مفاجأة ٣

6.3K 400 413
                                    

تسلل بهدوء و خفة القط البري على أغصان الأشجار المتشابكة....

قلبه يؤلمه حقاً و أوصاله ترتعد رغم سعادته....

فسعادته هذه قد بنيت على حطام قلب الشخص الذي كان أعز أصدقائه....

نظر بحذر نحو بوابة الكهف ليبتسم بإطمئنان عندما رأى الشعر البلاتيني الذي لطالما شغف قلبه....

دخل الكهف و وضع الأسماك التي إصطادها على صخرة ثم إتجه نحو حبيبه ليحتضنه من الخلف قائلاً :

(   لقد أحضرت لك الأسماك التي تحبها يا عزيزي....   )

تفاجئ ماركو بحبيبه يهتز بين ذراعيه و يطلق أنيناً مكتوماً ثم صوت يقول :

(    شكراً لك يا عزيزي.... أنا أحب السمك كثيراً....    )

تلاشى الوهم فجأة ليظهر آرمين مقيداً مكمماً بين ذراعيه....

صرخ ماركو محاولاً تحرير آرمين :

(   ما اللعنة....!!!!؟    )

أفلت ماركو آرمين فجأة عندما لاحظ إعتصار الحبل المسحور لآرمين أكثر و حدق مشدوهاً بجان الذي أخذ يقترب منه مشيراً بسبابته أمام وجهه بسخرية :

(    لا... لا... لا يا صديقي.... لا تحاول حتى....

فأنت تعرفني جيداً و تعرف بالتأكيد أنني لست بالصياد الذي يمكن أن تهرب منه فريسته بسهولة....    )

تمالك ماركو أعصابه و أخذ نفساً عميقاً قبل أن يثبت عينيه بعيني جان قائلاً بشجاعة :

(   آرمين لا علاقة له يا جان.... هل ستعاقبه فقط لأنه إختارني أنا....!!!!؟

إن أردت الإنتقام من أحد فإنتقم مني أنا و ليس منه فأنت تعرف مدى أهمية أي شخص من بيغاسوس لشعب تيبيروس....   )

إستعداد ماركو للتضحية بنفسه لأجل آرمين جعل الغضب يغلي في عروق جان فصرخ :

(    و هل تظن أنه إختارك لأنه أحبك أيها الأحمق....!!!!؟

السبب الوحيد الذي جعله يختارك أنك كنت أقرب أصدقائي و أراد الإنتقام مني و حسب....     )

أخذ جان نفساً عميقاً محاولاً التخلص من غضبه ثم جلس على إحدى الصخور قائلاً :

(    لكن كما تشاء.... أنت من سيدفع ثمن أخطاء كليكما.....     )

رمق جان ماركو نظرة غامضة من أعلى إلى أسفل بعثت الرعشة في قلب ماركو حتى أنه إنتفض عندما قال جان فجأة بلهجة قاسية :

(    إخلع ثيابك....     )

إتسعت عينا ماركو دهشة لكنه إرتعش عندما أشار جان بإصبعه قائلاً :

(    لا بأس.... سأفعل ذلك عنك....     )

في لحظة إختفت ثياب ماركو ليصبح كما ولدته أمه فوضع يديه ليخفي بين فخذيه هاتفاً :

Adoredحيث تعيش القصص. اكتشف الآن