فتحت ليزا عينيها على اتساعهما وشهقتثم قالت :
} هكذا {
) هكذا .. ان ابي الروحي كان صارما وهو يعتقد ان الرجل لايكون اهلا
لاستغلال مبالغ ماليه كبيره قبل بلوغه تلك السن )
قالت بأنفعال :
( لكن هذا رائع انك ستكون قادرا على القيام بكل ما تريد عمله في فارلي )
نظر الى وجهها بفضول وقال :
( معظم النساء تسحرهن كثرة المال اليس هناك ماتريدينه لنفسك ؟)
قالت بحزم :
( نعم اريد ان اطمئن ان فارلي ستظل قائمة بعدرحيلنا . سيكون ذلك يا براد اشبه بشراء قسم من التاريخ )
وانسحبت يداه فجأة منفوق كتفيها لتحضنها وقال :
( اعتقد انني وجدت لنفسي زوجة نادره )
وتعلقت به , مدركة انه يضمها على هذا النحو , فان كل شيئ آخر يفقد اهميته . كان براد هو الذيابعدها
عنه قائلا في شيئ من الخشونه :
( ستطرق باني بابنا ومعها الشاي في ايةلحظه )
( باني ؟ )
( يمكنك اعتبارها مديرة بيتنا ولكننا نعتبرها من افرادالاسرة جاءت الى هنا كمربيه لي عندما كنت طفلا وبقيت معنا منذ ذلك الحين ولست ادريما كان يمكن ان نفعله من دونها وبعد وفاة ابي فقد اصيبت امي وقتذالك بأول ازمةقلبيه وان كانت متاعبها ترجع الى مرحلة صباها عندما داهمها الروماتيزيم )
ابتعدبراد عنها وخلع سترته استعدادا لدخول الحمام . بدات وهي تفرغ حقائبها وهي مشغولةالفكر . من تكون فيليسيا مور ؟ كان من الواضح ان براد سلم جدلا بأن المرأة الاخرىشرحت لها علاقتها بآل نورتون وفي الغالب ان فيليسيا افترضت الشيء نفسه . وتحرك فياعماقها شعور خفي بأن وجود هذه المرأة الجميلة التي تكبرها سنا يهدد سعادتها . وبعددقائق سمعت طرقا على الباب ثم امرأة مسنه تحمل صينية ... كانت باني واحدة من النساءاللواتي لا يمكن التأكد من حقيقة اعمارهن , فبوجهها الصغير المستدير وبعينيهاالصافيتين و بشعرها الاشقر الناعم , كانت تبدو بين الخامسه والخمسين او الستين . قالت وهي تضع الصينيه فوق المائده الصغيره المتحركه :
( انت في حاجة الى هذاالشاي بعد تلك الرحلة . انني اسفه لانني لم استقبلك على الباب يا سيده نورتون . كنتانوي ذلك لكني نسيت موعد الوصول, واحب ان اقول لك كم انا مسرورة لرؤية براد اخيرامع زوجة . وزوجة جميلة كما ارى . انني اعرفكما ستسعدان معا )
ولمعت عينا المراةالمسنه وقالت :
( هل حدثك براد عني , وهل اخبرك انني كنت مربيته ؟ )
( نعم , واخبرني ايضا انك اصبحت فردا من افراد الاسرة لذلك الا تعتقدين انه من الافضل انتناديني بلأسمي مجردا ؟ اسمي ليزا )
وبفرحة واضحه قالت باني :
( يسرني ذلككثيرا . هل اصب لك فنجانا ام انك ستنتظرين خروج زوجك من الحمام ؟ )
( هانذا )
وظهر براد في الغرفه وقد التف بثوب من القماش الناشف وكان شعره مازال مبتلاوقال :
( ما رايك يا باني فيها ؟ )
( انها امراة رائعه . ان هذا الزواج سيثمرذرية نادرة الجمال لآل نورتون )
ابتسم وهو يتطلع الى ليزا وقال :
( احترسي ياباني انها لم تتعود على اسلوبنا في الحديث . اليس كذلك يا حبيبتي ؟ )
وكانت هذههي المرة الاولى يستعمل في مخاطبتها هذه الكلمه فغمرها شعور باالسعادة وبأبتسامةمشرقه ردت :
( اتوقع ان اعتاد ذلك بسرعه )
وقالت باني باسمة وهي تنتقل ببصرهابينهما :
( ساترككما لتناول الشاي ولا تنس يا برادلي نورتون اننا في هذا البيتنتناول العشاء في السابعه والنصف باالضبط )
وساد الصمت لحظات بعد ان غادرتالغرفه وغمر ليزا احساس باالخجل وعندما تنبهت الى انها وحدها مع هذا الرجل الذياصبح زوجها . وتحركت في اتجاه عربة الشاي قائلة :
(قطعتين من السكر اليس كذلك ؟ )
( نعم ) ونهض لياخذ الفنجان منها ثم جلس فوق مقعد قريب وقال بعد ان تناولالرشفة الاولى :
( انه لذيذ . ان باني تجيد دائما تحضير الشاي )
وصبت ليزالنفسها فنجانا وذهبت لتجلس فوق ذراع مقعده وبهدوء سألت :
( من تكون فليسيا يابراد ؟ )
ورفع بصره نحوها وقال : ( الم تخبرك ؟ )
(اخبرتني فقط بأسمها )
( انها من ابناء العمومه )
( هل تعيش هنا بصفة دائمه ؟ )
( كلا . انها تعيش فيليدز . اقامت هنا فترة , ولكن استطيع القول انها لا تشعر باالحاجة الى ذلك الآن .
لماذا تسألين ؟)
( لانني اعتقد انها لا تحبني كثيرا )
ربما دفعت هذهالاجابه أي رجل آخر الى الاستهزاء باالفكرة , ولكن براد اكتفى بأن هز كتفيه قائلا :
( ربما لا . ان فليسيا ليست سريعة التاقلم مع النساء . عليها ان تعتاد عليكحتى تألفك )
وفجأة اخذ منها الفنجان ووضعه مع فنجانه على الارض قرب مقعده , وجذبها الى الارض وبرقت عيناه بشده وهو يقول :
(انك لن تستطيعي الهرب مني طوالاليوم يا ليزا . ومن الافضل ان تدركي ذلك سريعا . هل انت خائفة مني ؟ )
ردتبسرعه : ( باالطبع لا )
( اذن برهني على ذلك )
ونظرت في عينيه الرماديتين . ومرة اخرى احست باالفرحة تجتاحها وضحكت هامسة : ( حسنا )
قال براد وهو يرمقهابأعجاب :
( هذا افضل . هذا افضل كثيرا , ان الامر لن يكون شديد الصعوبة . اليسكذلك يا ليزا ؟ )
همست وهي تدفن وجهها في كتفيه : ( كلا )
لن يكون الامر صعباعلى الاطلاق مادام قادرا على ان يشعل فيها مثل هذا اللهيب .. هل حقيقة يبدا الحبعلى هذا النحو ؟ هل تتحول الرغبة الحسيه الى الدفء العاطفي الذي غمر كيانها ؟ انهاباالتاكيد لم تشعر بمثل ذلك نحو أي رجل آخر . في السابعه والربع هبطت ليزا مع برادالسلم القديم الجميل المؤدي الى صالة كانت النوافذ تعكس عليها الوانها الرقيقه . ولانها كانت في حالة معنوية طيبة فأنها لم تحاول الالتفات نحو مظاهر الخراب التيحدثها عنها , وبدلا من ذلك فقد تخيلت الغرفه التي يتجهان نحوها في ضوء الماضي عامرةباالناس تنبعث منها اصوات الخدم ووقع اقدامهم المسرعه وهو يعدون المائده الرئيسيةالعظيمة لعشاء الاسرة . ففي تلك الايام البعيده كانت الصاله هي المكان الرئيسيتستعمل للاكل والمقبلات وحتى لمجرد الجلوس .
وتوالت افكارها : في تلك الايامايضا , كانت الارض في الغالب مغطاة بيقروع نبات السمار الاسطوانيه التي حافظت علىالقاع سليما دون ان يتاثر بما كان يتناثر فوقه من بقايا الطعام . وابتسمت ليزالنفسها في شيء من المرارة المعرفه يمكن ان تكون احيانا عاملا على تعرية الحقائقوتحريرها من الاوهام .
وكانت فليسيا قد سبقتها الى غرفة الجلوس . بدت خلابة فيثوب بسيط من الحرير التراكوتا وتمنت ليزا لو كانت قد ارتدت ثوبا آخر اكثر اناقة منذلك الثوب الازرق الداكن من الكتان . حاولت ان تكون لطيفة مع المراة الاخرى لكنصدها عن ذلك نفور فليسيا الظاهر .
وكان الوصول الى غرفة الطعام عن طريق بابمزدوج في الجدار الخلفي لغرفة الجلوس . وجلس براد على راس المائدة الطويلة المصنوعةمن الخشب الفاخر وابتسم لليزا الجالسة الى يمينه وقال :
( لو ترك الامر لبانيلاجلستك في مكانك الصحيح على طرف اللآخر بأعتبارك سيدة فارلي , لكن هذا الترتيباكثر ملائمة الا تعتقدين ذاك ؟ )
ضحكت قائلة : ( هذا صحيح فالمكان ملائم تماما )
والتقت بنظرة فليسيا المتهكمة وماتت الضحكة في اعماقها وتمنت بلهفة ان تغادرالمراة الاخرى فارلي في اقرب وقت ممكن . قد احست انها لن ترتاح في وجودها . واحضرتباني الطعام فوق عربة موقدة , وشرح لها براد ان هذه ضرورة لوجود المطبخ في الجانبالاخر من البيت واضاف انه خطط لتحويل احدى غرف هذا الجانب الى مطبخعصري والاحتفاظباالمطبخ الرئيسي الكبير كأثر تاريخي . وسألته ليزا متجاهلة وجود المراة الاخرى وسطهذا الموضوع الحيوي ( ستقوم بنفسك باالعملية . اليس كذلك يا براد متى ستبدا العمل ؟ )
( خلال الاسبوع او الاسبوعين القادمين . اكملت المراجعة التاريخية والانشائيةورسمت التصميم )
وارتفع حاجبا فليسيا وقالت :
( تبدين على معرفة بهذه الاموريا ليزا . هل قرات عنها ؟ )
وقال براد قبل ان تتمكن هي من الاجابة :
( انليزا مدربة على العمل نفسه الذي اقوم به )
( ذكية ايضا يا عزيزي برادلي ؟ انتمحظوظ )
وتعذر على ليزا فهم التعبير الذي ارتسم على وجه زوجها , لكن بدا انه لقيبعض الترحيب لدى فليسيا التي استمرت تقول :
( لكنك كنت دائما محظوظا لو سقطت فيالبالوعة فستخرج منها حتما تفوح منك رائحة العطر )
رمقها بنظرة جامدة قائلا :
( تكلمت دون مناسبة بطريقة غوغائيه . كفي عن ذلك يا فليسيا فان ليزا لا تفهممزاحك )
ولم تسكئس فليسيا تماما وبعدها مدت يدها وربتت على يده وقالت :
( يجبالا تلقي بالا الى دعاباتي الصغيرة يا ليزا , انني وزوجك نتعمد ان نستفز احدناالاخر كلما التقينا )
وتساءلت ليزا وهي تركز اهتمامها في صحن الطعام عما اذا كانهناك شيء اكثر من القرابة بين المراة وبراد ....
شيء حطمه زواجه المفاجئ ؟ ربمافسر ذلك سلوك فليسيا واحست بموجة غيرة تجتاحها , سرعان ما قاومتها حتى لا تفسدسعادتها . يجب الا تهتم بما سبق لقاءهما . كانت هي التي احبها ورغب الزواج منهاوكان ذلك كل ما يعنيها .
وانتهى الهشاء وطلب منها ان تذهب معه لرؤية امه وألهاوهما يعبران البهو الاولهل انت متعبه لقد كان يوما طويلا )
وفكرت في انه كان كذلك لكنه كان يوما رائعا وهمست :
( بعض الشيء )
ولفذراعه حول كتفيها وجذبها لتلتصق به وقال بلطف :
( اتمنى الا تكوني متعبة اكثر مناللازم فهذه ليلة زفافنا يا حبيبتي ليزا واري دلك ان تذكريها )
ووقف امام بابوطرقه بخفة وتراجع ليتيح لها دخول الغرفة قبله . كانت الغرفة شان الغرف الباقية ذاتمصابيح خافتة الاضواء موضوعة فوق مناضد وكانت الستائر الزرقاء مسدلة فوق النافذتين . برغم ان الطقس لم يكن باردا فان النار كانت مشتعلة في المدفاة المبنية على طرازالقرن الثامن عشر والتي كانت تتراقص على وجه المراة الراقدة فوق السرير المرتفع ذيالقوائم الاربع . وبدت اليسيا نورتون تمام كما وصفها ابنها وكان الشبه الوحيدبينهما العينين الرمادتين اللتين رحبتا باالقادمين ترحيب حارا وقالت الام :
( اذن فانت ليزا , ليتك تعرفين كم اشتقت الى اليوم الذي يحضر فيه ابني عروسه الىفارلي )
ومدت يدها نحو ليزامبتسمة وعادت تقول وقد امسكت بيد زوجة ابنها :
(انك جميلة للغاية يا عزيزتيوطيبة ايضا استطيع ان ارى ذلك في عينيك )
وابتسمت من جديد هذه المرة لبراد وقالت :
( انه مثل ابيه , عنيد . هل تعتقدين يا ليزا ان في استطاعتك ترويضه ؟ )
ووجدت ليزا نفسها تنظر اليه عبر السرير ووجهت بجدية النظرة الساخرة في عينيهقبل ان تقول :
( استطيع فقط ان احاول . هل روضت اباه ؟ )
ضحكت اليسياقائلة :
( معظم الوقت لكن الامر لم يكن سهلا . ان رجال آل نورتون يحتاجون الى حرص شديدفي المعامله )
وقال براد في هدوء :
( وهو ايضا يعترضون على المناقشة امورهمكانهم غير موجودين . في أي حال تبادلتما مافيه الكفاية من الاحاديث هذه الليله . ستصعد باني حالا لتحكم وضع الاغطية حولك يا امي )
ولمعت عيناها وهي ترنو الىليزا قائلة :
( هل فهمت ما اعني كلهم مسيطورون ) وانحنت الى ليزا وقبلتها برقةفوق جبهتها قائلة : اتمنى ان اراك إذا في احسن حال )
وتمهل براد خارج الغرفة ثمقال :
( اذا لم يكن يضايقك فانني اريد التحدث معها على انفراد . اهبطي الىالطابق الاسفل او ربما ترغبين في الذهاب مباشرة الى غرفتنا ؟ )
واحست ليزابتراكض خفقات قلبها وباحتقان وجنتيها وقالت :
( حسنا . سالتقط حقيبتي اولا منغرفة الجلوس )
( ساراك بعد دقائق )
كانت فليسيا في غرفة الجلوس بدا عليهاالدهشة عندما اقبلت ليزا وحدها وقالت :
( هل هجرك براد بهذه السرعه ؟ ياللعار )
تجاهلة ليزا سخرية فليسيا وقالت :
( نزلت بحثا عن حقيبتي )
( تعنين انكستاوين الى غرفتك في مثل هذه الساعه ؟ ان الساعه لم تتجاوز التاسعة . هل على العروسحقا ان تظهر مثل هذه اللهفة ؟ اعتقد ان ربع مليون جنيه تضاعف من جاذبية الرجل .... )
ورفعت ليزا راسها زنظرت الى المراة الاخرى في ازدراء وكراهية وقالت :
(هلتحاولين الزعم بانني تزوجت براد لماله ؟ )
( ولم لا )
( ماذا تقصدين )
( انه يعني ايتها الساذجه الحلوه انك تخدعين نفسك اذا اعتقدت ان براد يحبك , منالواضح انه اخبرك عن الاموال التي سيرثها لكنني اراهن على انه لم يفصح ل كابدا عناهم ما في الوصية )
وسكتت سلطت عينيها على وجه ليزا الشاحب ثم استطردت قائلة :
( كان عليه ان يتزوج حتى يحصل على المال فلو انه بلغ الخامسة والثلاثين وهو لايزال اعزب فقد كان سيفقد هذا المال حتما )
وقفت ليزا لحظات بلا حراك , كان ذهنهايحاول استيعاب ما سمعته , وراقبتها فليسيا في امعان وعلى فمها ابتسامة غامضة ثمقالت :
( انك تحاولين عدم تصديقي لكنك تعرفين ان هذه هي الحقيقه , وحتى اوضح لكالصورة اكثر , اذكر لك ان براد عرض علي الزواج منذ فترة ليست طويله وعندما رفضت كنتاعرف انه يعاني ياسا , وانه سيفعل أي شيء ليضع يديه على تلك الثروة )
واحست ليزابان المراة تقول الحقيقة واستطاعت في لحظة ان تلم بالموقف كله . لقد تزوجت براد مناجل الخمسميئة جنية التي بدت لها في ذلك الحين ثروة ضخمه في حين ان ما حصل عليه ومنهذا الزواج هو الثروة الحقيقيه . وبدا كل شيء لها واضحا : لم يقل لها ابدا انهيحبها ولكنها هي التي افترضت ذلك , انه ببساطة اتاح لها ان تعتقد ما اراد لها عقلهاالساذج ان تعتقده . كانت فليسيا على حق كان محظوظا بما فيه الكفاية لان يعثر علىواحدة مثلها في اللحظة الاخيره تقريبا . ليست فقط في موقف يضطرها الى تلبيةاحتياجاتها وانما ايضا جذابه بما فيه الكفاية لان تجعل الزواج امرا معقولا ومامولا . وافاقت من ذهول الصدمه وبدات تواجه الواقع كانت متاكدة من شيء واحد انها لن تسلملبراد بحق الاستمتاع باالزوجة التي لم يحبها . وتمتمت فليسيا في خبث وهي تستدير فياتجاه الباب :
( ارجو لك ليلة سعيدة )
أنت تقرأ
من اجل حفنة جنيهات - كاي ثورب - عبير القديمة
Literatura Kobiecaبعدما مات ابواها اصبحت ليزا الاخت والام والاب لشقيقها الاصغر ريك. وبرغم الحنان والعطف والرعايه التي احاطت بها ليزا شقيقها, انحرف ريك عن الطريق القويم مسببا لنفسه ولاخته سلسله مشاكل. وبينما كانت ليزا واقعه في احد مآزق ريك, ظهر المنقذ في شكل برادلي...