عاش شريف تلك الايام في بيته .. لم يغادره الا قليلا .. يرد على اتصالات والدته في سرعه .. تسأله عن غاده يقول لها انها بخير .. وان تليفونها مغلق بسبب ان الاطفال أوقعوه في المياه وستحضر هاتفا جديدا بعد العيد .. لم تفلح كذبته في طمأنة الهام .. حجه واهيه لاقناعها بسبب غلق هاتفها باستمرار .. ولكن اضطرت الهام لان تبتلع الاكذوبه وتنتظر لان تأتي وتعلم ما يدور .. يفطر عند أمنيه يوم وعند أماني في يوم آخر .. دام الحال هكذا الى يوم العيد صباحا ..
بعد أن آتى الجميع من الصلاه .. شعرت غاده بالتغيير .. فكأنها تصالحت على نفسها .. وردت اليها غاده القديمه .. المرحه التي كانت تعشق الحياه بكامل تفاصيلها وليس غرفة العمليات فقط وحصر مهامها فيما يوجد على سرير المريض ..
وقفت معهم يعدون طعام الافطار المعروف في صباح هذا اليوم بينما ذهب الرجال ليتموا الأمور الخاصه بالأضحيه ..
بعد قليل أتى الرجال والتف الجميع حول مائدة الطعام في الحديقه الخلفيه .. وقبل أن يبدأوا في الطعام سمعوا جرس المنزل يقرع ..
تركهم محمود وذهب الى الخارج .. ثم عاد بعد قليل وهو يصوب نظره الى غاده .. قال : شريف واقف بره .. وعايز يدخل يشوف ولاده ويعيد عليهم
سقطت المعلقه من يد غاده ولم تسقط وحدها بل سقطت عبره من عينها سريعا وهي تعلم انه على بعد خطوات منها .. وقفت بارتباك وغادرت الحديقه .. دخلت الى غرفتها واغلقت الباب عليها وانكمشت على السرير وهي تضم ركبتيها الى صدرها وكأنها تأخذ وضع الدفاع عن قلبها ..
وعند المائده وبعد ان تركتهم غاده .. وقفت فوزيه وقالت : خليه يدخل يامحمود واعزم عليه يفطر معاكوا .. لازم يفطر معاكوا
محمود : بس ياماما ..
فوزيه : مافيش بس .. ونبقى نتكلم بعدين مش هتسيب الراجل واقف بره وتقف تبسبس
التفتت الى جيهان وساره .. يلا يابنات شيلو نص الاطباق دي وظبطوا الترابيزه تاني واحنا هناكل جوه مع غاده .. يلا بسرعه
دخلت ساره على غاده .. فزعت عندما رأت الباب يفتح وتخيلت ان شريف هو الذي يدخل .. ثم هدأت عندما رات وجه ساره
ساره : انا ياغاده ماتخافيش
دفنت رأسها بين ركبتيها مره اخرى .. وهي ترتجف ..
جلست ساره جوارها وقالت : انتي فاكره ان حد تاني هيدخل عليكي ..
ضحكت لتحاول تخفيف توترها وقالت : لا ياغاده ماتخافيش وراكي رجاله .. انا بس دخله اقولك ان احنا نقلنا قعدتنا جوه .. انا وانتي وماما فوزيه وجيجي .. والولاد معانا بس هو طلب يفطر مع ولادك .. والباقي جوه
غاده : مش هخرج من هنا الا لما يمشي خالص
ساره : يابنتي احنا قفلنا على نفسنا خالص صدقيني .. في الصاله بره هنا حتى الشيش اللي بيبص على الجنينه قفلناه وشدينا الستاره .. امان امان .. يلا بأه ماتبوظيش فرحة العيد .. عشان تاخدي الثواب