صعد العروسين بالفعل لغرفتهم والتى تشبه غرف اﻷميرات فذاك المهندس أظهر أبداعه بها حقا !...
تراها ﻹول مرة بحوائطها البيضاء التى يرسم على أحداهم كالوحه فنيه وبحجم مدرج ثلاث عصفورات ذهبيه تفرد جناحيها لتوهم من تراهم كأنهم ملكات فى عالم الطيران وأنك معهم فى هذا العالم ....
بفراش ذهبى يوضع عليه مفروشات بالونين اﻹبيض والكافيه بجواره فى كلا الطرفين منضديتن ذهبتين اللون .. ومقابل للفراش أنتريه بتصميم أيطالى بالون الكافيه .. لستائر بيضاء ببراقع ذهبيه تبهرك .. وفى اعلى السرير أضواء هادئه خفيه تتقلب تلقائى لجميع اﻷلوان بسجادات أوف وايت ببعض النقوش بالونين الكافية والذهبى .. مما توحى لمن يرها بشكل عام بسحر جذاب ...
لتدلف خديجة ببطئ حامله فستانها بأندهاش هل هى غرفه أم لوحه فنيه لتبتسم بألم تحدث نفسها بأنها لو رأت هذه الغرفه بغير ذاك الوقت لحلقت فى السماء من السعاده كما تطير تلك العصافير الخلابه لتنتبه على يداه تحتضن وجهها بهدؤء مردد بخفوت وحنو شديد :
- ألف مبروك .. أقدر أعرف أيه اللى خلاكى تبكى كده
لتزيح يداه بعيدا عن وجهها ببطئ معطياه ظهرها مردد بتجمد :
- مفيش حاجه حسيت أن محتاجه بابا وماما جمبى
ليستديرها له مره أخرى بيداه قائلا بحب:
- ربنا يرحمهم .. أعتبرينى زيهم أنا بقيت دلوقت ليكى باباكى ومامتك وأخوكى وابن عمك وزوجك و
لتحدث نفسها سريعا طالعه له بأمل ورجاء " أنطقها ياحمزة .. أنطق وحبيبتك ووعدا عليا سوف أنسى تلك الصور اللعينه نهائيا وساسلم بكلمتك كميثاق .. فقط أنطقها ! فقط أسمعها لى أرجوك ! "
ليأتيها صوته مكملا بنبرة مرحه :
- وكمان مكان مى لو حبيتى ...
لتغمض عيناها فى ألم وخذلان ودموعها تنساب ببطئ
ليردد سريعا متألما لدموعها بشكل فاجئة كثيرا :
- أرجوكى متعيطش أنا بتألم لما بشوف دموعك ...
ثم رفع يداه ببطئ يمحى بها دموعها من على وجنتيها ليهبط بعدها دون شعور منه على شفتاها لتفتح عيناها قبل لمسته لها بسنتيمتر واحد لتبعده سريعا رافعه كفى يداها على صدره ترجعه للخلف قليلا ليتفاجئ بفعلتها بأندهاش مردد لها بأستغراب :
- فى أيه !
لتفرك يداها بتوتر شديد مردده بخفوت:
- مش هينفع
ضم حاجبيه مردد بأستغراب أشد :
- هو أيه إللى مش هينفع !
لتسدير سريعا بعيدا عنه والتوتر يجتاحها أكثر مردده بخفوت أشد :
- مش هينفع لإن شايفة أننا أستعجلنا فى أرتباطنا حتى فى مشاعرنا
ليجحظ بعينيه على أخر حدودهم وهو يعيد جملتها على مسامعه مره أخرى ليسرع بالوقف أمامها ممسكا نفسه بصعوبه من اﻷنخراط فى التعصب الذى لو طالها لنسف بها كليا من أمامه ليردد وهو مكز على أسنانه بقوة يلوح بكف يده بحركه ثابته أمام وجهها :
- دلوقتى ! ... دلوقتى ياخديجة حسيتى بالتسرع دلوقتى !
لترجع سريعا للخلف عدة خطوات لا تستبعد خوفها من حالته التى ظهرها للتو مردده سريعا :
- مش أنا بس أنت كمان ...
ليطيح بيده فى الهواء دليل على السخريه من حديثها ليردد بعدها بضيق :
- ياريت تتكلمى بلسانك أنتى ومتتكلميش بلسان غيرك بلاش حجج فارغه
ليسرع بأتجاة غرفة تغير الملابس صاعقا الباب خلفه بعنف شديد يكاد يقلع من مكانه من شدة الصعقه لتنتفض من مكانها بخوف وتوتر أشد مما كان يعتليها مبتلعه ريقها بتوجس وهى تجلس على طرف الفراش تبكى فى صمت على ماألت أليه اﻷمور بينهم ....
ليخرج بعد فترة قصيرة نوعا ما يرتدى تشيرت أبيض على بنطال بيتى أسود ويجفف شعر رأسه بمنشفه قطنيه بعد أن أخذ حماما دافئا يهدئ به أعصابه بدلا من أنفلاتها عليها وهو غير مرحب بتلك الفكرة نهائيا فمزال يشعر بعد حديثها الغبى هذا أن ألمها من ألمه وهو لا يستطيع ألمها !
نطق أخير بسخرية وألم وهو يراها جالسه على طرفى الفراش وأثر الدموع على وجهها :
- أيه مش هتقومى تغيرى الفستان اللى أتسرعتى فى لبسه !
لتنظر له فى ألم أشد تريد النطق بأنك وتلك الصور اللعينه السبب فيما وصلنا إليه.. بل أنت الذى غير واثق من قرارك .. بل انت الذى لم تحبنى قط كما أحببتك لتنخفض عينيها مره أخرى فى صمت وبألم وقيلة حيله تأبا التنازل عن كبريائها المتبقى لديها أمامه...
ليأتيهم صوت طرقات منخفضة على باب الغرفة ليسرع حمزة بفتحه فى غضب وضيق ليتفاجئ بشقيقته أمامه والتى فزعت من تهجمه الواضح على هيئته خاصا عندما أتاها صوته مرددا بعنف أشد :
- عوزه أيه ؟!
أرتبكت سريعا فلأول مره شقيقها يحدثها كهذا لولا حاجتها له لفرت سريعا تبكى بعتاب من أسلوبه ولكن مضطره أن تستمر فى الحديث معه مانعه بشدة دموعها من الأنسياب لتردد أخير بألم وتوتر:
- أبدا ماما قالتلى أجيب طقم خروج من عندك لسيف علشان يعنى هدوم....
قطع حديثها مرددا بأقتضاب :
- خلاص فهمت
ليوارب الباب قليلا ويذهب يجلب لها ماتريده لتلمح هى من خلال الجزء البسيط المفتوح بخديجة تبكى فى صمت ومازالت بفستانها المبلل ولم تغيره بعد ليقطع نظراتها حضور حمزة السريع أمامها حاملا طلبها فأخذته منه لتهم بشكره ولكن صوت أقفال الباب فى وجهها سبقها .. لتذهب سريعا تحاول بصعوبه بالغه عدم البكاء حتى لا يشعر سيف المنتظر لها !
ليلتفت بعد قفل باب الغرفة على صوت باب غرفة الملابس والحمام يقفل .. ليرى مكانها خاليا ليطلق بعدها زفره قويه تعبر عن غضبه المتأجج بداخله ...
بعد فترة طويله نوعا فتح باب الغرفة لتخرج فى هدؤء وتوتر ترجع خصلات شعرها الناعمه لخلف أذنها وهى ترتدى منامة شتويه نوعا ما عليها طابع لرسوم كرتونية شهيرة ليحرك عيناه تلقائيا من شاشة التلفاز الشارد فى ضوئها لموضعها يتطلع لها فى صمت ولما ترتديه ليحدث نفسه بسخرية وهو يضع جهاز التحكم بعد أن قفل جهازه وقاما بالوقوف " أخرتها توم وجيرى ! هى ليلة منقوق فى أمها من أولها "
ليتقدم فى أتجاه الفراش ليلتفت على حركة من خلفه فرأها تحضر غطاء اخر وتستعد للنوم على أريكه الأنترية ليذهب لها سريعا جاذب راسغها بغضب مردد من بين أسنانه بضيق :
- أنتى هتنامى فين
لتردد بتوتر وخفوت وهى تنظر بأتجاه اﻷريكه :
- هنا ...
ليجذبها سريعا خلفه إلى أن وقف بجوار الفراش مشير بيده عليه وهو يردد بضيق أشد :
- ده مكان نومى ونومك .. متخصمين فرحنين زعلانين متصلحين هنا وهنا بس مكانا أحنا اﻷتنين فهمتى ولا أعيد كلامى تانى ..
لتهز رأسها فى صمت وخوف تحاول تجنب غضبه الذى تراه فى شخصيته ﻷول مره ولا كانت ستصدق أحد أن حكى لها عنه..
أتجهت فعلا لطرف الفراش اﻷخر تدفس نفسها على حدوده الضئيله حتى شعرت بحركته عليه من خلفها فى وسطه..
هدؤء وثبات دام لدقائق إلى أن شعرت بزفره قويه تخرج من صدره ليعتدل جالسا من بعدها يقلع شئ ما ويرميه بأهمال فوق الغطاء عند أرجلهم ليرجع فى وضع نومه مره أخرى ولكن فى هذه المرة واضعا يده بين جسدها والفراش يجذبها ويجبرها على اﻷلتفاف له لتنصاع لقوة يداه لا أراديا لتشهق بعدها بشهقت خوف وهى ترى صدره العارى الجذاب اللعين أمامها يظهره ضوء الحديقة المتسلل لغرفتهم ليردد بعدها فى هدؤء لا يعكس نار قربها فى صدره واضعا جبهته على جبهتها :
- متخفيش أنا متعود أنام كده حتى فى البرد ... وكمان علشان تعرفى مكانك كويس وانتى فرحانه أو زعلانه ...
لتهدأ من خوفها وأرتباكها الذى أعتلها مرة أخرى فورا أستدارتها له لتشعر بعدها براحه وأطمئنان لتبدأ جفونها بالثقل طالبا الرحمه والنوم فما مرت به من أرهاق فى اﻷيام القليله الماضيه يجعله يحتاج للنوم أسبوعا كاملا بدون أزعاج ...
بعد فترة وجيزه شعر بثبوت أنفاسها وثقل رأسها على كتفه ليشدد من أحتضانها أكثر طابعا قبله مطوله على جبينها ثم أخرى على خدها ثم دفس وجهه فى شعرها الحريرى محدثا نفسه بغيظ " نامى يامتحجرة القلب .. نامى بعد أن أشعلتى فى صدرى فتيل قربك "
أنت تقرأ
معذب قلبي فى إسرائيل " حبيبتي فلتغفري لي "
Romanceأحبته بل عشقته وترعرعت عليه منذ الصغر ... أما هو لا يشعر بها بل ولا يتذكرها من اﻷساس ويحب غيرها لتجبره الظروف الطارئه بضرورة أرتباطهم ... فهل سيحبها ! بل هل ستتركه اﻷخرى لها بتلك السهوله! هذا ما سيتضح فى تلك الحلقات المتتالية لنرى ممن منهم سيفوز به...