الفصل الرابع والثلاثون ج٢

8.9K 243 1
                                    

وقف شريف ومعه محمود خارج حجرة العمليات .. ظل يفرك في يده ويعبث في شعره بتوتر .. والهام وفوزيه يجلسان في الحجره منتظرين .. يصلون ويدعون لها ..
شريف : مش معقول كده بقالهم كتير
ربت محمود على كتفه وقال : عشان اول مره بتقول كده .. انما لسه شويه كمان .. وكمان الدكتوره طمنتك ان كل شئ طبيعي الحمد لله
تنهد شريف : الحمد لله .. الحمد لله .. ياااارب
بعد قليل خرجت الممرضه وهي تحمل الطفله ملفوفه .. وقفت لتعطيها لشريف .. نظر لها وهي في يد الممرضه ولا يعرف ماذا يفعل ..
محمود : ماشاء الله تبارك الله .. سمي وشيل بنتك ياشريف
شريف بتأثر : أشيلها .. أشيلها إزاي؟ خايف تقع
ابتسمت الممرضه وتأثرت لتأثره برؤية ابنته
قالت : حضرتك افرد دراعك وماتخفش .. اتفضل أقعد الأول .. جلس وهو يشعر بشئ غريب بقلبه .. شئ تجاه تلك اللفه البيضاء الصغيره جدا جدا في الحجم .. فعل مثل ما أملت عليه الممرضه .. حملها .. لا يشعر بوزنها .. خفيفه جدا .. مغمضة العينان .. اقترب منها بحرص .. لم يشعر بدمعته التي فرت منه دون ان يشعر وهي تقع على كامل كفها الصغر .. كانت تمص في اصبعها الصغير جدا .. ظل يتفرس ملامح وجهها بسعاده صامته .. رفع نظره للممرضه وقال : هي مش مفتحه عينها ليه؟
قالت : هتفتح ان شاء الله .. مش دلوقتي
مال عليه محمود وقال : كبر في ودنها ياشريف
شريف : ايه؟
محمود : كبر في ودنها .. قرب من ودنها اليمين أذن وفي الشمال أقم الصلاه .. دي سنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام ..
محمود : عليه الصلاة والسلام
كبر شريف في أذن طفلته وأقام في الاخرى .. أخرج محمود من جيبه كيس صغير به ثمرة تمر .. قال لشريف : حنكها
شريف : ايه ؟
محمود : انت يابني ماتعرفش حاجه كده .. بقولك حنكها .. يعني خد حته من التمره دي وامضغها كده وحطها في بوقها تمصها
شريف : بجد ؟ طب هي نضيفه ؟
محمود بضحك : الله يهديك ياشريف .. اسمع كلامي انا عارف بقول ايه
شريف : لو غاده زعقت يبقى انت المسؤل
ضحك محمود وقال : خلص بقى عايز اشيلها
حنكها شريف واعطاها لمحمود .. جاءت الهام وفوزيه من الحجره
الهام : كده ياشريف خدتوا البنت وواقفين بيها هنا .. مش خايفين من ملقف الهوا كده
فوزيه : هاتها يامحمود ..
الهام : لا انا هشيلها الاول
جاءت الممرضه بسرير الطفله وهي تجره أمامها .. لو سمحتوا البنت ياجماعه عشان تدخل الاوضة
انتبه شريف وقال فجأه : أومال غاده فين ياانسه
الممرضه : بتقفل الجرح وخارجه
شريف : جرح ايه مش هي والده طبيعي
الهام : تعالى ياشريف ملكش دعوه هي هتيجي دلوقتي
محمود : طيب ياشريف الف مبروك .. انا مضطر اروح .. معلش عشان بس ساره وعمر والبيبي لوحدهم ..
شريف :معلش يا محمود عطلتك معايا .. بوسلي عمر وملك كتير
محمود : ان شاء الله .. حمد لله على السلامه
شريف : الله يسلمك
غادر محمود وظل شريف واقفا بمفرده بينما الهام وفوزيه بالحجره مع المولوده .. بعد قليل خرجت غاده من حجرة العمليات على السرير المتحرك .. يسحبها الممرضات الى الحجره
شريف : هي نايمه ليه؟
الممرضه : ماتقلقش حضرتك هي تعبانه مش نايمه
ذهبت الى الحجره وقالت بوهن : هي فين ؟ هاتوها
حملها شريف .. قالت غاده في جزع : حاسب تقع منك
شريف بثقه : لا ماتخافيش انا اول واحد شلتها .. وكمان حمكتها
ضحكت غاده رغم ضعفها : ايه ياشريف؟
شريف : حمكتها ..
ضحكت مره اخرى هي والهام وفوزيه
الهام : الله يكسفك .. اسمها حنكتها
شريف : وانا ايش عرفني كنت خلفت قبل كده
غاده : اومال عملت كده ازاي ؟
شريف : محمود ابن عمك هو اللي جاب التمره وقالي اعمل ايه؟
غاده : كبرت في ودنها طيب؟
شريف : ايوه هو بردو اللي قالي اعمل كده
الهام لفوزيه : ربنا يباركلك فيه ..
فوزيه : ويباركلك في ماجالك ياحبيبتي .. تتربى في عزك ياشريف ..
لم يرد شريف .. فكان جالسا بجوار غاده وهي ترضع ابنتها .. كانت غاه تحاول ان تجعل الرضيعه تستجيب للرضااعه .. وبعد قليل استكانت على صدرها لف شريف ذراعه خلف غاده .. أراحت هي ٍاسها على كتفه فكانت مجهده جدا جراء المجهود الكبير الذي بذلته في حجرة العمليات ..
شريف : هنسيها زي ما اتفقنا ؟
غاده : اممم
شريف : ان شاء الله .. ريم
نامت ريم على ذراعها .. أخذتها الهام ووضعتها على سريرها .. نامت غاده على كتفه ولم تشعر بما حولها .. قالت الهام له : قوم سيبها تريح جسمها
هز رأسه نافيا وقال بخفوت : لا مش هسيبها .. انا مرتاح كده
جاءت الدكتوره بعد قليل اطمأنت على غاده وعلى ريم ثم أذنت لهم بالخروج ..

******************
بعد أسبوع من الميلاد .. جاء الجميع لحضور العقيقه التي أعدها شريف لابنته ..
كانت النساء في حجرة المعيشه بالأعلى والرجال بالأسفل في بهو المنزل ..
جاء رامي ولمياء .. هاني وجيهان وابنهم زياد .. فوزيه وساره ومحمود وعمر وملك .. آمال وأمنيه وايمان وأماني .. هدى وخالد ..
انقضى الوقت سريعا وفي المساء بعد ان انصرف أهل غاده .. بقى رامي وخالد مع شريف .. وامال وبناتها مع هدى والهام وغاده
رامي : انا همشي بقى ياأبو ريم
شريف : مانت قاعد لسه
رامي : لا والله عندي شغل الصبح
شريف : انت عامل ايه في شغلك اصلا؟
رامي : انت بتسأل عشان تعرف؟
شريف : ايه ياعم في جديد؟
رامي : اترقيت ..
شريف : ماشاء الله لا قوة الا بالله ..
رامي : بقيت نائب المدير المالي
شريف : الله اكبر .. ربنا يزيدك يارامي انت تستاهل كل خير
رامي : الله يكرمك ..
اتصل على لمياء والتي نزلت على الفور .. سبقته الى السياره بينما رافق شريف رامي الى خارج المنزل ..
******************
الهام : فين البودره ياغاده؟
غاده : مش عارفه .. هو احنا جبنا بودره اصلا؟
الهام : ياخبر مفيش بودره في الحاجات اللي جبناها ؟
امسكت هاتفها للتصل بشريف .. كان قد تركه في حجرة النوم .. سمعت غاده صوته قادم من الحجره
قالت : ايه ده .. ده تليفونه جوه باين
أغلقت وقالت : الصره مش هتقع غير بالبودره .. أمنيه .. انزلي شوفيه فين وخليه يروح حالا الصيدليه يجيب بودره ..
أمنيه : حاضر ياخالتو
نزلت أمنيه وجدت خالد بمفرده .. سألته عن شريف .. قال انه بالخارج مع صديقه .. خرجت لهم .. وجدته واقف مع رامي قريبا من سيارته .. ندهت عليه
أمنيه : أبيه شريف ..
شريف : أيوه ياأمنيه ..
رامي : طيب اسيبك تشوف قرايبك
شريف : مع السلامه
ركب رامي جوار زوجته وأدار السياره .. بينما ظلت لمياء تنظر الى أمنيه وهي تتكلم مع شريف .. وكان الحوار قريبا منها فسمعتهم بوضوح
أمنيه : خالتو بتقولك عايزين بودره تلك
شريف : طيب حالا هروح اجيبها .. خلي أماني تزل تقعد مع خالد لحد ما اجى ماينفعش الراجل يقعد لوحده
أمنيه : الله يخليك ياابيه خدني معاك انا زهقانه .. انت مش هتروح مشي؟
شريف : ايوه يارخمه
أمنيه برجاء : طيب الله يخليك خدني معاااااااك
شريف : اتكتمي بقى .. طيب كلمي اختك خليها تنزل لخالد
أمنيه بسعاده : اوكيه
شريف وهو يسبقها بخطواته : ماتقوليش أوكيه تاني
أمنيه : ليه ان شاء الله ؟
شريف بضحك : مش لايقه عليكي
أمنيه : ايه هو اللي مش لايقه عليا
شريف : لما تكبري أبقى أقولك ..
*********************
كان رامي شاردا وهو يقود السياره في طريق عودته للمنزل
قالت لمياء بانفعال : انا مش عارفه ازاي أمنيه دي بتتعامل مع كابتن شريف ازاي كده .. دي بتهزر معاه بايدها ودي مش أول مره اشوفها بتعمل كده
رامي ببرود : عادي يعني
نظرت له بانفعال : انت كمان .. انا اساسا مستغربه موقف غاده منهم .. ازاي هي سامحه بكده
رامي : ايه يابنتي مخك راح فين .. دي أخته
لم تفهم لمياء وكررت كلمته : أخته؟
رامي : ايوه اخته في الرضاعه .. التلاته اخواته في الرضاعه
شهقت لمياء ووضعت يدها على فمها وقالت : استغفر الله العظيم ..
رامي : ايه انتي مكبره الموضوع كده ليه
قالت في حزن : لا بس انا ظنيت فيها ظن سوء وبقالي كتير من ساعة فرحنا وانا ظنه فيها انها بنت مش كويسه ..
رامي : هي بتضحك وتهزر كتير انما هما كلهم عيله محترمه
لمياء : اللهم اغفر لي .. فعلا الشيطان ده ليه مداخل .. استغفر الله .. ان بعض الظن اثم ..
عاد رامي لشروده مره اخرى ..

ذات الوجهه الدميمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن