حسنًا، لنبدأ من جديد، من البداية هذه المرَّة، ولكن قبل أن أتحدث عن بداية هذا اليوم الغريب والذي انتهى بوجود ثعابين، الكثير منها في أنحاء مطبخنا، يجب أن أتحدث عني أولًا.
أنا سامي ريان، أنا وسيط، أنا في الخامسة والعشرين من العمر، منذ عامين تقريبًا تعرَّضت لحادث سيارة، أنا لم تصدمني سيارة، بل أنا من صدم أحدهم، أو شئ كهذا.
بعدها أصبحت أسمع أصواتًا في الظلام، أشباح تطلب مني العون لإنقاذ شيء ما أو العثور عليه، أو شخص ما تهتم لأمره، وأنا لا أملك إلا تلبيةَ النداء.
هكذا أصبحت وسيطًا، مع الوقت أصبحت أرى الأشباح التي تأتي لطلب المساعدة.
اكتشفتُ أننا - نحن الوسطاء - مجتمع نعيش داخل مجتمع، فنحن الوسطاء مجتمع سرِّي، منتشرون في كل مكان، فهذا السائق وسيط، وهذه الطالبة وسيطة، وذلك الضابط وسيط، وهذه البائعة وسيطة، وعامل النظافة هذا هناك وسيط، نحن في كل مكان نمد يد العون لبعضنا من وقت لآخر إذا تطلَّب الأمر.
نحن لا نعرف بعضنا شخصيًّا، ولكننا نستطيع تمييز بعضنا عن طريق العين الثالثة، وهي تلك الخاصية التي نستطيع بها رؤية الأشباح، ولا يمتلكها الشخص العادي، وبها أيضًا نرى ذلك النقش الموجود على جبهة كل منا، لذا بالنسبة للعامة نحن طبيعيون، أمَّا في الحقيقة فنحن جدًّا مختلفون.
ألم يَبْدُ هذا كإعلان دعائي في التلفاز؟
على أي حال، وبالحديث عني، فأنا ملقَّب بفارس الوسطاء، وذلك لأني أيضًا مختلف، فالنقش على جبهتي مختلف، يكون موكلًا لي قيادة الوسطاء خلال المهامِّ الصعبة، والتي تتعدَّى الدردشة مع الأشباح، بل محاربة الظلام، حرفيًّا
هناك فارس واحد في كل عصر وها أنا موجود في عصرنا الحالي.
لقد تعاملتُ مع مصاصي دماء، وجن، ومردة، وشياطين، وسحرة، وغيرهم من مخلوقات الظلام، ولكن هذه قصة أخرى ليوم آخر.
أنا أعمل مترجمًا لأحدى شركات الترجمة عن طريق الإنترنت، وذلك بعد فشلي في العمل مع أخي لدى والدي في شركته، ولكن هذا أفضل، حيث يتيح لي الوقت لممارسة عملي وسيطًا وفارسًا.
أعيش في حي (سان ستيفانو) بالأسكندرية في فيلا بُنيت عام ١٩٣٠، وهي إرث عائلي.
أعيش مع عائلتي المكونة من أبي وأمي وأخٍ يَكبَرُني بخمسةِ أعوام يُدعى "إياد"، وأخت تصغرني بعامٍ واحد تدعى"سالي"
كفاني حديثًا عني، لنَعُدْ إلى سؤال سيتكفَّل بشرح كيفية انتهاء يومي بتلك الطريقة المرعبة، والسؤال هو:
كيف بدأ يومي؟
أنت تقرأ
العين الثالثة
Adventureهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...