XI

234 31 30
                                    


{ الثقة كـــالدمعة ... إن سقطت فلن تعود }

--------------------

" مابيليا "


تقدمت نحوه ثم جثت على ركبتيها و أمسكت بيده قالت بصوت يبعث على الطمأنينة " لا بأس عليك أنه مجرد كابوس . "




فتح عينيه الزرقاوتين بتعب ظاهر . رأى وجهها الدافئ و هو قلق عليه كم تمنى أن تكون أخته التي يبحث عنها .


قالت له بحنية " كان كابوسًا و إنتهى . " إبتسمت له و أردفت " هل تريد أن تشرب الشاي ؟ "


فتح فمه ليرد و لكنها لم تنتظره فقد خرجت مسرعةً إلى المطبخ الذي لا تعرف أين يقع .

هي دائمًا إعتبرت أن الصمت علامة الرضى . لكن دافعها الحقيقي كان عدم إحراجه ، فهو و إن كان صغيرًا في السن رجلًا .

و الرجال لا يريدون أن يراهم أحد و هم في حالة ضعف .


دخلت إلى المطبخ و أعدت الشاي ثم عادت إلى الغرفة حيث تزامن دخولها مع دخول جو .


أراد جو الإلتفات و الهرب و لكنها دعته لشرب الشاي فرفض فتحجت بكونها ربحت السباق فما كان منه سوى رفع رايته البيضاء .


وضعت صينية الشاي في طاولة صغيرة الحجم ثم سكبته لهما و قدمت لهما بعضًا من أصابع الليدي فنكر .

{ الليدي فنكر هو بسكويت هش وجاف، يتكون أساساً من البيض ويُشَكل على شكل أصابع كبيرة تقريباً. وهو عنصراً أساسي في العديد من وصفات الحلوى مثل التيراميسو }

إرتشفا بعض منه لكنها تفاجأت بردة فعل جو . فهو قد بسق الشاي بتقزز واضح للعيان .


غضبت منه و بشدة فقد عملت جاهدةً لكي تصنع هذا الشاي ذو الطعم الذي ليس له مثيل . و كافأها ببسقه و كأنه يستفرغ براز كلب .


قالت له بغضب " يا عديم الذوق كيف تجرؤ على بسق الشاي الذي أعدته بكل مودة ؟ "



رد عليها صارخًا " و هل تسمي هذا شايًا ؟ بل قولي بأنه ماء مراحيض . "

هدئ غضبه بعد أن أفرغ كل غضبه و لكن ما إن أفرغه حتى عاد مجددًا بعد أن رأى فرانس جالسًا و هو يحتسي الشاي بكل هدوء .



وجه صراخه نحوه قائلًا " كيف لك أن تشرب هذا الشيء ؟ أنا لا أستبعد كونها قد خمرت بداخل الإبريق جثة جرذ قامت بقتله لكي تقتلنا . "



لم يلقى أي رد فعلٍ منه بينما غضبت ليلي و لكنها عندما سمعت خياله الخصب لم تستطع البقاء غاضبةً فضحك بشدة .



قالت بين ضحكاتها " من أين لك هذا الخيال الخصب ؟ " إقتربت من حيث كان فرانس ثم جلست بجواره على الأريكة ، و أردفت " المهم أنه قد أعجب فرانس فأنا أعددته خصيصًا له . "



  وجه البوكر || Poker face  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن