قضت يومها بنصف عقل .. مشغوله بشريف وكيف سيتقبل خبر فقدانه لنظره .. استغلت فترة الراحه وذهبت الى طبيب العيون المتابع لحالة شريف وهو الدكتور نبيل .. دكتور في التاسعه والخمسين ..
الدكتور نبيل : سمعت انك عملتي مجهود في علمية كابتن شريف
غاده : مش اوي يادكتور .. الحمد لله عدت على خير
الدكتور نبيل : الدكتور علي بيشكر فيكي جامد
غاده : ربنا يكرمه انا بتعلم منه كل حاجه بس قولي الحقيقه يادكتور في أمل انه يرجع يشوف تاني ؟
الدكتور نبيل : امل ضعيف جدا لا يتعدى ال5 %
غاده : بس موجود
الدكتور نبيل : مش مضمون
غاده : لو 1% يبقى موجود
الدكتور نبيل باستغراب : ايه سر اهتمامك بالحاله .. دي حادثه وكان معرض للموت اللي هو اخطر
من كل اللي هو فيه دلوقتي
غاده وهي تغير مسار الحديث : وهتبلغوه ازاي بالخبر
الدكتور نبيل : انا شايف ان احنا نقوله انها حاله مؤقته وهنستنى شويه لما جسمه كله يتعافى ونعمله عمليه ترجعله نظره
غاده : وفعلا ده هيحصل؟
الدكتور نبيل : جرى ايه يادكتوره انا لسه قايلك ان مفيش امل غير بسيط جدا جدا وكمان صعب
غاده : صعب ليه؟
الدكتور نبيل : مش هنا .. مفيش هنا الامكانيات للعمليه دي
غاده : بره طيب؟
الدكتور نبيل : اه .. بس لسه في عوامل تانيه ..
تحرك من مكانه وذهب الى مكان الاشعه وشاور لها ليفهما بطريقه عمليه اكثر انه عندما يلتئم الجروح العميقه حول العين سيتم تشخيص الحاله بدقه اكثر
غاده : اكيد هيخسر مكانه في الفريق
الدكتور نبيل : في اوقات بيبقى الدنيا كلها في كوم والصحه في كوم تاني .. زي حالته دي .. وممكن .. الله اعلم .. يتعافى بالكامل ويرجع فريقه .. بس الموضوع محتاج وقت طويل .. وخصوصا التئام الكسور وانتي اكتر واحده عارفه الحاجات دي بتاخد واقت اد ايه
غاده بتنهيده : ايوه عارفه ..
وقفت وقالت : معلش يادكتور عطلتك
الدكتور نبيل : انا تحت امرك في اي وقت
تركته غاده وذهبت ..لا تعلم لماذا يشغلها مريضها لهذه الدرجه .. وقفت امام المصعد .. دخلت ونظرت الى الارقام .. هل تذهب اليه في الطايق الموجود به ام تضغط على رقم الطابق الخاص بها !!! حركت اصبعها بين الرقمين .. ثم قررت ان تذهب اليه سريعا بحجة انها تتابع حالته ..
وبالفعل وصل المصعد لطابقه .. تسارعت دقات قلبها .. هي نفسها لا تعلم سر انفعالها هذا .. راقبت الوضع من بعيد .. تزايدت الورود امام حجرته .. وهي تسير بخطوات مرتبكه الى حجرته وجدت واحده من ممرضات المستشفى تناديها وتخبرها بأن هناك من يردها بمكتب الدكتور علي
غاده : طيب جايه
ثم نظرت الى باب حجرته التي كانت على وشك الدخول اليه .. استدارت وغيرت مسارها الى مكتب الدكتور علي طرقت ودخلت .. وجدت اشخاصا لا تعلمهم جالسين في الصالون الجلدي ومعهم ايضا طاقم العمليه بالكامل ..
الدكتور علي : تعالي ياغاده اتفضلي
غاده وهي تغلق باب الحجاره : السلام عليكم
الجميع في خفوت : وعليك السلام
الدكتور علي : الجماعه منتدبه من النادي ومعاهم مبعوث من الرئاسه .. الكل مهتم عايزين يعرفوا حالة الكابتن شريف بالتفصيل ..
غاده : اها ..
الدكتور علي : الدكتوره غاده كانت معانا في العمليات وقامت بدور كبير في انقاذ رجل الكابتن ..
قال لها احد الموجودين : اهلا وسهلا
ثم وجه كلامه الى الدكتور علي : والعلاج هيستمر اد ايه ؟
الدكتور علي : مش اقل من 6 شهور وزيهم علاج طبيعي ويمكن اكتر عشان يعرف يمشي ويجري زي الاول
واستمر الحوار بهذا الشكل .. استشفت غاده انهم ملهوفون على عودته بكامل لياقته باسرع وقت .. وليس الاطمئنان على شخص اعطى للنادي الكثير ..انتهى اللقاء .. خرجت غاده من المكتب .. عادت الى حجرتها .. أكملت عملها ومتابعة كل مرضاها .. عادت الى منزلها دون المرور عليه .. قصدت هي ذلك كأنها تريد ان تثبت انه لا يشغل بالها بالمره جالسه في المنزل مع زوجة عمها ليلا لا يفعلون شيئا .. فوزيه تتابع التلفزيون وهي جالسه بجوارها وفي يدها احدى الكتب الطبيه .. تقرأ كلمه وتذهب بخيالها بعيدا .. الى حجرته بالمستشفى .. ثم تنفض رأسها وتعيد قراءة نفس الكلمه ولكن لايوجد تركيز ولا انتباه للكلام المكتوب .. اغلقت الكتاب في ضجر
فوزيه : مالك ياغاده .. صوت التلفزيون مضايقك اوطيه شويه؟
غاده : لا ابدا ياطنط بس .. زهقانه شويه
فوزيه : مالك ياحبيبتي
غاده : مش عارفه .. بس مش عايزه ابص في كتب زهقت
فوزيه : اطلعي اقعدي مع ساره شويه او اقولك .. اطلعي هاتي عمر يقعد معانا .. وحشني ماشفتوش
خالص النهارده
غاده بابتسامه ضاحكه : اااه طالما في الاستاذ عمر يبقى مش هنام النهارده ..
فوزيه : ياسلاااام .. دانتي اكتر واحده بتتخانقي عشان تشيليه وهو كمان متعلق بيكي خالص
غاده : مانا عمته حبيبته امال ايه
فوزيه : خلاص روحي هاتيه يلا
غاده : ماشي
ارتدت زي الصلاه الخاص بها ثم صعدت غاده الى حيث ساره ومحمود .. دخلت وحملت عمر على الفور .. جلست بجوارهم ..
غاده : عارف يامحمود لاعب الاهلي شريف عبد الهادي
محمود : اه طبعا عارفه
غاده : عمل حادثه امبارح وجه عندنا المستشفى
محمود : ايوه فعلا قريت على النت الصبح الكلام ده .. ازاي بقى قوليلي
غاده : عربيه نص نقل خبطت فيه
محمود : ازاي؟
غاده : لا معرفش تفاصيل الحادثه بس اللي حصل انهم دخلوا فيه من ناحيته هو .. وهو كان جاي متخرشم خالص ..
ساره : عامل ايه دلوقتي
غاده : للأسف حالته صعبه خالص .. كسور في ضلوع الصدر ودراعه متجبس من اوله لاخره ودراعه التاني سليم الحمد لله ورجله الشمال كانت اكتر حاجه اتأثرت بالخبطه .. بس الحمد لله كل ده كان مقدور عليه لكن الاصعب من ده كله .. انه فقد نظره
شهقت ساره : ياخبر !!!!
محمود متأثرا : لا حول ولا قوة الا بالله
غاده : هو لسه معرفش .. الدكاتره خايفين يقولوله .. وأمه صعبانه عليا اوي .. من امبارح وهي في المستشفى وعماله تعيط .. والصحفيين حوالين المستشفى ومش عاييزين يمشوا .. وكله كوم واللي جايين من النادي كوم تاني
محمود : مالهم
غاده : مش عارفه جم قعدوا معانا واستفسروا عن حالته وهيخرج امتى وفي فرصه انه يرجع يجري زي الاول في الملعب .. مش عارفه هما مش خايفين عليه زي ماهما خايفين على مشاركته في الملعب
محمود : مش زي مانتي فاهمه .. دي مسؤليه عشان يرتبوا شغلهم الفتره الجايه ..
غاده : ولو .. المفروض يطمنوا عليه لانه واحد منهم
محمود : هو من بقيت اهلهم .. ده بيشتغل في النادي ده وغيابه هيأثر على ماتشاتهم .. ماتخديش في بالك هما عارفين شغلهم ..
غاده : يووووه انا نسيت نفسي وطنط مستنياني انا وعمر تحت .. اصلها بعتاني عشان عمر وحشها
محمود : خوديه ده واجع دماغي من ساعة ماجيت من الشغل
غاده وهي توجه عمر اليها : شفت ياعمر بابا زهقان منك ازاي ؟ خلاص بقى انت تيجي تقعد معايا انا وتيته تحت
محمود : واخلص انا من زنه طول الليل
غاده : ماشي ماشي احنا الكسبانين
ساره : ماشاء الله عليكوا بتقسموا التركه وانا واقفه ..
غاده بضحك : ماهو جوزك اللي مش عايزه
ساره : على كده هاجي انا كمان معاك ياعمر تحت عند تيته
محمود : اخيرا هنام على السرير لوحدي
ساره : ايييييييييييه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
محمود بابتسامه عريضه : حبيبة بابا بهزر معاكي ياسكر
ثم بعث لها قبلها على الهواء .. ضحكت غاده ووقفت : لا اسيبكوا انا بقى كده قمت بالواجب .. يلا اتخانقوا براحتكوا قصدي اقعدوا براحتكوا سلاااااام
نزلت سريعا وهي تحمل عمر وتضحك على مزاحهم اللطيف ..
نظرت الى عمر وقالت له بصوت واطي وبطريقه طفوليه : وانا بقى مش هيجي حد يهزر معايا زي ابوك وامك كده ..
ثم قبلته وظلت تقبله الى ان دخلت الشقه واعطته الى جدته ..
*******************************************
كانت في طريقها للمستشفى .. اتصلت عليها جيهان
غاده : السلام عليكم ياجيجي
جيهان بصوت باكي: وعليكم السلام ياغاده
غاده : خير يابنتي بتعيطي ليه؟
جيهان : تعرفي تيجي دلوقتي عندي في البيت؟
غاده : انا لسه رايحه المستشفى دلوقتي يا جيهان .. ينفع طيب بليل اجيلك؟
جيهان بصريخ : خلاص مش عايزه حد يجي براحتكوا
ثم اغلقت الهاتف في وجهها .. نظرت غاده الى الهاتف باستغراب .. ثم عبرت الشارع الفاصل بينها وبين المستشفى وجدت الصحفيين مازالوا بالاسفل يريدون اجراء اي حديث حول حالة الكابتن شريف .. هزت رأسها في سخريه .. لقد أصبحت حالة المرضى من المواضيع المهمه التي يتسارعون في الكتابه عنها كي يحظون بحصرية النشر .. مسكت هاتفها واتصلت على محمود .. لا يرد .. اتصلت مرات عديده ونفس النتيجه .. ادخلت هاتفها حقيبتها مره اخرى وهي تزفر في ضيق .. ارتدت بالطوها الابيض وتجولت في المستشفى تتابع عملها ..
التقت بلمياء ..
لمياء : ازيك يادودو
غاده : الحمد لله ازيك انتي عامله ايه؟
لمياء : الحمد لله .. ايه يابنتي المستشفى كلها مالهاش سيره غير على اللي عملتيه في العمليات ..
غاده بعصبيه خفيفه : يادي السيره دي .. معملتش معجزه .. على فكره لو مكنتش عملت كده كان الدكتور علي عملها .. انا متأكده هو بس بيرمي كلام ان مفيش حل غير البتر عشان يطلع الافكار من جوانا .. دي طريقته بيحب يدي فرصه نفكر مش هو بس اللي يفكر ويقرر.. واظن ده سر نجاحه
لمياء : طيب طيب بالراحه شويه بتتكلمي بعصبيه كده ليه
غاده وهي تحاول تهدئة نفسها : مش عارفه .. بنت عمي كلمتني وهي متضايقه وعايزاني اروحلها وانا كنت على باب المستشفى يادوب لسه داخله .. وبكلم اخوها مابيردش .. خايفه عليها
لمياء : طيب استأذني وروحيلها
غاده : هعمل كده لما اكمل بس المرور ولو مفيش حالات تستدعي قعادي هروحلها على طول
لمياء : اوك .. هتعدي على الكابتن
غاده بعدم اهتمام مصطنع : ان شاء الله
لمياء : يابختك
غاده : اشمعنى؟
لمياء : اصل بيقولوا الفريق كله كان عنده من شويه ومش عارفه مشيوا ولا لسه ..
غاده : انتي عبيطه يابنتي ؟ روحي روحي شوفي شغلك .. المعمل محتاجلك
لمياء : ماشي ياختي .. سلام
أجلت غاده مرورها على غرفته الى اخر الوقت .. وصلت اخيرا .. نظرت الى الغرفه بخوف ... ثم شدت قامتها واخذت نفس عميق وذهبت في خطوات واثقه .. مسكت المقبض بيد وطرقت باليد الاخرى .. ثم دخلت واغلقت الباب خلفها
**********************
كان محمود جالسا بجوار هاني يحضرون اجتماعا مهما مع مجلس ادارة شركه اخرى .. وانتهى الاجتماع على خير ..
محمود وهو خارج من مقر الشركه الاخرى : الحمد لله الامور مشيت زي ماكنا عايزين بالظبط
هاني : الحمد لله والشكر لله .. كنت حاطط ايدي على قلبي من الشرط الاخير .. قلت مش هيوافقوا
عليه .. بس ربك لما يريد بقى
محمود : فعلا .. ونعم بالله
ثم اخرج هاتفه من جيبه ليعدله من وضع الصامت .. ثم قال : ايه ده؟
هاني : ايه في ايه؟
محمود : غاده كلمتني 7 مرات .. استر يارب
هاني : كلمها طيب بسرعه شوف في ايه
محمود : حاضر حاضر
وبالفعل اتصل بها ..
************************
دخلت عليه الغرفه وجدت والدته جالسه تبكي في صمت على كرسي بجواره ويوجد شخص اخر في الناحيه الاخرى يبدو عليه الحزن .. القت عليهم السلام ثم امسكت بالتقرير الموجود على السرير
غاده : ازي حضرتك يافندم
والدته بصوت اجهده البكاء : زي مانتي شايفه يابنتي ..
غاده : الحمد لله الوضع تمام ..
والدته : تمام ايه بس.. انتي مش شايفه جسمه عامل ازاي؟
نظرت الى التقرير مره اخرى وقالت : كل القرايات والمتابعات اليوميه بتدل ان في تحسن ولو بطئ
ثم صمتت وهي تلقي نظرة على الورق مره اخيره وقات محاوله ان تلطف الجو : انا سمعت ان الفريق كله كان هنا
قالت والدته : اه جم بسرعه ومشيوا
نطق أخيرا وقال بخشونه : انتي اللي جيتيلي اول يوم
ردت عليه غاده : ايوه انا
شريف : انا بقى عايز افهم انا هخرج امتى ؟ وهشيل كل الجبس ده امتى؟ والاهم من ده كله الرباط اللي على راسي وعيني ده هشيله امتى؟
غاده : حضرتك مستعجل ليه
شريف : افندم؟
غاده : بص حضرتك علاج العظام بالذات بياخد وقت اطول من اي علاج وخصوصا اللي حصلك كسور مش شروخ حتى .. واماكن كتير .. احنا نحمد ربنا ان الموضوع خلص لحد كده .. والحادثه مكنتش بسيطه
شريف : ماقلتيش اد ايه يعني؟
غاده : مش اقل من ست شهور
شريف بحده : نعم؟
غاده : لو سمحت العصبيه مش كويسه عشانك .. ساعدنا عشان العلاج يكمل مظبوط
والدته : اسمع كلام الدكتوره يابني ..
شريف : والزفت اللي على راسي ده هيتشال امتى
حاولت غاده الهروب من الحديث في تلك المنظقه : والله مش انا للي احدد ده دكتور العيون .. مش اختصاصي
شريف بخضه : عيون؟ عيون ايه؟ انتوا مش رابطين راسي عشان اتعورت فيها هي كمان؟ ولا
بتضحكوا عليا؟
علمت غاده انها تجاوزت في الكلام .. وانها اباحت بالسر الذي يخفيه الجميع عنه .. لم تسطع الرد .. وضعت يدها على فمها وهي تراه يصرخ فيهم جميعا
شريف : ساكتين ليه ماتفهوني عيني جرى فيها ايه
بكت امه بصوت عالي .. ولم تستطع هي الاخرى ان تكم صوت بكاءها .. امسك به صديقه من يده
السلميه لكي يهدئ من روعه ..
صديقه : اهدى ياشريف ماينفعش اللي بتعمله من ساعة مافقت ..
شريف : يارامي ماهو حد يفهمني عشان اهدى
غاده : عايز تفهم ايه بالظبط ..؟
شريف وهو يلهث : انا فيا ايه؟ جرالي ايه؟ انطقي
رامي : بالراحه ياشريف مش كده
غاده : حضرتك اتصبت في اماكن كثيره وده اختصاصي وممكن اشرحلك بالتفصيل حالتك .. انما
حالة العيون مش هقدر اتكلم فيها .. ممكن ابعتلك لادكتور المختص يشرحلك .. بعد اذنك ..
ذهبت غاده سريعا الى الدكتور نبيل واحضرته الى غرفة شريف .. شرحت له ماذا قالت هي له .. وترجته ان يهدأه لانه في حاله صعب ان يتناقش معه احد فيها
دخل الدكتور نبيل مع غاده الى الحجره وجدته كما تركته يصرخ وصديقه ممسك به ..
الدكتور نبيل : كابتن .. كابتن لو سمحت ممكن تسمعني
شريف : انت مين؟
الدكتور نبيل : انا دكتور نبيل .. دكتور العيون
شريف : ايواااا .. فهمني بقى يادكتور العيون .. في ايييييييييه؟
الدكتور نبيل وهو يوجه كلامه لوالدته : لو سمحتي يافندم قوليله يسكت عشان يسمعنا مش هينفع كده
والدته : يابني اسمع كلام الدكتور ..
شريف : ماتقول يادكتور
شرح له الدكتور نبيل حالته ولكن دون ان يتطرق الى ضعف الامل في اعادة نظره .. فقط قال له انه
يوجد كسر بسيط حول عظمة العين وانهم ينتظرون لان يشفى تماما منه وبعدها يجرون له عملية بسيطه في عينه تعيد له نظره من جديد ..
الدكتور نبيل : حضرتك بس لازم تعرف انها مسألة وقت مش أكتر ..
هنا رن هاتف غاده .. فتحت الخط على الفور
غاده : الو ايوا يامحمود .. ثانيه واحده خليك معايا
ثم استأذنت من في الحجره جميعا وخرجت تتحدث بالخارج
غاده : ايوه يامحمود انا اتصلت بيك كذا مره
محمود : كنت في اجتماع مهم وقافل صوت التليفون
غاده : جيهان كلمتني وكانت منهاره خالص .. كانت عايزاني اروحلها بس انا مش هقدر انا لسه في
المسشفى .. ماتعرفش تروحلها انت تشوف مالها
محمود : لا مش رايحلها دي بتدلع اكيد ..
غاده : حرام عليك يامحمود بتدلع ايه بس
محمود : ماهي اتصلت بيا قبل الاجتماع وقال ايه عايزاني اسيب كل اللي في ايدي واروحلها جري ..
لعب عيال
غاده : طب مش انت خلصت روحلها بقى دلوقتي
محمود : والله لو ينفع كنت روحت بس ورايا مشوار تاني مهم لازم اروح اخلصه بنفسي
غاده : والحل هتسيب اختك كده واحنا مش عارفين مالها ..
محمود : كلميها طيب اطمني عليها وطمنيني
غاده : انت مأموص منها ولا ايه؟ وبعدين انا كلمتها قفله تليفونها
محمود : طيب انا هتصرف
غاده : هتعمل ايه قولي الاول
محمود : مش عارف لسه .. انا فعلا مش فاضي ..
غاده : هاني عندك طيب
محمود : اه
غاده : فاضي ولا وراه حاجه هو كمان
محمود : لا مفيش حاجه تبع الشغل .. بس هو هيعمل ايه يعني؟
غاده : خليه يعدي على ساره ياخدها ويروحوا لجيهان .. وخليها تسيب عمر عند مامتك
محمود : فكره كويسه .. طب سلام وانا هرتبها
غاده : سلام
انهت المكالمه .. ثم وجدت الدكتور نبيل يخرج من حجرة شريف
غاده : ها يادكتور .. بقى اهدى دلوقتي؟
الدكتور نبيل : اهدى ايه بس ؟ ده خلقه ضيق اوي .. واضح ان الكوره بتخليهم فاهمين ان الناس
بتشتغل عندهم ولا ايه؟
غاده : لا لا يادكتور ماتظلموش هو بس متفاجئ من ظروفه دي .. بصراحه حقه ده فجأه لقى الدنيا ضلمه ومش شايف اي حاجه
الدكتور نبيل : طبعا طبعا ..
غاده : ادعيلي انا بقى اللي هيشوط فيا كل يوم
الدكتور علي : اه بدل ما يشوط الكوره هيشوط فيكي انتي
غاده بضحك : اه مكتوب عليا .. الدكتور علي هيشرف من بعيد بس انا اللي هتابعه يوميا ..
الدكتور نبيل : الله يعينك عليه
غاده : اللهم امين
تركها واقفه امام الحجره .. نظرت اليه من خلف الزجاج .. وجدته يتحسس الرباط فوق رأسه بيده ..
لاول مره تتأثر لهذه الدرجه من اجل مريض .. والدته يبدو عليها الطيبه الشديده والصلاح .. والشخص الاخر الذي يدعى رامي كما سمعت شريف يقول له .. لا تعلم ان كان صديقه او اخيه .. ولكن ماتراه هو جو من الحزن الشديد داخل الحجره .. جلست على كرسي من الكراسي الموجوده بالردهه امام الحجره .. وضعت يدها امام صدرها
وارجعت رأسها الى الخلف ..
وقالت لنفسها : يارتني اتخصصت عيون كان زماني قدرت اديله الامل انه
هيشوف تاني ..