الفصل التاسع ....سحر اللحظة

10.8K 316 0
                                    

دهش الجميع عندما خرج ريتشارد فوكس عن هدوءه و أخذ يضحك و يعانق الكل عندما وصله خبر خطوبة حفيديه، لم يستطع أحد أن يوقفه عن التخطيط لحفل زفاف كبير فاضطر الكل أن يجاروه في مخططاته، رغم كبر مساحة الحديقة المحيطة بالقصر إلا أنه أصر أن يكون الحفل في فندق من أكبر فنادق لندن، تركت سالي الترتيبات لجدها و خالها السعيدان و لزوجة خالها الغاضبة من اختيار ابنها و بدأت تهتم بعملها في المدرسة، اعترض جدها في أحد الأمسيات:
- لا يمكنني أن أفهم... كيف تكونين عروس سوف تتزوج خلال شهر!!!
تركت الشوكة:
- و ماذا تريدني أن أفعل يا جدي؟
- أن تهتمي بترتيبات عرسك.
حاولت أن تكبت غضبها:
- أظن أن هناك ما يكفي من الناس يقومون بالترتيب له... لن أضيف شئ.
لاحظ مارك نفاذ صبر سالي، لقد كانت في مزاج غريب منذ ذلك العشاء الذي أنهياه ضاحكان، هل تكون قد ندمت على قبولها الزواج منه؟ أم أن ترتيبات جدهما أكبر من احتمالها؟... قد يكون الاحتمال الثاني فما يفعله ريتشارد فوكس يصعب تقبله كثيراً، نظر إلى جده الذي صاح:
- إنكِ العروس.
وقفت سالي دافعةً كرسيها للخلف و ألقت بفوطتها على الطاولة:
- جدي... كلانا يعلم أنك من سعيت لهذا الزواج فلا تتصرف كأنني عروس تهيم بحب عريسها و تحضر لزفافها بكل سعادة..... نظرت للجميع:
- أعذروني... أريد أن أصحح بعض الدفاتر قبل أن أخلد للنوم.
غادرت الغرفة و سمعت صوت زوجة خالها و هي تقول "يا لها من وقحة... و ما هذا العمل الذي تقوم...." لم تسمع باقي الاعتراض عندما ابتعدت، صعدت إلى غرفتها و ارتمت على السرير و انفجرت بالبكاء، كانت تتمنى أن يساعدها مارك على تخطي هذه الأزمة، كيف له أن يتركها تتصدى لما يفعله جدها؟ ألم يفهم كم من الصعب عليها أن تتزوج بتلك الطريقة دون أن تترك لها فرصة لأن تختار من تحب، كل ما قام به ابن خالها أن اختفى في شركته بعد أن حصل على الموافقة منها.
لم يستطع مارك أن ينهي عشاؤه بعد أن خرجت سالي غاضبة، نظر إلى والدته المتأففة :
- إنه ليس عمل تافه يا أمي... لماذا ترين أنتِ و جدي أن أي عمل خارج مجموعة شركاتنا العظيمة يعتبر عمل وضيع؟... وقف :- لقد فقدت شهيتي اسمحوا لي.
خرج مارك فنظر ريتشارد إلى ابنه مبتسماً...فكر "أن يبدأ مارك في الدفاع عن سالي... إنه مؤشر جيد"، تساءل ديفيد عن سبب تلك البسمة التي ارتسمت على وجه والده بعد ما حدث على العشاء، قرر أن لا يشغل باله فطالما كان والده معقد التفكير و يصعب فهمه، تماماً كابنه مارك.
***
كان مارك في طريقه إلى غرفة سالي عندما توقف و أخذ يفكر...ماذا عساه أن يقول لها؟ ألم يكن كجده و أجبرها على الزواج منه؟، ذهب إلى غرفته و ارتمى على أقرب كرسي... فكر في ابنة خاله، لم يسبق له أن عرف امرأة مثلها ... جميلة و في نفس الوقت ليست فارغة الرأس، إن الكل يظلمها بزيجة كهذه... لكنها عاد و قال لنفسه أنه سوف يعاملها جيداً، لن يؤذيها، هب واقفاً و توجه إلى غرفتها... طرق الباب و بعد فترة ليست بالقصيرة فتحت له الباب، نظر إلى عينيها:
- هل كنتِ تبكي؟
أشاحت بوجهها:
- لا... ماذا تريد؟
- بل كنتِ تبكي... لست هذه ابنة عمي القوية لن أنسى كيف وضعتِ كارولا عند.... قاطعته بحدة:
- أظن أنك لم تأتي لتسرد بطولاتي... ماذا تريد يا مارك؟
نظر لها طويلاً و هي مطرقة برأسها ثم زفر بقوة:
- هل الزواج مني سئ لهذه الدرجة؟
رفعت عينيها و نظرت له، تنهدت:
- لا... لكن ما يحدث يفوق احتمالي... لم يمر على قدومي هنا شهر و ها أنا أتزوج ابن خالي الذي لم ألتقي به من قبل لمجرد أن جدي يريد هذا.
لوحت بيديها في حركة عاجزة ثم جلست على السرير، لم يعرف مارك لماذا شعر أنه يتألم لرؤيتها تشعر بالضياع بهذا الشكل، جثا أمامها و أمسك بيديها ليفاجأ بهما باردتين كقطعتين ثلج:
- هوني عليكِ ... أعلم أن الأمر صعب، كما أن ابن خالك اللعين لم يهون عليكِ الأمر أبداً.
نظرت له و ابتسمت:
- لن أدعوه باللعين لكنه لم يهون الأمر علي أبداً.
- حسناً سوف يغير كل هذا... لكن عديني أن لا أراكِ بهذه الصورة الضعيفة مرة أخرى.
هزت رأسها إيجاباً فقال:
- و سوف أطلب من ريتشارد فوكس أن يخفف مما يفعله ... سأهدده أننا سوف نهرب لنتزوج على جزيرة ما.
نظرت إلى عينيه الضاحكتين... لقد كان يمزح لكنها لم تمنع نفسها من التمني لو كان هذا صحيح، لو كانا يهيمان بحب بعضهما لدرجة تحملهما على الهروب و الزواج على أحد الشواطئ في زفاف هادئ ليس فيه غيرهما، وقف:
- أين سرحت بأفكارك يا ابنة العمة؟
وقفت هي الأخرى لتنفض تلك الأفكار المجنونة من رأسها:
- لا شئ... الآن إن أنهيت ما جئت لتقوله اسمح لي أن أطردك من غرفتي لأنهي عملي.
- هل هناك دفاتر تحتاج العمل عليها حقاً؟
- نعم... لم تكن هذه مجرد حجة لترك الغرفة.
- أعلم أنكِ لست بحاجة لحجة لتقولي لهم أن يذهبوا للجحيم.
ضربته في ذراعه: - أنا لست عديمة التهذيب بهذا الشكل سيد فوكس.
ضحك:- أعلم يا آنسه فوينتس.
- ها أنت قد عدت للسخرية من عملي... سوف أضربك المرة القادمة بالعصا.
قال بمرح و هو في طريقة للباب: - لن أمانع يا آنستي الجميلة.
***
أول أسبوع كان مارك يحاول أن يتواجد معها أغلب الوقت ليصد عنها محاولات جدها في توريطها في ما يفعل لكنها عاد و اختفى، في البداية تملكها الغضب لكنها عادت لتفكر في ما حدث في شركته و تلك السرقة الكبيرة، لابد أنه يحتاج للكثير من الوقت لإصلاح ما حدث... تركته لعمله و استسلمت لجدها الذي جرها في العمق و لم تشعر إلا و هي تعيش دور العروس التي سوف تتزوج بعد أيام، حتى أنها سمحت لقلبها أن يبدأ بالأمل أن يكون زواجها بداية لقصة حب كبيرة بينها و بين ابن خالها، لم تنتبه أنه في الوقت الذي كانت تتعلق فيه بقصة زواجهما و حياتهما القادمة كان كل ما يفكر به مارك ليس ابنة عمته الرائعة بل إنقاذ أعماله الخاصة و رغبته في إيجاد فيكتوريا ليعلم لما فعلت تلك الفعلة، كان يسعى بكل قوته أن تستقر حياته التي بناها بمجهوده بعيداً عن عباءة جده و أمواله و سلطته الواسعة.
اقتحم باتريك مكتب مارك و ما أن رآه يجلس وراء مكتبه يقلب في ملف حتى صرخ به:
- لا يمكنني أن أصدق... إنك مجنون.
رفع مارك رأسه و نظر إلى أقرب أصدقاؤه:
- ماذا دهاك يا مجنون؟
- أنا مجنون؟ إنه أنت المجنون المعتوه... ألا تعلم تاريخ اليوم؟
- نعم اعلم... ما به هذا اليوم؟ هل هو عيد زواجك و أنا لا أعلم.
- لاااا أيها الغبي... لا يمكنني تصديق ذلك... إنه يوم زفافك.
شهق مارك و هب واقفاً:- يا إلهي.
فصاح باتريك مرة أخرى:
- نعم... يا إلهي، أخبرني لماذا تغلق هاتفك؟، لقد اتصل بي جدك و هو في حالة رهيبة من الغضب و قالي لي أنه لا يستطيع إيجادك و أقسم أنه إن لم يجدك تنتظر ابنة عمتك عند المذبح الساعة الثانية سوف يقوم بقتلك.
- لقد نسيت حقاً.
- نسيت أنك ستتزوج اليوم؟
أمسكه باتريك من ذراعه و سحبه باتجاه الباب فنهره مارك بحدة:
- توقف يا رجل.
تركه باتريك:
- إنني أشفق على تلك المسكينة التي ستتزوجها.
قال مارك و هي يرتدي سترته:
- صدقني لو رأيتها لما كنت لتصفها بتلك الصفة، سالي بعيدة كل البعد عن كونها مسكينة.
قال باتريك بعتاب غاضب:
- حسناً... لم يتسنى لي رؤيتها لأن أعز أصدقائي مشغول بأعماله كأن العالم كله يدور حولها و لم يشغل باله بتقديم زوجته لي.
- حسناً باتريك سوف نصلح هذا الأمر اليوم بعد أن تكون زوجتي فعلا.
شعر مارك بغرابة الكلمة... تصبح زوجته فعلا... أتراه كان غافل كل تلك الفترة عن ما يحدث فعلا، إنه سوف يتزوج سالي، صرخ باتريك:- لا وقت لتأملاتك هيا بنا لنجعل منك عريس يخطف الأنفاس.
كانت سالي تجلس في غرفتها بينما تدور حولها ثلاث فتيات نشيطات يعملن على تجهيزها، مع كل لحظة تمر كانت تشعر بالتوتر، تساءلت عن مكان وجود مارك الذي اختفى في الأيام الأخيرة حتى وصل به الأمر في الأسبوع الأخير ألا يعود للمنزل و يمكث في شقته، لم يتحدثا كثيراً حتى أنها كانت تعرف كل أخباره من جدها الذي لم يتوقف لحظة عن التأفف مما يفعله حفيده، عندما انتهت الفتيات من عملهن وقفت أمام المرآة... شهقت لم تصدق أن تلك الفاتنة التي تنعكس صورتها عبر المرآة هي نفسها، كان فستانها الأبيض ينساب على جسدها الرقيق بنعومة و أسفل خصرها انتشرت طبقات طويلة من التل افترشت الأرض، أما شعرها الحالك السواد فقد قامت مصففة الشعر بعمل معجزة فبدلاً من القيام بمحاولات فاشلة لإخضاعه قامت بتجعيده ثم رفعت أغلبه و تركت بعض خصلات منتشرة حول وجهها ثم قامت بوضع ورود بيضاء صغيرة في شعرها، كان تبرجها بسيط لكنه أخفى جيداً الشحوب الذي كانت تعاني منه في الأيام الأخيرة، كانت تتوق لرؤية ردة فعل مارك عندما يراها، نظرت إلى ساعة الحائط و تمنت لو رأته قبل أن تتوجه للكنيسة لكن يبدو أنه لن يظهر.
***
كان مارك في طريقة إلى الكنيسة عندما أخذ يفكر في ردة فعل باتريك عندما رآه يجلس في مكتبه يتابع عمله كأي يوم آخر، ساءه أن ينسى بهذا الشكل أن اليوم الزفاف، هل هو بهذا السوء؟ فكر... نعم... لقد كنت كالوغد و يجب أن أقوم بإصلاح ذلك... سوف يتحدث معها و يعتذر لها عن إخفاقه في أن يكون بجوارها، نسى مارك كل نية له بالتحدث مع سالي و الاعتذار لها ما أن رآها تتقدم باتجاه المذبح... كانت كالحلم بفستانها الأبيض و وجهها الملائكي... حبس أنفاسه...يا إلهي هل سأتزوج هذا الملاك؟ كل ما كان يريده أن يأخذها بين ذراعيه و ينسى نفسه، وصلت بجواره و التفتت له و ابتسمت تلك الابتسامة التي تجعل عينيها تشعان بقوة، شعر في هذه اللحظة بما يفعل... إنه يتزوج ابنة عمته بأمر من جده... يتزوجها لأسباب خاطئة...إنها لا تستحق هذا... هذه الرائعة تستحق أعظم رجل...رجل يحبها بكل ما يستطيعه قلبه لكن فات أوان التراجع.
بعد أن انتهت النذور التفت لها و لم ينتظر أن يقول القس جملته الشهيرة "بإمكانك تقبيل العروس" شدها و احتواها بين ذراعيه... في البداية تملكتها الدهشة ثم استسلمت لحلمها الكبير بأن يتحول هذا الزواج إلى قصة رومانسية، استسلمت لعناقه بكل رقة، تركها أخيراً و قد صعق مما فعل، لمح باتريك و هو يقول له بشفتيه " قلت لك"، تذكر ذلك الحديث الحاد الذي دار بينهما عندما قال له باتريك:
- لو كانت ابنة عمتك رائعة كما سمعت فسوف تنسى نفسك في هذا الزواج.
نظر إلى سالي التي احمر وجهها و فكر في ما فعل...يبدو أنها بدأت تفكر في أن زواجهما سيكون حقيقياً و كاملاً و ها هو بكل غباء قد ساعدها في هذا التفكير عندما تصرف كمراهق غبي، امسكها من يدها و اجتاز الجموع، جلسا واجمين في السيارة و هما في طريقهما للفندق.
لم تفهم سالي ما حدث لمارك فبعد ذلك العناق الذي تخطى كل توقعاتها تحول مارك إلى إنسان غاضب كأنه ندم على ما فعل، آثرت الصمت و قد أقسمت على عدم الكلام حتى يقوم هذا المجنون بتفسير ما يحدث، مر الحفل على سالي بصعوبة ، كانت تشعر أن وجهها يؤلمها من الابتسام بتلك الطريقة المشرقة و السلام على المئات ممن يلقون التهاني، كان مارك يقف في آخر الغرفة و قد بدا كمن تلقى حكماً بالإعدام، لقد تلقت كفايتها يجب أن تذهب له و تضربه على رأسه... ماذا يظن نفسه فاعلاً.
نظر مارك إلى عروسه المبتسمة و هي تتنقل بين المدعوين و أخذته أفكاره بعيداً ، في بداية تعرفه على سالي كان إحساسه تجاهها إحساس مودة و كانا في طريقهما ليكونا أعز الأصدقاء، حملته على الابتسام في أحلك ظروفه كما أنه استمتع أيمّا استمتاع بمبارزتها بالكلام، لكن منذ أن ظهر أمر زواجهما و بدأ الكل في التحضير له تحولت تلك المودة إلى شعور بالإلزام... أصبحت مهمة يجب أن يقوم بها... يجب أن يتزوجها، لقد ألغى هذا أي شعور آخر لقد غيّبه هذا الشعور عن ما يحدث و ها هما الآن زوجان و بدا له أنها تظن أن زواجهما حقيقي و يجب أن يسعيا لإنجاحه... كيف لا و هو لم يقول لها ما ينكر هذا بل و على العكس لقد ختم على هذا الزواج بعناق عاصف، كان يريد أن يضرب رأسه في حائط حتى يهشمه
***
في البداية لم تستطع سالي أن تفهم ما يقوله مارك، كان يتكلم بسرعة كأنه مذعور... لكنها استوعبت ما يقولها عندما أعاده للمرة الثالثة، إنه يخبرها أنها فهمت ما حدث على المذبح بصورة خاطئة و أن سحر اللحظة أثر به... يا له من وغد هل يفهمني أن زواجنا كان لإرضاء جده فقط؟ و يجب أن يظلا مجرد أصدقاء يحتفظ كلاً منهما بمساحته الخاصة .... كانت تشعر أنها ستنفجر به:
- سحر اللحظة يا مارك؟
نظر لها بارتباك، أذهلت سالي نفسها و مارك عندما انفجرت بالضحك بطريقة هستيرية، عندما استمرت بالضحك تقدم منها و أمسك بكتفيها:
- سالي... توقفي إنك تقلقيني.
بدأت دموع تنساب من عينيها و هي تضحك، هزها بقوة صارخاً:
- سالي.
صمتت و دفعته عنها ثم مسحت عينيها:
- لا تقلق سيد فوكس... لا داعي لتبرير نفسك فأنا لن ألقي بنفسي عليك و لا تعلّق الكثير على سحر اللحظة فأنا لن أعلق عليها آمالاً لكن أتمنى أن لا تتكرر تلك اللحظة... و الآن أخرج من غرفتي.
نظر لها بعجز:
- لكن... أين أذهب لقد قام جدي بحجز هذا الجناح لنا و لو أخذت غرفة أخرى...
قاطعته:
- اذهب إلى شقتك الغالية التي قضيت فيها أيامك الماضية.
نظر لها بعطف:
- سالي أنا آسف...
قاطعته بحدة:
- على العكس... لا تأسف أبداً يا زوجي العتيد... لقد أسديت لي أكبر خدمة.
عندما حاول مقاطعتها رفعت يدها:
- لا تقاطعني... لقد أنزلت جدي عن ظهري كما قلت الآن سوف يتوقف عن اعتراض طريقي كما أنني صرت زوجة رجل وسيم غني...بإمكاني أن أحظى بمكانة لا بأس بها و بأموال لا بأس بها أيضاً... بإمكاني أن أفعل كل ما يحلو لي... الأمر الأخير الذي أشكرك عليه و الأهم أنك جعلتني أفيق سريعاً من أحلامي قبل أن أفكر في الوقوع في حبك و الآن...بإمكانك أن تنام في الغرفة الأخرى... الجناح به غرفتين.
خرج مارك مغلقاً الباب خلفه بينما ارتمت سالي على السرير و دفنت وجهها في الوسادة لتكتم شهقاتها...لقد تأخرت كثيراً بهذا الإنذار يا مارك...فالآن لا تعرف هل مازالت تملك قلبها أم أنه قطع أغلب الطريق إلى حبه

‎أنت بذاكرة قلبي -  للكاتبه فاطمه الصباحي (زاهره)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن