مباراة الموت

479 8 5
                                    

تلوت يده ممسكة أنابوب المحلول ، نوعه عن يده ، ونزع البطاقة المكتوب عليها ( المريض 18 - غرفة الأنعاش ) ، بدأ يسمع همهمات حوله ليست بهمهمات بشر ، ونظر حوله بعين غير عينه ، فحين أستمرت يده تتلوي كما تتلوي الأفعي ، زاد عرقه كما الأمطار لكنها وقفت فجأة عندما ظهر احدهم من العدم يحدثه قائلا : ( هل لي بكلمة معك قبل أن يضعوا أماماك اعمالك ؟ ، أنا صديق قديم لأجدادك ، لجدك الاول تحديدا ، و أريدك بتلك الأرداة القوية الموجودة بك قبل أن تنتهي أن تشاهدي عرضي )

رد عليه بأستغراب قائلاَ : ( من أنت ؟؟ ـ و ما عرضك ؟؟ ، ٍادفع لك ما تريد علي ان تخلصني مما انا فيه ) و صمت قليلا

أكمل الرجل ذا البذلة السوداء : ( أن تسمع كلامي ذلك هو سر الصفقة ) .ز

ظهر مرة أخري من أركان الغرفة جمهور عريض مقسم إلي أبيض و أسود ، بينما اللاعبان الرئيسيان كانا تؤامان أحدهما أبيض و الاخر أسود ، جلس الأبيض إلي يمينه و الأسود علي يساره و كلٍ بيده دفتر ، و لم يستمر الصمت ، ما أكثرها من ضوضاء ، لكنها رجعت إلي السكون بعد مجئ الحكم ، الغريب انه احضر حقيبة مقفلة ، أخرج منها زجاجة ماء فاقع لونها لم تروق للمريض 18 ، أقامه ذلك الغريب علي ظهره ، وصار بصره أشد من الحديد ، لكنها لم تكن أشد من نظرة الحكم حين امر بعينه الرجلان الذين بجانب المريض ، قالوا بصوت واحد : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله الفعال لما يريد ، نبدأ بفتح الدفاتر .

أول ضيف قد زاره مازال هناك في أحد أركان الغرفة ، بينما الرجلان يحدقان به مرة و بالدفاتر مرة ، قفلوا الدفاتر ، أنتهي حساب التاجر القديم !! ، و قالوا بنفس الصوت : اعمال الرجل هذا قد أستقرت إلي رجحان دفتره الأبيض !

هاج و ماج الجمع ، كأنما كان بحرا و فك لجماه ، فأقترب الجمهور الأسود : إن هذا الملعون يجب أن ياتي معنا في تلك الرحلة ، مصيره النار و بئس القرار .

الإ ان المريض 18 قد أستبشر ، فأقترب منه الجمهور الأبيض يرحب به و يجلسون حوله ، والحكم قد مسك الزجاجة تمهيدا لصب الماء ، لكنه توقف ، يبدو أن اجل أجل الرجل لم يحين بعد ، لم تستقر النتيجة بعد

و قفز ذا البذلة السوداء أمامه ، قفزة جعلت رجلاه و لسانه يتصلبان ، وقال له : ( هل تقبل عرضي ؟؟ ) ، لم يتسطيع الرد ، و بقت عيناه معلقة بالغرفة و سقفها الأزرق الأقرب لزرقة السماء ، ما نتيجة المبارة ؟؟!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 31, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مباراة الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن