( الفصل الخامس عشر )
وقف فارس أمام المدرسه التى تعمل بها ليلى ينتظرها ..هو تركها ليومين لتهدأ حتى يستطيع أن يتحدث معها ...هو يعلم أنها النهايه ولكن أن كانت النهايه بالفعل فيجب أن تكون بشكل أفضل مما حدث ... علم أنها بالتأكيد ستعود لمزاولة مهنتها وكأن شئ لم يحدث فهذه هى ليلى تمر من فوق الصدمات وكأنها لم تحدث بل يكاد يجزم أن كل ضربه منم شأنها أن تكسرها تجعلها قويه أكثر ...
خرجت ليلى من فصلها ,اتجهت إلى فناء المدرسه أستعداداً للأنصراف ..طالعتها زميلتين لها بنظرات مستغربه شملتها من رأسها لأسفل قدميها
هى أعتادت هذه النظرات فمنذ عودتها للمدرسه بملابس أقل أناقه وأرخص بكثير من تلك التى كانت ترتديها وقت ما كانت مع فارس وكل من حولها ينظر لها بنظرات مستغربه , صحيح أنها فى اليوم التالى لخروجها من منزل فارس سحبت مبلغ من مرتبها لشراء ملابس ....راتبها التى كانت طوال سنوات زوجها من فارس كانت تدخر راتبها وكأنها كانت تعلم أن سنين زواجها قصيره وأنه سيأتى اليوم الذى تحتاج فيه لهذا الراتب وها جاء اليوم فهى لأول مره تسحب من هذه الأموال ومن الواضح أنها فى الأيام المقبله ستعتمد عليه أعتماد كلى بل ستحتاج إلى أن تساعد نفسها بأعطاء دروس خصوصيه والتى كانت ترفضها بشده , الآن هى تحتاج أن تفعل ذلك فراتبها ضئيل لن يكفيها
مرت بجانبها زميله أخرى وبنفس النظرات شملتها وهى قابلت النظرات بالتحدى فالكل ينظر لها مستغرباً ..الكل يستغرب بساطة ملابسها وهى التى أعتادت على أرتداء أفخم الملابس ومن أغلى الماركات وبالطبع قصة ركوبها المواصلات العامه وهى التى كانت تركب سياره موديل السنه .... لو كانت هذه النظرات لأخرى ربما أنهارت ولكن ليلى كانت تقابل النظرات بكل قوه وكأنها كانت تتحدى أى أحد يسألها لذلك لم يجرأ أحد على سؤالها
وصلت إلى باب المدرسه عندما أوقفها صوت تبغضه قائلاً : ميس ليلى ..ميس ليلى
كانت ستتجاهله ولكنها فكرت أنه يمكن أن يفسر ذلك على أنه خوف منه لذلك وقفت بكل قوه وكتفت يدها حول صدرها ورفعت رأسها عالياً وقالت : أفندم
وقف الأستاذ على أمامها ووضع يديه فى جيوبه وقال وهو يشملها بنظرات من فوق لتحت بكل سخريه وقال : أزيك ياليلى
أبتسمت بسخريه وقالت : يعنى أنت موقفنى عشان تسألنى أزيك ...طيب أنا تمام
فرفع حاجبيه بسخريه وخطى خطوه أمامها وقال : مش باين
لم تتراجع ليلى خطوه وقالت بكل ثقه : وأيه إلى باين ياترى ؟!
فهز رأسه يميناً ويساراً مصتنع الأسف وقال : حالك أكيد مش كويس
( وأيه إلى أد أيحاء لحضرتك بده ..وقبل أن يرد عليها رفعت يدها وقالت : مش عايزه أعرف ..حتى لو كان حالى مش كويس أنت مالك
( مالى ..لأ أكيد ده مالى وواجبى أنى أطمن عليكى خصوصاً لما أشوف الحاله الى وصلت لها ثم أشار إلى ملابسها وإلى الحذاء الرياضى البسيط التى كانت ترتديه وأكمل :وحالتك دى بتقول إلى حصل من غير ما تتكلمى )
أخفضت ليلى رأسها لأسفل ثم رفعته وأقترب خطوه وقالت وهى تشمخ برأسها وبكل قوه قالت : أوعى تفتكر يا على من غير أستاذ أن إلى أنت شايفنى فيه هيخلينى للحظه ضعيفه أو صيده سهله بالنسبه لك بالعكس أنا دلوقتى معنديش حاجه أخسرها أو أبكى عليها ثم رفعت أصبعها فى وجهه وقالت : نصيحه ليك ياعلى أحذرر أوى من إلى معندوش حاجه يخسرها لأن ببساطه بيبقى بايع الدنيا ومش فارق معاه أى حاجه ..
قالت ذلك ثم ألتفتت قبل أن تمهله فرصه للرد .....
راقب فارس خروج ليلى من المدرسه وشاهد الرجل الذى أستوقفها فالأول أعتقد أنه أحد أولياء الأمور يسأل ‘ن أبنته ولكن طريقة تحدثهم أوضحت ا،ه كانوا يتشاجروا
غلى الدم بعروقه فهل من الممكن أن تكون ليلى تخونه .... وقفتها مع الرل قربه منها كلها تدل على أن هناك شئ بينهم
أنتبه من أفكاره ونظر إلى الباب فوجد ليلى قد غادرت وقبل أن يفكر كان مستقلاً سيارته ومقرر أنه سيراقبها دون أن تشعر فمن الواضح أنها حتى الآن لم تراه لأنه كان يصف سيارته على الجانب الآخر من الشارع حيث يمكنه أن يراها وهى لن تراه ......................................................................................................................................
دخل حسام إلى الصيدليه فلمح على الفور خلود وهى تبيع أحد الأدويه ..لمحته هى بدورها وبان ذلك من حمرة الخجل التى أعترت وجنتيها وتلعثمها
أنتهت من المريض فأقترب منها وقال بأبتسامه : صبا الفل
أبتسمت بخجل وقالت : صباح النور ..ثم نظرت فى ساعة يدها وقالت : أنت : ما رحتش الشغل أنهارده
فأومأ برأسه وهو يلتهمها بنظراته فقطبت جبينها وقالت : برضو ياحسام
فوضع يده على صدره بطريقه مسرحيه وقال : قلبى مش بيستحمل كلمة حسام منك بحسه هيقف
ضحكت بخجل وقالت : وبعدين معاك أنت كل حاجه تقلبها هزار ...ممكن تقولى أنت ليه ما رحتش الشغل ..مش معقول ياحسام أحنا من يوم ما كتبنا اكتاب وأنت كل يزم والتانى هنا ..
فأصتنع الحزن وقال : كده مش عايزه تشوفينى
فنفت بشده وقالت: طبعاً لأ .. أنا خايفه عشان شغلك
( على فكره ياخلود أنا من يوم ما تعينت فى الشرطه ما أخدتش أى أجازات غير نادر جداً ..طول الوقت أنا مثال للموظف المثالى يعنى أى أجازه أو تأخير مش هتحاسب عليه )
( أنا بس مش عايز أكون السبب فى أن حد يقول انك قصرت فى شغلك )
( لا متخافيش أنا تمام جداً ومغطلى نفسى ولو حاجه حصلت هيكلمونى بس أنا أنهارده أجازه وأنتى كمان )
( أناااا؟!)
( أيوه ..أنا كلمت أسامه وهو هيجى يقف مكانك لأننا عندنا مشسوار مهم )
فقطبت جبينها وقالت : مشوار أيه ؟!
فأمسك بيدها وسحبها من خلف المكان المخصص لوضع الأدويه وقال : هنروح شقتنا عشان تشوفى هتجددى فيها أيه
سحبت يدها بسرعه وأرتبكت قائله : شق..تنا .. بس ..أصل
لاحظ حسام أرتباكها فقال يطمئنها : على فكره أنا عرفت مامتك وأنتى عارفه أن الشقه بتاعتى مش منفصله عن شقة ماما فمش هنكون لوحدنا لو هو ده إلى قلقك
أن كان يقصد بذلك أن يطمئنها فهو زاد من توترها فسبب توترها الأصلى هو أنها ستقابل والدته
لاحظ صمتها فحثها قائلاً : خلود ...هااا
أفاقت من شرودها وقالت بأبتسامه مزيفه : ماشى مفيش مشكله ..بس نستنى دكتور أسامه
ألتفتوا سوياً على دخول احدهم إلى الصيدليه ولم يكن سوا دكتور أسامه فاشار حسام أليه وقال : وأهو أسامه جه فى ميعاده
صافح حسام أسامه ووخرج هو وخلود منطلقين إلى منزله ....
دخل أسامه إلى الصيدليه وجلس خلف مكتبه الصغير الموجود فى آخر المكان ووضع رأسه بين يديه وتنهد وهو يسترجع ذكرى آخر لقاء له مع بنان وأنهيارها بين ذراعيه وتوسلتها أن يرحمها ويأخذها من هذا المكان ...تذكر أنها كانت تبكى بشده وتتمنى الموت ..تذكر أنها حلفته أن كان يحبها أن يأخذها من هنا ... تذكر أنه للحظه كان سيضعف ويأخذها من هذا المكن ولكنه حكم عقله بالنهايه فبالتأكيد ما يحدث حتى لو كان شاق عليه فهو بالنهايه لمصلحتها لذلك عندما أخبرها أن تصبر أزاحت يده بعنف وأتهمته أنه يكرهها وأنه سعيد وهى تتتعذب بل وصل بها الأمر أنها أتهمته أنه ينتقم منها بسبب أنها تركته زمان
أستمع إلى كلماتها التى كانت كخناجر تنهش فى قلبه وتحمل ولم يرد عليها وبعدها خرج وهو مقرر أنه لن يزورها فى هذه المرحله كما هو مقرر لها فى برنامجها التأهيلى فهو الآن فقط أدرك أن منع ذوى المدمنين من زيارتهم يصب فى مصلحتهم فى المقام الأول
نزع نظارته ودلك جسر أنفه بأرهاق وهو يفكر أن الأسبوعين القادمين سيكونوا كالجحيم بالنسبه له فهو سيرغم نفسه على أن لا يراها وفى نفس الوقت سيظل باله مشغول بحالها
دخل أحدهم الى الصيدليه فمسح عينه بكفه ثم أرتدى نظارته وتقدم ليرى المريض وهو فى هذه الحاله يرحب بأى ألهاء
تقدم أسامه من المريض وعندما اقترب منه صاح بغضب : أنت ؟!
لم يكن القادم سوا والد بنان الذى قال : دكتور أسامه
فضغط أسامه على فكه بغضب وقال : ممكن أعرف أنت أيه إلى جابك هنا
تنهد والد بنان وقال : دكتور أسامه ياريت تهدى هو سؤال ولو ليه أجابه عندك جاوبنى عليه
( أيه هو السؤال ياترى )
قال محمد الحسينى بصوت بان عليه الضعف : أنت تعرف مكان بنان
نظر له أسامه وأحتار أن يفسر تعابير وجهه بأنه فعلاً قلق عليها أم أن ما ظهر على وجهه مجرد تمثيل فقال ببرود : وأنا هعرف مكانها منين ..صدقنى يا محمد باشا أنت أتأكدت أن طرقنا أحنا ألاتنين ما تتقابلش ولا أيه ؟!
نظر لها محمد وقال : يابنى ده مش وقت حساب ..بنتى مختفيه بقالها أكتر من أسبوع وأنا معرفش عنها حاجه ..أرجوك يابنى لو تعرف حاجه قولها لى وأرحم قلبى الموجوع عليها ولو ماتعرفش قولى ما عرفش بس ياريت تكون صادق معايه
قال أسامه ببرود : وأيه إلى يضمنلك أنى مش هكدب عليك
( لأنى عارف أنك أنسان صادق وأنك مش هتكدب عليه ..بنان ممكن تكون فى خطر أنا أعدائى كتير ولازم تساعدنى )
( غريبه يكون ده رأيك فيه وأنت إلى رفضتنى زمان )
( يابنى رفضى مكنش لأخلاقك ..رقضى كان لظروفك ..صدقنى يابنى أى حاجه عملتها ..عملتها عشان أنا أب عايز لبنتى الأفضل )
فقال أسامه بتهكم : وتميم باشا هو الأفضل من وجهة نظرك
( أيوه كفايه أنه هيعيشها فى مستوى زى إلى كانت عايشه فيه ..أفهمنى بنان مدلعه كانت شبطانه فيك بس لو كانت أتجوزتك وعاشت معاك حياه صعبه كانت هتكرهك وتكره نفسها ..أنت متعرفهاش زيى ..بنان هوائيه وبتتعلق بالحاجه ألى مش بتطولها بس صدقنى لو كانت طالتك وأتجوزتك كان الحب هيروح أو إلى كانت فاكراه حب هيروح ..صدقنى أنا أكتر واحد يفهم بنتى .....تنهد وقال : أنا مكنتش عايز أفتح الكلام ده أنا كنت جاى لسؤال معين وواضح أن أجابته مش عندك )
التفت محمد الحسينى ليخرج عندما استوقفه أسامه قائلاً من خلف ظهره : بنان شافت تميم مع صاحبه فى الأوضه ....
التفت محمد إلى أسامه وعلى وجهه نظرات الصدمه فأكمل أسامه بتشفى : تميم كان مع صاحبه فى الأوضه فى وضع مش مظبوط ..تميم طلع شا....... وقبل أن تصله الصدمه أكمل أسامه : بنان كمان بتتعاطى مخدرات
............................................................................................................
جلس يوسف بجانب روجيدا أخته واضعاً يده على كتفها وأمالت هى رأسها على كتفه وأبنها بين ذراعيها تداعبه برقه
رفعت روجيدا رأسها ثم نظرت ليوسف وقالت : أمور مش كده
فأبتسم قائلاً : أوى ياحبيبتى ..رغم أنى زعلان منه عشان تعبك
أبتسمت وهى تمسك بكف أبنها : مش مهم كل التعب راح لما حضنته بين أيدى
فربت على كتفها : ربنا يخليهولك ياحبيبتى
قالت روجيدا بتردد : يوسف
( أمممم)
( أنت برضو مصمم تسافر كمان يومين )
( أيوه يا روجيد أنا جاى لمهمه محدده وهى أنى أطمن عليكى وخلاص أطمنت فكده لازم أرجع أنا ورايا أرتباطات شغل وعقود )
( طب حتى أستنى مريم وأرجعه سوا )
( مش هينفع مريم جايه هنا تعمل مقابلات شغل وبتفكر تستقر هنا يعنى هى WAY تانى غير الWAY بتاعى )
( يوسف .....أنت بتهرب )
أزاح يده من على كتفه وقام من جانبها وجلس أمامها وطأطأ رأسه وقال : أنتى أكتر واحده فاهمنى ياروجى ..أنا مش عايز أكون هنا ..مش عايز أكون فى مكان يقدر يطاردنى فيه ..صوته بيخلينى غضبان .غضبان أوى كمان( للدرجه دى يا يوسف )
فقال بحده : وأكتر بكتيير
( طب أسمع له أسمع لمبرراته )
( أنتى هتعملى زى مريم .... أنا مش عايز ..مش قادر )
ربتت على يده وقالت برفق : لاوم تسمعله يا يوسف من حق كل حد فينا فرصه يدافع فيها عن نفسه ..فرصه واحده بس يا يوسف
رفع رأسه وقال : هتصدقينى لو قلت لك أنى خايف
فأقرنت بين حاجبيها وقالت : خايف ؟!
( أيوه خايف .....خايف أسمع مبرره والاقيه مبرر خايب وأتأكد أكتر منا متأكد أنى مكنتش حاجه مهمه فى حياته )
قبل أن تكمل قام واقفاً وقال : هروح اشوف إلأى ف المطبخ دى بتعمل ايه
خرج يوسف من الغرفه وتوجه إلى المطبخ فوجد مريم واقفه أمام الموقد فأقترب منها وعندما اصبح خلفها قال بصوت عالى : بتعملى أيه
فى ثوانى كانت مريم تنتفض وتلتفت للخلف حيث يوسف واقفاً فتراجعت بأرتباك ولكنها كانت ستصدم بالنار خلفها فوضع يوسف يده على خصرها وسحبها لتبتعد عن النار ولكن حركته كانت سريعه وعنيفه أدت إلى ارتطامها بصدره
وضعت مريم يدها على صدره لتبعده ولكنها لم تبعده ..شعرت مريم بأن قلب يوسف يدق بصوره مسرعه وعاليه فقلقت ورفعت رأسها لتسأله ولكن بمجرد أن رفعت رأسها وجدته يحدق فيها بطريقه مشتبه للتى كانت ينظر لها بها وهم على الطائره عندما أقترب منها ..أنتبهت لوضعها فحاولت التملص منه وهى تقول بنزق مصتنع تدارى به توترها وشعورها وهى بين ذراعيه : أنت بتستهبل يا يوسف ..حد يخض حد كده
لم يفلتها يوسف وظل ينظر لها نفس النظره فتوقفت وقالت من بين أسنانها : سبنى يا يوسف
فنظر لها وقال : هو أنا ممكن أحضنك يامريم ..............................................................................................
ماتنسوس تعليقاتكم الجميله كل ماتفاعل يزيد كل ماهنزل حلقات اكتر
أنت تقرأ
(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق
Romanceتجذبنى إليك تاره ..... وتبعدنى عنك تاره وبين البعد واللقاء تتوقف الأزمنه .... لا أعلم من أنا ..لا أجد نفسى سوا معك .... وتضيع نفسى معك لا تفهمنى ..أعذرك ..فأنا أيضاً لا افهم نفسى .... تقيدنى بقيدوك وأن حللت قيدى تمسكت أنا به . أنظر أليك أجدك الداء و...