الغربة بين ان تكون نعمة و نقمة ...

69 0 0
                                    


لكل منا حياته و مجاله الذي سلكه و مسؤوليات قبل تحملها , بعضنا قرر أن يكمل دراسته بعيدا عن وطنه و البعض استوطن البلاد ، بعضنا أكمل حياته الجامعية و بعضنا ما زال .

أتكلم هنا عن المغتربين , عن أؤلئك الذين لم ينتظروا الا ذواتهم في كل مساء , بين الجامعة و السكن و الاصدقاء حياة كل مغتريب , تزدحم تفاصيل كل يوم و لا تجد من تحدثه بها , و يثقل عليك أن تكلم الأهل , فيشعر ببعض الأسى لذاك , و يبدأ في إيجاد الحلول لتمضية هذه الأعوام الطويلة الى موعد تخرجه .

بعضهم يقرر الاستسلام و يصل مرحلة البلادة فيقل ها انا اتسكع بين المقاهي و مساكن الاصدقاء , و بعضهم يتجه إلى تكوين صداقة مع الجنس الأخر حتى ولو كانت لفترة وجيزة الى أن يمضي الوقت , و القليل من يقوم بإيجاد حلول منطقية حلول تفضي الى تحصيل الفائدة عليه و على غيره , حلول ترفع من شأنهم و تستغل أوقاتهم , و هو مصاحبة الكتب , نعم يا سادة إنها الكتب .

مجتمعاتنا اليوم تُرقي أصحاب المهن العليا في فيها كالأطباء و المهندسين ... , تتخذهم قدوة في كل شيء في معمالاتهم في ملابسهم حتى في طريقة كلامهم و هذا لا مفر منه , ماذا كسب المجتمع من طبيب لا يلتزم بمواعيده , ماذا كسب من طبيب يغش في المعاملات .....

كل ذاك موجود و لست أنفي وجود الأطباء القدوات بل هم كثر , كما أني هنا لست أتحدث عن الاخلاق و أعلمها للناس , هي محاولات من أجل ادراك المغتربين الجدد و كيفية تعاملهم مع هذه الغربة في ظل تدهورالاخلاق في المجتمعات الغربية و حتى بعض المجتمعات الغربية للاسف (على أقل تقدير ) .

الأمر كالوباء عندما ينتشر فالعلاج يكمن في شيئين الاول هو هو معالجة المرضى و الثاني هو مكافحة العدوى من خلال تطعيم الأفراد السليمة بغرض الوقاية , من بذالك كله هو القراءة .

القراءة تصقل المعرفة لدى الفرد و تجعله قادر على التعامل مع كل الافكار المشبوهة التي يطل علينا بها الغرب و الاستفادة من الجيد منها , تكسر سقف الجمود لديه , تحرره من قيود التقاليد و العادات , و ليس شرطا أن تقوم بتصحيح فكره , و لكن المؤكد ان تجعله يدرك ذلك , يدرك مدي صواب الفكرة كما هو نصيبها من الخطأ , تبقي الباب مفتوحا امام زيف الفكرة أو صحتها , تدرك أن ليس الصواب بغالبيته و لا بشهرته و لا بمن هو قائله بل هو بما يحكمه المنطق و درجة المصلحة للبشرية , على مستوى البشر , و هنا أستثني المسلمات كالقران و السنة رغم أنه لو أُغدِقَ عليك بمعرفة الحكمة ستجد أن كل ذلك منطقى و هو الاصلح للبشرية , المجتمع بحاجة الى أصحاب مهن مثقفين و لديهم الوعي الكافي لترقية هذه المجتمعات و اصلاح مافسد منها , أن تكون تلك البذرة التي قد أخذت الماء الصالح و الغذاء الجيد هو ما يعول عليه لانتاج ثمر سليم و طيب , فإما أن تجعل هذه الاوقات أجمل ما حدث في عمرك و اما أن تكون أقبح ما مررت به .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 29, 2017 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الغربة بين ان تكون نعمة و نقمة  ...Where stories live. Discover now