كانت الساعة قد تجاوزت السادسة ، عندما غادرت ليزا الىفارلي. وكان المنزل ساكنا فقد ذهب العاملون بعد ان انهوا ما جاءوا منأجله...
وعندما ذهبت الى غرفة النوم كان باب غرفة الملابس موصدا ، خلعت سترتهاوعلقتها في الخزانة واخذت منه ثوبا لترتديه في المساء وأغلقت بابه وعندما استدارتوجدت براد يقف في مدخل الباب المقابل:
(واخيرا حضرت أين كنت كل هذا الوقت؟)
وتساءلا بينها وبين نفسها عما سيقوله لو انها اخبرته الحقيقة وهي انها كانتمع رجل اخر كل هذا الوقت ؟ مر الوقت سريعا مع ليوك في ذلك المقهى الصغير. لقدناقشنا كل شيء ماعدا ما يتعلق بها ، وقد أبدى ليوك لباقة فيما يتعلق بشوؤنها،وقالت:
(تجولت في المدينة. هل من الضروري ان اقدم لك تقريرا عن كل دقيقة امضيتهاخارج البيت)
وتقلصت شفتاه وهو يقول :
(الم يخطر ببالك اني يمكن ان اقلق عندمالاتعودين في وقت تناول الشاي؟)
(كلا، لم يخطر في بالي ذلك على الاطلاق . هل كانعلي ان افعل ذلك؟)
وتحولت عنه في محاولة للتهرب من نظراته ثم قالت:
(لاأدريلم كل هذه الضجة ؟! الوقت مازال مبكرا على موعد العشاء)
(سنتعشى في الخارج ،شريكي وزوجته يريدان رؤيتك)
واستاءت ليزا من ذلك . كانت تأمل في انه بذهابهل يجب عليناLفيلسيا لن تضطر الى هذا التظاهر الذي تكرهه كثيرا. وسألتهالذهاب؟)
(نعم، الواقع ان شارل طلب مني ذلك امس ، لكن لكثرة المشاغل انستنيالموضوع حتى هذا المساء)
(تستطيع ان تتصل به هاتفيا وتقول له انني اشكو من صداع )
ولم تسمعه وهو يتحرك . فجأة وجدت يده على كتفها وهو يديرها لتواجههوقال:
(ليزا انك لن تقابلي شارل وهيلين فحسب لكنك ستجعلينهما يعتقدان ان زواجناممتاز)
(لماذا؟ ماذا يهم مايعتقدونه ؟ وافقت على التظاهر من اجل امك فقط وليسللحفاظ على كبريائك الغالية!)
وتقلصت يده الممسكة بكتفيها على نحو آلمها وانغرزتاصابعه في لحمها وهو يقول بجفاء:
(لاتدفعيني الى الغضب)
وظلت صامتة تحدق فيهوفجأة تركها تذهب وهو يقول لها:
(غيري ثيابك سأراك تحت خلال نصف ساعة )
ولمستغرق حمام ليزا وارتداؤها الثوب الاسود الذي ارتدته في اول امسية قضتها مع برادسوى خمس وعشرين دقيقة . كانت آثار اصابعه لاتزال بادية على كتفها لكن الثوب غطاها . وعندما تأملت صورتها في المرآة وهي تمشط شعرها شاهدت بريقا غريبا محموما في عينيها . وعندما مضت في الدهليز نحو السلم كان براد يتحدث في الهاتف في الردهة وكان صوتهيصل الى مسامعها بوضوح وسمعته يقول:
(لاتتصلي بي هنا يافيليسيا لو اردت الاتصالفليكن في المكتب)
ووقفت ليزا متسمرة في مكانها وهي تحس بالاختناق . لابد ان هناكشيئا بين زوجها وبين تلك المرأة . وتملكها غضب جارف ، قال لها العبي هذا الدور مناجل امي لانها يجب ان لا تعرف الحقيقة . لكن ماذا سيكون الوضع لو ان اليسيا اكتشفتارتباطه المستمر بفيليسيا ؟ ألن تقضي عليها هذه الصدمة؟ وسارت نحو السلالم . كانبراد قد وضع سماعة العاتف وجاء للقائها واخذ معطفها منها ليساعدها على ارتدائهولامست يداه كتفيها وقال:
(ليزا صدقي او لاتصدقي لقد قلقت عليك هذا الاصيل ودارتفي خاطري كل انواع الحوادث
(الحوادث التي اصابتني ام التي اصابت السيارة ؟اعتقد انك في عجلة؟)
(حسنا فلنذهب)
وكان شارل وهيلين يعيشان في شقة في عمارةضخمة حديثة في ضواحي برادفورد ، وجاء شارل الى الباب ليرحب بهما ، كان اصغر من برادبثلاث او اربع سنوات ، قال لهما وهو يأخذ اشياءهما:
(هيلين في المطبخ تضعاللمسات الاخيرة)
كلا، لقد انتهيت)Lوسمعتا صوتا يقول
واستدارت ليزا لترىفتاة طويلة هيفاء تسير اليهما ، كان لها وجه جميل محبب كالذي ينشر على غلاف المجلات، ويتوجه شعر ذهبي ناعم قالت:
(براد كيف تجرؤايها الحصان الاسود الكهل ان تكتم الامر وتتزوج دون ان تخبر احدا؟ انت تعرف كم احبحفلات الزواج؟)
وابتسمت ليزا وهي تمسك بيدها وتقول:
(اني مسرورة حفا لزواجه ،كنت اخشى ان يصبح عازبا عجوزا)
رد براد قائلا:
(ناديتني بالعجوز مرتين ، ويجبان يكون طعامك جيدا على نحو يعوضني عن ذلك.)
تجعد انفها وهي تضحك في وجهه ثمسحبت ليزا من يدها الى غرفة الجلوس المزينة على نحو رائع وهي تقول :
(سمعت انبيننا شيئا مشتركا فأنا من الجنوب ايضا . من كنت في الاصل ، لكني عشت في لندنعاميين)
هلLوجلست ليزا قرب مضيفتها في كرسي منخفض وهي مهتمة بما قالته وسألتانت من هناك حقا؟ ماذا كنت تفعلين ؟)
وردت هيلين بابتسامة دافئة ساحرة :
(كنتعارضة ازياء . لم اكن من اهل القمة في هذا الصدد لكني كنت اقوم بعملي على نحو يلقيالتقدير ، حتى جاء رجلي هذا فاقتحم الصورة ونومني مغناطيسيا وجعلني اعتقد اني بلغتمن العمر حدا يوجب علي ان اقضي بقية عمري في المطبخ)
وجاءهما شارل بقدحين منشراب مثلج وهو يقول:
(كان هذا بالطبع حقا وصدقا . فليس هناك اسعد من امرأةيستعبدها رجل يبدو ان رغبتها في سيطرة الرجل عليها تولد معها)
قالت هيلين وهيتنظر لليزا وتشير الى شارل:
(انه الاخصائي النفسي المقيم : انه احيانا يصور نفسهفي صورة الانسان الاول يمسك هراوة ويرتدي جلد دب ، لكن لاتدعيه يخدعك ، فهو حملوديع حقا ، ان كل الرجال يجعجعون بلا طحن..)
فرد عليها شارل محاولااثارتها:
(هل عرفت كثيرين منهم لتحكمي عليهم؟ ذلك ما اقوله دائما وهو ان النساءنلن قدرا من الحرية اكثر من اللازم في هذا العصر . هيا ايتها المرأة اذهبي الى غرفغسل الصحون واعدي للسيد وجبة قبل ان يجلدك)
(شاهدنا مسرحية ترويض النمرة الاسبوعالماضي ، ويبدو ان الفكرة الاساسية فيها استهوته فقد اصبح يقضي كل وقته امام مرآةالحمام يتدرب على الزمجرة والصياح )
ونهضت وهي تقول:
(عذرا سأغيب مرة اخرى ،فأنا اعد صلصة خاصة تستخدم مع السمك ويجب ان الاتحضر الا في اخر لحظة )
سألتليزا :
(هل استطيع معاونتك؟)
(شكرا ، ان كل شيء معد ، لكن تعالي لنتحدث معالو رغبت . فأنا اتوقع ان ينهمك زوجانا في الحديث عن العمل)
وراقبهما شارل وهمايتجهان معا عبر الغرفة الى الباب والابتسامة على شفتيه وهو يقول:
(انهما كالليلوالنهار ، يكونان لوحة . الا تعتقد هذا يا براد؟)
اجاب الاخر باستخافاف :
(انا افضل ان اقول ضوء الشمس والظل ، لكني افهم ماتعنيه ، فهما يبرزان مدىالتناقض بينهما لدرجة الكمال)
وضحكت هيلين وهي تقول:
(كل هذا الاطراء يسرني ،ان كلا منكما يدرك كم هو محظوظ . العشاء سيكون جاهز خلال عشر دقائق)
واعربت ليزاعن اعجابها بالمطبخ العصري لهيلين وقالت:
( لو جاءت بوني الى هنا فستحس انها فينعيم)
وبدأت هيلين في اعداد الصلصة وهي تقول :
(رأيت المطابخ في فارلي . فهمتمن براد انه وضع خطة لتجديد كل ماهو قديم ، خاصة المطابخ ، واجراء الاصلاات اللازمةفي المنزل كله)
(نعم سيفعل ذلك ، وسيركز هذا اساسا في الجناح الجنوبي قرب غرفةالطعام تماما. وسيأخذ بوني الى ليدز في الاسبوع القادم ليختار مايناسبالمطبخ)
وماذا عنك؟ اليس لك رأي في هذاLونظرت اليها هيلين وهي تقولالموضوع؟)
(المسألة لا تؤثر على حقا . بوني لطيفة جدا لكنها تود الايتدخل احد فيشؤون المطبخ الذي تفضله على نفسها . وفي المرة الوحيد التي عرضت فيها المساعدة قالتلي ان براد قدم لها كل العون الي تريد وانه ليس على ان ازعج نفسي بادراة المنزل )
(ان ذلك يسر معظم النساء ، فأي عمل منزلي متعب)
وابتسمت ليزا قائلة :
(اعتقد انه يكون كذلك لو كان القيام به كل يوم ولست اتطلع الى هذا فأنا احبالطبخ فحسب)
(حسنا ، هناك متسع منالوقت لتعليم بوني ان تقبل نظاما للاشياء يختلف قليلا ، فقد اعتادت ان تتولى كل شيءنظرا لمرض والدة براد والمناسبة كيف حالها؟)
(افضل كثيرا ، جلست في الحديقة لمدةساعة هذا الصباح وقال الطبيب انها اقوى مما كانت)
(السبب في هذا واضح تماما. اعتقد انها كانت تشك في ان براد سيتزوج يوما . لابد انها فرحت عندما رأتك . انزواجكما هو بالفعل رواية تروي وقصة تحكي ، الي كذلك؟ ان تقبلي رجلا فات يوم وتقبليان تتزوجينه في اليوم التاليلهو امر غريب حقا)
(نعم كان براد مختلفا تماما عناي رجل لقيته من قبل)
(حقا انه عظيم . انه اعظم من رأيت بعد شارل طبعا . كانافضل رجل في حفل زواجنا . اعتقد انه كان من الحكمة بالنسبة لك ان تتزوجي في لندنبهدوء مثلما فعلت. فربما لم تكن السيدة نورتون لتستطيع ان تتحمل اجهاد حفلالزفاف)
منتديات ليلاس
(واحست ليزا بأن هذه فرصة مواتيه لتغير الموضوع ، فقالت :
(كلا، هلتزوجت منذ وقت طويل ياهيلين؟)
وتلاعبت على شفتي هيلين ابتسامة وهي تقول :
(منذ ست سنوات ، كنا ننوي ان يكون لدينا ثلاثة اطفال خلال تلك المدة لكنالامور لم تسر على النحو المرغوب ، هل تحبين الاطفال ياليزا ؟)
فتلعثمت وهي تقول :
(لم افكر في الموضوع حقا . ولم يكن لي احتكاك كبير بالاطفال )
(كنت اكبراخواتي بثماني سنوات . وكنت اكره السخافات التي يقوم بها اطفال الاسرة . كانوايصرخون ويخربون ولايهدأون . وكان علي ان اعتني بهم ، كنت دوما اقسم بأنني عندمااتزوج فلن انجب اطفالا على الاطلاق . ومع ذلك فإن تغيير الانسان لافكاره امر يدعوللدهشة )
وعندما انتهت هيلين من اعداد الصلصة قالت:
(اصبحت جاهزة سأخرجالشمام من الثلاجة ثم ندعوهما )
كانت المائدة في غرفة الطعام الملحقة معدة علىنحو رائع وفي وسطها شمعدان يلقي ضوءا رقيقا يوحي بالالفة ،قال شارل:
(لم كل هذهالجلبة ؟ انا لا ارى سوى الحرص على الاشياء الرومانسية التي تتشبت النساء بوجودهاعند تناول الطعام)
واجابت زوجته دون تردد:
(لاننا مخلوقات رومانسية ياعزيزيولن نستمتع بطعامك الا بهذه الطريقة المرأة العملية هي مصدر ازعاج لاينتهي لكشخصيا)
(لا اعرف لابد ان يكون هناك مايعوض ذلك مثل ان اعثر على جواربي بدلا منتمضية معظم وقتي وانا افتش في الادراج على جورب كامل )
وردت هيلين قائلة :
(تفاصيل ، تفاصيل، دائما تفاصيل )
واحيت ليزا بانها تحسد هيلين ، هكذا يكونالزواج عندما يمتزج الزوجان ويتفاهمان على نحو كامل مثلما تفعل هيلين وشارل ، انهمالا يتبادلان الحب فحسب بل متفاهمان ايضا . ورفعت عينيها لتختلس نظرة من براد الذيكان جالسا امامها عبر المائدة ، وسرعان ما تمنت لو انها لم تفعل ذلك فقد رأتالسخرية في نظرته ، من الواضح انه قرأ افكارها مرة ثانية . ونظر شارل الى زوجتهمبتسما وهو يقول :
( انه احتفال كبير ، اليس كذلك ، الواقع انه حفل مزدوج . بداية زواجكما واكتمال زواجنا ، فقد تأكدت امس آه هيلين حامل )
وردت هيلين بلهجةلائمة :
( هلا التزمت الهدوء ياعزيزي ولا تحدث مثل هذه الجلبة حول هذا الموضوعغير المشوق ؟)
( انا اؤمن بتسمية الاشياء بأسمها ، وليس هناك اي شيء خطأ علىالاطلاق فيما يتعلق بكلمة حامل . كيف تريدنني ان اعبر عن هذا ؟ بأن اقول ذلك الكلامالاحمق عن انه سيكون لدينا ضيف صغير في البيت ؟)
(اريدك ان تعلن ذلك بتعبيرراق)
قال براد مبتسما :
(تهانينا ماذا تريدان ؟)
اجاب شارل بسرعة :
(اربعة توأئم من نوع واحد ، نريدهما مرة واحدة لنستريح بقية حياتنا . واذافشلنا في هذا فسأقنع بما يجئ شرط ان لا تكون بنتا فأنا لا اود ان اكون أتليه بيناثنتين )
وتدخلت ليزا في الحديث قائلة :
( انا سعيدة ومسرورة لكما ، واخفيتعني ذلك عمدا عندما كنا في المطبخ اليس كذلك ؟)
(نعم فشارل لم يكن ليغفر لي ابدالو افسدت متعته بإعلان النبأ العظيم )
رد شارل بفظاظة:
( كنت فقط استجيبلطلبك )
ورفع قدحه للضيفين وهو يقول :
(فلنشرب نخب براد وليزا ، ارجو الا ترتكبا الغلطة نفسها التي ارتكبناها نحن وتنتظرن عاما او اثنين ؟)
\قهقهت هيلين قائلة :
(شارل لم يمض اسبوع واحد على زواجنا!)
(وذلك ادعى لان يستمعا صوت اهل الخبرة . انا عادة تتاح لي الفرصة لتقديم النصيحة لشريكي الاكبر .)
ورد براد قائلا:
(انك عادة ليس لديك شيء جدير بسماعه . في اي حال فذلك في ذهننا ، اليس كذلك ياليزا ؟)
واجبرت ليزا نفسها على الابتسام وقالت:
(لو اردت انت هذا )
وصاح شارل مهللا وهو يقول :
(ذلك ما اود سماعه ، زوجة تعرف مكانها وحدودها)
وسالها براد بسخرية :
(هل تعرفين مكانك ياليزا ؟)
ونظرت اليه عبر المائدة واحست بان قلبها يخفق عندما تركزت عيناها على ملامحه القوية فقالت:
(احيانا ، لا ازعم اني افعل تلك دوما ، لكني اعول على ذلك كثيرا . هل تناولني الملح ياعزيزي؟)
وهز شارل كتفيه وهو يقول :
(حسنا ، اعتقد انك كسبت حليفا يا هيلين )
فردت زوجته وقد قطبت مابين عينيها :
(نعم ، هل يريد احدكم صلصة حساء اللحم)
وكانوا قد وصلوا الى مرحلة تناول القهوة عندما اعلن شارل خططه لما تبقى من الامسية بإن قال:
(نفكر في الذهاب الى نادي فالكون كلوب. انني عضو منذ مايزيد على خمسة اشهر ولم نذهب سوى مرتين . هناك تستطيع ان تتمتع بالغناء والرقص )
ونظر براد الى ليزا التي كانت تجلس الى جواره وهو يقول :
( انها تبدو فكره طيبة ، هل تحبين ان تذهبي ياليزا؟)
فاجابت بمرح وان كانت في الواقع لاتبالي:
(ولم لا؟)
أنت تقرأ
من اجل حفنة جنيهات - كاي ثورب - عبير القديمة
Chick-Litبعدما مات ابواها اصبحت ليزا الاخت والام والاب لشقيقها الاصغر ريك. وبرغم الحنان والعطف والرعايه التي احاطت بها ليزا شقيقها, انحرف ريك عن الطريق القويم مسببا لنفسه ولاخته سلسله مشاكل. وبينما كانت ليزا واقعه في احد مآزق ريك, ظهر المنقذ في شكل برادلي...