❤سقوط الأقنعة ❤..
الجزء الأول...
سحر فتاة عشرينية... دخلت الى الجامعة وهي الآن في السنة الجامعية الثانية ..وحلمها ان تكمل دراستها لتصبح طبيبة ماهرة ..وقد كان هذا طموحها منذ صغرها ..وهي الفتاة الاصغر في العائلة واكثرهم دلالا... مؤدبة ..وتحترم نفسها ..كل تلك الصفات كانت معروفة لدى كل من يعرفها...
ذات يوم ذهبت لزيارة عمها وعائلته ..بالرغم من انها تعرف ان بنات عمها لا يبادلونها المشاعر الطيبة ..الا انها تعتبر ان. هذا من باب صلة الرحم ..وهو واجب عليها ..طرقت الباب وهي لا تعرف كيف ستكون ردة فعل من يفتحه ...وبدات تترقب بحذر شديد ..لتفاجأ بزوجة عمها ..التي لاقتها بابتسامة ساحرة وصادقة ..فقالت لها :اهللاااا اهلاااا سحر انرت... هيا تفضلي يا ابنتي ..
قالت سحر وهي توقن ان زوجة عمها امراة لطيفة وتحبها ..ولكن لماذا بناتها لم يرثن الطيبة نفسها ..بكل الاحوال فابن النبي نوح (ع)..لم يرث الايمان والخير من والده :كيف حالك يا زوجة عمي ??كنت في الجامعة ..ومررت امام منزلكم ..واحببت ان ازوركم كي اطمئن عنكم وعن احوالكم ..
قالت زوجة عمها :كم انت لطيفة وودودة ..حماك الله.. هيا تفضلي ..
وما ان دخلت الى المنزل ..حتى تنشقت عطرا زكيا... فنظرت حولها لتجد ابن عمها وهو يهيئ نفسه ليخرج ..فقال بابتسامة خفية :اهلااا سحر ..ما هذا الحظ الجميل الذي اتمتع به??!!
فبادلته الابتسامة وقالت :شكرا يا حسن ..هذا من لطفك ..
فقال لها وهو لا زال يرتب ازرار قميصه :لو لم اكن مضطرا للخروج لجلست معك ..استأذن منك ..
ثم مر امامها ..وقد سمعت صوت مفاتيح سيارته كموسيقى هادئة تنبئ عن العجلة... وما ان وصل الى الباب حتى قال :اخواتي في غرفتهن ..اذهبي اليهن. ..اما ابي فلا زال في عمله ..انا اعلم كم تحبينه ..
وبعدها غادر ..مودعا امه وهو يقول بصوت فرح :دعواتك يا غالية...
اما امه فقالت لسحر :لا اعلم متى يقرر حسن ان يتزوج... لكم اتمنى لو اراه عريسا وسيما ..ولكن الشعر قد نبت على لساني وانا احاول معه ..الا انه يرفض ذلك وبشدة ..
فقالت سحر لنفسها :يا لحسن هذا كل بنات عمي وبنات العائلة يتمنين لو يتزوجون منه ..ولكن لماذا ..ما سر جاذبيته تلك ..
والجدير بالذكر ان سحر قلما ترى حسن او تواجهه ..لانه في اغلب الاحيان يكون اما مع اصدقائه او في عمله... وبعدها توجهت سحر الى غرفة الفتيات ..اللاتي امتعضن من رؤيتها ..فقالت لهن :اجتماع جميل ..هل استطيع الانضمام اليكن ..
فقالت احداهن وقد لوت شفتيها :نحن لا نحب الغرباء ولكن تفضلي ..
قالت لها :ولكني لست غريبة ..انا ابنة عمك وكاختك ..
فقالت :لدي اختان هما ريم وهند ..وانا عبير ..واخي حسن... لا اعتقد ان امي انجبت اولادا غيرنا ..
قالت سحر وقد شعرت بالاحراج :آسفة لمجيئي المفاجئ ولكن اشتقت اليكن واحببت رؤيتكن ..والآن علي ان ارحل ..
فقالت هند :لماذا تريدين الرحيل... تعالي واخبريني عن صديقتك المقربة في الجامعة... لقد سمعت انها تطلقت ..وقد فعل ذلك زوجها وهو فرح...
قالت سحر: مالنا ومالها ..ساعد الله قلبها ..والله ادرى بظروف الناس ..
قالت عبير بغيظ ..وقد تمنت لو تقتلع لسان سحر...لانها دائما تحذرهن من الغيبة والتطاول على اعراض الناس ..وهن يستمتعن كثيرا بهذه الاحاديث: هل تظنين انك ستخدعيني بملائكيتك المزورة... انت لا تثقين بنا وهذا كل ما في الامر ..
قالت سحر وقد اغتاظت من طريقة عبير في الحديث :ان تعرضت لموقف صعب في حياتك ..ولا تريدين لاحد ان يعرفه ..وعرفته انا ..وسالوني الناس ..فهل ترضين ان اخبرهم الامر ..
فقالت عبير غاضبة: من يخفي افعاله عن الناس فلابد انه مخطئ ..وانا بفضل الله ..ربتني امي جيدا ..ولا يمكن ان ازعج زوجي المستقبلي ..وخاصة انك تعلمين تقاليد عائلتنا ..ساضع زوجي واهله فوق راسي ..ولن ازعجهم ولو بنظرة واحدة ..
فقالت سحر باستسلام :ارجو ذلك يا ابنة عمي ..ولكن عليك الا تحكمي على ظروف الناس طالما انك لم. تعيشيها ..
فقالت هند بعد احمر وجهها غضبا :يكفي يا عبير ..فسحر مستعجلة ..لا اريد سماع المزيد من النصائح ..
فخرجت سحر من الغرفة ..وقد التقت بزوجة عمها ..وهي تحمل العصير بين يديها ..فقالت لها بلهفة: الى اين ????لقد حضرت العصير لاجلك ..
فقبلتها سحر على جبينها ..ثم تناولت العصير بسرعة ..وردت الكوب الى مكانه ..وقالت بابتسامة جميلة: اشكرك جدا لحسن استضافتك .ولكني مستعجلة جدا ..وارجو ان تزورينا في منزلنا ..
فقالت لها :اعلم ان بناتي قد اذينك بالكلام ..ولكن لا تهتمي رجاء.. وابلغي تحياتي لوالدتك ..
وبعدها خرجت سحر من المنزل وهي تقول لنفسها :ليس ذلا ان اتيت لزيارتهن ..اليس كذلك يا سحر ..فهذا العمل يرضي الله وعلي تنفيذه ..
وقد خرجت من شرودها عندما دق حسن على مسامعها كلمات حانية قائلا :لماذا رحلت ..لقد عدت من اجلك ..
فاحمرت وجنتاها كوردة داعبها نسيم الصيف ..وقالت :انا مستعجلة وعلي الرحيل الآن كي لا يقلق اهلي بشأني...
يتبع...
