رفعا وجههما سريعاً على صوت يردد بغيظ ويكاد يفجر من أمامه بتهجمه الواضح علي معالم وجهه :
- ماذا تفعل هنا أيها الطفل الشقى الم تكتفى والدتك بخصم من راتبها حين أحضرتك الى هنا منذ عام ؟!نهضا ديفيد واقفا من جلسته يرمق بنظرات متفحصه لذلك المتطفل ممسكاً بكف الصغير جون الذى ظهر عليه بوادر الخوف سريعاً حين لمح شخصا ما ببطن منتفخه وبصوت غليظ ليوحى سرعة بديهته وذاكرته الطفولية بأنه جاك مدير والدته ليرفع رأسه لﻹعلى مندهشاً صوت صديقه ديفيد يردد بقوة سبيدرمان الخارق :
- أتركه وشأنه !
ليردد جاك ضاحكاً بأستهزاء وبفظاظه واضحه وهو يتجه بوجه لذلك الشاب المتخفى وراء قبعته ونظارته السوداء :
- ومن أنت أيضا ؟! لا تخبرنى أنها جلبت أيضا حبيبها إلى هنا .. فعلى مايبدو لى أنه بات مطعم أبيها ..
حينها كز ديفيد على أسنانه بقوة مخيفه لتظهر عضلة فكيه سريعاً نتيجه لذلك ، يريد اﻷنقضاض على ذلك الجاك ذو البطن المنتفخه والغليظ حقاً كما أطلقت عليه والدة جون ولكن تذكر شئ سريعاً كعقاب أشد لهُ لتتغير معالم وجهه بعدها بأرتياح تام يصاحبها أبتسامة خبيثه رافعا يده مزيحاً بنظارته وقبعته من على رأسه لتجحظ عيناى ذلك الجاك لتتبين لمن يراها بأنها ستقلع قلعاً من جوفها ، فليس هناك شخصاً في البلاد لم يعرف ولي عهدها وملكها المنتظر لتبدأ فخذيه باﻹهتزاز بقوة ويكاد حمام مائى يفلت من بينها وهو يرى أمامه ولى العهد الذى طالما سمع على قُربه الشديد من الشعب ومكوثه بين شوارعها بين الحين واﻷخر .. ولكن لم يخطر على مخيلته وعقله وتفكيره بأن يراه داخل مطعمه يوماً ما بل أمامه مباشراً ليخرج بعدها صوته مبحوحاً متعلثماً مرتبكاً بعد أستيعاب سوء حظه ليضعه فى ذلك الموقف :
- س..س..سمو اﻷمير وولى العهد أانا لم ..لم أااعلم بأنه جلالتك صدقنى ..
ليسرع بعدها يحنى ظهره أمامه بتحية الأمراء والملوك ومازال يردد أعتذراته ليأمره ديفيد سريعا بأنتصابه واقفا لتتوالا أومره الصارمه له بعدم التعرض للطفل ولا لوالدته مطلقا ليسرع جاك يخبره ومازال التعلثم يصاحب مخارج حروفه بأن المطعم مطعمهم وهو أجيرٍ لديهم أن رغبوا وإن لم يرغبوا حمل حاله وتركهم ينعمون به الأهم راحتهم وراحه ولى العهد ..
ليحاول ديفيد جاهدا من عدم أظهار أبتسامته والتى تسيطر عليه بشده من تحول غليظ الصوت من جبروته إلى كتكوت مبلل أمامه ليردد بعدها بهدوء ناوياً أنهاء ذلك الموقف سريعاً قبل أن ينكشف أمره للماره ومن فى الخارج وحينها لن تنفض الصور التذاكرية واﻷمضاءات على مفكراتهم اليومية :
- ليس هذا ولا ذاك الأهم أن تتركهم فى شئونهم حتى وأن جلبت الطفل معها يوماً ما ..
ثم تقدم بأتجاهه عدة خطوات رافعاً سبابته فى وجهه مرددا بنبره تحذيرية خطيره تعبر عن عواقب مخالفة ما سيردده :
- وويلك ثم ويلك أن جلس الطفل حينها حبيس هذه الغرفة ..
أنتهي من جملته ليضع نظارته وقبعته مرة أخري هابطاً في مستوي جون جالساً أمامه القرفصاء مرددا بهدوء بعد أن أنقلبت معالم وجهه من العبوث الى نظرات حانيه محببه لذلك الكائن الشهى أمامه :
- جون أنا سوف أغادر اﻷن مع وعدى لك بحضورى هنا لرؤيتك كلما أُتيح لى الوقت وأن أزعجك أحد ..
رددها وهو يرفع وجهه بأتجاة جاك لينخفض ثانيا مسترسلا حديثة :
- فقط ! فقط أخبرنى ليرى غضبى الكامل حينها ..
شئ من السعادة والسرور أجتاح نفس الصغير وداخله لكى يسعد وهو يرى أخيراً من يدافع عنه وعن والدته ويكون لهم جدار قوى يردع من يستغل ضعف أمرأة بلا رجل .. أو ربما قد تكون هذه السعادة ناتجه عن شعوره الشديد لفقدان الوالد فى حياته حتى وأن جاهد الجد فى تعويضه عن ذلك .. ليهم سريعاً بفتح ذراعيه محيطاً بهم عنق ديفيد المندهش من رد فعله ليبدوا له أن ذو اﻷربعة أعوام عان وعان لدرجة تفوق عمره الصغير ...--------------
عادت ليليان بصحبة طفلها وهى لاتصدق ما يمليه عليها طفلها من حين ﻷخر من مصاحبة أسبيدرمان ووقوفه قويه شامخاً أمام جاك يرد حقهُ وغيبتها .. فأن لازم الأمر تكاد تتهمه بتأليف القصص من كثرة أعجابه بشخصيته المحببه سبيدرمان ولكن الغريب فى الامر وجعلها تتخبط فى أفكارها بأن بالفعل جاك الغليظ تغير معها 90 درجة لا و أيضا دلفا عليها وهى تقوم بأنهاء وظيفة تنظيف الأونى لتبدأ عملها الثانى كنادلة فى صالة المطعم الخارجية وبيده طفلها جون ليجعلها هى ورفيقتها دونا خرستان النطق من شدة عدم تصديقهم لما يرانه لينصدمان بعدها بما ردده بأنها لها مطلق الحرية بأتيانه معها كما تشاء وأيضا جلوسه معها داخل حجرة أعداد الطعام بنبرة هادئة علي غير عادته توحى لها مكنونها بأن تدمر شئ بسبه لا يهم حتى وأن خرج يجلس على منضدات الزبائن فى الصالة الخارجية لا يهم !!!
اﻷمر الذى جعلها تظن فى النهاية بعد مجهود ما من الحيرة والتفكير المرهق بأن قلب ذلك الجاك لانا ورأف بها وبحالها أخيراً .. لترجع ثانياً لتفكيرها اﻷهم وحيرتها اﻷشد والمسيطرة عليها أكثر اﻵ وهى كيفية تدبير الجزء الناقص من مال طليقها عديم الرجوله والكرامة خاصة فى ظل أقتراب الموعد الشهرى المحدد ...
----------------
بعد مرور يومان داخل غرفة تحضير الطعام فى ذلك المطعم محل عمل ليليان ورفيقتها دونا .. حيث تنهى كل منهما عملها المكلفان به بأتقان وبهدوء شديد أتى صوت دونا تردد بأندهاش وهذيان :
- حقا يكاد يجن عقلي فى اﻷونى الاخيرة من تبدل معاملة جاك بين يوم وليله ..
ليأتيها الصمت غير المتوقع من جانب ليليان لترفع دونا بعدها نظراتها من على أحدى الأطباق التى تقوم بتنظيفها فى هذا الاثناء إلى وجه رفيقتها الذى يبدو لمن يراه ﻷول وهله بأنه يحمل هما ما وشارده به حد السماء لتردد بعدها بقلق وأستفسار :
- مابكى ليليان تعابير ملامح وجهك أقلقتنى حقا ؟!
حينها زفرت ليليان أحدى أنفاسها الملتهبه بألم وحزن مردده بألم ودمعه تبدأ فى النمو داخل مقلتيها الخضراء :
- موعد دفع المال لوالد جون اليوم ! .. ولم أستطع تعويض الناقص إلا ببعض النقود القليلة والتى جناها والدى من عرباته فى اﻷيام القليلة الماضية .. وقمت بأرسال المبلغ اليوم له دون تكمله عن طريق أحد أفراد صبيانه الباقين لديه وخائفه حقاً من غضبه حين يعلم بنقص المال حينها سيستقوى ويأخذ طفلى كعقاب لى ..
لتسرسل حديثها وهى تترك أحدى اﻷطباق من يداها لتجهش فى البكاء لمجرد أتيان الفكرة على مخيلتها :
- حقا حينها الموت أهون لى ولا أن يفارقنى قطعة قلبي .. فأنا اتحمل كل ذلك العناء منذ سنوات وأدفع كل شهر هذا المبلغ كاملا حتى لا يفارقنى ..
لتلتفت لرفيقتها تكمل حديثها ومازالت دموعها تعرف طريقها جيدا على وجنتيها:
- حقا دونا أنا لا أريده أن يفارقنى بعد أن أتى وأنار عتمت ليلي وبعد أن ندمت وتوبت على ما فعلته فى الماضى ...
جذبتها دونا الى داخل أحضانها وهى تذرف دموعها أيضا بغزارة على حالك تلك الفتاة الطيبة صاحبة القلب النقى التى تحمل هم ثقيل بداخلها لا يقدر أعتى الرجال على حمله ..
في ذلك التوقيت أتاهم صوت يصدح لﻷرتفاع الشديد من صالة المطعم الخارجية متخالطا مع صوت مديرهم جاك .. لينتفض جسدها وهى مازالت داخل أحضان رفيقتها التى لاحظت أضطرابها الشديد لتبتعد عنها سريعاً تنظر فى عيونها الفزعه مردده بأستفسار لها :
- ما اﻷمر ؟!
لتتعلثم كلماتها بهذيان سيطر عليها بعد أن أستوعبت هواية صاحب الصوت المرتفع والمتشابك مع مديرها فى الخارج :
- يا ويلى أنه هو .. هو ! لقد ضاع تعبى وشقائى لسنوات وسوف يأخذه !!!!--------------------
-------
--
أنت تقرأ
قسم ولي العهد ( مستوحاه من قصة حقيقية )
Romanceولي عهد البلاد ... أقسم باﻷ يرتبط ! فهل سيستمر القسم بعد رؤية لتلك العنيدة الشرسه ! (مكتملة على تطبيق دريمي للروايات)