صراع النجاة !

136 6 2
                                    

ها انا اركب الطائرة المهترئه والتي لاشيء يجذب بها سوى سعر تذكرتها ، من أجل رحلتي من أجل المستقبل الذي سيوفر لي ولها المال و بالطبع المال بدوره سيوفر كل شيء ، رغبت بالنجاح و التفوق على الجميع ، مهما كانت العوائق و المعارك سأنتصر بها كلها ولن أرمي المنديل ولماذا أحمله من الأساس ؟ فالموت ولا أن أعيش خاسراً مسحوقاً ، عشت طفولة من الاذلال مايكفي لا أرغب بأن تستمر أبداً ، كانت  الرغبة مختلفة عن العمل وليس كل من يعمل يرغب ، هذه المرة سأنجح مهما كانت العوائق و الظروف ولا سبيل أخر ، أعتدت في أحلامي و خيالي و أوهامي بأن ألقب نفسي بالرجل الذي لا يخسر ، طبعاً هذا مُحالاً محال ، أنا لستُ ذلك الشيطان .. تهزمني الحياة  تارة و الحظ يكمل ماتبقى ،  خسرت في كثيراً الأمور فالمال! فالصداقات! حتى في اللهوى ! رجلاً تلاطشت به أمواج ولعنة الحياة ، قاومت التيار حتى الغرق ، الان سأنطلق من الأعماق ، سأكون ذلك البركان الذي يحرك المحيط ، الوقت أتى والفرصة لن تعود .. لتو صعدت تلك الطائرة القديمة الباليه ، صوت الريح يعصف بالمكان ، الطائرة تترنح وتتراقص في الهواء ، صوت صراخ الأطفال و النساء ، الرجال ايضاً أستسلموا لشعور الخوف والرهبه ، فالذي لايصرخ كان يدعي بأن الله ينجيه ويكفر عن أخطائه و نزواته ، ظللت أحدق بالنافذة و كيف أصبحت أصبحت الطائرة تدون من الأرض شيئاً فشياء .

 لطالما كنت ذلك الرجل الذي لايخشى ساعة الموت ، على العكس كنت مبتسماً مشاهداً ردة فعل الجميع ، لم أخشاه ولن أخشاهه ماحييت ، تغلبت على شعور الخوف ، وأخاف بأن أفقد بقيت مشاعري ، في وسط كل تلك المعمه ظللت أنظر لتلك المضيفة الفاتنة وهي خائفة مرتعدة ولك...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لطالما كنت ذلك الرجل الذي لايخشى ساعة الموت ، على العكس كنت مبتسماً مشاهداً ردة فعل الجميع ، لم أخشاه ولن أخشاهه ماحييت ، تغلبت على شعور الخوف ، وأخاف بأن أفقد بقيت مشاعري ، في وسط كل تلك المعمه ظللت أنظر لتلك المضيفة الفاتنة وهي خائفة مرتعدة ولكن حتماً في هكذا وظائف لا مكان للمشاعر ولا ستطرد فوراً ، فهي تسعى أن تقفزجامدة و أن لا تظهر مشاعر الخوف لكن وجهها المزرق و رجفة يديها كانت تفضح تلك المشاعر ، كنت أنظر لها مبتسماً شاهدتني وأعادت لي الأبتسامة ، رغبت بطرد شعور الخوف من قلبها فكل الراكب تلك الطائره تشاركوا الخوف في مابينهم بستثناءها هي ، فليس هناك من سيربت على كتفها ويخبرها بأن كل شيء سيكون بخير ،  وسط كل هذه الفوضى كانت بجانبي سيدة و طفلتها الصغيرة ، حرصت على هدوهم وطمانتهم ايضاً و بأن الأمور ستكون على مايرام ،  وحتى بأنني أشتريت للطفلة الصغيرة بعض الحلوى من تلك المضيفه ، لستُ فقط لأنني مغرماً بحب الأطفال بل أيضاً لأجعل تلك المضيفة تنشغل بأي أمر بستثناء الخوف و الوحده ، لطالما ما سعيت في لحظات الجحيم بأن أحرص أن أموت وانا ذلك الرجل الذي يتذكره أخر من شاهده بالرضا ، وفي لحظات عادت الطائرة الى مسارها و عاد الصمت للجميع بعد الصراخ و البكاء و الضجيج ، أتىء المساء و حل ونحنُ لم نصل ولا زلنا معلقين فالسماء ، فأذا قد ظهر القمر و تسيد و جلس على العرش بين النجوم ، أخرجت صورة جميلتي و قمري و وضعتها على النافذة وغطيت القمر و كانت النجوم حولها ، فما أقبح القمر أن قارنته بها ، وما أجمله أذا شبهته بها ، أعدت الصورة و بدأت بالتفكير لو كانت جالسه بجانبي في هذه الرحلة و قد أسندت رأسها على أكتافي ، وأظلل ممسكاً بيدها طوال الرحلة و أحكي لها القصص و الأشعار و نهمس في مابيننا حتى لا يسمع صوتنا و ضحكاتنا الرُكاب ، وبعدها بعام لن تجلس بجانبي فهناك سيكون أبننا الذي سيفرق بين أجسادنا ، الذي كل ما شعرت بالغيرة من أهتمامها به تذكرت أنهُ أبني منها ، فأخذه وأحمله بحضني حتى تعود ألى مقعدها و تكون قريبةً مني ، أخذني الخيال و أسترقني من واقعي فما هي الى لحظات حتى وصلنا و حطت بنا الطائرة ، كنت أخر من غادرها ، فأنا أكره الزحام و أمُقته بأن نتسابق على من يغادر اولاً ، فبعد رحلة ساعات من مدينتي الى المدينة التي بها مكان معسكر التدريب ، أقلني سائق الأجرة وكانت الرحلة بالظلام الدامس و الحالك وقد كان معسكر التدريب بعيداً عن تلك المدينة و نورها و ضوضائها و صخبها و ضجيجها وسكانها لذلك ظللنا نسير لساعات فتوغلنا بين الجبال العالية و العاتية و الشاهقه و بين الوديان الواسعه و الضيقة ، هي مجرد ساعات لكنها مرت عصيبة فقد شعرت بها بالوحدة و البرد في جسدي ، كنت أرتجف و أرتعد ، أشبه بسمكه أخراجها صيادها من بحرها و تلفظ أنفاسها الأخيرة و تحتضر ، وصلنا ألى المكان المنشود ، توقفنا و ترجلت من المركبة فقد وصلنا ألى أبواب الجحيم ، كان مبني عالي و صرحاً كبير ، وقف بأعالي جدرانه و أسواره أولئك الجنود و الأسلحه بأيديهم وهم يرتدون الأقنعه و القبعات .

الجندي الذي وأجه الشيطـان !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن