7-مفاجأة في المدينة

4K 84 1
                                    


كان العشاء في تلك الامسية لطيفاً حتى فيليسيا بدت مستسلمةولاحظت ليزا مرة أو مرتين أنها تنظر إلى براد وقد كسا وجهها تعبير غريب .
وعندالانتهاء من تناول الحلوى , سألت فيليسيا : ( سمعت من بوتي أن العمال سيصلون غداً ).
ورد براد دون أن يرفع بصره على طبقه : ( نعم سيأتون غداً ) .
وضعت فيليسياملعقتها وشوكتها على طبقها بعناية , وقالت : 
(في هذه الحالة أعتقد أني سأعودإلى منزلي في الصباح , فسيكون هناك جلبه وغبار في كل مكان حتى نهاية الصيف , وعلىخلاف ليزا فإنني لا أستطيع أن أتحمس لمثل هذه الاشياء ) .
هذه المرة أرتفع راسبراد وفي عينية تعبير غريب لم تستطع ليزا أن تفسره , وقال موافقاً : 
( ربما كانذلك أفضل , فالحياة لن تكون لطيفة في فارلي ) .
ويبدو ان الرد لم يعجبها . فقدتأملته بعينين ضاق مابينهما كما لوكانت تحاول قراءة ماوراء قوله الغامض وقالت :
(وماذا عن أمك ؟ هل تتحمل الضجيج ؟)
( قالت : ان أي تأخير سيزعجها أكثر , فهي تريد أولا أن ترى فارلي آمنه قبل الشتاء ) .
قالت ليزا : ( هل يمكن ذلك ) ؟
( ستكون هناك صعوبات كثيرة , تمكنت من الحصول على الرجال الذين أريدهم ).
( بما في ذلك ربيب بوب طومسون ) .
( جفري ؟ نعم . إنه متلهف على هذا , خاصة منذأخبرته أن لدينا بعض أمثلة لأعمال غرينلنغ بونز في المكتبة ) .
وسألت ليزا فيتلهف : ( هل لدينا فعلاً هذه الاعمال ؟ لم تقل لي ذلك وأنت تريني المكتبة , هلأشتغل جيبون فعلاً في فارلي ؟ )
وهز براد رأسه بابتسامه خفيفة وهو يقول :
( اشك في ذلك . لكن في أوراق الاسره مايفيد أن اطار المدفأة جيئ به الى هنا من سواريوأن اللوحتين من أعمال جيبون تم شراؤهما من بيت أخر ونقلا إلى هنا )
( لكن , هلهما بالتأكيد من أعمال جيبون ؟)
(نعم كان أعظم نحات للخشب في عصره , واعماله لايمكن الخطأ في التعرف اليها فليس هناك إنسان أخر له مثل قدرته ومهارته ) . 
وتدخلت فيليسيا في الحديث وهي تشعر بالضيق , قائلة : ( لم أكن أعرف أنك ملمةبكل هذا , هل أنتي خبيرة في مثل هذه الأشياء ؟ ) .
( أنا لست خبيرة في أي شيئ مندون الفحص الدقيق , وهو الامر الذي قام به براد في عناية ) .
ورفعت فيليسياحاجبيها في برودة وقالت :
( هل أرى في ذلك نوعا من الغيرة ؟ أرى أن وجتك يا برادتنافسك في كل شيئ ؟)
( أن ذلك مضحك تماما اعتقد ان هذه الملاحظة لامبررلها ) .
قال براد في هدوء : ( إنها تحاول ان تداعبك ) .
ووقف وهو يضيف : ( ستأتيبوني في القهوه الى الداخل ) .
كانت هذه الامسية طويله للغاية , ومليئة بالتوتر , أحست ليزا بالراحه عندما دقت الساعة في الردهه معلنه العاشرة , فأدعت أنها متعبةوصعدت إلى غرفتها وتركت الأخرين يتحادثان , وهي تعرف أن براد سيقطع الحديث بعد قليلويلحق بها حفاظاً على المظاهر . وعندما وصلت إلى غرفة النوم . أرتمت على السرير وهيمنهكة . إنها متعة أن تستلقي هناك في الظلام لا يعكره سوى وميض النار التي تخبو, تاركة جسمها يستعيد إسترخاءه , لقد شعرت بمثل هذا في الكوخ ذلك اليوم , فقد استرختوأحست أنها مرتاحه إن ذلك الكوخ بالنسبة اليها , مثل واحة وجدها انسان تاه طويلاًفي وسط الصحراء . هل كان ليوك جاد في دعوته الى رسمها ؟ وهل تدعه يفعل ؟ قد يكونمسليا أن ترى نفسها كما يراها شخص أخر . إن ليوك لا يرسم صوراً شخصية مسطحة , بليرسم مايتراءى له . ربما لم تكن في حقيقتها كما يراها هو . لكن هل تجروء على القيامبهذه المغامره ؟

من اجل حفنة جنيهات - كاي ثورب - عبير القديمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن