٨- ورطة مع رجل القوانين !•

466 38 10
                                    

الفصل الثامن

قضى تيم وقته ضياعاً هنا وهناك ، دخل متجراً واشترى زجاجة نبيذ ثم توجه ناحية الميناء يرتشف عدة جرعات منها حتى هطل الليل واعتلت النجوم السماء وكل هذه الخطوات كان متقصداً لها كي يتأكد إن كان هناك احد يتبعه ، وهذا مما جعل ايليا تعلق في حيرتها هل علم بأنها تلاحقه فيضيع الوقت هنا وهناك ؟ أم فقط يتسكع ولا يعلم بأمرها !

إيليا
طردت من المنزل في هذا الجو البارد وفي ظلمة هذا الليل لأراقب شخص يثمل هنا ! مالذي ادخلني لهذه الابواب ؟ مالي انا ومال خطره !
انقذه من زجاجة النبيذ ، هل اذهب واحطمها برأسه ليعود إلى وعيه ؟ او ربما ليفقده تماماً.
تحركت بملل وتأفف راغبة بالعودة قبل ان يقرر هو بذلك فقد ضيعت الوقت بلا فائدة ، لمحته يقف ثم يخطو مبتعداً اكثر وخطواته كانت قليلة الترنح
ترددت في اللحاق به حتى اختفى عن ناظري يدخل خلف باب محطة قديمة ومهترءة ، انتظرت بعض الوقت وفضولي يكاد يقتلني ماذا يفعل في هذا المكان المجهول ؟
عندما طال انتظاري لم استطيع الوقوف اكثر وتحركت ادخل لذاك المكان ، رغم محاولاتي في فتح الباب دون إصدار صوت إلا ان صريره مزعج جداً
لقد كان المكان مظلم تماماً فاضطررت لأخرج هاتفي واضيء به اضاءة خافتة لا بأس بها
في الحقيقة كان المكان يثير الرعب وبالأخص ممراته وابوابه ، التقطت اذاني صوت انين خافت مكتوم بينما كنت اجول قرب الابواب
من اين مصدر الصوت ؟ تباً لا اريد ان يتم اكتشاف امري فإذا كان المصدر روحاً فلن استطيع تملك نفسي !
اخذت نفساً عميقاً وفتحت مقبض الباب بتوتر
وجهت ضوء هاتفي على زوايا الغرفة فلم اجد اي أثر يدل على وجود روح احد هنا ، ولكن هل هذا مجسم جالسٌ على الكرسي ام اني اتخيل ؟
وجهت الضوء على المجسم لأجد رجل اسود البشرة مقيد على الكرسي بثياب تملأها الدماء ويبدو انها دماءه ومكمم لا يستطيع التكلم
عندما نظر لي الرجل برجاء شهقت وتراجعت للخلف
"يا الهي  بماذا ورطت نفسي انا ؟ "
هل هذا الرجل مختطف ؟ تباً وهل اسأل ؟ الرجل امامي مقيد بهذا المكان الهجور وجريح بسبب التعذيب ، السؤال الاهم هو هل لتيم علاقة في هذا ؟
حرك الرجل رأسه واصدر صوتاً مكتوماً يريد ان يكلمني تباً انه يجلب الضوضاء وقد يأتي تيم لهنا ويكتشف امري ولا اعلم ماذا قد يفعل بي !
لا استطيع الانصراف وتظاهر بأني لم ارى شيئاً
" حسناً اهدئ سأزيل الشريط اللاصق ولكن تكلم معي بصوت منخفض "
اقتربت منه وأزلت الشريط اللاصق عن فمه ليلهث محاولاً التقاط انفاسه
" من فعل بك هذا ؟ "
- ارجوكِ ساعديني .. انه رجل القوانين ، اليوم سيقوم بقتلي لقد توعد لي بذلك .. اتوسل إليكِ لا اريد الموت ، انقذيني منه ارجوكِ.

وضعت يدي على فاهي بصدمة ، لا يعقل رجل القوانين من فعل هذا ! تيم لما تؤذي الناس ؟ ما ذنبهم ؟ يا الهي ماذا افعل الان !
إن هذا الرجل خائف من الموت ومتمسك بالحياة يرغب بها ! ذكرني بنفسي فأنا إلى الان ما زلت متمسكة بها
بلعت ريقي بارتباك ونطقت ببطء محاولة التكلم
" سأحررك وسيكون الباقي عليك "
- اسرعي اسرعي
" حسناً توقف عن الحركة للحظة واغلق فمك كي لا يأتي الشخص الذي قام باختطافك. "
هل بدأت اصاب بعدوة اجرام تيم ماذا حصل لمصطلحاتي المسالمة " اغلق فمك " لا ادري كيف جاء لي نطقها ، ها هو بسبب تعقيد حياته يعقد القيود بطريقة غريبة يصعب فكها
" واللعنة ما بال هذه القيود. ... "
توقفت عن الحركة وعن الكلام عندما سمعت صوت زناد مسدس وتعبئته بالذخيرة قادماً من خلفي
- ارفع يديك خلف رأسك واستدر لتريني وجهك.

أعمى البصيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن