ما ان تحركت المربية حتي خفق قلب خلود بهلع وحاولت الفرار ولكن اسرع كريم بدفعها الي الحائط ومحاصرتها لتقول بتحذير:- انت عارف لو قربتلي بس .. نهايتك هتكون بسببي.ابتسم كريـم ابتسامته المعروفة ثم اقترب بوجهه من وجهها وهو ينظر اليها بتحدي لما قالته فأغمضت هي اعينها بقوة واشاحت بوجهها للجانب لتقول وهي تلعن عجزها:- ابعد عني بقولك ..ثم تابعت برجاء:- ارجوك..لحظات لتجده يبتعد عنها فجأة ويقول وهو يهبط الدرج:- ثواني والقاكي لابسه عشان نروح لأبوكي..ثم رحل لتنظر هي الي الفراغ امامها بأنفاس لاهثة متقطعه ثم اسندت رأسها علي الحائط وأطلقت تنهيده طويله كمن أنقذ من الهــلاك.. !لحظات حتي استعادت انفاسها و تحركت مستندتاَ علي الحائط لتدلف مجددا إلي الغرفه.. !!******ارتجلت من السيارة بعد ان ارتجل هو ، سار امامها بصمت لتتحرك وتسير خلفه وهي تنظر ارضاَ..وصلا الي حجرة العناية الفائقة ليجدا في نفس التوقت طبيباَ يخرج وهو يضرب كفاَ بكف ويتمتم بأسي بكلمات غير واضحه..دق قلب خلود بسرعة لتسرع الخطي نحوه ثم تقول بلهفة:- بابا عامل ايه دلوقتي..نظر اليها الطبيب بأسي وكاد ان ينطق ليسبقه كريم بقوله:- الاستاذ اشرف حالته معروفه يا دكتور بس مفيش اي تحسن؟؟نظر اليه الطبيب للحظات ثم نظر الي خلود وقال:- طب حضرتك ممكن تتفضل معايا في المكتب..ثم التف الطبيب ودلف الي مكتبه لينظر كريم الي خلود:- خليكي هنا..قالت خلود وهي تحاول منع دموعها من النزول:- لأ .. هدخل معاك دا بابايا لازم اعرف هو ماله.- اسمعي الكلام .. هو كويس متقلقيش.حركت رأسها نافية ثم همست وهي تجلس علي المقعد:- مش مصدقاك..نظر اليها كريم للحظات ثم دلف هو الآخر لمكتب الطبيب واغلق الباب خلفه..أغمضت خلود اعينها لتسقط اول دمعة من عينيها ثم فتحتهما مجددا ونظرت بإتجاه الحجرة التي يرقد خلفها والدها..كان الباب بنافذة زجاجية صغيره فنهضت واقتربت من الباب ببطء وهي تحتضن جسدها بذراعيها ، توقفت امام الباب للحظات تأخذ نفساَ عميقاَ ثم استندت بكفيها علي الباب و وقفت علي أطراف اصابعها لتستطيع الرؤية من النافذة العاليه..ولكن قبل ان تتمكن من ذلك كانت يد كريـم تجذبها لتقف امامه فيقول:- متعلمتيش وانتي صغيره ان المستشفي ممنوعة للعب الاطفال دا ؟!لم تجب بل دفعت ذراعه بيدها لتتحرر من قبضته ثم تراجعت لتصنع مسافة بينها وبينه ، التفت كريم ولم يعلق علي فعلتها واتجه لمخرج المشفي لتتبعه هي بعد لحظات سريعه.. !صعدت علي المقعد في السيارة لينطلق كريم عائدا الي قصره..كانت تختلس النظرات اليه تحاول معرفة ما دار بينه وبين الطبيب وما بزيد قلقها اكثر هو صمته هذا .. الي ان نظر اليها فجأة وقال:- نعم ؟ معجبه ولا ايه؟؟ارتبكت ملامحها لتنظر امامها مجددا وتعقد ذراعيها امام صدرها وهي تضم حاجبيها كمحاولة للجديه في الحديث معه:- انا عايزة اعرف الدكتور قالك ايه ؟عاد كريم لينظر امامه ثم قال بعد لحظات:- ولا حاجه .. والدك قرب يتعافي بس هيطول شويه في المستشفي.لتقول بإنزعاج ممزوج بالقلق:- ليـه .. ليــه ، مدام كويس يبقي يخرج..- متقلقيش يا خلود.. ان شاء الله هيبقي كويس.لم تجب واشاحت بوجهها للجانب الآخر لتنظر الي الطريق و لتسقط عبرات اعينها بعبدا عن اعينه .. ولكن سرعان ما وجدته يوقف السيارة ويقول:- بتعيطي ليه يا خلود..صمتت للحظات تسيطر علي نبرة صوتها ثم قالت:- انا مبعيطش..وجدته يجذبها نحوه ليصبح وجهها امامه و يقول وهو يمسح دمعة علي وجنتها بإبهامه:- طب دا ايه طيب؟!لم تجب و ابتعدت عنه تماماَ فنظر اليها للحظات ثم سحب منديلاَ ورقياَ و ألقاه امامها بصمت وعاد ليحرك سيارته..******مرت الأيام وهي ما تزال تمكث في قصر كريم ولا توجد اخبار جديدة عن صحة والدها..اظلمت السماء وامتلأت بمصابيح بيضاء صغيره يتوسطها مصباح اكبر ، وهو القمر بين النجوم..ملًت من جلستها بتلك الغرفة فغامرت وهبطت الي الحديقة الواسعة ذات الانوار المريحه..سارت بهدوء وتمهل علي ذلك العشب بقدمين حافيين لتستطيع لمسه..جابت ببصرها ارجاء الحديقة لتجد كل جزء بها بنور خافت مختلف..فأماكن الجلوس مطعمة بأضواء حمراء خافتة للغاية ، المدخل بنور ازرق خلاب ، قرب القصر أضواء بيضاء هادئه واخري صفراء خافته و باقي المكان اضواء متجانسه أخري..المكان يوحي بذات صاحبه المرفهة المهتمة بالراحة الشخصيه ، الرومانسية والراقيه..اعجبها المكان فتعمقت اكثر فيه حتي وصلت الي غرفة صغيرة في أخر الحديقه ، كانت إضاءتها من الخارج إضاءة ضعيفة بلون "الموف"..كانت تشعر حقاَ ان المكان عبارة عن لوحة فنية بأيدي فنان حقيقي..لم تطل التفكير بل دفعها فضولها لتدلف الي الغرفة لتصدم بالمكان من الداخل..الكثير من اللوحات المرسومة والملونه لأشخاص مختلفي الهيئة والحجم ، الضوء الابيض يظهر جمال اللوحات اكثر..اتجهت بتمهل الي الداخل واعينها تدور علي كل اللوحات المعلقة و الموضوعة ارضاَ ، رسام بارع ابدع كل هذا..وقعت اعينها علي لوحة ما تزال قيد العمل ، اتجهت اليها ثم رفعت الغطاء الابيض الذي يخفيها لتظهر تدريجيا ملامح فتاة لم تكتمل بعد..ضمت حاجبيها بتعجب ثم رفعتهما بدهشة ، هذه صورة غير كامله لها هي .. أيعقل ان يكون هو من... !!و فجأة ظهر صوت موسيقى هادئة لتنتفض خلود وتلتفت لتجده كريم ينظر اليها بإبتسامته المعهوده..ابتلعت لعابها بتوتر ليدلف كريم بالكامل وهو يقول:- عجبك المكان ؟و لوهلة اضطربت ملامحها ولكن سرعان ما حافظت علي ملامحها ثابتة وقالت:- آه .. حلو.تقدم كريم نحوها ثم نظر الي رسمتها الـغير مكتمله ليبتسم ويقول:- و دي .. عجبتك؟نظرت اليها للحظات ثم قالت:- آه .. انت اللي راسمها؟- مممم..همهم بها كريم ثم نظر اليها ، نظرت خلود اليه لتجده مسلطاَ بصره عليها لترتبك وتنظر مجدداَ الي اللوحة..مرت لحظات الي ان قالت لتهرب من نظراته:- آآنا هروح انام انا..مرت بجانبه ليمسك بذراعها ثم يجذبها لتقف امامه مجددا ثم لف ذراعيه حولها فإبتعدت قائلة بتلعثم:- فـي ايه اانا..ليقاطعها كريم قائلا:- ششش ..ثم امسك بكف يدها وبدأ التحرك بهدوء علي صوت الموسيقى الهادئة تلـك..مرت لحظات و خلود تتجنب النظر اليه وهو مسلط بصره نحوها ، يتأمل ملامحها ولمعة عيونها النادرة و تورد وجنتها ذاك..مال برأسه بتمهل ليقترب من وجهها لتنظر الي عينيه فيرتعش جسدها من قربه..اقترب اكثر ليلامس شفتيها بشفتيه ثم يقبلها لينتفض جسدها وتحاول الإبتعاد فيلف ذراعيه حولها ويحتضنها بقوة ثم يقول مسرعا:- خلود تتجوزينـي.. !!