الفصل الثالث:- كشف الأسرار

5.4K 362 24
                                    


تجمدت تماما كأن أحدهم قد سكب ماء بارد علي "ج..جدتي" تمتمت بخوف.

"أجيبي فورا، أين كنتي؟" قالتها بصراخ.

"لقد كنت أتنزه برفقة بيجاسوس قليلا" قلتها مطأطأة رأسي للأسفل، شاعرة بالخزي.

"يا الهي، ألم امنعك من دخول الغابة؟ هل تملكين أي فكرة عن ما حدث عند عودتي لأجد اختفائك؟ لقد كدت أصاب بذبحة صدرية" عاتبتني لتزيد شعوري بالأسف.

نا آسفة جدتي، ولكني أختنق، مللت من هذه الحياة، أعلم أنك تبذلين ما بوسعك لإرضائي، ولكنه غير كاف! أريد أن اعيش حياتي بحرية، أريد أن أكون كالفتيات بسني* قلتها بعينين دامعتين، أخذت نفسا عميقا ثم أكملت * أريد أن أعرف الحقيقة، لما نحن مضطرتان لنحيا بهذه الطريقة؟ أريد أن أعرف كل الأسرار التي تخفينها عني* وهنا انهمرت دموعي بالكامل، تمكنت أخيرا من وصف بعض مما بداخلي.

أسرعت جدتي لضمي *لقد قلقت عليك كثيرا، هل رآك احدهم؟" سالتني وهي تنظر لعيناي بعمق.
قبل أن اتمكن من الإجابة سعلت جدتي كثيرا، فدلفنا للمنزل ووضعت كرسيا لها بجوار المدفأة وأسرعت باشعالها، ذهبت لأجلب لها كوبا من الماء، وعند عودتي وجدت قطعة القماش التي تستخدمها عند سعالها، فهالني ما رأيت دماء!

"جدتي ما هذا؟" اريتها قطعة القماش، وسألتها وأنا غير متيقنة من رغبتي لمعرفة الاجابة، او بالأحرى خوفي منها.

نظرت لي وتنهدت باستسلام "اجلبي كرسيك واجلسي بالقرب مني" أمرت بحزم، فنفذت ذلك.

"لقد ازداد سعالي بالفترة الأخيرة لذلك استخدمت بضع الخلطات لعلها تساعد من تحسني، ولكن ذلك لم يحدث وما زاد الأمر سوءا هو رؤيتي لتلك الدماء، فتوجهت للحكيم عقب توجهي للسوق في يوم ما، منذ نحو شهر تقريبا، وقد أخبرني أنني أحتضر" تحدثت جدتي بكل هدوء، ليس وكأنها تخبرني أني سأخسر أعز من أملك، بل كل من أملك! ستتركني لأواجه ذلك العالم القاسي بمفردي؟! لم اعرف والداي يوما! وكانت هي كل عائلتي فتخبرني بكل بساطة أنها راحلة؟! لم استطع حتى البكاء، بالواقع لم أتمكن من رفع نظري من الأرض، عصفت العديد من الأفكار بعقلي، وامتزجت مشاعر الحزن بالغضب و.. والوحدة!

مملكة روزيتا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن