❤سقوط الأقنعة
الجزء الثامن...ولم يكتف حسن بهذا وحسب ..بل قام بضربها ايضا ..وحاول والده تخليصها من بين يديه ..وبعدها قال لها: انا اطلب منك يا ابنتي ان تذهبي الى منزل اهلك وتخبريهم بما يحصل معك ..فالموضوع قد زاد عن حده ..
فنظرت الى عمها برجاء الا يخبر اهلها بما حصل ..فهو لا يدري ان هذا امر عادي بالنسبة اليها واصبح جزءا من حياتها ..فهي الزوجة المضحية ..التي افهمها زوجها انها يجب ان تسكت عن هذه الامور كرمى لدينها.. ولكنه هذه المرة قد صارحها بشكل كبير حيث قال لها: اسمعت ما قال والدي... ان كان لديك ذرة من الكرامة والانسانية ..رحلت من هنا ..وتركتني الى غير رجعة ..
كان لهذه الكلمات وقعها الخاص على قلب سحر ..وشعرت بذل غريب ..فقالت له: وان كان لديك ذرة من الكرامة عجلت من طلاقي يا ابن عمي ..
فهللت اخوات حسن ..واطلقن الزغاريد ..فنظرت اليهن سحر ..وقالت لهن :صدقوني انتم الخاسرون جميعكم ..
فقال حسن بغضب وصوت كزئير الاسد :هيا غادري ..ماذا تنتظرين ايتها الهيكل العظمي.. واوصيك ان تنظري الى المرآة كلما هممت لتنامي.. لتعرفي فقط ما هو شعوري عندما اراك ..
فودعت عمها وزوجته ..وغادرت المنزل الى منزل اهلها.. وهي لا تعرف ماذا تقول لهم ..طرقت الباب بخجل.. ثم تراجعت قليلا ..وبعدها جلست على مصعد المنزل ..وهي تفكر بالموقف الدموي الذي حصل ..وصادف ان احدى اخواتها جاءت لزيارة اهلها ووجدتها على تلك الحالة فقالت بذهول :سحررر!!! ماذا تفعلين هنا??
ولكن سحر لم تنطق بحرف واحد ..بل اكتفت بمعانقة اختها ..وهطول دموعها على كتفها ..
فقالت اختها :لابأس ياحبيبة قلبي تعالي لندخل ..فنفذت كلامها كدمية يحركها اي احد وهي في تلك الحالة ..وبمجرد ان راتها امها ردت يدها الى فمها وقالت: سحرررر ..ما الذي حصل??
قالت سحر بعيون حزينة: ما حصل اني ساتطلق ...
ثم انهمرت دموعها ..ولم تحب امها ان تضغط عليها اكثر فقالت لها: حسنا خذي حماما ساخنا الآن ونتحدث لاحقا ..لا زال في الخزانة لباس يناسبك ..
وما تفعله قطرات الماء بشخص قد دمر من الداخل ..فبعد خروجها ..لحقت بها امها الى الغرفة التي كانت غرفتها سابقا ..وستصبح لها لاحقا ..وقالت لها: والآن اخبريني بما حصل معك??
فقالت سحر :امي ..لا داعي لان احدثك باي شيئ سوى اني كنت اخدعكم بسعادتي المزيفة ..وحياتي مع حسن لم يكن ملؤها سوى الذل والاهانة ..وكان آخر شيئ فعله هو ضربي امام عائلته ..فجئت الى هنا طالبة منكم ان تطلقوني منه ..
فشعرت امها بالغضب ..واتصلت بزوجها الذي عاد الى منزله فزعا على ابنته ..وعندما علم بالذي حصل معها ..غضب غضبا شديدا ..وتوجه مباشرة الى منزل اخيه ..طالبا الطلاق بطريقة غاضبة جدا ..وعندما سمع حسن بالطلاق جن جنونه مع ان هذا الذي كان يتمناه سابقا ..وشعر بحرارة الموقف ..فقال: انا آسف يا عمي ..واعتذر اليكم عما بدر مني ..
فقال والدها: وماذا سيفعل الاعتذار الآن ..هيا طلقها لا اريد منك اي شيئ..
فقال والد حسن: اهدأ يا اخي ..اتريدنا ان نصل الطلاق في ظل المعضلة الاولى ..
قال والد حسن غاضبا: لقد اعطيتكم ابنتي وردة فواحة ..ورددتموها الي ذابلة.. وتريدني ان اهدأ .ليتها اخبرتني قبلا ..لما صبرت الى الآن ..لن اتراجع عن قراري هذا ..
وبعد الحاح من والد سحر قام حسن بتطليق سحر عنوة ..وفرحت اخواته ..وشعرن بالتشفي ..اما سحر فلم تكن تتوقع يوما انها ستصبح في عداد المطلقات ..فهي التي رسمت لحياتها مخططا ملؤه الحب والتفاهم. والقرب من الله.. ولكن اليد الواحدة لا تصفق ..فانهار مخططها بلحظة جنون وانانية وغضب من زوجها ..ولكنها شعرت بوجود بصيص نور في حياتها بعد طلاقها ..فلن يكون هناك من يضربها او يهينها ..او يسمعها كلمات لاذعة تهز مشاعرها ..وبعد فترة قالت لها امها :لم احب يا سحر ان الومك على هذا الزواج وانت تعلمين اني كنت رافضة اياه لاني اعلم طبع حسن جيدا ..ومع هذا احترمت قرارك ..ولكن عليك ان تكملي حياتك ..وتطوي هذه الصفحة من ماضيك ..وتبداي حياة جديدة ..ولكن ليس في لبنان ..
قالت سحر :ماذا تقولين يا امي ..وهل اذهب الى المريخ ..اتظنين انه من السهل ان انسى تجربتي القاسية التي مررت بها ..الله اعلم بحالي وكيف امضي ليلتي ..وانا آسفة لما قدمته له ..لقد آذاني كثيرا وحطم كبريائي..
فقالت امها; وانا لن اسمح له بتحطيمك ..سنسافر الى بلد اخوالك وهناك ستكملين تخصصك ..وتبتعدين عن الاجواء التي تذكرك به ..
فوافقت سحر بعد موافقة والدها ..وقامت العائلة باجراءات السفر ..وعندما علم حسن بالامر جن جنونه ..فقال لوالده: ارجوك ياابي ساعدني لاعيد سحر الى منزلي ..لقد غيرت رقم هاتفها ..ولم استطع التحدث اليها ..
فقال له والده: الآن عرفت قيمتها بعد الذي جرعتها اياه من الظلم والقسوة بحجة انها ترضى بذلك تحت شعار الطيبة والتدين ..انك لا تستحقها. ..
يتبع...