جندي ينشى في حي فقير تحت وطاءة طبقة من الأغنياء ، يُستدعى للحرب و النضال من أجل الوطن و أثبات مقدرته على قيادة الجيش للأنتصار ، ليكتشف أن الجيش في خدمة الأغنياء فحسب ، ويحاول جاهداً أحداث ثورة وأن يقود الجيش بنفسه ، فيظل حائراً بين الحرب أو محبوته ا...
ها انا اركب الطائرة المهترئه والتي لاشيء يجذب بها سوى سعر تذكرتها ، من أجل رحلتي من أجل المستقبل الذي سيوفر لي ولها المال و بالطبع المال بدوره سيوفر كل شيء ، رغبت بالنجاح و التفوق على الجميع ، مهما كانت العوائق و المعارك سأنتصر بها كلها ولن أرمي المنديل ولماذا أحمله من الأساس ؟ فالموت ولا أن أعيش خاسراً مسحوقاً ، عشت طفولة من الاذلال مايكفي لا أرغب بأن تستمر أبداً ، كانت الرغبة مختلفة عن العمل وليس كل من يعمل يرغب ، هذه المرة سأنجح مهما كانت العوائق و الظروف ولا سبيل أخر ، أعتدت في أحلامي و خيالي و أوهامي بأن ألقب نفسي بالرجل الذي لا يخسر ، طبعاً هذا مُحالاً محال ، أنا لستُ ذلك الشيطان .. تهزمني الحياة تارة و الحظ يكمل ماتبقى ، خسرت في كثيراً الأمور فالمال! فالصداقات! حتى في اللهوى ! رجلاً تلاطشت به أمواج ولعنة الحياة ، قاومت التيار حتى الغرق ، الان سأنطلق من الأعماق ، سأكون ذلك البركان الذي يحرك المحيط ، الوقت أتى والفرصة لن تعود .. لتو صعدت تلك الطائرة القديمة الباليه ، صوت الريح يعصف بالمكان ، الطائرة تترنح وتتراقص في الهواء ، صوت صراخ الأطفال و النساء ، الرجال ايضاً أستسلموا لشعور الخوف والرهبه ، فالذي لايصرخ كان يدعي بأن الله ينجيه ويكفر عن أخطائه و نزواته ، ظللت أحدق بالنافذة و كيف أصبحت أصبحت الطائرة تدون من الأرض شيئاً فشياء .
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لطالما كنت ذلك الرجل الذي لايخشى ساعة الموت ، على العكس كنت مبتسماً مشاهداً ردة فعل الجميع ، لم أخشاه ولن أخشاهه ماحييت ، تغلبت على شعور الخوف ، وأخاف بأن أفقد بقيت مشاعري ، في وسط كل تلك المعمه ظللت أنظر لتلك المضيفة الفاتنة وهي خائفة مرتعدة ولكن حتماً في هكذا وظائف لا مكان للمشاعر ولا ستطرد فوراً ، فهي تسعى أن تقفزجامدة و أن لا تظهر مشاعر الخوف لكن وجهها المزرق و رجفة يديها كانت تفضح تلك المشاعر ، كنت أنظر لها مبتسماً شاهدتني وأعادت لي الأبتسامة ، رغبت بطرد شعور الخوف من قلبها فكل الراكب تلك الطائره تشاركوا الخوف في مابينهم بستثناءها هي ، فليس هناك من سيربت على كتفها ويخبرها بأن كل شيء سيكون بخير ، وسط كل هذه الفوضى كانت بجانبي سيدة و طفلتها الصغيرة ، حرصت على هدوهم وطمانتهم ايضاً و بأن الأمور ستكون على مايرام ، وحتى بأنني أشتريت للطفلة الصغيرة بعض الحلوى من تلك المضيفه ، لستُ فقط لأنني مغرماً بحب الأطفال بل أيضاً لأجعل تلك المضيفة تنشغل بأي أمر بستثناء الخوف و الوحده ، لطالما ما سعيت في لحظات الجحيم بأن أحرص أن أموت وانا ذلك الرجل الذي يتذكره أخر من شاهده بالرضا ، وفي لحظات عادت الطائرة الى مسارها و عاد الصمت للجميع بعد الصراخ و البكاء و الضجيج ، أتىء المساء و حل ونحنُ لم نصل ولا زلنا معلقين فالسماء ، فأذا قد ظهر القمر و تسيد و جلس على العرش بين النجوم ، أخرجت صورة جميلتي و قمري و وضعتها على النافذة وغطيت القمر و كانت النجوم حولها ، فما أقبح القمر أن قارنته بها ، وما أجمله أذا شبهته بها ، أعدت الصورة و بدأت بالتفكير لو كانت جالسه بجانبي في هذه الرحلة و قد أسندت رأسها على أكتافي ، وأظلل ممسكاً بيدها طوال الرحلة و أحكي لها القصص و الأشعار و نهمس في مابيننا حتى لا يسمع صوتنا و ضحكاتنا الرُكاب ، وبعدها بعام لن تجلس بجانبي فهناك سيكون أبننا الذي سيفرق بين أجسادنا ، الذي كل ما شعرت بالغيرة من أهتمامها به تذكرت أنهُ أبني منها ، فأخذه وأحمله بحضني حتى تعود ألى مقعدها و تكون قريبةً مني ، أخذني الخيال و أسترقني من واقعي فما هي الى لحظات حتى وصلنا و حطت بنا الطائرة ، كنت أخر من غادرها ، فأنا أكره الزحام و أمُقته بأن نتسابق على من يغادر اولاً ، فبعد رحلة ساعات من مدينتي الى المدينة التي بها مكان معسكر التدريب ، أقلني سائق الأجرة وكانت الرحلة بالظلام الدامس و الحالك وقد كان معسكر التدريب بعيداً عن تلك المدينة و نورها و ضوضائها و صخبها و ضجيجها وسكانها لذلك ظللنا نسير لساعات فتوغلنا بين الجبال العالية و العاتية و الشاهقه و بين الوديان الواسعه و الضيقة ، هي مجرد ساعات لكنها مرت عصيبة فقد شعرت بها بالوحدة و البرد في جسدي ، كنت أرتجف و أرتعد ، أشبه بسمكه أخراجها صيادها من بحرها و تلفظ أنفاسها الأخيرة و تحتضر ، وصلنا ألى المكان المنشود ، توقفنا و ترجلت من المركبة فقد وصلنا ألى أبواب الجحيم ، كان مبني عالي و صرحاً كبير ، وقف بأعالي جدرانه و أسواره أولئك الجنود و الأسلحه بأيديهم وهم يرتدون الأقنعه و القبعات .