4

8K 198 7
                                    

( الفصل الرابع )
نظر حمزه إلى زوجته التى ألتزمت الصمت منذ ركوبها معه السياره   وأشاحت برأسها للجهه الأخرى تتابع المنظر من خلف زجاج السياره , نظر لها وهو يتمنى فى هذه اللحظه أن يدخل إلى عقلها ويعلم ما يدور به , فعندما خرج من غرفته بصحبة رجل الأعمال وسكرتيرته  قامت من على كرسيها التى كانت تتنتظر عليه فى مكتب السكرتاريه   رد وألقت نظره  متفحصه على المسماه جنه من رأسها حتى أخمص قدميها ثم أهدته نظره لم يفهمها وأنتظرت أن يعرفها عليهم فسلمت بهدوء وألتفتت إليه قائله : هنروح لطارق وروجيدا ولا لسه ماخلصتش شغل .
وعندما أجاباها أنه أنتهى تقدمته  إلى المصعد ومنه إلأى السياره دون أن تتحدث نهائياً
نادها برقه : رنا ...وعندما لم تلتفت أو ترد نادها بصوت أقوى : رنااا
وبدون أن تنظر له قالت : هممم
( ما أعتقدش أنى فى حاجه عندك ملفته للنظر أوى كده عشان تتجاهلينى )
فألتفتت بهدوء وقالت بأستنكار : أتجاهلك ؟!

( أه تتجاهلينى ....من ساعة ما خرجنا وأنتى فى عالم تانى ومش بتكلمينى .... فى أيه ؟!)
( أنا مفيش حاجه ..... أنت لو عندك حاجه قولها ياحمزه ؟)
فقطب جبينه وقال : حاجه زى أيه .... أنا معرفش أ،تى بتتكلمى عن أيه ...أو حتى أنتى ليه مضايقه ؟)
( ومين قال أنى مضايقه )
أشاح بيده وقال : بصى لنفسك زأنتى تعرفى  أن كنتى مضايقه ولا لأ )
نظرت له  وقالت بهدوء أثار غضبه أكثر : أنا بقولك أنى مش مضايقه ... بس الواضح كده أنك عايز تضايقنى بالعافيه )
جز على أسنانه وقال بغضب : رنننننااااا.... بلاش طريقتك دى
( مالها طريقتى ياحمزه ....مابلاش لف ودوران ياحمزه وتقول على إلى جواك )
( طب ما بلاش أنتى لف ودوران وقولى لى على إلى جواكى )
لفت رأسها مره أخرى إلى الجهه الأخرى وقالت : كانت حلوه ...صح ؟!
سكت قليلاً ثم قال بهدوء ودون مواربه : أه
نظرت له وأبتسمت قائله : لو كنت سألتنى هى أيه كنت هعرف أنك رجعت لحمزه القديم تانى
تنهد قائلاً : أنا عاهدتك يارنا أنى مش هكدب ولا هخدع ولا هخون تانى .... لأنى  مش هستحمل أنك تبعدى عنى تانى  ...بسسس وسكت قليلاً وقال : من غير كدب برضو هى كانت بترمى نفسها عليه ورسمياً كانت بتعلقنى
( وأنت ؟)
( أكدب عليكى  لو قلت لك متأثرتش أو أنى ما بصتلهاش  ...بس فى نفس الوقتت كل ده مايسواش عندى أنى أجرحك أو أوجعلك قلبك تانى يارنا ..... مد يده وأمسك يديها ورفعها إلى شفتيه وقبلها فى باطن كفها  وقال : عارفه ألبوسه هنا  يعنى أيه
فسحبت يديها بخجل وقالت بخفوت : لأ
فنظر لها  وقال بأبتسامه : يعنى أنا ملكك .... وأكمل بحزم : يعنى حمزه الأنصارى ملك رنا وبس ..............................................................

نظر فارس إلى أمل وهى نائمه بجانبه  عاريه لا تغطيها سوا  ملايه خفيفه  هو من ألقاها عليها  عندما وجدها نائمه ولا تبالى أنها عاريه
أسند رأسه على ظهر السرير وهو يفكر فيما حدث فبعدما   رجع معها إلى الشاليه وطلب من صديقه أن يعطيه مفتاح الشاليه ألأخرى  الذى يمتلكه عائلته فأحمد صديقه من عائلة ثريه جداً ويمتلكوا أكثر من شاليه فى هذه القريه التى تعد من أغلى وأرق القرى فى العين السخنه
لم يرد صديقه طلبه وفى لحظات بدأوا أصدقائه فى أطلاق التعليقات والصافرات  زكأنه ذاهب إلى مهمه حربيه والغريب أن أمل لم تخجل أو  تنهرهم بل وضعت يديها فى خصرها وبكل جرأه وقالت : إلى متغاظ مننا يعمل زينا
نظر لها وهو يتعجب من جرأتها  فأخرى مكانها كانت ستومت خجلاً أو حتى تركض وتتركهم  لكن أن تقف أمامهم  بكل صلافه وكأنها تفتخر بما تفعله  وتقول ذلك كان آخر توقعاته
ولكن من الواضح أن هذه ألأمل مليئه بالمفاجآت فمجرد دخولهم للشاليه  سحبته من يده إلى غرفة النوم   وأستلمت هى دفة العلاقه
لا ينكر أن أكثر ما يكرهه فى ليلى أنها خجوله ودائماً متردده ولا تبادر أبداً  ولكن أن تكون مع النقيض لذلك  جعله يفكر  أنه شئ ممتع أن تكون منقاد  ولو لمره واحده على سبيل التغيير  .... من الواضح أن صديقه كان محق عندما  أخبره التجربه ستكون مفيده 
ورغم ذلك التغيير ألا أنه يشعر أنه بداخله غير سعيد  .... لا يعلم يشعر رغم شعوره بالرضا ألا أن هذا الرضا منقوص شئ لا يعلم ماهيته فكان فى أول الأمر سعيد ولكن عندما تحدثت أمل وأشادت بآدائه  وقالت عنه أنه سيد الرجال   وبعدها ذكرت زوجته  وأستنكرت أن تتركه يسافر وحده  ..هنا شعر بالغضب لدرجة أنه أمسكها من ذراعيها بشده وقال بغضب : ماتجبيش سيرة مراتى أنتى فاهمه
فسحبت ذراعيها بهدوء وقالت بمهادنه : طب براحه هو أنت قلت حاجه ..أنا بس بقول
فقاطعها بعنف وقال : أ،تى مش جايه هنا عشان تقولى ..أنتى فاهمه أنتى جايه هنا ليه..ثم فى ثوانى كان أعتلاها  وثبتها وبث فيها كل الغضب الذى بداخله   والغريبه أنها تقبلته بكل رحب رغم أنه يعلم أنه كان عنيف وأنه آالمها بشده  ومتأكد أنه أصابها بعدة كدمات ولكنها لم تبالى  حتى أنه فكر للحظه أن يغتذر لها ولكن عندما دخل ليستحم ورجع وجدها نائمه عاريه وعلى وحهها أبتسامة رضا تراجع عن الأعتذار
أمسك بهاتفه  لينظر له وهو يفكر ..هل يتصل بليلى رغم أنها لأول مره لم  تتصل لتطمئن عليه وعلى وصوله سالماً  ... يعلم أنه جرحها  ولكن ذلك لا يمنع  أن تتصل به  ..قام من السرير وأتجه ألى الشرفه الخارجيه ومنها إلى الحديقه وتأكد من أغلاق الباب خلفه وأتصل بها ليأتيه ردها بعد ثالث رنه : ألوووو
( ألووو ياليلى )
( أزيك يافارس )
فقال بعتب : كده ياليلى ما تتصليش تطمنى عليه أن كنت وصلت ولا لأ
فقالت بصوت يشوبه نبرة حزن : أنا مكنتش عايزه أضايقك
(تضايقينى )
( أه ..أضايقك ..أنا عارفه أنك مسافر عشان زهقت منى وأنا بحاول أبعد عنك عشان ما تزهقش أكتر )
( هو ده إلى فهمتيه من كلامى ياليلى )
( ما فهمتش غير كده يا فارس )
فصرح بغضب : عشان غبيه يا ليلى .....غبيه
سكتت فهدأ وال بصوت مخنوق : أنا تعبت ياليلى ..تعبت أوى ..أنا بضيع منك ياليلى  ... وأكمل بصوت مختنق أكثر : هتسبينى أضيع ياليلى
لا تعلم بما ترد عليه تشعر بروحها تختنق فهذا هو فارس لا يرى سوا نفسه ألا يعلم أنها تتعذب أضعاف أضعافه ..ألا يعلم أنها تعبت أكثر منه ..ألا يعلم أنها تتمنى لو أنها كانت تستطيع أن تبكى وتصرخ ولكن دموعها لاتستجيب  لها وتنزل لتريحها .. ولكن هيهات أن يعلم فارس بمشاعر أى أحد سوا نفسه
أنتبهت أنه ينتظر ردها ورغم أنها لا تعلم ماذا تفعل لتمنعه من أن يضيع منها قالت بخفوت : لأ مش هسيبك تضيع منى يافارس .......................................................................................................................................
أوقف يوسف السياره بحده حتى أن أطارتها أصدرت صرير حاد على الرصيف وقال بغضب : مريم
( أيه ..فى أيه ؟!)
( أنتى عندك boy friend   مصرى من صحابك إلى ع الشات )
فشهقت بصدمه من مسار تفكيره وكانت ستنفى ولكنها تلكأت قليلاً لتفكر بما ستجيبه ..وتلكؤها كان بمثابة جواب على سؤاله )
فقال بغضب : عشان كده أنتى عايزه تسافرى  مصر وأنا ألغبى الى سحبانى وراكى وتقولى لى أختك ولازم تسافرلها وتكون جمبها وأتارى حضرتك مسافره عشان تلاقى صحابك وت....وقبل أن يكمل قاطعته بحزم وغضب : ولا كلمه تانيه يا يوسف عشان أنت زودتها أوى
( أنا إلى زودتها )
( أسكت ... بس أسكت ..أنت فاهم أنت بتقولى أيه ..فاهم بتتهمنى بأيه ..أنت بتتهمنى أنى مصاحبه واحد وساحباك ورايه عشان أقابله بعيد عن أهلى إلى واثقين فيه وسايبنى أسافر لوحدى ..صح يا يوسف مش هو ده إلى بتتهمنى بيه يا يوسف ولا أنا غلطانه )
نظر لها وقال بتلكأ : مش كده بالظبط ..بس
فقاطعته قائله : مفيهاش بس يايوسف ... هى كده وماتنفعش تبقى غير كده وأنا مش هدافع عن نفسى لأنى أكبر من أنى أدافع عن نفسى فى تهمه زى دى
( يعنى أيه ..مش فاهم )
سكتت ثم تنهدت وقالت : ممكن أسألك سؤال يا يوسف
( أكيد )
( يهمك فى أيه لو كان فعلاً ليه بوى فريند أو مليش )
فقال بأرتياب : يه..منى ...فى أنه ...سكت ثم قال : يهمنى عشان أنا ..أنتى زى روجيدا عندى ولازم أخاف عليكى
فنظرت له وقالت : زى روجيدا يا يوسف ؟
( طبعاً ..أكيد أنتى عندك شك فى مكانتك عندى )
فألتفتت إلى الجهه الأخرى وقالت : بس أنا مش أختك يا يوسف وعشان كده مش من حقك تحاسبنى .. وقبل أن يرد قالت ببرود : وياله أطلع عشان أنا أتأخرت جداً على شغلى ...........................................................................................
القت بنان بنفسها بين ذراعى أسامه  وقالت وهى ترتجف : قتلت يا أسامه ..شادى مات يا أسامه ...مات
أبعدها أسامه برفق وقال بجزع : هو مين ده يا بنان إلى مات ..وقتلتيه أزاى
فشهقت وقالت وهى تنظر إلى يديها وتقول : بصى أيدى كلها دم ...هو مات أكيد مات ..بص ده دمه
أمسك بكفيها فوجدهم ليس بهم شئ فنظر إلى خلود ألتى قالت بهدوء : أنا ساعدتها تغسلها لما جت بس هى لسه مقتنعه أنهم فيهم دم
نظر إلى وجهها فوجدها تنظر إلى يديها بفزع وتقول : لأ فيهم دم ..دم شادى أنا قتلته ..أنا قتلته
هزها برفق من ذراعيها : فهمينى بس أيه إلى حصل
ولكنها كأنها لم تسمعه وأستمرت تهذى بأن يديها مازالت به دم وأنها قتلته  وتبكى بشكل هيسترى فعلم أنها تمر بصدمه لذلك لم يجد مفر سوا أن يرفع كفه ويهوى بها على خدها  لتفيق من صدمتها
أغمض أسامه عينه فسمع شهيق خلود ولكنه لم يسمع أى صوت من بنان ففتح عيونه فوجدها تنظر له بعيونها الزرقاء الواسعه والدموع تغشى عينيها  فوضع يده برفق على وجنتها مكان صفعته وقال بأسف : أنا آسف حبيبتى
وكأن كلمته كانت المفتاح السحرى لتنتطلق دموعها مره أخرى فلم يملك ألا أن يشدها إلى حضنه  وهو يملس على شعرها برفق ويقول : هشش ..بس ياحبيبتى تعالى
سحبها من يديها برفق ودخلوا للمخزن وأساعدها للجلوس على الكرسى الموجود  وجثى بركبتيه أمامها  وقال بهدوء : ممكن تهدى تحكيلى أيه ألى حصل
فمسحت دموعها وقالت : بس توعدنى أنك هتقف جمبى وتساعدنى مهماً كنت غلطانه
فأغتصب أبتسامه على وجهه وقال : ومن أمتى وأنا مش بساعدك  وأقف جمبك حتى لو كنتى غلطانه يا بنان
فقالت بصوت مبحوح من آثار البكاء : بس أنا آخر مره جتلك أتخليت عنى يا أسامه
( غصب عنى يا بنان ..أنتى فاكره أنه سهل عليه وأنا بشوفك بضيعى نفسك  ..بس  أنا مش من حقى أنا أكون جمبك أنتى سحبتى منى الحق ده لما  بقيتى لراجل غيرى )
( أناااا.... فرفع يديه ليقاطع كلامها وقال : سيبك من إلى فات أنا عايزه أعرف إيه إلى حصل وأوعدك مهما حصل هكون جمبك )
فسحبت نفساً وقالت : أنا كنت مع شادى ... وبدأت دموعها تنهمر مره أخرى فمسحتها لينزل غيرهم وقالت : شادى دى صاحبلا من النادى أتعرفت عليه من الجروب الى أنا لسه من فتره مصاحبهم ..مسحت دموعها وقالت : أتعرفت عليهم بعد جوازى من تميم بشهر وهما إلى علمونى طريق الdrugs  ( المخدرات )...رفعتى رأسها لترى تعبيرات وجهه فوجدته جامداً لا يفصح عن أى شئ فأكملت : من فتره شادى والشله كانوا بيزنوا عليه أجرب حاجات تانيه وأنا كنت برفض بس....
فقال يحثها : بس أيه
( فى اليوم إلى طردتنى فيه قابلتهم وجربت الأستف الجديد ومن يومها وأنا باخده لحد أنهارده الصبح
فأستحثها بهدوء عكس النار التى بداخله : صجيت كنت هتتجنن على جرعه وإلى معايه كانت آخر حاجه كلمت شادى قالى أنه نازل يسكور
فقطب جبينه وقال : يأه
(يسكور يعنى ..يشترى الحاجه وعرض عليه أروح معاه وأنا وافقت )
فقال مستنكراً : رحتى معاه تشتروا مخدرات
فأومأت برأسها وقالت : رحنا سوا  قابلته عن النادى وروحنا طلعنا كوبرى .... وبعد كده نزلنا وفضلنا نروح ونخش ف أماكن غريبه لحد ما وصلنا ....
( وبعدين )
( نزل شادى يشترى وأدانى الحاجه وفجأه  قبل ما يدخل العربيه ندهله حد من إلى واقفين فنزل وحذرنى أقفل العربيه عليه من جوا وما أفتحش مهما حصل ولو حصل حاجه أمشى بسرعه بالعربيه ... شهقت أكثر  وبكت بعنف  ووضعت يديها على وجهها  وقالت : كان حاسس بالى هيحصل
أزاح أسامه يديها من على وجهها وقال : هو أيه إلى حصل
فقالت ببكاء : قتلوه يا أسامه ...
( مين إلى قتلوه وقتلوه ليه )
( معرفش هو كانوا بيتكلموا وبيشاوروا ناحية العربيه بس أنا مكنتش سامعه بيقولوا أيه   بس ألراجل كان عمال يبصلى  شادى كان بيزعقله جامد  وفجأه الراجل إلى ندهله خرج سكينه صغيره وضربه فى بطنه  .. وأجهشت بالبكاء موتوا يا أسامه ...قتله و لما وقع ع الأرض جرى وسابه ....أنا نزلت  من العربيه وجريت عليه  كان جسمه كله دم بس كان لسه فى الروح وقالى بصوت ضعيف : أن الراجل عايزنى وبسرعه أهرب  وبعدها سكت ...سكت يأ أسامه أكيد مات ...مات يا اسامه وأنا السبب ..أنا السبب ...ماحستش بنفسى غير  وأنا باخد عربيتى وبجرى فضلت أخبط لحد ما عرفت أخرج وأول حد فكرت فيه يساعدنى هو أنت ..أنت وبس يا أسامه ........................................................................................................
اقولكم تصبحوا على الف خير ونكمل بكره ان شاء الله

(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن