11

7.5K 194 6
                                    

( الفصل الحادى عشر )
جلس يوسف بجانب مريم  فى الطائره  صامتاً ..هو فى الحقيقه ملتزم بصمت مغيظ  منذ بداية سعيهم إلى أجراءات السفر   وهى قررت أن تلعب نفس لعبته فأن تحدث هى تحدثت وأن صمت صمتت هى بالمقابل .... لكن  نظره واحده له وهو يراقبها تودع أهلها بالمطار جعلتها تشعر أنها تريده أن يتحدث .. أن يخرج ما فى قلبه ...أن يعبر عن مشاعره ..كل الناس ترى  يوسف أنه شاب عابث لا يبالى بأحد لكن هى وحدها فقط التى تفهم ان يوسف بداخله حزن كبير  ودائماً ما يخبئه خلف  الواجهه المرحه التى يظهر بها 
ألتفتت له  فوجدته  مغمض عينه والسماعات فى أذنه    .. راقبت ملامحه التى  يحاول أن يرسمها مسترخيه ولكنها تعلم أنها أبعد مايكون عن ذلك
تفاجئت به يفتح عينه ليمسك بها تنظر له فأبتسم رافعاً أحدى زوايا فمه  بطريقته الساخره العابثه وقال : معجبه مريم
فارتبكت قليلاً لكنها أستعادت ربأطة جأشها بسرعه ومهاره وقالت بغرور : بيك أنت ياجووو ..... أشك
فأعتدل  من جلسته المسترخيه  وقال وهو يقترب بوجهه من وجهها : طب عينى فى عينك كده يامريم
فتحدته وسلطت نظراتها  على عيونها وفى ثوانى ذهب التحدى من نظراتهم وغرق كلاً منهما فى عيون الآخر  نظراتهم بدأت بتحدى وتحولت إلى شئ آخر ..شئ كلاهما لا يعلم ماهيته...شئ زكأنها قوه مغناطيسيه لا يستطيع أى منهما الفكاك منها أقترب يوسف برأسه أكثر  حتى أصبح ليس هناك مسافه تذكر بينهم وأنفاسه  لفحت وجهها  ....شعرت مريم بسخونه أجتاحتها ونظرات  يوسف   كأنها تأمرها بألا تبتعد ولكن عقلها يصرخ ببواقى تعقل مازالت به أن تبتعد ...وف النهايه أنتصر عقلها  وأنتفضت مبتعده كاسره  هالة السحر التى كانت تحيطهم   ...أعتدلت فى  جلستها وأرجعت شعرها للخلف وأشاحت بوجهه إلى الجهه الآخرى أما يوسف  فأسترخى مره أخرى بجلسته   من يراه من بعيد يشعر أن هذه اللحظات لم تؤثر به مثقال ذره  ولكن أرتباك حركة يديها  وهو يعدل سماعات الأذن الخاص به   يعلم أن  أنه تأثر جداً بما حدث ..........................................................................................................................
أمسكت ليلى  بالجهاز الخاص  بفارس وفتحته وهى تصتنت إلى صوت رذاذ المياه بالحمام ... أنفتح أمامها الجهاز وبدأت تعبث فى محتوياته  ولم تجد بها اى شئ مثير للأهتمام ..دخلت على تطبيق الفيس بوك الخاص بصفحة فارس الشخصيه فوجدت الصفحه مغلقه بكلمه سريه ..ادخلت عدة محاولات لتواريخ هامه كعيد ميلاده وعيد زواجهم   ولكن كل المحاولات باءت بالفشل
تنهدت   وأغلقت الجهاز وهى تشعر بالأحباط فهى لم تتوصل لشئ ..قامت من مكانها  ثم توجهت للسرير وجلست على الفراش وهى تفكر ..لما هى تشعر بالأحباط .... هل كانت ستفرح لو وجدت مايثبت أن فارس يخونها ..هل كانت ستكون سعيده لو تأكدت من ظنونها وأن فارس فعلاً  وصل لطريق الخيانه .... توصلت بالنهايه أنها ستكون سعيده  لانها وقتها فقط ستشعر أنهم متساويين ...ستشعر أنها خانته لأنه يستحق
تنهدت مره أخرى  واستغفرت  ربها  ..فبدل  من أن تركز على كيف تستغفر ربها وتكفر عن ذنبها تبحث لفارس عن ذله  لتريح ضميرها 
خرج فارس  فوجد ليلى جالسه  على السرير فجلس جانبها  برفق  ووضع يده على كفها المستريح  بجانبها وقال برقه : ليلى
فحاولت رسم أبتسامه على وجهها وألتفتت قائله : نعم
( سرحانه فى أيه )
( ولا حاجه ....)
فوضع يده على جبينها  وقال : لسه تعبانه
فقطبت جبينها ونظرت له  ثم تذكرت أنها بالأمس أدعت المرض فقالت : لأ بقيت كويسه ...شويه صداع وراح لحاله
فابتسم لها : سلامتك من كل شر ...طب ليه ملبستيش ..مش كده هتتأخرى ع الشغل
أنتبهت أنها بالفعل تاخرت ولكن ذهابها للعمل يعنى أن تقابل على ,هى غير مستعده لمقابلته الىن ..ليس وهى محمله بالذنب ..يجب ان تستعيد قواها حتى تستطيع أن تواجهه ..فضعفها هو السبب الرئيسى الذى جعله يتجرأ على لمسها ..لذلك يجب أن تشحذ قواها لتواجهه
( أنا مش هروح انهارده )
فقطب جبينه وقال : معقول .... أزاى كده أنتى مش بتقولى أنكم داخلين على امتحانات والغياب صعب ..ليلى أوعى تكونى تعبانه ومخبيه عليه
فربتت على يده وقالت وهى تشعر بالذنب  فهو قلق عليها  : والله مافى حاجه ..هما شوية ارهاق  وراحوا لحالهم بس هريح أفضل انهارده
( طب ياحبيبتى ..أفضل فعلاً ريحى )
قام من مكانه  وأتجه إلى الدولاب ليبدل ملابسه  .. راقبته وهو يرتدى ملابسه   ويضع عطره   فألتفت لها وقال : بتبصيلى كده ليه
فأبتسمت  فهى بالفعل سرحت بأفكاره بكل تفاصيله ..فهى تعشق فارس  ..تعشقه بكل رقته وجنونه حتى بأنانيته تعشقه وتتمنى فقط أن تسير حياتهم بشكل أفضل تشعر بالذنب أنها لا تستظيع أن تسعده  .... ولكن غصب عنها هى لا تعرف كيف تسعده ....ولكن فى هذه اللحظه وهو ينظر لها منتظراً أجابتها بأبتسامتها التى تعشقها  قررت  بداخلها أنها ستبحث عن الحل  والحل ليس بالتمثيل ..يجب أن يكون الحل جذرى ومفيد ..فكل ما فعلته مجرد مسكنات  لحالتهم  وما فائدة هذه المسكنات  سوا أنها جعلت أعصابها للحافه وجعلتها  أخطأت ..نهرت نفسها هى لا تريد أن تتذكر ماحدث  ..يجب أن تركز فقط على  الحل لأصلاح حياتهم ...............................................................................................................................

جلس اسامه يستمع لبنان وهى تحكى له كيف ضغط والدها عليها  وكيف هددها بمستقبلها لترضخ لرغباته  وتتركه وتتزوج هذا المسخ زوجها
ضغط على أسنانه بشده يمنع نفسه بصعوبه من أن يدق عنقها على غبائها ...كيف تضحى بحبهم دون حتى أن تشاركه ..كيف سلمت نفسها لرجل غيره ..سخر من نفسه هل يعد ذلك رجل
أنتهت بنان من حديثها ثم  فتحت حقيبتها وأخرجت شريط دواء وأخذت منه قرصين ثم آخر وأخذت منه قرصين ....نظر لها أسامه ولم يمنعها أو ينهرها ولكنه راقبها  وهو حزين لما آلت له حالتها  فهى من الكميه التى أخذتها علم أنها وصلت لمرحله متقدمه من الأدمان وأن العلاج سيكون صعب ومؤلم
نظرت له وقالت : مش هتقول حاجه ....ثم سكتت وقالت : أنت مش مصدقنى ..صح
فأقترب خطوتين وقال : للأسف مصدقك يابنان ....طول الوقت الى أفترقنا فيه وأنا  حاجه جوايه بتقولى أن فى حاجه غلط ...أن أستحاله يكون قلبى حس بيكى غلط ..أستحاله يكون كل إلى بنا ده مجرد وهم أو بنت الأكابر حبيت تجرب حظها مع العبد الفقير وبعدين اللعبه ما عجبتهاش .... حاجه جوايه كانت بتقولى أن فيه حاجه غلط   بس أرجع وألعن نفسى وضعفى إلى بيحاول يلاقي لك مبرر   وأنت جرحنى وجرحه كرامتى ....كنت بشوفك أدامى وعقلى يقولى أطردها وقلبى بيتوسل تفضلى ...بس رغم كل ده كلامك دلوقتى ما ريحنيش بالكس زود غضبى منك
نظرت له نظره توحى بعدم فهمها فأكمل : أنتى كنتى مش شايفانى  راجل كفايه عشان أقدر أقف فى وش أبوكى يا بنان ..أنتى أختارتى ألطريق الأسهل تضحى بينا  أسهل بكتير من أننا نتفق أننا نقف أدامه ونواجهه ..ندافع عن شئ كان حلو ما بنا فى وقتها ... أختارتى تهربى
فصرخت : أنا كنت خايفه عليك ..أنت ماتعرفوش كان ممكن يدمرك ويدمر مستقبلك
( صدقينى مكنش هيقدر يعمل لى أكتر من إلى ربنا كتبهولى ..أناطول عمرى راضى بإلى كتبهولى ربى سواء خير أو شر أنا شايفه بس هو خير برضو ....سحب نفساً وقال : للأسف بدل ما تحمينى زى ما كنتى فاكره دمرتى حياتنا ...بس أنا برضو راضى لأنى أتعودت دايماً أرضى
ألتفت ليتجه لباب الشقه  فنادته بخفوت : أسامه
فرد عليها دون أن ينظر لها : نعم
(أنا عملت كده عشان بحبك ...كنت خايفه عليك  ..كنت بحميك ..قلت أنا مش مهم أن شالله أموت بس أنت مفيش حاجه تمسك ولا تمس مستقبلك إلى أنا عارفه أنت تعبت فيه أد أيه )
فألتفت لها وقال بلهجه تقطر ألم : صدقينى لو كنت خيرتينى بين كل الدنيا وبينك ..صدقينى كنت هختارك عشان أنتى أغلى عندى من كل الدنيا ........................................................................................................................
تعالت الزغاريد فى منزل خلود بعدما أتفق  والدة ووالد حسام مع والدتها على كل التفاصيل بعد طلب يدها  رسمياً
فى بداية الأمر تعاملت السيده عاليه بأستعلاء معهم ومن يراها كان يعلم يقيناً أنها موجوده بغير آرادتها ولكن مع الوقت وأختلاطها بوالدة خلود  غلب طبعها الطيب وبدأت  ترجع إلى طبيعتها  وتتعامل بطريقه عاديه  كأى أم عريس سعيده بزواج أبنها
أتفقوا على موعد لتلبيس الشبكه  التى أتفقوا أنها ستكون حفله صغير يضم الأسرتين فقط  وأن يكون الفرح الكبير فى ليلة الزفاف
تنحنح حسام مستئذناً بالحديث وقال : هو أنا ممكن أطلب طلب بعد أذنكم جميعاً
فأجابته والدة خلود : أؤمر طبعاً يابنى
( أنا بس هستأذن أنها تكون شبكه وكتب كتاب كمان ................................................................................................................

(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن