لَوْعَةُ الفِقْدِ..
تباً لبشرٍ لايقدرُ قيمةَ مايملك إلا بعدَ فراقهِ،بعدَ أنْ يَصفُرَ الهواءُ في فراغهِ شاغراً..وتصبحُ الأناتُ لحنَ نايٍّ يعزِفُ الحزنَ والحنينَ باكياً
أي تباً لي..وتباً لقلبٍ ينبضُ فيكَ وبكَ ولمْ يعرفْ مكانتكَ إلا بعدَ أن كوى الفقدُ أوردةً تضخُ سعادةً تستوحيها من وجودكَ
تباً لروحٍ لمْ تشعرْ بمنْ كانَ يسقيها إلا بعدَ أن اغتالَ الجفافُ جذورَ أشواقها...حتى جفتْ مآقيها وتحجرَ الدمعُ فيها...
تباً لكلِ ضلعٍ بي كانَ حيًّ فيكَ ينمو مع كلِ نسمةِ عطرٍ تهبُّ من نواحيك...ليسقط بَعدَكَ متضرعاً ينعي بُعْدكَ بِلَوْعَةِ الفقيدْ.
أعلمُ بِحُبكَ...لكنْ كنتُ لستُ أدري أني أعيشُ حدَ الهذيانِ والولهانِ في خِصالِ روحكَ،إلى أنْ أنتشلكَ القدرُ من بينَ أضلعي ليلقي بكَ في فجوةِ نسيانٍ لا يطولها إنسانْ..
أهذا قضاءٌ ، نصيبٌ ، أم ليس له عنوانْ!!
أَأُلقي اللومَ على نفسي لما وصلت إليهِ منْ حالٍ الآنْ أمْ أصبر لحكمِ ربٍ وسعتْ رحمتهُ الاكوانَ وسخرَ لنا الأيام لنُبتلى بما هوَ أقلُ وطأةً مما استُترَ في الغيبِ واختبئَ وراءَ الأجفان حاملاً أكواماً من الآلام التي لا يُعبر عنها كلامْ
والآن..مِسْكُ حُزنِ الختام..
سلامٌ على قلبٍ كلما أنًّ ،حنَّ ، وازدادتْ أوجاعهُ ضعفانْ.
03:35
16/1/2018