت الذي يصدره !؟ كان قد أمال رأسه و محدّقاً بتلك الفتاة و هو يطرح هذه الأسئلة على نفسه..
الفتاة: اوه، يبدو انك لا تفهم شيئاً..
سمعت الفتاة أصوات الحراس قادمين .. أمسكت الفتاة بيده و ركضت نحو الباب قائلة سنخرج من هنا أريد ان أعرف ما أنت!؟
بعد أن ركضوا مسافة طويلة.. بدى الاجهاد على تلك الفتاة أما الفتى فكأنه لم يفعل شيئا..
الفتاة: ما بك!؟ ما هذه التعابير!؟ لماذا لا تتكلم !؟
لكن لا رد..
الفتاة: لقد قررت.. سأبقى معك أعلمك كل شيء حتى تعرف كل شيء أريدك ان تبقى معي دائما.. لا اريد أن أبقى وحدي ثانية و لا اريد لك ذلك أيضا..
أسمي هي يوكي و أنت سأطلق عليك اسم كرو ..
أظن أن الاسم يناسبك..
حسنا كرو، سنبدأ من الآن..
أخذت يوكي تعلم الفتى الكلام و أساسيات العيش مرت ثلاث سنوات و قد تعلم كرو الكثير من يوكي.
في هذه الثلاث سنوات تنقل يوكي و كرو في مختلف المدن و القرى، تجاوزا الطقس البارد و الجو الحار و تابعا الهرف في أرجاء المملكة..
يوكي: لنرتاح الان يا كرو لقد مشينا طويلا ..
كرو محدقاً إلى مكان ما : فففعلا لقد تعبنا.
يوكي: انت تحدق بمجموعة الأطفال مجددا؟؟
بالنظر للأمر أنت طوال هذه السنوات الثلاث دائما كنت تحدق بالأطفال الذين نراهم.
يوك: أأأحقا!؟ لللم أنتبه لذلك. كل ما أعرفه أني أشعر بشيء غريب هنا(و وضع يده على قلبه) عندما أرى مجموعة أطفالٍ يلعبون.
يوكي: اطن أني أتفهمك جيدا.. كلانا عاش وحيدا و منفيا."أنهم هنااااك" صرخ رجل من بعيد.
نظروا اليه و اذ به واحد من حرّاس القلعة.
هربوا مسرعين لكن كان الحراس قد طوّقوا المكان بكامله ..
"حسنا سلما نفسيكما و لن تتم أذيتكم" قال أحد الحراس الكبار.
يوكي :لن تعيدوا كروا الى ذلك المكان مجددا، لن اسمح لكم بذلك.
اقترب احد الحراس فضربه كرو بحجر ففقد وعيه.
يوكي: أحسنت كرو.
قائد الحراس صارخاً : اقبضوا عليهم!!!! و ان لم تستطيعوا فاقتلوهم..
يوكي: يا له من ملك قذر، يريد أن يقتل ابنه بهذه البساطة.
كرو: للليس حقاً، انه ليس أبي، أأأأنا ليس لي علاقة بأحد إلا بك "يوكي"
نظرت يوكي بفرح و ابتسمت لرؤية كرو مبتسما للمرة الأولى.
يوكي: أنا سعيدة حقاً، لستُ وحيدة بعد الآن.
كرو : نننعم،نحن معا..
اقترب الحراس و بدأ القتال، قتالٌ عرفت نتيجته قبل أن يبدأ.
"هيا أقتلووهم" صاح قائد الجند بجنون بعد أن رأى الكثير من جنوده يقتلون.
و لكن يوكي و كرو ملأتهم الجراح و صُبغت وجوههم و ثيابهم باللون الأحمر. لون الحرية.
"خذ هذا ايا الغول الملعون" قالها أحد الجنود و هو يغرس رمحه في ظهر كرو.
يوكي صارخةً بجنون و الدمع يملأ مقلتيها : كروووو. لاااا
و قامت بقتل ذلك الحارس اللعين. و لكن قائد الحراس أطلق سهما أصاب يوكي في مقتل.
يوكي ممسكة وجه كرو لن يكون عليك الذهاب الى ذاك الجحيم مجددا.
كرو و دمعه أفاض أحجار عينيه المظلمة: لللمَ يحدث ذلك!؟ ليس أنت من ينبغي أن يموت.. با ليتك لم تأتِ لاخراجي من ذاك المكان، يا ليتك بقيتِ على قيد الحياة ترتحلين بحرية في ارجاء هذا العالم.
يوكي مبتسمة: ايها الأحمق ، ألم تفهم بعد؟ لقد كنت أعيش مثلك و لكن بسجن ٍأكبر .
السجن يا كرو هو عالم من دون أناس يهتمون لأمرنا.. نحبهم و يحبوننا ، لا قيمة لهذا العالم بدون وجود هؤلاء الأشخاص.
لقد كنت حريتي طوال هذه السنوات الثلاث، عندما حررتك من ذاك السجن، كنت أحرر نفسي في الحقيقة، اسف لأنانيتي.
كرو: لقد علمتُ الان ما ذاك الشعور الذي كنت احسه عندما أنظر إلى الأطفال. كنت أشعر بالسعادة و الألم بنفس الوقت.
كنت سعيدا أنني معك، نرتحل سويا و نتقاسم كل شيء.
و كنت متألماً شديد التألم أني لم أنشأ معك كهؤلاء الأطفال.
يوكي و كرو بدموع تخالطها الابتسامة: "أنت حريتي"لقد عاش كل منهما في سجن طويل الأمد و ألتقيا معا ليكونا حرية بعضهما. و ماتا و الابتسامة تعلو وجهيهما لقد وجدا السعادة في بعضيهما💓🎻
النهاية ...