19

8.5K 190 0
                                    

( الفصل التاسع عشر )
(ماقبل الأخير )
خرج فارس من غرفة ليلى بعدما أطمئن أنها نامت , فبعد نوبة البكاء الشديده التى أنتابتها وبعدما سحبها إلى صدره لم تقاومه بل استمرت فى بكاء شديد إلا أن غلبها النعاس ونامت على صدرها فأراحها على الفراش ودثرها جيد اً وأوصى الممرضه أن تكون معها ريثما يحضر ملابس نظيفه لها من المنزل لأن حسب أوامر الطبيب هى ستمكث فى المشفى يومين حتى تستعيد نشاطها ويتم تغذيتها بكل العناصر التى كانت تنقصها عن طريق الدم .
أنطلق فارس إلى منز له وفى رأسه شئ واحد فقط يجب أن يصلح حياته مع ليلى فالحكايه لم تصبح هو وهى فقط , الحكايه تطورت لهو وهى وقطعه منهما.
.................................................. ...........................
وقف نجيب أمام أبنه بعدما نطق الأخير بكلمه واحده وهى ...ليه ؟!
لم يتظاهر أنه لم يفهم أو لا يعلم مقصده فهو كان يعلم أن هذا اليوم آت وهو كان فى أنتظاره من زمن
رد نجيب على يوسف الواقف أمامه متحفز لأى أجابه ينطقها بهدوء قائلاً : آسف
كرر يوسف خلفه كلمته بسخريه مريره : آسف ...هو ده إلى عندك ...بس آسف ...مفيش مبررر حتى لو كان خايب
أقترب نجيب منه وقال بصوت خافت : ويفيد بأيه المبرر لو كان فعلاً المبرر خايب ...يفيد بأيه أنى أقولك أد ايه أنا غبى وضيعت منى أحلى سنين وأنت بتكبر وأنا مش شايفك ..يفيد بأيه أنى مكنش معاك يوم نجاحك ويوم تخرجك عشان أنا إلى اخترت بأيدى أنى أبعد
فهتف يوسف قائلاً : طب ليه .... ليه فوت على نفسك 0....ليه مكنتش موجود ... قولى أى حاجه ..قولى أنىك بتكرهنى وأنى مش فارق معاك عشان كده أنت سبتنى
طأطأ نجيب رأسه وقال : أن عمرى ما كرهتك يا يوسف ..أنت وروجيدا حته منى ومحدش يقدر يكره حته منه ...أنا إلى مقدرتش ..
( مقدرتش أيييه ....؟)
رفع نجيب رأسه وقال : مقدرتش أشوفها مع راجل تانى ...مقدرتش أشوفها بتحب حد تانى ....أنا حبيتها وغصب عنى رغم أنفصالنا فضلت أحبها ..كرامتى خلتنى أطلقها لما أختارت تعيش هناك وتسبنى بس قلبى مقدرش يكرهها ..كنت بسافر وكل مره عندى أمل أنها هترجع لى لكن لما ظهر مارك عرفت أن مفيش أمل وأختارت أنى ابعد ... أختارت أبعد عنها وعنكم وعن البلد الى أنتوا فيها عشان ما شفهاش مع غيرى ..ثم رسم بسمة سخريه على وجهه وأكمل : شفت بئه أن مبررى خايب ..شفت أنى معنديش سبب قوى غير أنى راجل غبى أنانى ما بيفكرش ألا فى نفسه ..مش هو ده إلى كنت عايز تسمعه يا يوسف ..عايز تسمع مبرر وأهو المبرر إلى هيخليك ما تفكرش تسامحنى لا وكمان هتفضل تكرهنى طول عمرك أكتر ما أنت بتكرهنى
سكت يوسف قليلاً ثم قال بهدوء : صح ...عندك حق ...مبررك خايب وواضح أن وجودى كان على الفاضى
ألتفت يوسف ليخرج فناده والده : يوسف
دون أن يلتفت له قال : نعم
( مريم بتحبك يا يوسف وأنتى كمان بتحبها ..أنسى الماضى وأنسانى أنا كمان وأبدأحياتك مع أنسانه بتحبك ...كون عيله وحافظ عليها ماتعملش زيى وتضيع إلى بيحبوك وبتحبهم من أيدك )
ألتفت يوسف وقال بمراره وألم : تصدق أنا فى دى طلعت زيك .... وضيعت إلى زى ما بتقول بيحبهم وبيحبونى من أيدى
وقبل أن يسأله عن مقصده كان يوسف قد خرج من المنزل .................................................. ............................................
جلس طارق بجانب روجيدا التى كانت تبكى بشده منذ خروج يوسف من المنزل ..يعلم أنها غاضبه منه لأن أخبر يوسف عن حادثتها ولكن الله وحده يعلم أنه فعل ذلك من أجل مصلحته فقد آن الأوان ليوسف أن يعلم أن هناك أكبر بكثير من فقدان أب وفقدان أهتمام أم ..هناك من واجهة الكثير ومع ذلك لم تفقد إيمانها بالناس كما فعل
جلس بجانبه على فراشها وقال بهدوء : روجيدا ...لم ترد عليه وأستمرت فى نوبة بكائها فقال بحنان : روجيدا أنا عارف أنتى زعلانه منى بس إلى عملته صدقينى فى مصلحته
قالت روجيدا وهى تبكى بشده : ليه يا تارك ..ليه هو مش ناقص ...أنا لو كنت عايزه أقوله كنت قلت له من زمان .... هو مكنش لازم يعرف
أقترب منها ووضع يده فوق يدها وقال : ياحبيبتى أنتى مش فاهمه ..يوسف مشوش وماشى يخبط فى الدنيا كلها محملها نتيجة إلى حصل وإلى هو أنا مش عارف هو أيه ..أيه إلمشكله لما أب يسيبك وأم تتجوز ....مش هو ده السبب إلى يخليه يبقى كده ..فى شباب كتير زيه وأقل منه بيفقدوه أمهم وأبوهم وكل إلى ليهم وبيكونوا عجزه كمان ومع ذلك بيكملوا حياتهم من غير ما يلوموا حد ولا يخلوا طول الوقت الكل مضطر يطبطب عليهم ويحميهم عشان ظروفهم
(أنت مش فاهم يا طارق ...أنت ما ممرتش بظروفه ..أنت فقدت باباك بس ربنا عوضك باخ كان مستعد يموت نفسه عشان أنت تعيش كويس ..وأم مش بتتحمل الهوا الى بيعدى عليكم ...يبقى ما تتكلمش عن ظروفه )
أقترب منها اكثر حتى جاورها ثم وضع يده حول كتفيها فتشنجت فهمس بأذنها وقال : ونسيت تقولى أن ربنا أدانى أحن وأجمل وأرق زوجه فى الدنيا ..سرعان ما استرخت من كلماته ولكنها تذكرت مافعله فمسحت عيونها بشده وقالت :: شفت أنت ربنا أداك كل حاجه وهو أتحرم من كل حاجه يبقى أزاى هتحس بيه
ربت على كتفها وقال : ما انتى مريتى بنفس ظروفه وأصعب ومع ذلك ما عملتيش زيه

(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن