عدت إلى منزلي أكاد لا أتنفَّس فقابلتني سالي
- أين كنت طوال النهار؟
- قصة طويلة والآن اعذِريني سأذهب لحجرتي كي أرتاح قليلًا
- صعب، يجب أن تخبرني بما يحدث ومن ذلك الرجل الذي كان في حجرتك هذا الصباح؟
- إنه ليس رجلًا..إنه أشرف
- أنا جادَّة، ولا أعني أشرف، أقصد ذلك الرجل ذو الملابس الرثّة ويبدو عليه آثار عفن
- آه ذلك الرجل!.إنه شبح
- ..
- انتظري لحظة، كيف رأيته؟ تفسير واحد من اثنين، إما أنك وسيطة وهذا مستحيل وإما أنه لم يكن شبحًا؟
- لم قد يقفز الشبح من نافذة غرفتِك بعد خروجك مباشرةً؟
- هذا يفسِّر الكثير لابد وأنه كان كمينًا نصبه لي أحدهم
- لكن من؟
- ..
قاطعت أمي حديثنا قائلة في عجلة
- ها أنت عدت أخيرًا، هيا بنا
- إلى أين؟
- سأبتاع سجادة جديدة وأحتاجك معي
- لم؟
- كفى نقاش، هيا بنا
كان من المفترض أن أنتظر وندال في حجرتي كي يحضر الصندوق وأعطيه البردية لكن لسبب ما هناك دائمًا من يعطلني.
بعد نصف ساعة من القيادة أجدنا أمام سنتر لبيع السجاد يدعى "البساط السحري"
ضحكة ساخرة صدرت رغمًا عني ثم تمالكت نفسي.
بالداخل السجاد في كل مكان والزبائن هنا وهناك، يا إلهي المكان مزدحم لحدِّ الاختناق، سرعان ما اندمجت أمي، تتجول وأتبعها كالأبله، تمسك هذا وتتحسس ذاك ثم تهزُّ رأسها بعدم رضا فتنتقل لآخر.
هناك أحد الموظفين يشرح للزبائن خامات السجاد ومصدره، وبالطبع الأسباب التي توجب عليهم شراؤه فاقتربت منه قائلًا
- إذًا هل تطير تلك الأشياء؟
نظر لي باحتقار ثم التفت لأحد الزبائن كي يشرح له ما سبق.
" يبدو أن الناس لم تعد تتحمَّل المزاح"
ووسط الحشود.رأيته..
ذلك الشبح الذي لم يكن شبحًا،
"هل يترصَّدني؟"
يقف ثابتًا هناك كتمثال الحديقة والناس تمرُّ بجانبه دون أن تهتز شعرة منه، ينظر لي بثبات،
أخذت أصارع الحشود جاهدًا كي أصل إليه وعندما اقتربت ركض مسرعًا وأنا خلفه حتى خرج من باب خلفي للسنتر فتبعته.
لم أجده أو أي أحد، لا أحد على الإطلاق في تلك المنطقة النائية.
" أين ذهب؟"
لم أتسائل طويلًا فإذ بشيء يصدم رأسي من الخلف، دوار سريع فسقطت راكعًا لكن سرعان ما تمالكت نفسي فنهضت متفاديًا الضربة التالية..إنه هو
- يا إلهي، من أنت؟ هل أنت لص؟
"لكن اللصوص لا تدَّعي أنها أشباح، إذًا من هذا؟"
لم يتحدّث قط، فقط ظلَّ يُلوِّح بخنجر أخرجه من سترته، إنه عازم بالفعل على قتلي، متجهّم وغاضب وجهه عابث وله هدف محدد لم يبدُ أنه سيتراجع عنه.
صحت به متفاديًا محاولاته العنيفة لإصابتي
- توقَّف أيها المعتوه، ماذا بك؟
أصابني بجرح طفيف برقبتي وهنا صعد الدم بقوّة إلى رأسي قائلًا في غيظ
- حسنًا، حان دوري
استخدمت فنون القتال التي علموني إياها في الأكاديمية فسددت له لكمات فركلات حتى سقط على الأرض عاجزًا عن النهوض.أو هذا ما ظننته.
اقتربت منه بحذر ولكنه نهض فجأة ودفعني بقوّة ثم ركض مسرعًا، لم أرغب حقًّا في اتباعه هذه المرة ولكني لاحظت شيئًا في مكان سقوطه،
لقد سقط منه شيئًا، لا أعني بهذا أذن أو أنف بل شيء آخر.إنه خنجر
هناك خنجر مقبضه أسود حملته لأتفحَّصه، وجدت على مقبضه نقش لوجه أسد أفريقي، لقد رأيت مثله من قبل..لكن أين؟
orporat�'��AX�
أنت تقرأ
العين الثالثة
Adventureهل ستفتقده.. ذلك العالم الذي تعيش فيه؟ أستطيع أن أحكي لك قصتي.. قصة مليئة بالشجاعة والبطولات، لكني سأكون كاذب.. أنا لستُ بطلاً. انتظار.. وانتظار.. وانتظار.. هذا ما تجمدت عنده أفعالي قصر محاط بالظلام.. هذا ما تقلص إليه عالمي. آسف أنا. .لقد أطلقت شيئا...