اللمحة الأخيرة

2K 48 2
                                    

المحبة تنتهي كنهاية كلمة
هذا الرحيل يذيب كشمس صيف
هذا الرحيل يذيب كشمس صيف
كتوقف لحظة، كزوال عمراً
عند الوداع تنطفئ التنهدات مثل نار الحب
عند الوداع تنطفئ التنهدات مثل نار الحب
آه آه أحترقت آه
آثار كالرصاص
تركتها تلك العيون فى عقولنا فى النظرة الأخيرة
( سيزن أكسو - اللمحة الأخيرة )
###
أحيانا تكون البدايات صعبة جدا كأن يولد عشقك من موت حبيبك بين يديك لتكون النهايات تستحق و يكون عشقك أبديا
###
بدأت ميرا في الاستفاقة بين يدي فرحات " ماذا تفعل، أنت مصاب " قالت في خفوت و هي تحاول أن تخرج من بين يديه فتمسك بها أكثر حتى وضعها  على الأريكة و تبعهم عابدين و عمر
" فرحات بني ماذا يحدث ؟ " تشجعت يتار و سألت
اعتدل فرحات بصعوبة بعد أن أنزل ميرا و لكنه كالعادة بدأ في اخفاء ألمه " لدينا ضيف و سيمكث معنا لفترة " قال فرحات شبه منهيا الحديث و ميرا تحاول أن تستفيق
" أنا أموت و لا أجلس معك و لكن لحظة واحدة، لماذا أموت أنا ؟ أقتلك و أعيش براحة " التفت فرحات إليه و كان ذاهبا إليه و لكن ميرا وقفت أمام عمر بحالتها تلك " أعتذر ! أعتذر نيابة عنه أرجوك " قالت و هي بالكاد تستطيع الوقوف " علميه أو نحن نعلمه " همس في أذنه و صعد إلى الغرفة
" هذا ما كان ينقصنا  " رمت هاندان الكلام
" امي.." اعترض عابدين فسكت هاندان و أشاحت بوجها
###
مر أسبوع فيما يشبه الهدوء و الصمت ، كان يرافقه فقط مجادلات ميرا و عمر و اعتراضات نامق و أهل البيت و لكن فرحات كان يتصرف و كان أيضا يبحث عن أي خبط يدله على ذلك الزعيم ف ميرا كانت محقة في شعورها جدا حتى أكثر مما تعلم فهي كانت تظن أنهم سيستخدمون ذكرى أخيها و لكنهم استخدموا أخاها نفسه و هذا يدل على أن هذه اللعبة تنتقل لمستوى أعلى مم كانت عليه
فتحت ميرا باب الغرفة لتجد فرحات بالداخل يغير ثيابه فأدارت وجهها على الفور و وقفت في صمت " ماذا هناك ؟ "
" لا شئ أعتذر ظننتك قد غيرت ثيابك بالفعل " قالت في تلعثم بعض الشئ
" و ماذا في هذا ؟ كنتِ تسيرين حولي كل خمسة دقائق و تجعلينني أخلع هذه الثياب لتداويني ، أم أن كلام أخيكِ أثر فيكِ ؟ " رمى فرحات كلاما فمنذ قدوم عمر رغم أن ميرا لم تهمله و لكنه أصبح يشعر بأنها تضع المثير من الحدود التي لا تشبه على الإطلاق الحدود التي وضعتها من قبل ، حدود يبدو أن غرضها القسوة و ليس الحماية
( ماذا تريدني أن أقول يا فرحات ؟ أنه في وجود أخي فإني أخاف عليك حتى من نفسي ؟ إنني مازلت أحاول التأكد مِم يحدث فداخلي ليس مستريحا لذلك كيف أجرك إلى هذا الجحيم أيضا ؟ كيف أقول لك أن وظيفتي هي مداواة الجرح و لكن جروحك استعصت علي فقلبي يؤلمني و كياني يرتجف مع كل ارتجافة منك ؟ أنا لا أستطيع أن أشرح حزني و لا فرحي و لا همي و لا أي شئ اذا كيف سأشرح لك حبي ؟ كيف سأشرح لك ما تخطى ما يسمونه العشق ، كيف أقول أنك أصبحت كنفسي و تجري منك مجرى الدم ، يا روحي التي تقسو و تتمرد علي كيف أخبرك بأنك روحي ؟ ) قالت في نفسها و هي تعتصر كفيها التي تجعلهما على شكل قبضة
فرحات ذهب و عدل من وضعيتها لتواجهه " اذا كنت تتأثرين كثيرا كان عليك الذهاب معه " قال فرحات في غضب مكتوم
" أنا أعتذر ! أنا تصرفت بتلقائية فقط . كنت أحاول أن أحترم خصوصيتك كإنسان آخر ليس أكثر..أخي يظن أنه يعرف و لكنه لا يعرف ، أنا أسيرة هذا المنزل روحا و جسدا و أنفاسا أما أنت فلست أسير أي شئ و أنا أحاول حقا أن أحترم هؤلاء الذين تسلمهم حقوقهم فيك ، الذين تسلمهم نفسك و روحك و جسدك ليس أكثر " لم انظر في عينيه إطلاقا وهي تحدثه و هو أمسكها بقوة ثم تركها بعد أن انتبه أنه أصبح عاطفيا جدا
" ايه احسنت الكلام أيتها الطبييبة . تحفظين درسك جيدا لذلك تستحقين مكفأة ، ماذا كنت تريدين ؟ " قال فرحات و هو يكمل ارتداء ملابسه
" أريد الذهاب إلى النائب يغيت . علي التحققق من مسألة عمر ثم بعد ذلك علي المرور إلى الميتم فأنا بالكاد رأيت عليّ بعد خروجه " قالت بتردد بعض الشئ فقد كانت تفضل لو أن الهدوء خيم على كلماتها الأخيرة فهي تشعر أنها جرحته
" ايه حسنا نذهب الآن " لم يعارض فرحات ، بشكل من الأشكال بدا غاضبا و مجروحا و لكنه كان يحاول السيطرة على ذلك بكل قوته ، هو الذي يقول دائما أنه ليس بامكانها أن يكونا زوجا و زوجة اذا ماذا حصل ؟ لماذا تضايق جدا من كلماتها أنه ملك لامرأة أخرى ! كيف أنها مستعدة أن تترك حقوقها فيه إلى هذه الدرجة ؟ هل كان ما يفهم أنها تشعر به عبثا ؟ ألم تنظر إليه كرجل على الإطلاق
نزل فرحات و أشار لميرا أن تتبعه فتبعته دون كلام ركبت السيارة و هو وقف مع الأخرس و عابدين " لا تدعوا ضيفنا يتعب نفسه عندما يستيقظ ، لا أريده هنا و هناك ليبقى مكانه فقط ، حسنا ؟ " أعطى فرحات أوامره و ركب السيارة و انطلقا
كانت ميرا تشعر بأن قلبها مقبوض ، شئ بداخلها يحدثها أن شرا ما قادم لذلك أرادت ابعاد فرحات عن عمر فمنذ قدومه و هي تحلم كل ليلة بأنه يقتل فرحات و تستيقظ مفزوعة لتجد فرحات هناك بجانبها فترقيه و تقرأ عليه قرآنا و تستودعه الله هو و عمر و تدعوا لهما في كل صلاة
" فرحات.." نادت في هدوء كانت تريد أن تسأله إن كان بخير بعد كلامها ذاك ، إن كان بخير عامة و لكنها لم تستطع
أغمض عينيه لثوانٍ في حركة تلقائية و كأن سماع اسمه منها يعذبه فهو لم يعد يعلم بماذا تشعر أو ماذا تريد..
قد أصبح متصلا بها و ها هي ترفضه و تتخلى عن حقها فيه ، هي التي تشعر بالبرد و لكنه هو الذي يرتجف ، هو الذي يشعر نفسه غاضبا منها و من نفسه جدا لأنها فكرت بذلك فيه ، لأنه تركها تفكر بأنه ملك لامرأة أخرى
" أردت حقا أن أشكرك لأنك لم تجعلنِ أختر بينك و بين عمر ذلك يعني لي الكثير " قالت و هي تنظر إليه و لكنه لم يحرك نظره من على الطريق
" انهم يقولون اجعل أعداءك أقرب من أصدقاءك أليس كذلك ؟ " رمى كلاما و كأنه يرد به عليها سابقا
فصمتت و اكتفت بابتسامة صغيرة
وصل فرحات و ميرا إلى مكان النائب و أخبرها فرحات بأنه سينتظرها
دخلت ميرا لتجلس مع النائب كانت تحاول أن تحصل على أية تفصيلة عن حياة عمر السابقة و أين كان و تحاول أيضا أن تسد أي ثغرة من الممكن أن تؤذي أحدا من عائلة أصلان التي أصبحت عائلتها هي أيضا رغم الاعتبارات الكثيرة حول هذا الأمر ففي النهاية هي أصبحت ميرا فاروق أصلان
حكى يغيت لميرا عن ماضي فرحات و هي حاولت أن تساعد يغيت في أن يرمم ذلك الجسر بينه و بين فرحات الذي يظن كل منهما أنه انقطع رغم أنه ليس كذلك و لكن كخطوة الأولى بالنسبة لكل تلك الأحداث كان عليهم أن ينهوا ذلك الحديث عند تلك المرحلة ليس أكثر
                                       ###
خرج يغيت مع ميرا ليودعها و في نفس اللحظة التي وقعت عينا فرحات على كل منهما تلقى اتصالا من الأخرس " قل " أجاب فرحات
" أخي إن عمر غير موجود في المنزل " تردد الأخرس في القول
" ايه يبدو أن ابن حماي يحب لعبة الغميضة كثيرا ، لتخرج للبحث عنه يجب أن يكون موجودا قبل أن أعود مع الطبيبة " قال فرحات و هو يطأطأ رقبته و يحاول أن يكبح ذلك الغضب
عندما أنهى فرحات اتصاله نظر ليجد وضعا ما غريبا ، اتخذت الطبيبة وضعية دفاعية أمام يغيت لسبب من الأسباب و فجأة دفعته إلى الخلف مع انطلاق صوت الرصاص ذاك و انفجرت الدماء..
                                      ###
" يغيت.." صرخ فرحات عندما بدأ الناس في الاجتماع و جرى بكل قوته و أقصى سرعته
" اخترق فرحات الناس ليجد ميرا بين يدي يغيت تنزف ، أصابتها الرصاصة في صدرها ، كانت تبدو اصابتها خطيرة بجانب القلب لولا فضل الله لكانت ماتت منذ زمن بعيد
تسمر فرحات للحظة لا يعرف ماذا عليه أن يفعل هل يركض إلى أخيه أم يحمل ميرا بين يديه
" فرحات.." صرخ يغيت ليفيقه من شروده " علينا أن ننقلها إلى المشفى بأسرع وقت " قال يغيت فانتفض فرحات و نزلت دمعة من عينيه ، كان يكتم نفسه بصعوبة ، عروقه أصبحت بارزة و ووجهه أحمر و دموع تنزل قطرة قطرة دون أن يدري بذلك أو يحاول ايقافه
كان يبدو فجأة أن النهاية أصبحت قريبة أكثر من الازم ، أصبح يفكر ماذا أفاده ذلك العناد و الكبرياء ؟ هل حماها بعده و صمته ؟ لا لم يفعل و الآن أصبح يدين لها بروحين روحه و روح أخيه ، إنه لم يستطع حتى تلك اللحظة أن يقتص من ذلك الرجل الذي صفعها و الآن دماؤها على الأرض
كان كل ذلك يدور في عقله و هي بين يديه في السيارة و يغيت يقود بأقصى سرعه و حينها بدأت في استعادة وعيها بعض الشئ و هو يستمر في الضغط على جرحها " ميرا ! هل تسمعينني " نطق اسمها الذي يشعر في العادة بأنه محرم عليه و لكن في تلك اللحظة لم يكن ذلك مهما ، لم يكن مهما من المجرم و من البرئ ، من الشيطان و من الملاك فهي قد علمته أن هناك ملائكة بأجنحة سوداء و قلوب من ذهب
" فر..حات" عانت لتقول و بدأ تنزف من فمهما
" إياكِ أن تتركي نفسك ! هل تسمعينني ! " أمر فرحات مجددا و لكنه ليس أمرا نافذا و سهل التحقيق ككل الأوامر من قبله
" يغ..يت ؟ " قالت في صيغة سؤال ووعيها يتلاشى و الألم يزداد
فنظر فرحات إلى يغيت في المرآه ليرف يغيت صوته " بخير أنا بخير ، لتتماسكِ قليلا لقد شارفنا على الوصول إلى المشفى " قال و هو يزيد من سرعة السيارة
( الحمد لله ) قالت في نفسها و هي تتمسك بفرحات كلما زاد الألم
كل ما كان يشغلها في تلك اللحظة هي أنها تريد أن تقول لفرحات أنه تحبه ، فالموت لا يعرف اعتبارات أخلاقية في تلك اللحظة كانت فقط عاشقان افترقا قبل أن يلتقيا ، عاشقان يسيران بجانب بعضهما البعض و لكن كل منهم في نصف مختلف من العالم ، يسير أحدهما في النور و يكون الآخر في الظلام
نطقت ميرا الشهادتين فتمسك فرحات بها أكثر و هو يحاول منع تأثره و انفعاله و ذلك لم يكن مجديا بالفعل ، كان انهياره وصل عنان السماء و انتهى الأمر ، قد كسرت تلك الحواجز الزجاجية بينهم و انهارت الحصون و التقى الحبيبان في اللحظة الأخيرة التي يمكن ألا يكون بعدها بداية جديدة
                   ## نهاية البارت##
ملحوظة :
ازي الأحوال انهارده الْيَوْمَ أخباره ايه ؟
متحمس للجزء الجاي ؟
تفتكر ضرب النار الي حصل في لحظة ده حصل ازاي ؟ و يا ترى ميرا شافت الي ضرب النار و لا الي ضرب ضرب من مكان بعيد ؟
تفتكر يغيت و فرحات هيعملوا ايه ؟ و الربيع الي بيبتدي بوصول الحبيب لحافة الموت يبقى شكله ايه ؟ يا ترى ميرا و فرحات هيستسلموا لبعض بعد الي حصل ؟ يا ترى فرحات هيسيب حياته عشناها ولا هي هتسيب حياتها علشانه و لا هيلاقوا نقطة في النص !
عمر راح فين ؟ و مين الي بيلعب مع عيلة أصلان اللعبة دي و عايز منهم ايه و اللعبة دي هتخلص على ايه ؟
شاركني توقعاتك و آراءك
شكرًا على مرورك 🌹

حب ابيض اسود...(الحب القرمزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن