رفعت وجهها لرب السماء وأنسابت الدموع ببطئ فى ظل أنغماض عيناها وبقلب موجوع فوضت أمرها لله أن ينتقم من الظالم بحق الظلم الذى طالهما وبحق الفراق الذى باعد بينهم وبحق الحزن الذى مﻷ قلوبهم ......
لترجع بذاكرتها للمكالمه التى تلقتها منه وهو يردد المسامحه والغفران ثم حديثه عن شئ يسمى رساله هى التى أخرجته عن شعوره وهى حينها لم تهتم بما ردده بل أتهمته بين نفسها بتأليف أكاذييب لتتقبل عذره ...وأيضا تلك الصور اللعينه فمن يفعل ذاك يفعلها ..اه والف اه ياقلب موجوع .. اه والف اه على أجمل ايام حياتى التى لم أسعد بها .. اه والف اه على فراق حبيب فى وقت غضب .. أه والف اه على حياتي بدونه ...
لتخفض وجهها ببطئ وهمت بفتح عيناها وهى تمحى دموعها بلطف حامده الله بقلب راضى على ماألت اليه أمورها .. لتتذكر كرم الله ونعمته فى وقت ألمها بأنه لم يحرمها منه نهائيا بل أنعم عليها بشئ يشبه حبة الفاصولياء وحجمها ينمو اﻷن فى أحشائها أعاد اليها القوة بعد الضعف ... أعاد اليه الفرح بعد الحزن الذى أوشكت على التأكد أنه سوف يحتلها لﻷبد .....
أبتسمت نعم أخير أبتسمت لها مردده من بين أبتسامتها :
- عرفه لو كنتى جيتي وحكيتى ليا بس الصبح أو فى أى وقت قبل ماأعرف حملى كنت عمرى ماهسامحك العمر كله ﻹن اتجرحت قوى بس الحمدلله ربنا عوض عليا بحاجه منه
ثم أسترسلت حديثها وهى تضع يداها على أحشائها :
- وعلشان ده وعلشان انتى كنتى حبيبته وبيعزك أنا سامحتك ! ﻹن كل اللى بيعزه حمزة ﻷزم أعزه وأبنه كمان لازم يعزهقامت من جلوسها القرفصاء فورا أنتهاء جملتها لترتمى فى أحضانها تجهش فى البكاء بسعادة تجتاحها ﻷول مره منذ شهران بل فى العمر كله .. فبكاء السعاده ذاك التضاد بصورته الجميلة الذى يقوى المعنى ويوضحه على راحة ضميرك من جرم بات يعذبك فى الليل والنهار حتى أثناء نوم .. مضيعا عليها حتى أشتياقها لحبيبها وتجنب الكثير من مكالماته لتنحصر فى النهايه على اﻷطمئنان على الحال ثم العائلة ثم بعض الكلمات البسيطه ليغلق اﻷتصال بعدها ..
لتشدد عليها داخل أحضانها حامده الله .." فها هى زوجة حمزها و أبن حمزها قد رضي عنها أخيرا ..... "
-----------------
بعض الطرقات الخفيفه على باب الغرفه لﻹستأذن تدل على ذوق الطارق وبرستيج المكان وأصحابه ليأتي صوت يصدح عاليا بغيظ كأنه فى مقهى يصيح على صبيها ويعنفه :
- خشى ياغندوره ميت مره قولت أبقى أدخلى على طول من غير زفت التخبيط ده والمياعه على الباب
لتدلف مديرة القصر وعلامات الأستغراب تأكل من وجهها لتردد بجديه باللغه الفرنسيه لغة موطنها اﻷم :
- باردون !!!
- ياصبر اااايوب قولت ميت مره بنطلونك معاكى ياوليه ياقرشانه
ثم أسترسل حديثة ملتفتا لتلك القابعه على اﻷرض فى أحد أركان الغرفه الواسعه رافعه ركبتيها أمام صدرها ويداها تحيطهما دافسه وجهها بينهما :
- الوليه برشوت دى لازم تمشى ويجى غيرها كل ماتشوف سحنتى تبرطم بالبنطلون بتعها ده وأنا زهقت ومرارتى أتفقعت ...
ثم ألتفت لها ثانيا مردد بصوت مرتفع و بغيظ أكبر :
- أتنيلى حطى اللى جبتوه هنا قدامى على السرير
لتنصاع له فى هدؤء تجنبا للشجار الدائم بينهم ليل نهار لتأمر الخادمات بوضع كل مايحملانه أمامه كما أمر فوضعت اﻷولى طبق عائلى يمتﻷ بالحمام المحشى المحمر .. ووضعت اﻷخرى طبق عزومات يحمل ديكا روميا مشوى .. والاخيره وضعت شيشه مهيئه للشرب فورا بعد أن تعلمت كيف تعدها عن طريق دروسه الذى علمها لها فى مطبخ القصر بأتقان !
ليهموا بالمغادره جميعا إلا من مديرة القصر الذى ألتفتت للقابعه فى حزن مردده بلكنه عربيه بسيطه تسطيع نطقها نتيجة جلوسها فى البلاد لسنوات طويله :
- تأومرى بشئ أخر شاهى هانم ..
لترفع رأسها أخير من جلستها وعيناها مصبغه بالون الأحمر من كثرة البكاء مردده بخفوت :
- شكرا برشينا ...
لتغادر مقفله خلفها الباب ببطئ شديد من باب الذوق لتتحول عيناها من أثر مغادرتها على ذلك الهمجى قليل الذوق بل منعدمه نهائيا .. وهو على فراشها فى غرفة نومها يرتدى شئ ابيض بنصف كم يلتصق على جسده المكتز وعليه شورت واسع بشده يكاد يسع لثلاثه أفراد معه يصل لفخذه وهو ينهش بنهم فى الطعام ثم يحشى فمه على أخرهما ثم يتجرع الماء سريعا ليساعده على البلع بعد أن أزدحمت حنجرته بالطعام ليسحب بعدها شهيق قوى من شيشته التى فوق فراشها ليزفرها أخير فى الهواء بتلذذ ..كل هذا وهو يهلل لمباراه ما امام التلفاز .....
لتخفض برأسها مرة أخرى فى وضعها السابق تتذكر مصيبتها ليس تتذكر بل هى فى عقلها كل حين وكل ثانيه حين أنتفضت من تحته ذات مره نحو الحمام تفرغ ما فى معدتها كليا وهى تستغرب حالتها المتكرره تلك لتكتشف فى نهاية اﻷمر أنها تحمل طفله فى أحشائها و محاولاتها المتعدده والمتنوعه بعدها لتفريغه برغبه جامحه فلا ينقصها إلا ان تحمل منه هو دونا عن العالم أجمع ولكنها باتت جميعها بالفشل ... لتتذكر بأن هناك طبيبه مشهوره يجيدون فى شعبيتها للمتابعة النسائية لم تلجا لها حتى اﻷن .. لتطلق تنهيده عميقه بأنه يجب عليها الجوء لها ﻹفراغه فى أقرب وقت والتخلص منه نهائيا .....
أنت تقرأ
معذب قلبي فى إسرائيل " حبيبتي فلتغفري لي "
Romansأحبته بل عشقته وترعرعت عليه منذ الصغر ... أما هو لا يشعر بها بل ولا يتذكرها من اﻷساس ويحب غيرها لتجبره الظروف الطارئه بضرورة أرتباطهم ... فهل سيحبها ! بل هل ستتركه اﻷخرى لها بتلك السهوله! هذا ما سيتضح فى تلك الحلقات المتتالية لنرى ممن منهم سيفوز به...