XVI

212 26 15
                                    



{ لن تجد أملًا ملقًا على الأرض ... لذا أرفع رأسك }

--------------------

لطالما قيل أن الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى .

أثبتت هذه المقولة أنه مهما كنت ضَعِيفًا فلن تبقى على ضعفك فالحياةُ لا تحب السلام و الهدوء بل دائمًا ما تباغتك من حيثُ لا تعلم .


رغم كل ما علمته نورا لزالت مخلصة كل الإخلاص لصديقتها و لزوجها

الذي أرسل أوراق الطلاق إليها في اليوم الذي أرادت إخباره بحملها الثاني .

إختارت ذلك اليوم لأنه يصادف يوم ميلاد إبنتها لكن قررت الحياة أن تلعب لعبتها ،

ففاجأها زوجها بطلبه الطلاق و أخذه حضانة طفلتهما ، تلك الصدمة جعلتها بكماء .


حاولت أن تجمع الحروف المتبعثرة في جوفها لكي تحافظ على زواجها لكنه أبى الإنصياع لها أو أخبارها لمَ أراد الطلاق .


لم تقصر في حقه أو تشتكي من عمله الذي يحرمها من رؤيته لأشهر .


فما ذنبها ؟ هل جريمتها إنجاب فتاةٍ ؟ أم هل هناك إمرآة غيرها تتربع على عرش قلب زوجها ؟


أمهلها بضع دقائق لتوديع إبنتها و لكنها بدلًا من أمضائها معها أمضتها بنواح و الصياح على ما أصابها .

ختمت تلك الثواني الأخيرة بالصراخ عليها عندما حاولت ذات الخمسة أعوام مواساتها .


ذلك اليوم هو أخر تمضيه برفقت زوجها و طفلتها التي لم تعد تطيق رؤيتها بعد ذلك اليوم .

بعد طلاقها منه أصبح ذلك اليوم مشؤمًا بالنسبة لها لكن تغيرت حياتها تغيرُ جذريًا بعد أن إلتقت الصغير داني  .


الحياة لعبةٌ ليست عادلة دائمًا لكنها ليست ظالمة كذلك . فبعد كل ليل يأتِ الصباح ليُنسِينَا ألم المساء .


دانييلي هو إبن أخ باولو توفي والديه في حادث تحطم طائرة و هو ابن الثانية عشر ، تكفل برعايته عمه فوجد منه عطف الأب الذي حرم منه .




لم يمضي وقت طويل حتى تعلق بنورا فهي ذات قلبٍ حنون عوضه عن أمه .

يقال أن حنان الأم لا يعوض لكن نورا كسرت تلك المقولة بحبها و عطفها لداني و كأنه وُلِد من رَحمِها .


يا ترى هل ستلقى معاملة شبيهةً لتلك التي يعاملها بها داني من إبنتها بعد مضي تلك العقود ؟

****

خرج من قصر عمه ذو الطابع الروماني الذي يقطن به متوجهًا نحو شركته .


  وجه البوكر || Poker face  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن