العاديون لا يستطيعون رؤية كم أن الظلام رائع.. لا يرون كم يقرِّب الناس من بعضهم البعض.
الروح تجزع منه.
الروح! هذا المكان الوحيد؛ حيث تكشف فيه الروح عن نفسها، فليس فيه وجه جميل تعشقه، وهنا تتعرَّف على الروح.
الظلام! هو المكان حيث لا يلمع الذهب ولا تُعَدُّ النقود، وهو المكان الوحيد حيث يستمع فيه الناس حقًّا وبصدق.
تحتاج إلى مصدر للضوء لكن لا تحتاج أبدًا إلى مصدر للظلام، ألا ترى إنه الأصل؟!
الظلام عفوي، شرس، لا يمكن التحكُّم به، بربري.
شعاع ضوء قد يخترقه والقليل منه قد يمحوه!
إذًا انتظر حتى ينكسر المصباح، وسترى من يسود!
منذ آلاف السنين بدأ نوع من القوى يظهر لدى بعض الناس.
منذ أن كشَّر الظلام عن أنيابه وبدأ يلفِظ أهواله عبر بوابته الحجرية.
هؤلاء الأشخاص يتميَّزون بخاصيَّة (العين الثالثة) وهي رؤية وسماع ما لا يستطيع العاديون رؤيته وسماعه.
يُسمَّون بالوسطاء، يتصدَّون للظلام حتى لا يضطر الآخرون لذلك.
فهذا الضابط وسيط، وتلك البائعة وسيطة، وعامل النظافة هذا هناك أيضًا وسيط، يعاونون بعضهم عند الحاجة.
هم لا يعرفون بعضهم البعض شخصيًّا، لكنهم يُميِّزون بعضهم عن طريق نقش فرعوني على جبهة كل منهم ولا يراه غيرهم.
ويعني (الحامي) وتلك بالفعل وظيفة الوسيط، يُقال إن الفراعنة هم أول مَن خرج منهم الوسطاء ومن ثَمَّ انتشر إلى باقي بقاع المعمورة.
نرى تلك النقوش كل يوم على جدران المعابد ولم يكشف أحد منهم عمَّا خلف المعنى.
هم مجتمع سرِّي داخل المجتمع، هم جزء من المجتمع ذوي حياة سرِّية.. يعرفها الليل فقط، وتؤرق بالطبع الظلام
يوجد في كل عصر فارس للوسطاء، ذلك الشخص الذي يقود الوسطاء في المعارك الكبرى ويتكفَّل بالقضايا الصعبة ويكون الرمز الخاص به
ويعني: القوي.
لا يعرف العاديون أن العالم يتغيَّر بمجرَّد أن تطفئ الضوء، وأن هناك ما لا يستطيعون رؤيته، لكنه يراهم ويتربَّص بهم.
الوسطاء، هم جزء منّا لكننا لسنا جزءًا منهم.
بينما نتصارع ونتنافس على الوظائف والمكاسب والرفاهية، هم يواجهون الظلام ويعملون في صمت، لاينالون شكرًا أو أجرًا أو جائزة، سيموتون إذا تطلَّب الأمر.
هم يحاربون كي نذهب إلى المدارس، ونلعب كرة القدم في الشوارع، ونتناحر من أجل المناصب.
لا يهتمُّون بأي من ذلك، هم يعملون كي يتسنَّى لنا ذلك.
قد يفاجئك ما تراه العين الثالثة في العالم حولنا.
لكن! لا تقلق، فهم موجودون دائمًا من أجلنا.
كل مرَّة تغلق عينيك فيها تذكَّر أن حَيَوات تُبذَل في مواجهة ما تراه الآن.بينما نهرُبُ من مخاوفنا، هم يخيفونها بعيدًا عنَّا..إنهم الوسطاء يا سادة.
فهم في صراع مع الظلام.
كاتب مجهول
أنت تقرأ
العين الثالثة
Adventureهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...