كم كان غريبا هذا الصداع الذى أشعر به اليوم وانا انقل بصرى بين الأوراق البحثية الماثلة على مكتبى والتلفاز فى أمامى بفتور شديد ينتابنى دائما عندما اكون ضحية هذا الألم ولأنى باحث متقدم اعرف تمام المعرفة ما تفعله المسكنات وتضره لذا كنت من مناصرى منعها فى بيتى وعن فتاتى الوحيدة التى هى كل ما املك الأن فى هذه الدنيا الفانية. دخلت ذات الإحد عشر ربيعا بينما انا شارد هذنى بلا تفكير معين ونقلت بصرها بين التلفاز وبينى ثم جلست على المقعد امامى متأهبة لقول شئ خطير على ما يبدو لكنها متحفظة فى ردود فعلها لكى لا ادرك ما لديها لا تعلم كم تفضحها لغة جسدها وهذا جيد بالنسبة لى قلبت التلفاز على قناة أخرى كعادتى السيئة عندما ابدأ الحديث مع أحدهم لا اعلم ما السر فى تغيير المحطة ؟ لكن الطبع غلاب :
-هل رأيت ما حدث اليوم ؟
كسرت حاجز الصمت ودخلت فى موضوعها مباشرة ! حسنا هذا مهم بدرجة خطيرة:
- لا لم ارى انا فى المكتب منذ الصباح
لم تكن تتوقع هذه الإجابة المنغلقة لكنها انتظرت قليلا ثم نفذ صبرها تماما :
- الكائن الغريب الذى ظهر فى السماء
-كائن!! اى كائن ؟
-الطائر الضخم الذى ظهر هذا الصباح
اخذت نفسا من فرط الحماسة وتابعت :-كان ضخما كالطائرة ولونه سئ ويطير ببطئ وصوته مزعج للغاية لا عجب انك لم تسمعه ؟
طوال دراستى فى حياتى عن علم الحيوان لم اسمع بهذا كائن ولا فى الديناصورات المنقرضة حتى وهى تراه فى السماء! بكل سهولة تستطيع الإستنتاج انها تشعر بالملل وتود ان تشارك بعض الوقت لكنى لو كان لدى وقت بالفعل لشاركتها اياه دون هذه الحيل القديمة :
-لا يوجد كائن كهذا إلا فى مسلسلاتك الكارتونية ربما تصورتى شيئا فحسب
-لكنى رأيته هذا الصباح-حسنا اعدك انى سألعب معك فور إنتهائى لكن لا داعى لتهويل الأمور اتفقنا
نظرت إلى بفقدان أمل وخرجت. ربما كان على ان اماطلها قليلا؟ وكعادتى من جديد قلبت القناة عشوائيا ثم بدأت انظر إلى الأوراق امامى: يا إلهى لدى ما يشغلنى عام باكمله !!
<ننقل لكم اخر صور هذا المخلوق ............>
إنتزعتنى هذه الجملة من خلوتى وشدت إنتباهى فجأة نظرت إلى التلفاز لأرى ما يحدث ثم انتقلت إلى حالة الذهول ف الذهول الشديد التام وانا اراه امامى على شاشتى يحلق كما وصفت
<لا نعلم من إين اتى ولا كم عدوانيته ولكن عناصر الجيش متأهبة لللقيام بردعه فور إظهار العنف ....>
كنت كمن أسقت فى يديه وفقد لسانه هل على ان اشاهد افلام الخيال العلمى لاحقا لأكمل دراستى أم ان هذا لازال لا يحدث حقا
<ظهور كائن كهذا بهذا الحجم يدل على وجود ما لا نعرفه فى هذا الكون وهو خطير حقا فقط إنظروا لحجم جناحيه .....>
غادرت المكتب وجلست امام التلفاز كالطفل الصغير انظر ولا زال التصديق صعبا
<أستقر على الجزيرة القريبة من المدينة المأهولة بالسكان وجارى عملية الإخلاء تأهبا لإى جديد ..........>
ازفر هواءا خانقا حارا كان على ان استمع لطفلتى حقا
<لا زلتم معنا من نشرة أخبار العاشرة صباحا مصدركم الموثوق !!!>a