الفصل الرابع والثلاثون ج١

11.8K 282 4
                                    


" الدكتور خالد"
نطقتها آمال .. شهقت أمنيه وجحظت عينا أماني وابتسمت إيمان بسعاده ..
أمنيه : الدكتور خالد مين ؟ خالد ده ابن عمة آبيه شريف؟
امال : هو بعينه
صفقت بيدها في فرحه : الله ياماما على الاخبار الجامده
أخمدت أماني بركان السعاده والفرح في قلبها وبدت صامته صامده أمام هذا الخبر الذي كان بإمكانه أن يجعل أماني الهادئه العاقله أن تنقلب رأسا على عقب في لحظه
إيمان : بصراحه عريس ممتاز
امال : هو راح كلم شريف .. والهام لسه مكلماني من شويه
إيمان : إيه رأيك ياأماني؟
نظرت لها أماني في صمت ولم ترد
أمنيه بنظرة ذات معنى: ودي فيها رأي ... عريس على الفرازه
آمال : وهو حد سألك رأيك .. اتكتمي انتي
إيمان : لا ياماما المره دي أمنيه عندها حق .. خالد ماشاء الله عليه راجل محترم .. أحسبه على خير
آمال : ساكته ليه ياأماني .. قولي بيت شعر انتي كمان زي أخواتك
لاحت على شفتيها إبتسامه أخفتها سريعا وقالت : إنتي إيه رأيك ياماما
آمال بخبث : رأيي؟؟ انتي كل مره يجيلك عريس تقولي لا لما أخلص كليتي الاول.. اشمعنا دلوقتي .. وانتي لسه ماخلصتيش وبتقوليلي ايه رأيك ياماما!! يبقى أنا كده عرفت رأيك ..
أماني بحرج : قصدك إيه ياماما؟ أنا ماقلتش موافقه أنا سألتك رأيك
آمال : طيب أنا رأيي من رأي إخواتك . انما انتي لو ليكي رأي تاني .. ممكن أقولهم هي مش فاضيه غير لدراستها ولا أقولهم أحسن انك مش موافقه وخلاص عشان أريحهم ومخليهمش يستنوا
نظرت أماني لأمنيه كي تنجدها
قالت أمنيه سريعا : إيه ياماما الكلام ده .. هي أكيد موافقه
آمال : موافقه ياأماني
نظرت أماني لوالدتها .. وقالت أخيرا : أيوه
أمنيه : لولولولولييييييي
ابتسمت آمال وشعرت براحه من قلبها وأقبلت عليها إيمان .. باركت لها وقبلتها .. تركتهم أماني ودخلت حجرتها بحجة المذاكره ..
وقفت أمام المرآه .. وضعت يدها على وجهها .. أحقيقي هذا؟؟ هل فارسها وحبيبها يطلب يدها ؟ هكذا بمنتهى البساطه وفي لمح البصر يتحقق حلمها ؟ نعم هذا ثمار دعواتها على مدار السنين .. لم تكن تدعي بخالد زوجا لها .. بل كانت تدعي يارب ان كان خالد فيه خيرا لي فاقسمه لي زوجا .. يعينني على طاعتك وأعينه انا الاخرى .. يكون رضاه سببا في دخولي جنتك .. نعم بالتأكيد هذا نتاج الدعوة الصالحه .. توجههت الى الصلاة لربها تشكره على استجابته لدعواها .. دخلت عليها أمنيه .. كانت ساجده .. طالت سجدتها .. قامت وانهت الصلاه
نظرت لها أمنيه في سعاده واعجاب ..
جلست أمنيه جوارها واحتضنتها بشده : مبروك ياأماني
أماني : الله يبارك فيكي ياحبيبتي ..
أمنيه : انتي على طول كده تفرحي تزعلي الاقيكي بتصلي
أماني : طبعا ياأمنيه .. الراحه في السجود والكلام مع ربنا مافيش بعدها راحه ..
أمنيه : ربنا يتقبل منك ويارب ابقى زيك
أماني : يارب تبقي أحسن مني .. بس عارفه ياأمنيه انا لسه مش مصدقه نفسي .. بجد اللي سمعته من ماما ده
ضحكت أمنيه : أيوه ياجولييت .. وأتاري روميو موحوح على آخره
أماني : إيه موحوح دي يابت احترمي نفسك
أمنيه : فاكره لما عرفت انك بتحبيه
أماني بغيظ : فاكره ياختي فاكره
أمنيه بضحك : كنتي ساعتها فاكره ان محدش شايفك .. هو كمان مكنش شايفك وكنتي جايه من بيت خالتو وطالعه بره في الجنينه عندهم انا بقى كنت في المطبخ تحت وشفتك على اول السلم وانت واقفه بتبصي من الباب المفتوح وعينك فيها نظره غريبه
أماني : وبعدين
أمنيه : فضلت متنحه بقى أماني الجد اللي مابتهزرش واللي منكده علينا عيشتنا كله حرام حرام .. ممكن تحب ؟
أماني : ها يام لسان أطول منك
أمنيه : بس انتي ايه ماخدتيش في ايدي غلوه .. اول ما واجهتك ياعيني اتوترتي وقولتيلي في حد غيرك شافني وكان باين عليا ولا لأ .. بجد انتي غلبانه اوي .. بس تصدقي دي اول مره اتكلم عن الموقف معاكي وانتي ماتضربنيش زي كل مره
أماني : انا كنت غلطانه بردو
أمنيه : ازاي؟
أماني : انا اه كنت بحبه .. بس كان المفروض أغض بصري ومابصلوش كده لان ده مدخل للشيطان
أمنيه وهي تضرب رأسها : الشيخه ايمان رجعت تاااااني
أماني : يارب يغفرلي نظراتي ليه
أمنيه : ماتكبريش الموضوع .. خلاص الراجل هيبقى جوزك وابقى بوصيله براحتك ..
أماني : الله المستعان
أمنيه : بس حماتك دي شكلها كده يعني ..
أماني : شكلها ايه؟
أمنيه : مش عارفه بس حساها غير طنط هدى اللي عارفنها .. أول ما جت وبقت حماتك .. حساها بقت تقيله على قلبي ..
هنا سمعوا آمال وهي تدخل عليهم وتقول بصوت صارم : أمنيه !!!
انتفضت أمنيه من مكانها : خضيتيني ياماما
آمال : ايه الكلام اللي بتقوليه لاختك ده؟
أمنيه : انا بقول اللي حسيته
آمال : طب قومي بلاش قلة أدب .. ماينفعش نتكلم عن واحده كبيره بالشكل ده وماينفعش نتكلم عن اي حد من وراه من اصله ..
أمنيه : حاضر .. انا هسيبها واقوم خالص
آمال وهي تجلس عى سرير أماني بعد أن غادرت أمنيه الحجره ..
آمال : ماتسمعيش كلام البت اختك دي بيتهيألها حاجات
أماني : طب هي ليه قالت كده؟
آمال : يعني هي كان نفسها تخرجي بشعرك ويشوفك بلبس تاني .. يعني حاجه عبيطه ماتاخديش في بالك .. ايمان قالتلها بالذوق انه حرام وهي ماعترضتش
أماني : طيب الحمد لله
****************************************
شريف : تصدقي ياماما طلع عندك حق
الهام : في ايه ياحبيبي؟
شريف : لما قولتيلي آخد بالي من غاده ..
الهام : ااه .. وعملت زي ماقلتلك؟
شريف : اه والنتيجه ميه ميه
الهام بسعاده : ربنا يسعدك انت وهي يارب ويقومهالك بالسلامه .. ماهو من ساعة ماقولتلي انها متغيره ومتعصبه وحالتها متغيره بين كل ثانيه والتانيه قلتلك ان الحمل بيغير موود الست بطريقه محدش يقدر يفسرها .. كان لازم تفوتلها وتستحملها .. ولازم تحتويها عاطفيا عشان تحس انك مش هاملها لمجرد انها حامل وماينفعش تقربلها .. ياريت كل الرجاله يفهموا الموضوع ده .. الدكتوره لما بتمنع الرجاله في اول الحمل مش معني كده انها بتمنعهم من كل حاجه .. لا بالعكس .. دي أهم فتره الست بتحتاج تسمع فيها كلمه حلوه وحضن حنين من جوزها عشان يدعمها ويسندها في حملها .. ده الحمل ده شئ مايتحملهوش الراجل نفسه .. مش ربنا قال " وهنا على وهن " ربنا يعينها ويقدرها .. بصراحه انا معجبه بإرادتها الفولاذيه .. ماشاء الله عليها حامل وشايفه شغلها ومذاكره .. وانت قدامي اهو سعيد معاها .. حافظ عليها ياشريف واوعى تزعلها
شريف : ايييه كل الشعر فيها ده .. هو مين اللي جوزها انا ولا انتي
ضحكت الهام .. ثم رن هاتفها ..
الهام : السلام عليكم ياآمال – الحمد لله احنا كويسين انتوا عاملين ايه والبنات كويسين- ايه ياستي اليومين عدوا – والله – الف مبروك ياآمال – خلاص هبلغهم – عقبال أمنيه – مع السلامه
خالد : ايه ياأمي أماني وافقت مش كده
لآمال وهي تضع الهاتف أمامها : أيوه
خالد : هكلم اللي هيبيض على نفسه ده وأقوله
أمسك هاتفه واتصل على خالد
رد خالد من أول رنه وقال بلهفه : الو
خالد : ايوه ياخا... ايه ده مين معايا؟
خالد : انا خالد ياشريف .. ايه يابني مانت اللي متصل
شريف : اااه خالد ابن عمتي ازيك ياخالد معلش اصلي كنت متصل بواحد صاحبي تاني اسمه خالد بردو .. اتلخبط معلش
خالد بحزن : اه .. حصل خير
شريف : ازايك وازي عمتو
خالد باقتضاب : كويسين
شريف : طيب مش عايز حاجه
خالد بعد برهه من الصمت : شريف .. محدش رد عليك؟
شريف متصنعا عدم الفهم : محدش رد عليا في ايه؟
خالد : انت نسيت ولا ايه؟ مصيبه لا تكون نسيت تقولهم اصلاَ!! بكلمك على أماني اختك ياسيدي
شريف : اه اه .. لا قولتلهم يامعلم .. بس انت عارف الناس لازم يسألوا عليك عشان يتطمنوا الاول
خالد : يسألوا عليا؟؟ انت هتجنني ؟ على أساس إنهم مايعرفونيش ولا ايه؟
شريف : اه صحيح هما يعرفوك
خالد : يخربيتك .. لتكون قولتلهم على خالد تاني
شريف : لا يعم ماما قالتلهم شريف ابن عمتي
خالد بنفاذ صبر : يعني محدش رد ؟
شريف بتنهيده : بص ياخالد انت عارف ان عدم الرد والتزام الصمت في المواقف دي معناه الرفض من الطرف التاني ..
خالد بصوت غير واضح : موافقتش!!!!!
شريف : بتقول ايه ياخالد؟
خالد وقد شعر بالألم يغزو قلبه : ماوفقتش عليا ياشريف؟
شريف : كل شئ قسمه ونصيب ياخالد
ثم صمت قليلا وقال : وواضح انها من نصيبك ياخلود
خالد : الحمد لله قدر الله وماشاء فعل .. ايه ؟ انت بتقول ايه؟
شريف بضحك : بقول انها من نصيبك .. وافقت يابرنس هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
خالد بغضب وصوت عالي : اومال ايه اللي انت قلتله ده ياحيوان انت
خالد بضحك : ايه ياعم بعيش عليك شويه .. بس انت فيصت مني خالص
خالد : والله ياشريف لما اشوفك بس هطلع *&^%$#$
شريف : بتشتمني .. طب مش هجوزك أختي
خالد : اسكت بدل مااعملها معاك .. المهم قولي التفاصيل
شريف : تفاصيل ايه .. بقولك وافقت .. خالتو اتصلت وقالت لماما انها موافقه .. فاضل حضرتك تحدد معاد وتروح تزورهم انت والست الوالده
خالد : خلاص اطلع انت منها .. ومن امي ليهم على طول
شريف : ندل ..
خالد : انا اللي ندل !! بردو ليك علقه بس لما اشوفك
شريف : خلاص سماح ياعريس
خالد بسعاده بلقبه الجديد : الحمد لله .. الحمد لله
شريف : طيب ظبط أمورك وابقى قولي الجديد
خالد : ان شاء الله .. سلام
شريف : سلام
آمال : والله انت مفتري .. نشفت ريقه
خالد : ماجيش جنب رامي واللي كان بيعمله فيا زمان
ثم وقف وقال : هدخل أشوف غاده اللي بقالها ساعتين في الأوضه مش عايزه تخرج دي
كانت مدفونه- بالمعني الحرفي للكلمه- وسط أوراق وكتب وصور آشعات وكمبيوتر مفتوح .. تتنقل ببصرها بينهم ... دخل عليها ولم تشعر به ..
شريف : غاده
انتفضت عندما سمعت صوته : شريف !! خضتني
شريف : انتي مازهقتيش ؟
غاده : زهقت من ايه .. ده كل الوقت ده مايكملش صفحتين في الرساله
شريف : طيب ماتعبتيش ؟
غاده : لا لا
ثم قالت وهي تفكر : لازم ماقفلش النهارده الا لما اوصل لآخر الفصل ده .. لاااااازم
شريف وهو ينظر لساعته : طيب انا هخرج شويه
غاده : ماشي ماشي
قبل رأسها وقال : مش عايزه حاجه؟
نظرت له غاده وقالت : بصراحه اه
شريف : أؤمريني
غاده : نفسي في حرنكش
شريف بضحك : حرنكش ؟؟؟
غاده : بتضحك على ايه ؟ هو انا اللي عايزه؟ ده ابنك
شريف مازال يضحك : حاضر حاضر .. مش عايزه حاجه تانيه .. عصير قصب تحبسي بيه بعد الحرنكش مثلا
غاده وهي تضربه بورقه معها : لا هات عرقسوس ياخفيف

خرج من حجرة المكتب .. ثم خرج مع أصدقاءه ..
**************

اتصلت هدى على امال واتفقت معها على ميعاد لطلب يد أماني .. ذهب خالد وهدى اليهم .. جلسوا مع أمال .. جاءت أيمان بالعصير وبعض الحلويات .. طال الوقت وعينا خالد لم تفارق مدخل الصالون منتظر ظهور أماني .. لاحظت امال نظراته فاستأذنت منهم لتحضرها
دخلت عليها الحجره وجدتها بزي الصلاه جالسه على الأرض وتتلو بعض الأذكار ..
امال : ايه يا أماني الناس بقالهم ساعه بره
اماني : معلش ياماما كنت بستخير لاخر مره
امال وهي تنظر لملابسها : وانتي لسه مالبستيش؟؟
اماني : لا ياحبيبتي انا لابسه تحت لبس الصلا
امال : طيب يلا اقلعيه بقى
خلعت أماني زي الصلاه
قالت امال باستنكار : هو ده اللي هتقابلي بيه عريسك؟
اماني وهي تنظر لملابسها : ايه ياماما وحش؟
امال : لا مش وحش . هو أجدد حاجه عندك اه بس .. واسع خالص ولبس خروجك مش لبس تقابلي بيه خطيبك
اماني : ماينفعش ياأمي البس ضيق قدامه الا لما يكون فيه علاقه شرعيه .. الرؤيه فيها الوجه والكفين بس
امال بتنهيده : انا عارفه اني مش هوصل لبر معاكي .. اطلعي وربنا يكتبلك اللي فيه الخير
دخلت عليهم أماني وهي تنظر أرضا .. وقفت هدى وسلمت عليها .. جذبتها أمال من ذراعيها بخفه الى المقعد المجاور لخالد .. ودت أماني لو اعترضت ولكنها ارتاحت لمجاورته .. وبعدها جاءت أمنيه وايمان مره اخرى– وعن قصد- تجمع كل من هدى وامال وامنيه وايمان في مكان اخر وتركوا لهم الصالون يتحدثوا فيه
هدى : ايه ياامال ده؟
امال: في ايه؟
هدى : مغطيه شعرها ليه؟ ولابسه واسع اوي
امال : ماهو هو ده لبسها في العادي ياهدى مانتي عارفاها
هدى : أيوه بس .. المفروض خالد جاي يتقدملها يعني تطلع قدامه بشعرها او تلبس عبايه مخصره على الاقل .. بنتك جسمها حلو مش مليانه عشان تتدارى
إيمان بأدب : أيوه ياطنط فعلا بس شرعا لا يجوز غير انه يشوف وجهها وايدها بس ..
ثم ابتسمت وقالت : بعد العقد بقى يشوف براحته
كانت أمنيه تنظر الى هدى شذرا فقد ضايقها أن تتحدث عن أختها بهذه الطريقه
هدى : بصي ياآمال .. انتي عارفه خالد خلاص هياخد الدكتوراه باذن الله كمان شهر ولا شهرين .. هو كان مستعجل يجي يخطب أماني وأنا الصراحه كنت عايزاه يستنى لما يخلص المناقشه بس هو مصر .. قلت نلبس شبكه دلوقتي ونكتب ونعمل فرح بعد ما ياخد الدكتوراه
آمال : أيوه طبعا عندك حق لازم يركز تفكيره في الرساله الاول
هدى : قوليله ياحبيبتي .. هو مستعجل يكتب قبل الرساله بس انا بقوله استنى لما تخلص وراكب دماغه
آمال : اللي فيه الخير يقدمه ربنا
ولكن عند العروسين ...
كانت أماني تتحاشى النظر اليه وهي تنظر الى الأسفل ..
قال خالد : انتوا شارينها جديد؟
نظرت له مستفسره : هي ايه؟
خالد : السجاده .. اصلي شايفك بصالها كتير
ابتسمت ونظرت لها مره اخرى
خالد هامسا : لو عاجباكي اوي كده اجيبلك واحده زيها في شقتنا ان شاء الله
تعالت دقات قلبها وتوترت عندما قال جملته الاخيره .. اغمضمت عيناها كي لا تفضح الحب فيها فركت في يدها من فرط سعادتها
خالد بحنان : عامله ايه في الكليه ؟
أماني : الحمد لله
خالد : لسه زعلانه من آخر مره شفتك فيها؟
أماني وهيتهز رأسها : لا أبدا حصل خير
خالد : انا مافهمتش ساعتها قصدك بس لما عدت كلامك تاني في وداني عرفت اني كنت غلطان وانك انتي اللي كنتي صح
أماني : شكرا
خالد : عايزك بس تعرفي ان الدافع اللي خلاني اعمل كده اني كنت عايز اكون معاكي بأي طريقه
أماني : بس دي مكنتش الطريقه المناسبه
خالد بابتسامه : عارف .. وعشان كده جيت اشوفك بالطريقه الصح
ابتسمت أكثر في سعاده وفضحتها عيناها بالحب .. أخفض رأسه وأمالها قليلا كي يراها و يصل الى معنى نظرتها التي تخفضها للأسفل.. رفعت رأسها قليلا وجدته محدقا بها وبعينيها .. زاد توترها وعادت للأسفل من جديد
خالد بضحك : دي رؤيه شرعيه على فكره .. حلال حلال حلال .. يعني بصيلي واتكلمي براحتك وانا ياستي هبص الناحيه التانيه عشان ماتتكسفيش
رفعت نظرها قليلا وقالت : لا خليك براحتك
ثم قالت وهي تحاول ان تحث نفسها على الكلام : هي رسالتك هتناقشها امتى؟
خالد : ان شاء الله قدامي شهر كده او اكتر لسه الدكتور محددش
أماني : ربنا يوفقك
عاد الصمت مره اخرى ..
قال خالد اخيرا : أماني .. لما عرفت انك وافقتي .. كنت مبسوط اوي اوي وحسيت اني لما اجي هقولك كلام كتير اوي .. بس نسيت كل حاجه لما دخلتي دلوقتي .. عايزك تعرفي ان في قلبي كلام كتير اوي ليكي من زمان .. من زمان أوي
لأول مره تنظر له مدة حديثه كلها .. نظرت له باستغراب .. هل ما يقوله حقيقا ؟ " في قلبي كلام كتير اوي ليكي من زمان" ؟ هل يشعر بها ويحبها منذ الصغر مثلها ؟ لم ترد عليه واكتفت بجمود وجهها من كلامته
كررت دون اراده منها : من زمان أوي ؟
خالد : أيوه من زمان .. من وانتي صغيره .. كنتي هدف ليا ..زي ماكنت عايز اخد البكاليريوس كنت عايز اخلص عشان أوصلك .. بس مقدرتش اكتر من كده .. مش هستنى لما اخلص الدكتوراه كمان .. لازم تكوني معايا وانا بناقشها .. عايزك زي ماكنتي خافز ليا من غير ماتحسي .. تكوني حافز ليا وانتي على اسمي ياأماني ..
فجأه دمعت عيناها من فرط سعادتها وقالت عيناها كلام دون أن تتكلم هي قالت عيناها : من غير ماأحس ؟ خالد انت اللي مش حاسس بيا .. انا بحبك من زمان .. مش عارفه قبل ولا بعد حبك ليا .. بس انا كمان بحبك من غير ما ابين .. بحبك وحبك بيزيد في قلبي وانا بحاول اخبيه عشان يبقى ليا انا بس .. لما كنت بشوفك كنت بحس اني أسعد واحده وعمري ما هبقى مبسوطه اكتر من شوفتك .. مكنتش اعرف ان حبي ليك هينتهي بقربك مني وطلبك لإيدي .. ياااه انت كمان بتحبني ؟ بجد مش مصدقه ياخالد .. ياخالد .. ياخالد .. حتى مكنتش بقدر اقول اسمك في خيالي بيني وبين نفسي .. كنت غريب عني وبحس انه حرام حتى اتجمل في شكلك .. بس دلوقتي ولما بقيت خلاص باذن الله هتبقى حلالي .. هقول خالد خالد خالد لحد ما قلبي يقف من فرحته
نظر لها وهي تبكي وقال قلقا : بتعيطي ليه دلوقتي؟
قالت أماني بتلقائيه : فرحانه
اتسعت ابتسامة جدا وقال : بجد ؟ فرحانه ان احنا هنتجوز
أحرجتها كلمته ولم ترد برد ضحكت برقه ونظرت للأسفل وهي تمسح عبراتها بأصبعها .. أخرج لها منديلا من جيبه وقال : اتفضلي
أخذت منه المنديل وقالت : شكرا
طبقته ولم تستعمله .. قال لها : امسحي دموعك
قالت وهي تبتسم : تؤ ..
لم يفهم ما تقصد .. فقال : بصي .. ايه رأيك نكتب قبل المناقشه ؟
أماني : مش هتتعطل ؟
خالد : أبدا .. مش قولتلك هتبقى حافز ان شاء الله
ثم قال : ايه رأيك؟
أماني : زي ما ماما تقول
خالد : زمان ماما بتقولها دلوقتي .. وان شاء الله هتوافق .. بس المهم عندي رأيك ..
ثم قال بهمس : بس ماتعرفيش قد ايه فرحتك دي أثرت فيا أوي .. انا كنت فاكر انك وافقتي عليا كده وخلاص .. مكنتش عارف انك هتفرحي .. بس عمر ما فرحتك هتبقى اد فرحتي .. انا فرحان بيكي اكتر من اي حد في الدنيا
ضمت شفتيها محاوله ان تكتم فرحتها التي قد تترجم الى عبرات مره اخرى .. ضحك هو وقال : خلاص مش هقول تاني .. بس بصيلي وكملي كلام
هنا دخلت أمنيه وقالت : ازيكوا عاملين ايه
خالد : اهلا أمنيه أزيك؟ عامله ايه في الثانويه؟
أمنيه : هو انا هفضل كده كل ما حد يشوفني يقولي ثانويه ثانويه ؟ هو تار ياجدعان هيفضل لازق فيا
ضحك خالد وقال : اه هيفضل كده لما تخلصي وتدخلي الكليه
أمنيه : يارب
خالد : طب ايه؟
أمنيه : ايه ؟ اااااه ايه.. لا مش بمزاجي ده انا مبعوته من الحجه والحجه اللي بره بيقولوا كفايه رغي كده وتعالوا اقعدوا معانا بره
خالد : بقى هما قالوا كفايه رغي؟ أسألهم؟
أمنيه : لا لا لا ارجووك انت عايزني ابات في الشارع النهارده؟
خالد : طيب اطلعي قوليلهم .. دخلت ملقيتش حد جوه .. وماتجيش تاني
أمنيه : ااااه هي بقت كده
خالد : اه كده ونص ..
أمنيه : الله يسهلو
أماني : عيب كده ياأمنيه
أمنيه : انتي كمان ياأماني .. طب بس بقى ده انتي أسرارك معايا .. تحبي أقول لآبيه خالد على كل حاجه
خالد : حاجة ايه ؟
برقت أماني لأختها بشده ..
أمنيه : حاجات هتبسطك أوي.. كلها عنك
أماني وهي تكاد تبكي : بقولك عيب ياأمنيه كده
أمنيه : خلاص .. اسفه انا همشي
خالد : لا لا خليكي قاعده قوليلي بس في ايه
ضحكت أمنيه : لا ياسيدي لو قعدت أكتر من كده هتقتل .. خليها هي اللي تقولك
وتركتهم وخرجت
نظرت أماني لها وكانت ملامحها تشف عن غضب مخلوط بخجل
فقال خالد بخبث : هو انتي كمان من زمان أوي ؟
أماني : ماتصدقش أمنيه دي عيله وبتقول أي كلام
لم يصدقها فتصنع الحزن وقال : ايه ده بجد؟ وانا اللي فرحت لما فهمت كده
نظرت له برجاء كي يتراجع عن حزنه ولكنها فوجئت به يبتسم لها ففهمت لعبته .. لم تشيح بوجهها ولكن ردت له الابتسامه
قالت : ممكن نطلع لهم ..
شعر خالد بحرجها البالغ والموقف الذي وضعته أمنيه فيه فوقف وقال
خالد : ماشي ..
وقفت فأفسح لها الطريق لكي تعبر قبله .. حاولت أن تسير وهي بعيده عنه .. لم تفارقها عينيه .. الى ان جلسوا مع الباقيين في الخارج
*****************
وفي السياره في طريق الرجوع
قال خالد غاضبا : ليه بس كده ياماما .. انا اتفقت معاها ان كتب الكتاب هيكون قبل المناقشه
هدى : حد قالك تتفق معاها .. الاتفاق بين الكبار
خالد : ايوه بس احنا متفقين قبل ما نروحلهم .. يبقى كان من حقي اتكلم مع خطيبتي وافاتحها في الموضوع ده ..
هدى : امال كمان موافقاني . يعني احنا الكبار شايفين مصلحتكوا عنكوا
خالد : هتقول عليا ايه دلوقتي .. مش قد كلمتي وعيل
هدى بغضب : ما تنشف كده وماتعملش حساب لكل رد فعل.. هتتجوزها ان شاء الله في الاخر كل دي مواقف صغيره وهتعدي
خالد : هتعدي اه بس هتسيب ذكرى وحشه عندهم ياماما
هدى : خلاص قفل على السيره دي وسوق وانت ساكت

************************
مر الشهر وحصل خالد على الدكتوراه أخيرا .. بعدها تم الاتفاق على حفلة العقد في أجازة منتصف العام .. الحفل تم في بيت والدة أماني في الزقازيق .. حفل عائلي بسيط .. حضرة شريف وغاده التي انتفخت بطنها قليلا .. والهام .. وبعض الاقارب والقليل من أصدقاء العروسين .. ومر اليوم في سعاده على كل الاطراف .. قدم شريف وغاده لأماني هديه عباره عن طقم رقيق من الذهب الأبيض قرط وسلسله .. ودعوا لها بالسعاده ..
أصرت امال على الهام ان تبيت معها أسبوع في بيتهم ولبت الهام طلب اختها
وفي طريق العوده لغاده وشريف
نظرت غاده لشريف وقالت : فاكر يوم العقد بتاعنا ؟
شريف وهو يمسك يدها : انا فاكر كل لحظه عشتها معاكي ياحبيبتي
ثم وضع يده على بطنها وقال : هتروحي للدكتوره امتى؟
غاده : بعد أربع أيام ..
شريف : وهتقولك المره دي؟
غاده : باذن الله .. هي قالتلي ان المره دي هتعرف
شريف : انتي نفسك في ايه؟
غاده : بصراحه نفسي في بنوته شبهك .. دي هتبقى مززززه اوي
شريف : لا لو على مزه يبقى عايزها زيك .. مفيش أمزز منك
غاده بضحك : أمزز ؟
شريف : آه .. عمري ما شفت واحده حامل ومزه كده
صرخت غاده وشهقت شهقه مكتومه : آه
شريف :في ايه؟؟؟؟
ابتسمت غاده بفرحه : البيبي بيتحرك
وضع شريف يده على بطنها وكتمت هي أنفاسها ثم زفرت في ضيق : والله كان بيتحرك ..
شريف : هيتحرك تاني ماتزعليش
غاده : أول مره أحس بيه .. احساس رهيب
شريف : وجعك؟
غاده : لالا ابدا .. حاجه حلوه اوي الواحده تحس بالبيبي بيتحرك.. بجد احساس فوق الخيال
شريف : ربنا يقومك بالسلامه ياروحي
مرت الايام وذهبت غاده وجيهان وساره للدكتوره .. قالت الدكتور لغاده انها ستلد بنت بإذن الله وكذلك كانت ساره أما جيهان فكان الجنين ذكرا ..
اهتمت الهام بمتطلبات الطفله القادمه .. أحضرت لها كل شئ من ملابس والعاب و أدوات نظافه شخصيه .. أحضر لهم خالد سرير صغير كهديه للبيبي قبل وصوله .. زادت الايام التاليه صعوبه على غاده . كبرت بطنها وثقلت حركتها .. لم تطيق أي شئ يضايقها .. حاولت أن تهتم أكثر بمذاكرتها ولكنها لم تفلح .. عاودها الإكتئاب والخوف من المستقبل
غاده : انا خايفه ياشريف ؟
شريف: خايفه من ايه؟
غاده : لما أولد .. عايزه أهتم ببنتي ومش عايزه حاجه تشغلني عنها وفي نفس الوقت متاضيقه من الرساله اللي اهملتها خالص دي مش عارفه هلاقيلها وقت امتى
شريف : طيب عندي حل
غاده : قوللي بسرعه
شريف : فاكره لما نظمتي وقتك اول الحمل وفضلتي الاهم عن اللي اقل في الاهميه
غاده : ها
شريف : رأيي انك تأجلي رسالتك دي وتهتمي بالبنت لحد لما تكبر شويه وترجعي تكملي او تشوفي ساعتها اللي يريحك
نظرت له في استغراب : رسالتك دي؟؟؟ انت ليه دايما بتتعامل معايا في موضوع الرساله كأنه حاجه تافهه او حاجه انا بعملها كرفاهيه او كماليات
شريف مستنكرا : أنا ياغاده ؟؟؟؟؟
غاده باندفاع : أيوه .. عمرك حتى جيت شفت انا بعمل فيها ايه؟ سألتني خلصتي فيها أد ايه؟ اه كنت بتسألني عشان تطمن أنجزت فيها ولا قدامي كتير . انما انك تشجعني وتحفزني لالا ماحستش منك الاحساس ده .. الرساله دي بالنسبالي حاجه مهمه جدا والشهاده يوم ماأخدها هيكون أسعد يوم في حياتي .. لو مكنتش عارف انت قيمتها .. يبقى ماتتكلمش في الموضوع ده لانه بيضايقني ..
نظر لها في ألم وحسره ثم تركها وغادر الحجره ..
جلست على سريرها بعنف وزفرت في ضيق .. فكرت فيما قالت له .. لامت نفسها -ولكن ليس بالقدر الكافي – على محادثته بهذه القسوه .. ثم خرجت من الحجره ونزلت الى الاسفل .. لم تجده في المنزل بأكلمه ..
سألت الهام التي كانت تعد لنفسها كوب من الشاي في المطبخ .. أخبرتها أنه خرج بسيارته
خرجت من المطبخ وهي تفكر به .. أخذتها قدمها الى حيث مكتبها .. جلست عليه وتحول تفكيرها في زوجها الى الأوراق التي أمامها .. وبدأت ما قطعته آخر جلسه لها بين الاوراق والتي كانت منذ قليل .. وبعد وقت .. نظرت الى الاعلى تفكر في نقطة ما احتارت في كتابتها .. تأملت أركان الحجره والاثاث المنتقى بعنايه .. تنهدت في ضيق .. فشريف الذي اتهمته بعدم اهتمامه برسالتها هو من أعد لها هذا المكان .. واهتم بكل قطعة أثاث به وجعله مريحا للأعصاب كما هي تشعر عند دخول هذه الحجره .. ثم فجأه طرقت في عقلها شئ يخص مذاكرتها .. اختفت صورة شريف من عقلها وحلت مكانها بعض المعلومات المتعلقه برسالتها .. مر وقت اخر دخلت عليها الهام اكثر من مره لتنبها بميعاد العشاء .. ولكن غاده رفضت أن تقاطع عملها .. بعد وقت .. نظرت الى ماكتبته برضا وسعاده .. ضمت أوراقها الى بعض ورتبت مكتبها ثم نظرت في الساعه .. ياإلهى انها الثانية النصف بعد منتصف الليل ..
خرجت مسرعة من المكتب ثم صعدت الى الأعلى حيث حجرتها .. وجدت شريف نائما في الفراش .. اقتربت منه وملست على شعره .. لم يستيقظ ..
قالت بخفوت : شريف .. شريف
فتح عينيه .. اشاح بوجهه للاتجاه الاخر
غاده : انت جيت امتى؟
لم يرد عليها .. غاده : انت اد كده زعلان مني؟
شريف : لا أد كده مش مهتم بيكي
غاده : انا اسفه ياشريف .. انا اتسرعت في كلامي وكنت غلطانه
لم يرد مره اخرى
غاده : انت نمت تاني؟
شريف : أيوه .. انا بصحى بدري والمفروض تكوني عارفه كده كويس .. والمفروض كمان كنتي تستنيني اول ماجي عشان تشوفي هتعشى ايه .. مش كده يامدام؟
ثم أخرج يده من تحت الغطاء وأغلق المصباح ولم يترك لها مساحه من النقاش ..
شعرت بهم ثقيل على قلبها .. حاولت أن تنام ولكن لا راحة لها بعد كلامه .. اشتاقت للشكوى الى الله والى الكلام معه كلما شعرت بأي ضيق .. قامت من مكانها ودخلت الى الحمام .. توضأت .. خرجت من حجرتها ..
شعر هو بها عندما تحركت من السرير .. لم يلتفت ولم يتحرك .. شعر بدخولها الحمام وخروجها ثم بمغادرتها الحجره
اعتدل ونظر الى باب الحجره وقال في نفسه بتهكم : أكيد راحت تذاكر .. مش قادره على بعاد اوراقها وقادره بس على زعلي وبعادي
حرك رأسه في عدم رضا ثم نام مره اخرى ..
ناجت ربها كثيرا وهي ساجده ان يصلح الحال بينها وبين زوجها .. لا تريد أن تشتكي الى زوجة عمها كل مره .. هي لاتحب ان يعلم أحدا عن مشاكلها .. فقط ربها هو معينها على الصعاب .. انهت صلاتها وجلست منتظره الفجر .. نامت على الأرض من شدة تعبها وارهاقها .. وفي الصباح .. استيقظ شريف ولم يجدها بجواره .. دخل الحمام وتوضأ وصلى الصبح .. خرج .. وجدها نائمه على الارض مرتديه زي الصلاه .. اقبل عليها
شريف : غاده .. غاده
غاده وهي تفيق : هه؟
شريف : انتي نايمه كده ليه؟ قومي .. هتبردي كده؟
عطست غاده وشعرت بألم بشع في كل جسدها
وضعت يدها على كتفها وقالت وهي في اللا وعي : انا بردانه أوي
خرج شريف من المعيشه مسرعا وجاء اليها بشال وضعه على أكتافها .. تدثرت به وقالت : الفجر أذن؟
شريف بابتسامه : فجر ايه؟ احنا الصبح
نظرت حولها وقالت بحزن : انا لله وانا اليه راجعون .. انا كنت مستنيه الفجر وراحت عليا نومه
شريف : انا برضو استغربت انك ماصحتنيش اصلي
غاده : يعني انت كمان ماصلتش
قال :لأ
غاده : عشان انت نمت غضبان عليا .. والملايكه أكيد كانت بتلعن فيا .. ربنا حرمني من الفجر ياشريف
وبدأت في البكاء
شريف : انتي ليه دايما ظالماني كده , امبارح تقوليلي انت مش مهتم برسالتي والنهارده تقولي انا كنت نايم غضبان عليكي !!! انتي أصلا ماتعرفيش انا بحبك أد ايه .. وده اللي مخليكي مقلقه وكل موقف يحصل بينا تبدي سوء ظنك بيا على حسن الظن .. ده حتى حرام ياغاده
نظرت له في وهن وقالت : خلاص .. انا اسفه
شريف : طيب .. سيبك من كل الكلام ده .. انتي حسه بايه دلوقتي
غاده : جسمي بيوجعني وفي كلكعه كده في زوري
شريف : لا حول ولا قوة الا بالله .. انتي ايه اصلا اللي قومك من جنبي تاني وجلاكي تنام هنا عالارض
غاده : الحمد لله اللي حصل بقى
شريف وهو يسندها : طيب تعالي كملي نومك على السرير
قالت وهي تنهض معه : لا هفطرك الاول
شريف : مالكيش دعوه النهارده.. هخلي ماما تجيبلك تاكلي في السرير
غاده : لا انا هنام مش قارده .. هصلي وانام على طول
دخلت غرفتها ودثرها شريف بالاغطيه ثم هم بالمغادره .. أمسكت يده بضعف .. أفلتت منها
غاده : شريف ..
عاد ومسك هو يدها : عايزه ايه ياحبيبتي
غاده : اسفه على الكلام اللي قولته امبارح
شريف : خلاص محصلش حاجه .. نامي وارتاحي دلوقتي ولما ارجع ان شاء الله الاقيكي بقيتي احسن ..
غاده : ان شاء الله ..
مرت الساعات .. عاد الى المنزل وهي مازالت نائمه ..
شريف : طيب ماصحيتش خالص في النص كده؟
الهام : لا انا طلعتلها وصحيتها بالعافيه على الضهر .. كلت نص فينو بالعافيه وحبة من كوباية ينسون وصلت الضهر ونامت تاني .. وكلمت الدكتوره بتاعتها قالتلي على أدويه كده عشان تناسب الحمل
شريف : واديتيها ؟
الهام : لا انا لسه قافله مع الدكتوره والادويه اسمها في الورقه دي
أخذ الورقه على الفور وخرج ليأتي بهم سريعا .. صعد اليها وجدها فاقت وجالسه في الفراش تنظر للأفق في صمت
عندما رأته قامت من فراشها بضعف وذهبت اليه لترمي نفسها في أحضانه ..
شريف : ايه اللي قومك ياعيوني
غاده : وحشتني بقى اعملك ايه
شريف : طب تعالي اوحشك وانتي على السرير
جلست مره اخرى جواره ورص الادويه على الكمودينو جوار فيتاميناتها اليوميه ..
شريف : الدكتوره قالت تاخدي الادويه دي بانتظام زي ماالصيدلي كاتب على العلبه
غاده : حاضر
بعد يومان كانت تقضيهم في الفراش الى ان تحسنت حالتها
كان جالسا جوارها
نظر لها بجانب عينيه : اجيبلك كتبتك تتسلي بيها وانتي في السرير؟
فهمت ما يرمي اليه وقالت : لا ماليش نفس
شريف باندهاش : معقوله؟
غاده : اه معقوله .. حياتي مش كلها رساله وبعدين خلاص انا عارفه انها حاجه تقيله على قلبك .. استحملني ياسيدي لحد لما اخدها وبعدها ..
قاطعها بنظرته الحاده ووقف .. فصمتت قال لها : تاني ياغاده تاني؟؟؟
غاده بأسف : يوووه .. انا مش عارفه مالي كل شويه بعك في الكلام كده
جلس جوارها مره اخرى وقال : مين قالك اني مش مهتم ؟ اومال انا ظبطلك الاوضه دي ليه ؟ مش عشا تذاكري في هدوء وروقان ؟ أنا بس مش فاهم حاجه في دراستك دي وعشان كده مش هسألك لاني مش هفهم حاجه .. وبعدين ياستي انجحي انتي وخديها بامتياز وليكي عندي هديه ماتحلميش بيها
احتضنته من أسفل ذراعيه وقالت بحب : انا هديتي واحده بس
نظر لها من أعلى وقال : إيه ؟
رفعت رأسها لأعلى .. فأخفض هو رأسه .. طبعت قبله على خده ثم قالت بحب جارف : خلاص انا كده خدت هديتي
نظر لها وقد شعر بحبها يصل أقصاه وقال : طيب ايه؟
غاده : ايه ايه؟
غمز لها : أوكيه ؟
ضحكت بشده وقالت : أوكيه ..

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن