الجزء الاول والاخير

45 1 1
                                    

عندما ما مضت تسرد تلك القصة كنت أنصت إليها بعمق وفي قرارة نفسي كنت أتسائل ..

هل يوجد في في هذا العالم مثل تلك القوة ؟؟
هل ذلك الجسد النحيل استطاع تحمل ذلك كله ؟!
نعم إنها تلك المرأة التي أبتسامتها تعطيني درسآ .. والتجاعيد في وجهها تجعلني انظر إلى الحياة بشكل مختلف وكلماتها التي أسمعها في قلبي ...
هي أمرأة في اواخر العقد الخامس من العمر لديها مقهى صغير عبارة عن مكتبة تتخللها الورود و موسيقى كلاسيكية ذات وقع مريح .. إذا دخل إليه شخص سيظنّ نفسه في مقهى إيطالي راقي من الستينيات ..

السماء ماطرة والطفلتان تصنعان ضجة في المقعد الخلفي من السيارة والزوج المحب يقود وبجانبه زوجته عازفة البيانو الشابة عندما فاجئته شاحنة مخالفة على الطريق الجبلي ..
ذلك الضوء الساطع والقوي المتجه إليها أخر ما شاهدته (كيت)
...
أستعاد وعيها (كيت) في المستشفى لكنها ﻻترى شيء وﻻ تستطيع الحركة وبجانبها أختها التي لم تستطيع آخبارها بأي شيء
أفاقت فاقدة بصرها وقدميها وزوجها وطفلتها الصغرى وﻻ أحد سيخبرها بهذا حتى يتحسن وضعها الصحي والنفسي قليلاً
عندما تسئل عن عائلتها يخبرونها أنهم في مكان افضل وحالة افضل من حالتها إﻻ أنها لم تتوقع نهائياً أنهم في الجنة ..
الطفلة الكبيرة (ساندي) ذات الثمان سنوات تملك عدة كسور في جسدها و لكن حالتها السيئة افضل بكثير من أمها (كيت) ..
( كيت) تعاني من صدمة نفسية أثر الحادثة المؤلم وأنها لن ترى مرة أخرى ولن تستطيع المشي أفقدها أعصابها لكن المأساة لم تبدأ بعد فهي ﻻتعلم إلى اﻵن بوفاة زوجها وطفلتها الصغيرة ..
بعد عدة أسابيع لم تستطع أخت كيت الكذب عليها أكثر فأخبرت أختها المثيرة للشفقة بكل شيء حدث لعائلتها (كيت) التي خرجت مؤخراً من المستشفى عادت إليه ثانيةً لكن إلى قسم المعالجة النفسية بعد محاولتها الأنتحار
'الحياة التي سلبت منها كل شيء الآن تمنعها من الموت'
عانت من أزمات نفسسية حادة تفقد قدرتها على الكﻻم أحياناً وأحياناً تستيقظ وهي تصرخ بشكل هستيري عانت من الكوابيس والهلوسات وأضطراباتها كانت توحي بأنها أصيبت بالجنون تماماً ..
في أحدى الصباحات وبعد رفض (كيت) لوجبة الطعام كالعادة ..سمعت صوت ابنتها (ساندي) لكن مالغريب فهي تسمع أصوات عائلتها دائما ضحكاتهم وبكائهم وشكواهم وأحياناً تتحدث إليهم ومن ثم تأتي الممرضة لتعطيها حقنة مهدئة فتعود للنوم لتستيقظ مرة أخرى وهي تبكي
لكن هذه المرة لم تآتي الممرضة وصوت (ساندي ) يقترب ويدها الصغيرة تلمسه وجه (كيت) التي لم تستطع رؤية أي شي
<<تقول (كيت) : في تلك اللحظة علمت أنني أملك سبب علي أن أحيا ﻵجله >>
بعد خمس سنوات بشكل تدريجي عادت (كيت) لرشدها وأصبحت معلمة بيانو لكن أين؟ ومن؟ سيقبل بمعلمة بيانو مقعدة وعمياء أنها المعلمة الخاصة ﻵبنتها (ساندي)
كبرت تلك الطفلة (ساندي) وهي ترعى أمها و (كيت) التي كبرت وهي تعلم أبنتها حتى اصبحت تلك الطفلة شابة ومن أشهر عازفي البيانو في الوقت الحاضر
وكيت مالكة هذا المقهى تقول : ( رغبت بالموت لمرات ﻻتعد سئمت من هذه الحياة لمرات ﻻتعد وبقيت بجبن وغباء اسئل لما يحصل لي هذا ؟ مالخطأ الذي فعلته ولكن ﻻحقا علمت أننا
عندما نصاب بألم فأننا نستطيع تحمله بالتآكيد فتلك الآﻻم التي ﻻنستطيع تحملها ﻻ تصيبنا )
...
سنواجه بالتآكيد مصاعب ومحن بأشكال مختلفة وبطرق قاسية جدا وهذا ليس خيارنا الإرادة على تخطي والتغلب على ذلك هي الخيار
علي أن أكون أنسان ناجح أي على الحياة صقلي لمرات عديدة
بداخل كل منا قوة كامنة كبيرة جداً أكبر من المآسي في هذه الحياة واقوى من كل تلك المصاعب التي واجهتنا وستواجهنا عليك أﻻ تفكر بالذنوب والأخطاء التي أقترفتها بل بما أنجزته لتكفر عنها وتثبت ذاتك فإذا لم يكن لك أنجاز مهم بعد عمر معين فذلك هو الذنب .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 01, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

نولد أقوياء فقط من رحم الحياة الصعبWhere stories live. Discover now