البداية !

5.1K 167 10
                                    

يان كان وجود ضيف إلى مائدة الغداء في ذلك اليوم مدعاة لتخفيف التوتروإضفاء الإحساس بالراحة والتخلص من جو الشد , كان الدكتور أدامز هو الطبيب العام الممارس للمنطقة . كما أنه صديق حميم وقديم لأسرة ماثيو تورتون , كان رجلا هادئاحلو الشمائل ودودا يرتدى الحلة القديمة من قماش التويد صيفا شتاء على حد سواء ويبدوعليه الانشغال والتفكير عادة . وكان الوقت في المنزلة الأولى من اهتماماته , يحرصعليه وعلى الاستفادة منه إلى أقصى حد , وحتى كان لديه وقت فراغ لمدة ساعة أوساعتين, مثل ذلك اليوم فإنه يظل يتطلع إلى ساعته وينتابه إحساس مستمر بأنه يبددوقته وانه عليه أن يقوم باستغلاله بطريقه أفضل.
ودار الحديث على المائدة حولالاكتشاف الذي توصلت إليه ليزا عن ذلك التجويف ذي الباب السري في غرفة المكتبة ,وقدأبدت اليسيا اهتماما بالغا بهذا الاكتشاف وكانت تود الذهاب فورا لولا إصرار الطبيبعلى أن تترك رؤية المكان السري إلى ما بعد فترة راحتها في الأصيل . ولم تفلحمحاولاتها لإقناع الطبيب بأنها على ما يرام , وأن الذهاب إلى المكتبة لن يرهقها فيشئ ولن يسبب لها اى ضرر .لكن الطبيب أصر على موقفه.
وقال بحزم:إنك متعبه بالفعل , وإذا كان هذا التجويف الموجود في غرفة المكتبة بقى في مكانه لمدة طويلة تزيد علىثلاثمائة عام , فانه على وجه التأكيد لن يختفي من المكتبة خلال الساعات القليلةالباقية من الوقت الذي اقترحه عليك ! وعندما مضت أليسيا الى غرفه نومها لتستريح قالالطبيب لكل من ليزا وبراد وهو ينقل البصر بينهما في تمهل : 
[ أريد أن أتحدثإليكما ؟ فهل تتفضلان بالاستماع إلى ؟]
ورفع براد رأسه من على فنجان القهوة الذيكان يرتشف منه , ونظر إلى الطبيب وهو يتوجس خيفة مما سيقوله وسال :
[ هل حديثكيا دكتور أدامز يتعلق بأمي ؟]
وأومأ الرجل المسن برأسه وقد باتت على ملامحهإمارات التفكير العميق , وقال : [ نعم الحديث سيكون عن اليسيا , لا تنظر إلى يابراد على هذا النحو فانا لن أقول لك أن حالتها تسوء على النقيض من ذلك , إن ماسأقوله لك كتقرير عن حالتها هو العكس تماما , أنت تذكر يا براد أننا عندما استدعيناالاخصائى لفحصها وتقرير حالتها منذ ثمانية عشر شهراً قال انه في ضوء حالتها الصحيةالعامة حينذاك فان عمليه جراحيه ستكون مميتة بالتأكيد .
قال براد وهو يحدق فيالطبيب : 
[نعم حدث هذا فعلا , وما زلت إلى الآن أذكره ]
فتنهد الطبيب وهومستمر في نقل نظراته فيما بين براد وليزا وقال : [ حسنا , أنا من رأيي الآن أنالعوامل الايجابية باتت متوفرة فهي تزداد قوه بانتظام , خاصة خلال الأسابيع الأخيرة . وبالذات منذ أن أحضرت زوجتك معك إلى فارلى , وفى اى حال فانا أود أن تستدعىالدكتور سومرز لكي نستشيره مره أخرى وتقرر في ضوء ما يتوصل إليه من نتائج ]
[لنفترض إن العملية الجراحية باتت ممكنهولا خطر منها , فما هي فائدتها بالنسبة إليها على وجه التحديد ؟ هل ستؤدى هذهالعملية إلى نتائج ايجابيه معينه؟"
"إنها ستطيل عمرها لعدد غير محدد من السنوات ,وتجعل الحياة بالنسبة إليها أسهل وأكثر مدعاة للسرور والبهجة .حتى لو أن سومرزنفسه قال إن فرصة نجاح العملية مساوية لفرصه عدم نجاحها أنى شخصيا أرى أن الأمرجدير بالمخاطرة, ذلك أن في ظل الوضع الصحي الراهن لأليسيا هناك فرصه لأصابتها بنوبةأخري, في هذه الحالة ستكون نهايتها على وجه التأكيد, أمك يا براد امرأة شجاعة لكنجسدها تعرض لتعذيب كاف لا يجب أن يستمر أكثر من هذا , ومع استبدال ذلك الصمام فيقلبها يمكن أن تبدأ حياة جديدة بكل المقاييس والمعايير المعروفة"
وسال براد وهويحس أن قلبه يكاد يتوقف من فرط خوفه على أمه :"ماذا سيحدث إذا لم نقم بإجراء هذهالعملية الجراحية وإذا لم تتعرض اى نوبة أخرى ؟"
وتردد الطبيب طويلا ثم قال :"منالصعب أن تقطع في الأمر على وجه اليقين , ففي أوائل هذا العام بدت مستسلمة تماما ,ولابد انك نفسك لاحظت كيف ذهب عنها هذا الشعور بالفتور والإذعان ,إنها تريد بتلهفأن ترى أول حفيد لها , ولا شك أن قوة إرادتها هي التي تجعلها تحيا بأمل لن تري هذاالحلم يتحقق, لكنها في أحسن الأحوال ستكون عاجزة ويجب مراقبتها في كل خطوة وفى كلحركه"
فهمت هل ذكرت اى شئ عن هذا لامي؟ "
" لا, فانا أود الحصول على رأىسومرز قبل أن نطلعها على الأمر"
قالت ليزا:" لكن زيارة الاخصائى لها مرة أخرى قدتجعلها تعتقد أن حالتها تزداد سوءا"
"لا لأننا سنقول لها أن ذلك متفق عليه , حيثتقرر أن يحضر مرة أخرى بعد مرور ثمانية عشر شهرا للمراجعة"
وسال براد بطريقهمقتضبة ونظره ما زال مركزا على المائدة :" متى تعتقد انه سيكون في استطاعتك إحضارالاخصائى لرؤيتها ؟"
"أعطيت لنفسي حرية الاتصال به هاتفيا هذا الصباح وحددتموعدا معه , سياتى يوم الأربعاء في الساعة الثانية بعد الظهر"
ونهض واقفا وساربضع خطوات في الغرفة وأضاف :"ربما إن لدى زيارة في سكبتون الساعة الثالثة فانه يجدربي أن انصرف حالا"
ووقفت ليزا معه في الردهة بينما ذهب براد ليحضر له قبعتهوحقيبته وسألته ليزا :" هل تعتقد حقا أن هناك فرصه طيبه لإجراء هذه العملية دون اىخطورة؟"
وأجاب ستيوارت وهو يتفرس فيها مليا :" لست أنا من يقول الكلمة الأخيرة, ومع ذلك فأنى أرد بالإيجاب على سؤالك , على الأقل يمكنني القول باطمئنان وثقهكاملين أن حاله اليسيا وظروفها الصحية العامة في الفترة الراهنة هما في أفضل وضعيمكنها من تحمل إجراء الجراحة , وبمناسبة الحديث عن الحالة الصحية العامة , فانكأنت نفسك تبدين شاحبة , وقد لاحظت انك لم تأكلي شيئا تقريبا,ربما كان عليك أنتزوريني في العيادة لإجراء فحص شامل لمجرد الاطمئنان إلى أن كل شئ على مايرام"
" ليس هناك شئ كان الجو حارا فحسب خلال الأسبوعينالأخيرين مما سبب لي إرهاقا ,إن كل شئ يذبل في هذا البلد لو أشرقت الشمس مده تزيدمن يومين متتاليين , لسنا متعودين على الحياة في ضوء الشمس المشرقة بصورة مستمرة "
فرد الدكتور ستيوارت وهو لا يزال يحدق في وجهها:" أنا أوافقك على هذا ,لكنه لنيترتب اى ضرر على رغبتنا في أن نطمئن وان نتأكد ولذلك فانا مصر على أن تزورينيلإجراء الفحص"
وربت على كتفها بطريقه أبويه واستدار إلى براد عندما رآهقادمابحقيبته وقال :" شكرا لكما, وأتمنى أن تنتهي كل هذه الأعمال في المنزل وما نسببه منفوضى وارتباك بحيث لا تضطرون إلى نقل كل شئ من مكانه كما هي الحال الآن "
وابتسمبراد وهو يناول الدكتور ستيوارت أشياء وقال "كان كل هذا ضروريا وهو في كل حال واجبلن يكون علينا مواجهته مرة أخرى , والواقع أن هؤلاء الرجال يعرفون عملهم جيداويتقنونه إلى أقصي حد"
" ولكنى ما زلت أقول لك أن كل هذه التكاليف لاتبررهاالنتائج , وما زلت اعتقد انه كان من الأفضل أن ندع الدولة تأخذ البيت وتحصل لنفسكعلى مكان اصغر , وذلك سيكون انسب لامك أيضا , ذلك أن تغييرا من هذا النوع سيفيدككثيرا"
وسأله براد وهو يرفع حاجبه دهشة :" هل هذا رأيها أم رأيك؟"
وضحكالطبيب وهو يقول :"انه رأيي طبعا ,أن اليسيا متمسكة بهذه الأطلال القديمة مثلكتماما , في اى حال على أن اذهب فورا وإلا تأخرت فإلى اللقاء يوم الأربعاء, وساتركلك يا براد أن تخبرها بزيارة أعاده الكشف التي سيقوم بها الدكتور سومرز , اذكر ذلكعرضا فقط, تذكر هذا , كما لو كنت تذكرها بهذا فحسب , فانا لا اريدها ان تنفعل فىهذه المرحله"
وعندما عاد براد وليزا بعد اصطحاب الطبيب حتى الباب لتوديعه قالبراد :" ساذهب الى المكتب , يمكنك ان تقولى لبونى انى ساتناول الشاى هناك لدى بعضالعمل "
وراقبته ليزا وهو يتحرك عبر الردهه دون ان ينظر اليها وجاءت عطله نهايهالاسبوع طويله ممله , قضى براد الجزء الاعظم منها محبوسا فى المكتب لا يخرج منه الالتناول الطعام ,وراحت ليزا تتجول فى كل مكان من المنزل تقرا قليلا وتتكاسل كثيرا ,ويبدو ان كل الطاقه التىتميزت بها خلال الاسابيع القليله الماضيه نضبت , بل اصبحالنهوض والذهاب الى غرفة الطعام فى مواعيد الاكل امرا مجهدا , واتصل بها ريك هاتفيافى نهايه اصيل يوم السبت , وعندما ذهبت الى الصاله لترد على المكالمه وجدت نفسهاتتساءل كم من الوقت سيمضى قبل ان يطلب منها نقودا , انها لا تملك شيئا خاصا بها , ويستحيل ان تطلب من براد ان يستمر فى مساعدة اخيها.
قال ريك :" انا احدثك منكنغر كروس .انا فى طريقى الى الشمال "
"ماذا تقصد بقولك انك فى طريقك الى الشمال؟ هل انت قادم الى هنا؟"
"كلا حصلت على وظيفه فى نيوكاسل , اسمعى يا ليزا ....انا اعرف انك لن تقري هذا , لكنى ساعمل لدى رجل افتتح كازينو هناك , ذلك ما كنتاريد ان افعله , وهناك امكانيه لمشاركته فيما بعد انا اعرف , هل تضحكين؟"
بالفعل كانت ليزا تضحك ,كان ريك يبنى مستقبله بطريقه انه ليس فى حاجه اليها , ليس هناك احد فى حاجه اليها وقالت :" ان المثل يقول من لا يستطيع ان تغلبه انضم الىصفوفه , وتلك حياتك يا ريك "
صمت ريك وعندما استئنف الحديث بدا مرتبكا وقال :" تغيرت كثيرا يا ليزا , اليس كذلك ؟ فى فترة من الفترات كنت تبذلين قصارى جهدكلاثنائى عن عزمى هذا , الن تحاولى حتى معرفة مزايا الوظيفه التى تخليت عنها؟"
"هل من هذه المزايا ان تغرف بيديك من خزنه الشركه , انا اسفه , لم يكن ينبغىان اقول هذا لكنك انت السبب فى كل ذلك"
وجاءها صوته حزينا شاعرا بالندم والاسفوهو يقول :
"تلك هى الحقيقه فى نهايه الامر , فى اى حال لا تخشى ان اتورط فى مثلهذا العمل مرة اخرى , ان مرة واحدة كانت كافيه ."
" نعم "
لم تستطع ليزا انتفكر فى شئ اخر تقوله , كانا على طرفى نقيض , ان الاخ الذى ظنت انها تعرفه ليس ريك .واخيرا قالت :" فى اى حال اتمنى لك حظا سعيدا فى العمل الجديد وامل ان تحقق فيه كلما ترجوه" 
" شكرا لك , بلغى تحياتى الى صهرى وقولى له انى ربما اصبحت قريبا فىوضع يتيح لى ان اسدد مبلغ الخمسمائه جنيه "
"لن ياخذها لكنى سابلغه ذلك "
وبعدما وضعت السماعه ادركت انها لم تعد تشعر بانها فقدت شيئا بذهاب ريك , كلما ادركته انها باتت تحس بالراحه لانها لن تضطر ان تقلق عليه او تهتم به ,فلو انهمهتم بالعملفى هذا الكازينو فانه لن يغامر ابدا بنسف مستقبله.
كان براد واقفاعلى مقربه منها اسفل السلم وراته حين استدارت .لم تسمع وقع خطواته عندما جاءوجعلتها الصدمه الناجمه عن انها وجدته قريبا منها تتراجع الى الوراء رغما عنها وتغمغم قائله :"افزعتنى..."
ورات شتيه تتقلصان وهو يقول لها :"من الواضح ان ذلكحدث , مع من كنت تتحدثين ؟"
وارتبكت تحت وقع نغمته الغريبه ونظرة عينيه الباردةوقالت :"مع ريك طبعا "
وتقدم اليها فجاءة وامسك بها من كتفيها وهو يقول :" منذمتى وانت تترددين على ليوك يلاند ؟"
ولما كانت لا تتوقع ابدا مثل هذا السؤال فقدبادرت بالرد باول شئ خطر فى بالها :"كيف عرفت هذا ؟"
وتقلصت عضلات فكيه بصورةحاده وهو يقول :" بالطريقه نفسها التى يكتشف فيها كل الازواج مثل هذه الاشياء , فقدذهبت الى الكوخ لارى بلاند ولم يكن هناك , لكن الصورة التى بدا رسمها لك كانت هناكعلى الحامل"
وابيض وجهها وقالت متلعثمه:"براد ,لا يمكن ان تعتقد ان ليوك وانا ...انه كان هناك .....براد ,انه كهل فى عمر والدى"
"لكنه ليس كهلا الى درجه تمنعالنساء من ان يرينه جذابا , انا اسالك منذ متى تترددين عليه ؟"
"منذ سبعه اوثمانيه اسابيع "
"كل هذه المده كنت تلتقينه سرا وتطلبين منى ان اصدق انها لقاءاتبريئه تماما ؟ لابد انك تعتبريننى مغفلا"
"ليوك مجرد صديق يا براد , انه شخصرائع لكنه ليس اكثر من صديق , هل يمكن ان تقول الشئ نفسه عن فيليسيا"
"لا تحاولىان تقلبى المائده على صديق ليس هناك رجل يعرفك لمده ثمانيه اسابيع ولا يحاول لنيغريك"
"ربما تجد انه من الصعب عليك ان تفهم هذا , انت تحكم على ليوك من واقع غرائزك ,لكن الامر ليس كذلك على الاطلاق انه لطيفومتفهم "
" كل الاشياء التى ليست فى , اليس هذا ما تحاولين ان تقوليه؟"
وفجاءة ذهبت النار المشتعله فى عينيه وعاد صوته رقيقا وأخذ يتاملها فى صمتلفترة طويله ثم قال :"هل تحبينه يا ليزا ؟"
فاعترضت صارخه :"كلا ,كيف يمكن اناكون كذلك فى حين.."
وتوقفت يائسه , ورات تعبير وجهه يتغير ويقول :"فى حين ماذا؟ ماذا كنت ستقولين ؟"
وفكرت ليزا , لا يمكن ان يكون هناك حرص على عدم اراقهمياه الوجه فى وضع مثل هذا , فرفعت راسها ونظرت اليه وقالت :"فى حين ان كل الحبالذى لدى مكرس لك "
واندفعت اليه ودفنت وجهها فى صدرة وهى تنتحب وتقول :"كنعطوفا على يا براد"
"اوه يا ليزا , يا الهى , ليزا !"
وعندئذ وضع ذراعيه اسفلركبتيها ورفعها الى اعلى وسار بها عبر الممر الى المكتب, ولم تحاول ان تتحرك عندماجلس على مقعد مريح هناك, لم يعد هناك اى دفاع الان , والشئ الوحيد الذى يهمها انتعرفه هو انه مهما حدث فانها لا تستطيع ان تتركه لانه اصبح حياتها ,كل حياتها ,وعندما رفع راسه عنها وضعت يدها على فمه وقالت :" لا تقل اى شئ , انا اعرف انك لاتستطيع ان تقول انك تحبنى , لكن هذا لا يهم "
"انا لا احبك ايتها الحمقاءالصغيره , لماذا تقولين هذا , بالطبع انا احبك "
"لكنك قلت لى يا براد , تلكالليله انك لم تكن تحبنى عندما طلبت منى الزواج "
" كنت اريدك لانى محتاج اليك , لكنى اعتقد انى بدات احبك فى اليوم الذى جئت بك فيه الى المنزل , وقلت لى فيه انكتريدين ان تصبح فارلى مكانا سليما امنا , يا حبيبتى ان الحب الحقيقى , الذى نعشهالان , ياتى خلال حقيقة الانسان ومعاشرته , لهذا فان الزواج مغامرة حقا , لانك لايمكن ان تدعى شخصا على حقيقته الا بعد ان تعاشريه ."
"لماذا لم تقل لى هذا ليلهزفافنا ؟ لقد كان ذلك كفيلا بان يجنبنا كثيرا من الالام."
" لم تكونى فى حالهتسمح لك بالاصغاء , طلبت منى بان اجيب بلا او نعم فقط وكنت استطيع ان اتحايل علىهذا لكنى كنت غاضبا للغايه."
"يبدو انى كثيرا ما اغضبتك فى الاسابيع الاخيره "
" نعم بالتاكيد , لكن هذه الروح وذلك العناد جزء من المراءة التى احبها , ولااريدك ان تتغيري حتى لو كنت تصلين بى أحيانا الى حد العنف , وهذا يذكرنى بموضوعفيليسيا , ما الذى تتصورينه بيننا ؟"
"اعتقد انك مستمر فى رؤيتها , ولما كنتعرفت انك طلبت منها ان تتزوجها فانا........"
وهنا صرخ هاتفا :" عرفت ماذا ؟ ياالهى , هل هذا ما قالته لك؟"
"اليست تلك هى الحقيقه ؟"
"كلا تلك الئيمه لقددار حديث عن الزواج , لكنه كان اقتراحا من جانبها وليس من جانبى لقد اكتشفت ذلكالشرط فى الوصيه , ولابد انها رات تلك النسخه التى احتفظ بها منها فى درج المكتب , وعرضت على ان تساعدنى فى استكمال الشروط مقابل نصف الميراث "
"فهمت , هل كنتستقبل لو لم يكن هناك طريق اخر ؟"
"ربما , فقد كنت احتاج الى هذه النقود بشده , حتى لو اضطررت ال ى اعطاء اسمى لامراءة لا احس تجاهها الا بالازدراء ,ان فيليسياجميله , وهى تستغل هذا فى الحصول على ما تريد , وعندما جئت بك الى المنزل لم يكنضياع الثروة هو ما افقدها صوابها فحسب وانما الطعنه التى اصابت كبريائها ."
"هلكانت الكبرياء هى التى جعلتك تعاملها كما لو ان شيئا لم يحدث بعد "
" بعد ليلهزواجنا التى لم تنجح , نعم كان الامر كذلك , لقد صممت على الا اجعلها تعرف كم نجحتخطتها برغم انى كنت استطيع ان اخنقها فورا , هل لديك اسئله اخرى؟!"
" سؤال واحد , اين ذهبت مساء يوم الجمعه بعد انتركت المكتب ؟"
" قدت السيارة الى منطقه احبها وجلست فى السيارة افكر , كان لابدان انفرد بنفسى , بعيدا عن المنزل وعنك , لاقرر ما سافعله بالنسبه الينا كنتتدفعيننى الى الجنون "
"وماذا قررت ؟"
"قررت انه على الرغم انى لا استطيع اناجعلك تحبيننى ,فانى لن ادعك ترحلين , ولمعرفتى بك كان هناك طريق وحيد لذلك , هو اناهبك طفلا , هل تحبين الاطفال يا ليزا ؟"
وضحكت وهى تقول :" ربمافات الاوان لاناقرر ما احبه وما لا احبه فى هذا الصدد "
وتامل وجهها مليا , ثم ادرك انها حامل , فافتر ثغرة عن ابتسامه ملؤها السعاده وقالت له :" شككت فى الامر منذ شهر مضى , وعندما فحصنى الدكتور أدامز اكد لى اننى حامل ."
" شهر كامل ولا تقولىشيئا؟"
"لم استطع يا براد . بل انى اعترف بينى وبين نفسى بهذا ,فقد كنت اظن انكلاتحبنى , ووجدت انه ليس من العدل ان انجب طفلا ى مثل هذا الجو القائم بيننا ."
"والان احس بانه لدى كل شئ ,حبك , وطفلك , وبيتك وليس هناك امراءة تحلم باكثرمن هذا ."
" بل هناك اكثر واكثر , وهذا ليس سوى البدايه ."

تمت

🎉 لقد انتهيت من قراءة من اجل حفنة جنيهات - كاي ثورب - عبير القديمة 🎉
من اجل حفنة جنيهات - كاي ثورب - عبير القديمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن