"2"

11.1K 349 2
                                    

دلفت مهروله تسابق عقرب الساعة فى أحد الآيام لداخل غرفة شاسعه المساحة تستخدم لغرض أعداد و تحضير الطعام لذلك المطعم ذو الثلاث نجوم وبأسعاره متوسطة الحال لجميع ساكني البلاد ترتدى بأرتباك الزى الخاص بالخدمة لتشرع فى عملها أللا وهو تنظيف وتجفيف الأطباق واﻷونى المستخدمة في هذا المكان...
أقتربت رفيقتها وكاتمة أسرارها منذ أن أتت إلي ذلك المطعم منذ عامين بجانبها بهدوء دون أن يلاحظ أحد من الشيفات أو العاملات مثلهن فى الغرفة مردده بأستفسار وبصوت شديد الخفتان :
- ليليان لماذا تأخرتى اليوم ؟!
أجابتها بصوت خافت مثلها ولكن يصاحبهُ التعلثم وهى تمارس عملها بعجاله بهمه ونشاط :
- هل مستر جاك لاحظ تأخرى لتلك الدقائق ؟!
- كلا .. من حسن حظكِ أنه بدأ باﻹشراف على واردات الخضروات التى يحتاجها المطعم واﻷتية منذ قليل ..
أطلقت حينها تنهيده قويه أخرجت بها خوفها وتوترها مصاحبه لحديثها :
- أوووه .. حمدلله ياألهى .. كدت أموت رعباً ..
- ماذا حدث ؟! ولماذا تأخرتى ؟!
- والدى بدأ يخرج اليوم بعد أن تعافى قليلاً ليستأنف عمله على العرباه فى الأسواق ولم أجد من يراعى جون فى غيابنا ...
- أنتى تجهدى حالك كثيراً .. إلا يكفى ورديتن فى الليل والنهار لا وأيضا تعملين بوظيفتين داخل كل ورديه .. فبعد أن تنتهى من تنظيف اﻷونى سيبدأ عمل النادلة لتلبية أحتياجات من فى الصاله بالخارج ..
تنهدت ليليان بعمق يكفى للتعبير عما تحمله من هموم بداخلها مردده بخفوت تكاد تحدث وتذكر نفسها بألم :
- ويا ليت هذا يكفى .. فمرض والدى هذا الشهر أضطرنى إلى أنفاق بعض النقود مما سيترتب عليه عجز فى نقود والد جون والتى حان معادها بعد يومان فقط !

أغمضت دونا عينها بألم فيا ليت بيدها شئ لمساعدة صديقتها الحنون التي تحمل هماً أكبر من عمرها ، وإلا ماكانت ستتأخر أبدا فى تقديم يد العون لها ولكن هى أيضا لديها أربعة أبناء فى مسئوليتها ويكاد راتبها الشهرى يكفيهم حتى الشهر الذى يليه وخاصة فى ظل هروب زوجها من مسئوليتهم وأرتباطه بأخرى .. لتفتحهما ثانيا ببطئ مردده بأشفاق وألم لحالها :
- حقاً أشفق عليكِ يافتاة ! ولكن أين تركتى جون أذن ؟!
أجابتها ليليان بحزن وأرتباك :
- لم أجد أحد أئتمنه عليه حتى نعود .. ل..لذلك جلبته معى إلى هنا !
حينها شهقت دونا بصدمه لا تتوقعها مردده بتوتر وهى تتطلع متلفته بوجهها فى الجهتين من حولها :
- هل جننتى !! مستر جاك أن شاهده هنا سوف يقطع عملنا من جذوره غير ما سنناله من توبيخات لاذعه وأكيده مثل ما حدث منذُ عام حين أتيتي به وبقيت أنا أتزلل شهامته الضئيلة بالأ يطردكِ
رددت بنبرة يأس مصاحبه لصوتها الهادئ دوماً :
- ماذا كنتِ تردين منى أن أفعل حينها .. فأما أجلس بجانبه وسيضيع عملى أيضا أو أن أصطحبه معى على أمل أن يلين قلب ذلك الجاك ويرأف به ويتقبله فى وردية النهار فقط حتى يعود والدى من العمل
- وأين هو ؟ ..أنا لم الاحظ وجوده حتى اﻷن !
- تركته فى غرفة أستبدال الملابس بعد أن أطرحت عليه عقابى الشديد أذا تحرك أو خرج ﻹى مكان أخر ...
زفرت دونا بأشفاق على حال تلك الفتاة متطلعه لها بنظرة حب تحملها بأتجاهها مردده بنبرة مطمئنه عكس ما تتوقعه من مدير عملهم الغليظ بلسانه الوقح :
- لا بأس رفيقتي سيمر اﻷمر على خير .. وسينتهى تعبكِ يوماً ما وسيعوضكِ ربك على كل مامررتى به من ألم وحزن وشقاء ...

قسم ولي العهد ( مستوحاه من قصة حقيقية )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن