كان العشاء في تلك الامسية لطيفاً حتى فيليسيا بدت مستسلمةولاحظت ليزا مرة أو مرتين أنها تنظر إلى براد وقد كسا وجهها تعبير غريب .
وعندالانتهاء من تناول الحلوى , سألت فيليسيا : ( سمعت من بوتي أن العمال سيصلون غداً ).
ورد براد دون أن يرفع بصره على طبقه : ( نعم سيأتون غداً ) .
وضعت فيليسياملعقتها وشوكتها على طبقها بعناية , وقالت :
(في هذه الحالة أعتقد أني سأعودإلى منزلي في الصباح , فسيكون هناك جلبه وغبار في كل مكان حتى نهاية الصيف , وعلىخلاف ليزا فإنني لا أستطيع أن أتحمس لمثل هذه الاشياء ) .
هذه المرة أرتفع راسبراد وفي عينية تعبير غريب لم تستطع ليزا أن تفسره , وقال موافقاً :
( ربما كانذلك أفضل , فالحياة لن تكون لطيفة في فارلي ) .
ويبدو ان الرد لم يعجبها . فقدتأملته بعينين ضاق مابينهما كما لوكانت تحاول قراءة ماوراء قوله الغامض وقالت :
(وماذا عن أمك ؟ هل تتحمل الضجيج ؟)
( قالت : ان أي تأخير سيزعجها أكثر , فهي تريد أولا أن ترى فارلي آمنه قبل الشتاء ) .
قالت ليزا : ( هل يمكن ذلك ) ؟
( ستكون هناك صعوبات كثيرة , تمكنت من الحصول على الرجال الذين أريدهم ).
( بما في ذلك ربيب بوب طومسون ) .
( جفري ؟ نعم . إنه متلهف على هذا , خاصة منذأخبرته أن لدينا بعض أمثلة لأعمال غرينلنغ بونز في المكتبة ) .
وسألت ليزا فيتلهف : ( هل لدينا فعلاً هذه الاعمال ؟ لم تقل لي ذلك وأنت تريني المكتبة , هلأشتغل جيبون فعلاً في فارلي ؟ )
وهز براد رأسه بابتسامه خفيفة وهو يقول :
( اشك في ذلك . لكن في أوراق الاسره مايفيد أن اطار المدفأة جيئ به الى هنا من سواريوأن اللوحتين من أعمال جيبون تم شراؤهما من بيت أخر ونقلا إلى هنا )
( لكن , هلهما بالتأكيد من أعمال جيبون ؟)
(نعم كان أعظم نحات للخشب في عصره , واعماله لايمكن الخطأ في التعرف اليها فليس هناك إنسان أخر له مثل قدرته ومهارته ) .
وتدخلت فيليسيا في الحديث وهي تشعر بالضيق , قائلة : ( لم أكن أعرف أنك ملمةبكل هذا , هل أنتي خبيرة في مثل هذه الأشياء ؟ ) .
( أنا لست خبيرة في أي شيئ مندون الفحص الدقيق , وهو الامر الذي قام به براد في عناية ) .
ورفعت فيليسياحاجبيها في برودة وقالت :
( هل أرى في ذلك نوعا من الغيرة ؟ أرى أن وجتك يا برادتنافسك في كل شيئ ؟)
( أن ذلك مضحك تماما اعتقد ان هذه الملاحظة لامبررلها ) .
قال براد في هدوء : ( إنها تحاول ان تداعبك ) .
ووقف وهو يضيف : ( ستأتيبوني في القهوه الى الداخل ) .
كانت هذه الامسية طويله للغاية , ومليئة بالتوتر , أحست ليزا بالراحه عندما دقت الساعة في الردهه معلنه العاشرة , فأدعت أنها متعبةوصعدت إلى غرفتها وتركت الأخرين يتحادثان , وهي تعرف أن براد سيقطع الحديث بعد قليلويلحق بها حفاظاً على المظاهر . وعندما وصلت إلى غرفة النوم . أرتمت على السرير وهيمنهكة . إنها متعة أن تستلقي هناك في الظلام لا يعكره سوى وميض النار التي تخبو, تاركة جسمها يستعيد إسترخاءه , لقد شعرت بمثل هذا في الكوخ ذلك اليوم , فقد استرختوأحست أنها مرتاحه إن ذلك الكوخ بالنسبة اليها , مثل واحة وجدها انسان تاه طويلاًفي وسط الصحراء . هل كان ليوك جاد في دعوته الى رسمها ؟ وهل تدعه يفعل ؟ قد يكونمسليا أن ترى نفسها كما يراها شخص أخر . إن ليوك لا يرسم صوراً شخصية مسطحة , بليرسم مايتراءى له . ربما لم تكن في حقيقتها كما يراها هو . لكن هل تجروء على القيامبهذه المغامره ؟
أنت تقرأ
من اجل حفنة جنيهات - كاي ثورب - عبير القديمة
Literatura Femininaبعدما مات ابواها اصبحت ليزا الاخت والام والاب لشقيقها الاصغر ريك. وبرغم الحنان والعطف والرعايه التي احاطت بها ليزا شقيقها, انحرف ريك عن الطريق القويم مسببا لنفسه ولاخته سلسله مشاكل. وبينما كانت ليزا واقعه في احد مآزق ريك, ظهر المنقذ في شكل برادلي...