بسبب زيادة موضوع الفصلية عن حده، وبسبب إستغلال هذا الموضوع من قبل الكثير من الكاتبات، وللأسف الشديد بدلا من الكتابة عن معاناة المرأة الفصلية؛ أخذ الموضوع منحا آخر، فأصبحت قصص الفصلية عنوانا آخر للقصص الرومانسية والقصص الجنسية بالدرجة الاولى، والتي تتمثل (بشامبوالفصليات والبرمودا والكيك والمعجنات لتتطور الى القبلات والملامسات) وتنهتي بحب البطل (الشيخ ابن الشيخ، الوسيم، الغني، المعضل، صاحب الشهادات والكفاءات العلمية) للفصلية، بالرغم من علم الجميع بأن الفصلية غالبا ما تعطى للشخص الدميم او فيه عيب خلقي او معاق..
الفصلية هي من الأعراف العشائرية الموجودة في العراق، والبعيدة كل البعد عن أحكام الدين الإسلامي بالإضافة إلى بقية الأديان، وضحية هذا العرف هي المرأة التي تزوج بما يعرف بزواج الدم، والذي ينص على تزويج إحدى بنات العشيرة المعتدية الى الشخص المعتدى عليه او أحد أقاربه او احد افراد العشيرة بلا مهر ولااي حقوق اخرى مثل نظيراتها من الفتيات، لتحيا بقية عمرها في الذل والإهانة والسب والشتم بإعتبارها أقارب الجاني وإنها تذكرهم بعزيزهم المتوفى، وربما يستمر هذا الموضوع حتى لأولادها كما إنها تعاني من إغتصاب المسمى زوجا لها؛ بالرغم من أن الدين الإسلامي نفسه قد حرم هذا الزواج، لأنه يفتقر إلى أهم ركن من أركان الزواج ألا وهو القبول والإيجاب من قبل المرأة.
وبالرغم من قوانين الدولة العراقية التي منعت زواج الدية، وبالرغم من مناشدات رجال الدين وتحريمهم لزواج الفصلية، إضافة الى مقالات الصحفيين في الحديث عن هذا الموضوع والدفاع عن مظلومية المراة، بقي موضوع الفصلية كما هو، وإستمرت العشائر العراقية في تطبيقه، وللأسف إنتقلت تلك الموروثات البدوية والريفية إلى المدن، وإزدادت هذه الظاهرة في الإنتشار..
وفي حلول عام ١٩٧٣ سجلت اغنية للراحل عبادي العماري تتحدث عن معاناة فتاة زفت كفصلية، تفاعل معها الناس وأثارت ضجة في حينها، خصوصا لدى الاوساط العشائرية، وبسبب هذه الأغنية إجتمع شيوخ العراق وانهوا بذلك قانون الفصلية، ويعوض اهل المعتدى عليهم مبلغ مالي ضخم دية عن المقتول، ولايحكم بالفصلية في وقتنا الحالي إلا في حالة الشرف فقط ولاينفذ الحكم (حسب ماذكره لي والدي بإعتباره شيخ عشيرة)
كلمات الأغنية التي تميزت ببساطتها، وعدم إستخدام الشاعر للكلمات الصعبة، كان لها دور كبير في إنتشارها، وحب وتقبل الناس لها، وهذا يدل على إن الكتابة والفن لهما دورين كبيرين في توعية وتثقيف الناس، فبدلا من إستغلال قلمكم وموهبتكم في أمور تافهة لاهدف منها عليكم التفكير في مايفيد المجتمع والناس، الفصلية قانون قديم وقد إنقرض ولاوجود له إلا في حالات نادرة جدا، وبدلا من الترويج لها، عليكم إظهار معاناة المرأة المعنفة ومعالجة بقية مشاكل المجتمع وأهمها قانون العنف الأسري..
تحياتي
............................................................................
كلمات اغنية عبادي العماري( رحمه الله )
جابوها دفع للدار لاديرم ولاحنه ولاصفكه
ولادف النعر بالسلف لاهلهوله لاملكه
سالت الناس عن قصة هالبنيه
شعجب جارو عليها بغير حنيه
ورديت بكلب حزنان من كالوي فصليه
العنت ظلم التقاليد بالف حركه
عمنهه الاخضر الهرفي بسعر اليابس تحركه
احديثه اتكول حوريه بربيع العمر مياله
حرام ادموعهه الطيبات عالخدين همالهه
وين العطف والرحمه يفصاله
لاسوت ذنب لاهيه جتاله
جاهيجي حكم ديوانك المهيوب ودلاله
علي تحرم فناجينه وكهوته وكعدت ارجاله
غصبتوها ضلمتوها حرمتوها هضمتوها
وهبتوها لشخص ظالم حتى من العقل ما يملك اوشاله
يحاجيها بدفرته وكال فصليه
عساها ابخت من فصلوا واطو مهرة الفارس لوادم ماهي خياله
وحوبتها وراهم دوم تحركهم بكل شهكه
تتحسر تدير العين محد يرحم الشكوى
اسيره تكول جابوها بلارحمه ولاسلوى
ياديوان السلف بسك فحطنه من الفصل والثار والنهوه