استغربت ايقاف بيتر لسيارة اجرة وهو يملك سيارته الخاصة لكنه بعد ان اجبرني على الصعود فسر لي انه قد لا يكون في حالة مناسبة للقيادة عند العودة .
بانتظار الطعام ليصل الى طاولتنا حاولت فتح حوار ما مع بيتر بعد ان رأيته يشرد عني
سألته "أين يجب ان نذهب بعد تناول الطعام ؟ نشاهد فيلماً ؟ نذهب للمتنزه؟ ربما نتسوق ؟!"
أجابني بيتر غير متحمس بالمرة " لا اعتقد ذلك .. "
شعر بخيبة املي فبرر قائلاً " بصعوبة تمكنت من الخروج لتناول الطعام معكِ لاواسيكِ بعد ان احرقتي منزلي .."
انا " انت تبالغ حقاً !"
قلت بغضب فرأيت شبح ابتسامة بالكاد ترى على وجهه البارد. فقال "كل ما في الامر هو انني اريد الابتعاد عن كل شيء .. لذلك لم اذهب الى العمل اساسا ً"
انا " هل انت حزين لهذه الدرجةلانك تكره عملك كثيراً؟"
كنت احاول ان افهمه اكثر ذلك الشاب الانتحاري .
نظر نحوي للحظات بيتر و بدأت اتوتر قلقه من انني امشي في اراضٍ خطرة . عندما اجاب بلامبالاة " لست الوحيد الذي يكره عمله "
انا مدافعة " انا لا شأن لي بالاخرين، اتكلم عنك انت بيتر . لمَ تعمل في شيء لا تحبه؟ لا بد ان هذا هوسبب اكتئابك الدائم و مشيك كأنك تحمل هموم العالم على كتفيك"
تحولت ملامح بيتر الى الغضب بينما استمر بالتحديق نحوي دون ان يتكلم للحظات طويلة ثم قال " ماذا عنكِ ؟ هل لديكِ عمل اساساً؟"ضحكت ساخرة " هل انت تشير الان الى ان العمل في مكان تكرهه افضل من ان تكون عاطلاً مثلي ؟! .. دعني اخبرك انني اعمل في التصوير و سأفتتح معرضاً عما قريب. هذا عمل احبه كما ترى!"
بيتر " ما اسم المكان الذي تعملين فيه ؟"
انا بغضب " انا اعمل بشكل مستقل، هل تمانع؟"
بيتر مبتسماً " بالطبع اتفهم ذلك . لا يوجد احد بأمكانه العمل معكِ انتِ كومة مشاكل .."
توقف عن الحديث لان النادل كان قد وصل إلينا و بدأ بتقديم الطعام . كنت اعتزم ان لا اسكت على ما قاله بيتر لكن منظر الطعام انساني كل شيء و اخذت استمتع بتلك الوجبة المكلفة.****
بعد انتهائنا من العشاء و بعد ان ألححت لفترة طويلة جداً عليه وافق بيتر على مرافقتي للتسوق.
جررته ورائي من محل لاخر اشتري له ملابس ملونة و مبهجة وانا اخبره ان ثيابه القاتمة هي جزء من السبب في حزنه الدائم بينما رد عليّ متمتماً " و انتِ ما ادراكِ مالذي امر به"
كان ما يقوله صحيحاً فكل ما فعلته لمعالجة مشكلته هو الافتراضات و التصرف كما لو انني اعرفه ، قررت ان اتوقف عن فعل هذا و اشرع في محاولة معرفته دون القفز لاستنتاجات و انتظاره ليخبرني بما يعتمل في دواخله كي افهم ما كان يمر به.اخبرني عندما كان قد فاض به الكيل من تسوقي اشياء لا يحبها لنفسه " يكفي الى هنا .الان دورك. فلنبحث لكِ عن ملابس تبدو نسائية ولو قليلاً ،ربما حينها ستبدين كأنثى!"
تضايقت كالعادة من تعليقاته الخبيثة,لكن الجو كان اجمل من ان افتعل معه شجاراً . لذا جاريته بالمشي الى محل كبير خاص بملابس النساء .
قام هو بنفسه بالاختيار لي ، اخذ عدداً من الاثواب بطريقة عشوائية ثم رماها الي و اخبرني ان اجربها كلها.
أنت تقرأ
مــن انـت ؟ ( مكتملة )
Ciencia Ficciónتنطلق شابة في رحلة البحث عن من احبت .شخص لم تعرف عنه الكثير لكنها رغم ذلك لم تستطع ان تعيش بدونه ، في كل المدن وبلا كلل الى ان يستوقفها رجل غامض انتحاري ! عندها تتعقد خطتها البسيطة ، وتتوالى الاحداث.