همسة و لمسة 🐯 جزء الثاني
🐯 فصل الأول 🐯
🐯 قراءة ممتعة
اقتحمت كارمن باب بيتها الصغير ب إرهاق و قامت ب إنارة الضوء بينما تغلق ب المفاتيح بين مخابلها و عيناها الباهتة تنتقل على جدار بيتها كريمي اللون و الاراكي الجلدية تضم طاولة بيضاء صغيرة على بساط فضي اللون، البيت فارغ، فارغ جدا لا يمكثه شخص سواها، شعرت ب الرهبة من هذه الفكرة و اتجهت الى الأريكة جالسة لبعض الوقت بعقل شاغر، كانت كارمن عائدة من العمل و مرهقة حتى الهلاك و اغتسلت تحت الماء الساخن ثم قامت ب انتقاء قميص سماوي اللون و مريح و غطت في نوم عميق غير شاعرة لرغبة في التفكير فقد عملت طوال اليوم بجهد، تطلب العمل الوقوف و الجري طوال فترة المساء و أقدامها تؤلمانها من شدة العمل ارمقت شاشة هاتفها ب نظرة خاطفة و اشارت الي الواحدة و النصف ليلا، غمضت عيناها و نامت في غضون عشرة دقائق . نهضت كارمن على صوت رنين هاتفها و رفعت أجفانها بصعوبة، سررت ب سطوع شمس ربيع الدافئة و اختراقها زجاج نافذتها المتوسطة تتستر على نصفها ستارة ذهبية اللون ك لون فراشها على السرير الصغير، مدت يدها إلى الهاتف و تحققت من الاسم ف لمح اسم لوغان على الشاشة و رفرف قلبها لا إرادية، كم هو غريب هذا الرجل الذي لايزال يتسبب في تسارع دقات قلبها رغم أنها ليست مراهقة بعد بل تجاوزت الثانية و العشرون قبل بضعة أشهر " صباح الخير "
سمعت صوته الناعم على جهة الأخري من الخط ف جعلها تجرع رقها قبل ان تنطق بكلمة " صباح الخير "
" انتظرك في الفيلا، لديك نصف ساعة "
اتسعت عيناها الزرقاوان و سارعت القول " لا استطيع "
" لا تهمني الأسباب، يبدأ وقتك من الان "
و اغلق الهاتف قائلا اخر كلماته ب خشونة، اغتاظت كارمن من نبرة السطوة التي تكلم بها معها و حذرته الآلاف من المرات الا يخاطبها بتلك النبرة اللعينة، و ها هو لوغان يفعلها مرارا و تكرارا دون الاهتمام لتحذيراتها، أعادت الهاتف إلى مكانه و تألق خاتم ألماس في أصبعها، و تذكرت انه حتى لم يطلب منها الزواج منه حين وضعها في أصبعها و جعلها أسيرة في غرامه، كما انه لم يخبرها متى سيتزوجان ، خيل لها انها ستمكث معه في بيت واحد و تشاطره سرير واحد، و خفق قلبها لتفكيرها، هي و لوغان بمفردهما!! هذا أكثر ما يجعلها تتشوق ليوم الزواج المجهول، تركت فراشها و تقدمت إلى المرآة على شكل نجمة البحر قرب الجدار و على طاولة الزينة و ايقونة صليب معلق على الجدار المقابل له تستطيع كارمن رؤيته عبر المرآة أثناء وقوفها أمام صورة اشلي ب بريق عيناها و بسمتها الجذابة، تميع قلبها متذكرة ذكرى قيمة معها قبل ان تشنق نفسها في غرفتها، كانا عائداين من التسوق و يقهقهان بسعادة و بهجة، عيناه اشلي كانت تتوهج ك العادة و تشاطرها اسرار حياتها الزوجة و لا تتوقف عن الحديث عن زوجها ستيفن وايت الوسيم، كان ستيفن شخصا محترما و لبقا في تعامله و لا سيما أنه يملك عقلا من الدهاء، و لكنها لم تصدق ان اشلي شنقت نفسها لأنهما تخاصما على أمور لا تستحق الذكر، و فكرت كارمن ان تضارب الآراء لا تعني نهاية رابطة قيمة ك الزواج و كان في إمكان اشل فك ازرار جميع المشاكل ب حكمة، بدلا من الهروب منها. تتذكر كارمن ان ديفيد قد حضر جنازة اشلي و اختفت كارمن قصدا بشدة كي لا يلمحها بين الحضور و رآها بغتة أثناء وقوفها بين أحضان لوغان بثيابها السوداء و حاول جدا ان يتحدث إليها و لكن كارمن أخفت وجهها في صدر لوغان كي لا ينتهز الفرصة لارماق ملامحها ب نظرة، لم تستحب فكرة نظره إليها او رؤية بريق الندم في عيناه الرمادية و الامطار تتهاطل على شعره الفضي، مقارنة به كانت اشلي فاتنة و تستحق من هو أفضل منه بكثير، قد تكون اشلي راقصة تبيع جسدها لحدقي الرجال و لكنها كان غاية في الارتجال و الحيوية و قد تخلت عن الرقص بعد زواجها و عملت ك جرسونة في مطعم يدعى ( لالونا) كان المطعم شديد الجمال تحتوي جميع جوانبه على الزجاج مطل على البحر و الأضواء تشع عند احتلال الظلام الأرض، و قدمت كارمن طلب عمل كتابيا و لحسن حظها سنحت لها الفرصة لتعمل مع اشلي في نفس المطعم و بما انها كانت بحاجة إلى المال للجامعة فقد عملت إلى منتصف اليل و اكتسبت فترة ما بين العصر و اليل للدراسة. عارض لوغان فكرة العمل و اقترح المكوث معه تحت سقف واحد إلى أن تجد ما يناسبها من العمل و لكنها عارضته بشدة و في الاخير لم تجد كارمن ما هو مناسب لها، لم يكن هناك عمل يتوافق مع شخصيتها، لذا اختارت الانتظار ريثما يأتي عقلها ب فكرة جيدة للمستقبل، كما الانتقال إلى بيت صغير تتمكن من دفع الإيجار ب عرق جبينها و الهروع من ذكرى اشلي في بيتها القديم لم تكن بفكرة سيئة. تقدمت إلى الزقاق المؤدي إلى الصالة و ما ان أدارت المقبض حتى استقبلتها غرفة فسيحة إلى حد ما والاراكي الفيروزية اللون ك لون الجدران تلمع تحت أشعة الشمس المخترقة الزجاج الذي شكل جدار قربها و بعض الزينة مع نجوم بحر المصطنعة في إناء الزجاجي على الطاولة القهوائية ذو أطراف ذهبية حادة بعض الشيء تعطي لمسة فنية رائعة للمكان ، كان البيت مزيجا من لون الفيروزي و الذهبي، لو لا وجود لوغان لما اندلع حرب لون الفيروزي في بيتها، كان يصر على أن تدهن الجدران بلون الفيروزي منذ يومين و عندما رفضت و أصرت على ان يكون لون الكريمي انصاع لرغبتها و قد سررت كارمن بذلك معتقدة انه اخيرا يستجيب لطلب منها دون أن يفعل ما يتجول في ذهنه. اما الان ف هي تقف مدهوشة أمام لون الفيروزي على جدران الذي تعبت في تلوينه باللون الكريمي و بسمة انتصار مستفزة على طرف شفاه المستطيلة و شعره يضرب قفاه. كرهت تلك الثقة و نظرة الاستعلاء تلك كما البريق الذي خرج في عيناه السوداوين في آن واحد و هو يتقدم لها ب قوامه المديد جعل قلبها يرفرف أمامه الصبغة الملطخة للوشم على صدره و ازرار قميصه المفتوحة و كاد قلبها الانصياع لرغبته في تقبيله حين مرر رؤس أصابعه على وسطها و قرب فاه غير مكترث لنظراتها لكن عقلها رفض التساهل و قالت غاضبة " قلت لك لون الكريمي أفض....."
و لم تكاد تكميل جملتها و لعق شفتيها بشهوة جعل صوتها يرتجف أمامه " افضل... "
جرعت رقها و هي تحاول إعادة توازن صوتها المنخفض فيما راح قلبها يفتن برجولته و عقلها يمقت نظرته الانتصار تلك في حدقيه و طرف شفاه لاتزال مأئلة بسرور " اعتقد لون الفيروزي أفضل "
قال بصوت شبه هامس و سارت قشعريرة في جلدها حين عاود تقبيلها بقوة جعلتها تشهق و تسارع إلى القول بصوت هامس " هذا البيت ملكي "
" و انتي ملكي يا عزيزتي "
كادت ابعاده و تجري بعيدا عن مسبب هيجان مشاعرها و لكنه حاصرها بين ذراعيه ناظر إليها نظرة استخفاف و سخرية، و كأنه يتحداها ان تبتعد " ظننتك في الفيلا "
" كنت سأخرج في الحال و انتظرك في الفيلا يا عزيزتي ، لكنك رغمتيني على فعل هذا "
نطق آخر كلماته بصوت متقطع بينما انخفض لوسطها و شد على أردافها و في حركة سريعة رفعها إلى أكتافه ك الريش " مهلا!! مهلا سيد براون!! سيد براون !!"
" خطيبتي تناديني ب رسمية، يا لحظي العاثر "
قال بسخرية مداعبا قميص نومها الطفولي و ضحك عليها " دعني و شأني!! عليا الذهاب إلى العمل "
لم ينصت لكلامها و كرهت كارمن سيطرته عليها ك دمية، مهما قامت ب مجابهة طريقة سيطرته الا أنها لاتزال تفتقر فن التعامل معه. سيد براون يفعل ما يشاء، متى ما يشاء، مع من ما يشاء و عليها الانصياع، كرهت الفكرة و عندئذ كاد وضعها في سيارته الذهبية أمام الطريق الصغير المؤدي إلى بيتها الصغير، ان ركبت السيارة ف يعني طردها من العمل و هذا العمل الوحيد اللائق بها حتى الآن، جربت كارمن العمل في الكثير من المطاعم و لكنها طردت بسبب الشجار مع بعض زملاء قدامى حيث كانوا يسخرون من والدتها ك العادة و في الاخير اثبتت جدارتها في هذا العمل و الفضل يعود لاشلي التي عرفت كيف تتصرف مع زملائها ب دبلوماسية بدلا من العنف، قاطع تفكيرها ب وضع أقدامها على أرض الواقع و أشار لها ان تجلس بعد فتح الباب لها " كارمن !!"
نطق اسمها حين رفضت ب الجلوس و مسك قفاها بقبضته " اجلسي!!!"
قال بلهجة أمر و تحكمه ب أعصابه يشعرها ب الحيرة " سأتأخر عن عملي يا سيد براون، الفيلا بعيدة "
" اجلسي !!"
قال محذرا اياها من معارضته و عبرت عن امتعاضها ب نظراتها الحاقدة في عيناها الزرقاواين " سيد براون ارجوك، افهمني قليلا !!"
حول نظرته الهادئة إلى مبهمة و قبضته تشدها إليه بقوة حتى تسنح لها فرصة سماع همسته " خطيئتك الوحيدة هي انني افهمك جيدا "
و تغلغت أياديه إلى عمودها الفقري و كادت تختنق أمام دقات قلبها و رائحة السجائر تملؤ مناخيرها " ارجوك "
نطقت بصعوبة حين مرر انفه على رقبتها و حاصرها بين ذراعيه ليفقدها حواسها " لما تتوسلين؟"
ان كان يظن أنه نال منها ب حركاته ف هو مخطئ، قد يعرفها ضعيفة أمامه و مستسلمة و لكن ليس بهذه السهولة، لن ينال مراده بهذه السرعة ما دام يسلك طرق أخري لاقناعها، و أضاف سؤال جعلها ترتعش أمامه " تريدين مني فعل ما فعلته بك البارحة ؟"
و مرر يده على اردافها ثم رفعها إلى صدره ف طوقت وسطه بسيقانها " ماذا فعلت ؟"
شعرت بنفسها ضالة بين ذراعيه و تقبيله لشفاها، كانت تتذكر جيدا ما فعله عصر البارحة، كان قد قيد يديها بعد أن شبع نزواتها و عند محاولة لفعلها مرة ثانية صدت كارمن جميع حركاتها و لكنها فشلت في السيطرة على نفسها كما فعلت الان بعد خوض نضال ضد جاذبيته و حركاته الخاطفة على جسمها و ادخلها إلى السيارة رغما عنها ثم نزل المقعد هامسا في أذنها " ساريك الان ماذا فعلت "
صاح قلبها للنجدة و رموشها تنخفض أمام صدره العاري، خلع قميصه و كشف عن شبكة العنكبوت و عندما قيد يديها ب رأس المقعد صاحت كارمن خوفا " كلا !! لا تفعل ذلك مجددا!!"
خشيت كارمن انه سوف يبقيها مقيدة لساعات كما فعل البارحة و يجعلها تضعف و تخضع لرغباتهما بعد أن تفقد السيطرة على انفعالاتها و في الاخير تذهب متأخرة إلى العمل و قد
ينتهي بها المطاف عاطلة عن العمل و الخوض في معارك أخري ضد زملائها القدامى " لما كل هذه المقاومة و انتي تعرفين ان الأمر لن يجدى نفعا؟ "
صاحت غاضبة حين مزق ازرار قميص نومها السماوي بقوة و اكشف عن صدريتها بلون العشبي و همس بينما امال بجسمه فوقها و مرر يده على بطنها بخفة جعلتها تضغط على عيناها لاخفاء انفعالاتها " اكره هذا اللون، لا ترتديه مجددا "
يا له من رجل طفيلي، اعترفت كارمن لنفسها و لمسته على وشم ورود الحمراء المخطوطة بلون اسود متوهج على جنب الأيمن من أسفل بطنها صعودا إلى أعلى ظهرها و فراشات ملونة ناعمة تزين بطنها و تحلق فوق الزهور، أخبرها لوغان سابقا ان الوشم على ظهرها متوهج جدا و جميل، و ادخلها الى غرفة تتشكل جدرانها من المرآة فقط كي ترى مدى وسامة وجه بين الورود حوله و توهج الورود و تساقط بعض اوراق الزهور ب بلونها الجميل على ظهرها و بادرته اللمسات حين فك يديها بعد التأكد من عدم مقاوماتها و راح يفعل تماما ما ترقبته منه كارمن، ف هذا الأسد الجائع قد جعلها أسيرة رغباته و جعلها تنغمس في اللذة ك انغماس البسكويت في شاي الساخن،
" كاثرين!! "
نطق جون خلف فتاة الشابة و اضطجعت كاثرين ذو عيناه سماوية و دقات قلبها تتسارع، هل كان كل هذا مجرد حلم؟ مجرد قصة تهيأت لها؟ لم يكن عليها النوم على الارض، لو انها لم تغفو لما راودها حلم شنيع مرة اخري، وقفت كاثرين تايلور الأمريكية بضجر و ارهاب أمام جون الذي اعاد انتباهه الى الهاتف بعد ايقاظها و تذكرت كاثرين أنها كانت في ترقب زوجة عمها ( جابريلا تايلور ) خارج مطعم ( لالونا)، هذا المطعم بدا مألوف جدا بحيث جعلها تغرق في ألاحلام،
أنت تقرأ
همسة و لمسة جزء الثاني
Romanceهمسة و لمسة، جزء الثاني ملخص احلام يقظة، مشاطرة الأحلام و المشاعر كان شيء عادي ب النسبة إلى كاثرين تايلور ، ف كارمن هي من وهبتها قلبها، لكن ان يخطفها رجلا ظنا منه أنها كارمن نفسها هذا شيء لم تتوقعه كاثرين حتى في أحلامها، لكن من هو خاطفها ترى...