( الفصل السابع )
وصل يوسف إلى أسفل البنايه التى تقطن بها مريم وأوقف السياره دون أن يتحدث بأى كلمه ..هى أيضاً أحترمت صمته ولم تفتح معه حديث ولكن مع أستمرار صمته وجدت نفسها تناديه بتوجس : يوسف
نظر لها فهالهه ما رأته فى نظرة عيونه من ضياع وتشتت ........ فيوسف قادر على التحول من رجل عابث من الدرجه الأولى إلى طفل ضائع ينفطر قلبك من أجله وخصوصاً قلبها لا يحتمل هذه النظره منه
شعرت أنها يجب أن تقول له شيئاً فقالت : أنت غيرت رأيك فى موضوع السفر صح ؟
فهز رأسه نافياً وقال : لأ ما غيرتش رأيى ... أنا وعدك أنى هسافر معاكى وكمان وعدت روجيدا فما ينفعش أنى أرجع فى كلامى ..ثم أكمل بتهكم : أنا رغم كل أخطائى ألا أنى بحافظ على وعودى
سكتت قليلاً وعلمت أنه يقصدها هى بمن يخلفون وعودهم فقالت : أنا عمرى ما خلفت وعدى معاك يا يوسف
فهز كتفيه وقال : ( هو حد جاب سيرتك دلوقتى .. )
فقالت من بين أسنانها : يوووسسسف ...من فضلك لو عايز تقول حاجه قولها مباشرة من غير لف ولا دوران
نظر أليها قليلاً وقال : مش عايز أقول حاجه يامريم .... أنا هظبط مواعيدى وهحجز نسافر آخر الأسبوع مصر وبعدها .......
وترك جملته معلقه فسألته تستحثه على الحديث : وبعدين ايه ؟
فهز كتفيه وقال : وبعدين كل واحد يشوف حياته يامريم
( أنتى ليه رسمت أنى خلاص أستقرت فى مصر وأن علاقتنا أنتهت ببعض أنا لسه بدرس العروض وهختار مين أحسن بالنسبه لى )
أبتسم بسخريه وقال : مش هتفرق يامريم
فقالت بصوت غاضب : أنا ممكن ما أسيبش هنا
فنظر لها وقال : وممكن تسيبى ... وممكن تنقلى حياتك كلها هناك لو أوفر الشغل عجبك صح ؟
وقبل أن تجيبه أدار وجهه وقال : مش مهم يامريم ...أن بتمنالك أنك تتوقفى سواء هنا أو هناك
ضمت قبضتها ولكمته فى كتفه بشده وقالت بقهر : كتر معاشرتك للأمريكان بقيت بارد زيهم بالظبط
ثم خرجت من السياره وصفقت بابها بعنف اودعت فيه كل غضبها ...................................
نظر لها يوسف وهى تتحرك بأتجاه بنايتها بعصبيه وقال بصوت خفيض : good bye marim
.....................................................................................................................عندما خرج فارس من الحمام وجد ليلى مازالت على حالها ممده على السرير رأسها على الوساده ومغطاه بغطاء خفبف يخفى جسدها
نظر أليها فوجدها وجهها شاحب فشعر بالذنب فهو لم يكن ينتوى أن يخبرها بأنه من فتره وهو يفكر بأن يتزوج بأخرى ولكنه تعب ..تعب ..هو بالنهايه رجل ويريد أن يشعر بأمرأته والحل أمامه أما بالزواج أو باللجوء إلى الحرام كما فعل
يشعر أن ما حدث خطأ كبير ولكن ماذا يفعل لذلك لابد أن يتزوج ليحصن نفسه
أقترب منها زربت على كفها المستريح بجانبها وقال برفق : ليلى
لوهله شعر أنها لم تسمعه ولكن حركة عيونها أعلمته أنها سمعته فكرر ندائه مره أخرى ,فأدارت وجهها أليه وقالت بصوت خفيض : أمشى ؟!
أن كان سؤال أو تقرير فكلاهما جرحه بشده فوجد نفسه يقفز وبحركه واحده سحبها إلى حضنه وقال : لا عشت ولا كنت لو خرجتك من بيتك
أرادت أن تصرخ أو تبكى ولكن حتى رفاهية البكاء هى لا تملكها ..من الجائز أنها فقدتها مع كل ما فقدته فى عمرها فحياتها سلسله من الفقد بدأت بأب وأم تذكر ملامحهم بالكاد مروراً بجيران وأطفال أصدقاء طفولتها تفقدهم لأنتقالها للعيش مع أحد أخوالها ليقرر بعد أستقرارها أنها فى سن لا يسمح لها أن تمكث معه وله من الشباب أربع أبناء وينتهى بها الحال إلى الجده المسنه والتى رغم كبر سنها الأ أنها شديدة الطباع فتتقولب ليلى فى قالب الفتاه الجامده ... لا تبكى بسهوله أو لا تبكى أبداً فلو زرفنا الدمع على كل غالى فقدناه فلن تجف عيوننا أبداً لذا حرم الدمع على عيونها
رفعت رأسها تنظر لفارس زوجها وحبيبها وكل ماتبقى لها من الدنيا ومن الواضح أنه سيكون آخر خسارتها وقالت بصوت رغم تماسكها خرج متألم : مش هستحمل واحده تانيه تشاركنى فيك يافارس
سكت ونظر لها وود لو يوعدها أنه لن يكون هناك آخرى ولكن معنى ذلك أن يظل يعاشر نساء بالحرام وهو لا يريد ذلك فلا يعلم بما يرد عليها فكررت هى كلامها : مش هستحمل ..هموت يافارس
فأبتلع غصه فى حلقه وقال : ماهو أنتى ...........
فوضعت كفه على شفتيه وقالت : أنا بحبك ....... بحبك لدرجة أنى بعترف أنى بغير من مامتك عليك ومش هستحمل أعيش معاك وتقاسمنى فيك حد تانى ....مش هستحمل أبقى عارفه أن فى غير خدت مكانى فى حضنك
وبدون أن يجيبها أراحت رأسها على صدره وقالت وهى تتنهد : أنا تعباانه ...سبنى أنام فى حضنك ولو لآخر مره
فربت على رأسها وقال : نامى يا ليلى ...بس دى مش آخر مره تنامى فيها فى مكانك
وفهمت أن يقصد بمكانها هى بين ذراعيه ولكنها أقسمت بداخلها ان شاركتها أخرى فيه فلن تمكث معه لدقيقه واحده ففارس لها بأكمله وأن لم كن لها وحدها فلن يكون لها أبداً ...................................................................................................................فتحت خلود باب شقتهم ووضعت يديها على ظهر بنان برفق وهى تقول : أتفضلى أدخلى
نظرت لها بنان بعينيها الزرقاء التى حاوطتها الهالات السوداء فظهر سوادهم بشده وقالت بتوتر : أنا ....
فقالت خلود : أنا عارف أن البيت مش قد المقام بس...
فقااطعتها بنان قائله : أزاى تقولى كده ..أنا بس مكسوفه أهلك هيقولوا أيه
وكأنها أستدعتهم فخرجت فتاه فى سن المراهقه شعرها متناثر حولها وقالت بشبه صريخ : تعالى شوفى لك حل مع ليلى يا أبله خلود
وخرجت من خلفها طفله صغيره تكاد تكون فى الخامسه وهى تقول : أبله خلود هى إلى غلطانه
ثم تناقروا كالديوك وكل واحده منهم تتحدث بصريخ ولم يتوقفوا إلا عندما وضعت خلود أصبعيها فى فمها وأصدرت صفيراً جعلهم يصمتوا ..ثم دفعت بنان وأغلقت الباب خلفها وألتفت لها وقالت : شفتى بأه أهلى غلى أنتى خايفه تزعجيهم ..يزعجوا بلد بحالها
أبتسمت بنان بوهن وقالت : بس والله دول لطاف أوى
( دول لطاف دول ..طب أصبرى ونشوف هتبقى على كلامك ده بعد ساعه ولا هتغيرى كلامك )
نظرت خلود إلى سمر وليلى أخواتها الذين من الواضح أنهم تصافوا وبدأوا ينظروا لبنان بنظرات مستفهمه وخصوصاً بمنظر الدماء على فستانها
تنحنحت خلود وقالت وهى تنهرهم بنظراتها حتى يمتنعوا عن تفحصهم المبالغ فيه فى بنان : أنسه بنان تبقى قريبة دكتور أسامه
فنظرت ليلى وقالت ببراءه : وهو إلى عورها كده
فنظرت إلى ملابس بنان وقالت وهى تحاول صرف نظرهم عن ملابسها : فين ماما وداليا
فردت الفتاه الكبرى والتى تدعى سمر : ماما فى أوضتها والست داليا فى البلكونه بتحب فى التليفون
عندما قالت سمر ذلك سحبت خلود بنان من يديها وأدخلتها غرفتها وأغلقت الباب ثم سحبت أحدى بيجامتها وقدمتها لبنان وقالت : خدى غيرى هدومك عشان ألحق أغسلك هدومك بدل ما كل إلى يشوف الدم هيسأل أيد ده ..ثم تذكرت شيئاً وقالت : وآه خليكى فاكره أنتى قريبة دكتور أسامه وجيتى ولقيتى والدته مسافره فمينفعش أنك تنامى هناك وأنتى جايه من بعيدفأنا عرضت عليكى أنك تباتى عندى
قالت ذلك وأتجهت إلى الباب لتترك لها الحريه لتبديل ملابسها ولكن بنان نادته فألتفتت لها خلود قائله : البيجاما قديمه صحيح بس نضيفه
نظرت بنان إلى البيجاما التى راح لونها من كثرة الغسيل وقالت : هتصدقى لو قلت لك أن دى ممكن تكون أنضف حاجه أحطها على جسمى
فقطبت خلود جبينها وقالت: مش فاهمه( مش مهم تفهمى دى ..إلى عايزه أقوله ليكى قبل ما أنام فى بيتك والبس هدومك النضيفه أنى أنا إلى هوسخ الهدوم مش هى الى هتوسخنى )
فأزدادت تقطيبة جبينها فقالت بنان دون مواربه : أنا مدمنه ياخلود .....تقبلى تستقبلى مدمنه فى بيتك ؟!
............................................................................................................................
فين التفاعل عشان انزل بقيت الحلقات
أنت تقرأ
(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق
Romanceتجذبنى إليك تاره ..... وتبعدنى عنك تاره وبين البعد واللقاء تتوقف الأزمنه .... لا أعلم من أنا ..لا أجد نفسى سوا معك .... وتضيع نفسى معك لا تفهمنى ..أعذرك ..فأنا أيضاً لا افهم نفسى .... تقيدنى بقيدوك وأن حللت قيدى تمسكت أنا به . أنظر أليك أجدك الداء و...