وبعد هذا الطلب... سادت لحظات من الصمت والاستغراب... اما سحر فشعرت بفرحة عامرة لانه تم اختيارها... وهذا يعني انها فتاة مميزة ..وكانت تتمنى لو تغوص في أعماق هذا الشاب الذي تتمناه كل الفتيات ..وفضلا عن. ذلك فهو ابن عمها وسيزيد من اواصر القربة بين العائلتين ..اما والد سحر فاعجبه الامر ..لان هذا ابن اخيه وسيصون ابنته ..بالرغم من معرفته بطبعه تجاه الفتيات ونظرته عنهن... ولكن بعد الزواج سيتغير ..ولننتقل لاخوان واخوات سحر ..فرحوا كثيرا عندما سمعوا بالخبر ..ولكنهم شعروا بضيق لان اختهم ستفارقهم في يوم من الايام ليس الا ..مع ان كل الفتيات متزوجات ...والشباب يستعدون لذلك ايضا ..ولكن بمجرد الدخول الى المنزل يسالون عن سحر فهي المحرك العاطفي للمنزل ..اما ام سحر فشعرت بهزة غريبة تضرب كل كيانها ومشاعرها ..وكادت ان تبتلع لسانها ..ثم بدات تنظر الى وجوه الجميع ..وكان الكل متحمسا للفكرة ..وهي لا تستطيع اعطاء الجواب دون اذن من زوجها ..ولكنها تمنت لو يؤجل الموضوع ريثما يتسنى لها التحدث امام عائلتها بحرية ..ووالد حسن اكمل كلامه :ها يا اخي ما رايك بالامر ??
فقال والد سحر بابتسامة خفية :علي ان اسال سحر اولا ..وارد لكم الجواب ..
فقال حسن بعد ان نظر الى سحر بكل ثقة ورفع حاجبه تاركا الآخر طليقا :ها يا ابنة عمي ..ما رايك بي ??
فشعرت سحر بالاحراج ..ولم تنظر الى وجه اي احد ..ثم غادرت المكان مسرعة الى غرفتها ..وهي تقول لنفسها :يا لحسن ??!!لقد وضعني في موقف محرج ..
وبعد مغادرتها ضحك الجميع مقدرين موقفها ..وقال احد اخوانها: لقد احرجت الفتاة يا حسن !!!رفقا بها ..
قال حسن لنفسه: هل سامضي حياتي مع هذه الفتاة وهي بهذا الطبع الغريب ..??ماذا يعني ان سالتها امام الجميع ..
ثم ابتسم في وجه ابن عمه وبعدها قال :ساعدني الله ..
فقالت امها بنبرة حادة :بل اسعد الله من سيرتبط بابنتي سحر ..وتاكد ان امه قد دعت له في ليلة القدر ..
فوجد حسن نظرات التحدي في عينيها وقال لنفسه: حماتي المستقبلية ستسبب لي الكثير من المشاكل ..
وتجرات لتقول ام سحر :اعلم اننا لا نحتاج ان نسال عن حسن ..فهو قريب منا ..ولكن علي ان اتاكد من موقف سحر ..
فنظر اليها زوجها بغضب ..ولكنه تمالك نفسه حتى لا يحرجها ثم قال :لا اعتقد انها ستمانع ...
فقال والد حسن مبتسما ومتاملا :اشعر بالفخر بك وبعائلتك يا اخي ..وهذا شرف لي عظيم ان تصبح ابنتك كنتي ..
ثم هم ليرحل ..وام سحر لم تصدق نفسها متى يرحلون لتذهب الى ابنتها وتنصحها بالرفض ..وقد احتضنتها ام حسن وقالت: كنت دائما المحببة الى قلبي ..والبئر الذي ارمي به اسراري واوجاعي ..واطمئني ابنتك ستكون بامان في منزلي ..وخاصة في الفترة الاولى لانهما سيسكنان معنا ريثما ينتهي حسن من تجهيزات منزله ..
وهنا لم تعرف ام سحر ..هل تعطيها الامل بموافقتها ..ام تبث اليها خوفها وقلقها من هذا الزواج ..ولكنها اكتفت بابتسامة خفية وقالت لها: كل شيئ نصيب ..ان تم فنحن اختان ..وان لم يتم ..لن يغير ذلك في علاقتنا شيئا ..
وبعد ان غادرت عائلة حسن ..قال حسن لاهله وهم في طريقهم الى المنزل: هل لاحظت يا امي ان ام سحر لم. يعجبها الامر .حتى انها لم تنظر الى وجهي ..او تبارك لنا هذه الخطوة ..
فقالت باسمة: لا تقلق ..لقد تفاجات من الطلب فحسب ..هي امراة رائعة ....
فقال حسن بتجاهل: لست متحمسا جدا للفكرة ..فسحر ليست سوى فتاة عادية ولا تستهويني ..ولكنها زوجة صالحة تحسن معاملتي ومعاملة اهلي ..
قال له والده: لا تفكر بهذه الطريقة يا حسن ..هذا ظلم لها ..وهل يكافأ الطيبون بما تقول ..بل على العكس عليك ان تكون زوجا مثاليا معها ..
قال حسن: لا تقلق ..المهم ان ارى الفرح في عيونكم ..وبالنسبة الي لا تهتموا فانا اعرف كيف ادبر اموري جيدا ..واين اجد الحب الذي اريده واتمناه ..
فتمتمت والدته; ولم انت منزعج من عدم موافقة ام سحر ??ربما فهمتك اكثر مني ومعها حق ..
فقال ساخرا :اذن فلتبقَ ابنتها في احضانها ..لست مهتما كثيرا للامر ..
فهز والده راسه قائلا :يا ويليييي كم اخشى ان تدرك قيمة المسكينة بعد فوات الاوان ..
فقال حسن :هي جميلة لا انكر هذا ..وعاقلة ومتواضعة ..لهذا لم اعترض على فكرة الزواج بها ..ولم يكن اهتمامي بها يوما الا لانها ابنة عمي..
فتمتم الاب :عساه خيرا ان شاء الله ..
اما والدة سحر فذهبت الى غرفتها وراتها شاردة الذهن ومبتسمة ما ينبئ عن رغبتها بالزواج من حسن ..فامسكت يدها وقالت لها: انظري الي ..
فرفعت سحر راسها بخجل منتظرة سؤال امها التي فاجأتها بقول: انه لا يناسبك ..وانصحك برفضه ..
قالت سحر خائبة :ولكنه لطيف ووسيم وكل الفتيات يحببنه ..
قالت امها بحنان: كثرة المعجبات لا يعني انه شيئا مميزا ..صدقيني ..لن تعيشي معه بامان ..طبعه لا يوافق طبعك ..انا اعلم عنه كل شيئ
..هو لا يناسبك البتة .
وفجاة سمعت سحر صوت والدها قائلا بغضب :ماذا تفعلين يا ام سحر هل جننت??
يتبع ..
