❤سقوط الاقنعة ❤
الجزء الحادي عشر ..فنظرت اليه باستغراب وبعدها قالت: لماذا تشعرني وكأني اخطأت بحقها او اتهمتها ..ولكن لدي اهل وعلي استشارتهم ..ولا اعلم ردة فعلهم حول هذا الموضوع .
ثم قالت لنفسها: لم. علي ان اشرح له واجعله يستفزني .
.
وبدا على وجهها علامات الانزعاج ..فقالت خالة محمد: التقاليد تختلف يا محمد ..وانا فهمت قصدها فلا داعي لاحراجها ..فقال بعد ان داعب شعره: انا آسف ..لم اقصد الاهانة او التجريح ..
ثم قال لنفسه: انها ليست متزوجة اذن ..والا لاخبرت زوجها وليس اهلها ..آه كم يتملكني الفضول لاعرف عنها اكثر ..
اما سحر فخرحت من الغرفة وهي تشعر بالتوتر من كلامه ..وعندما وصلت الى المنزل ..اخبرت والدها بالامر .فقال لها: لن امنعك من الخروج ..ولكن علي ان انصحك بالحذر والانتباه ..فبلاد الاغتراب ليست بلادنا ..وعلينا ان نحافظ على عاداتنا اينما حللنا ..
ثم لوح اصبعه في الهواء وقال :اقصد التقاليد التي تكون في صالحنا...
قالت له: حسنا ..اذن تذهب امي معي لانها الزيارة الاولى ..وانا اثق كثيرا في المديرة .. انها انسانة رائعة ..وزوجها مسلم ومن العرب ..
فقالت امها: حسنا ..اتصلي بها واخبريها بذهابنا ..ولكن ان مللت ..انظر اليك فقط ..وبعدها نرحل ..
فقالت سحر :حسنا كما تامرين يا حبيبة قلبي ..
ثم حملت هاتفها واخبرت مديرة المعهد بموافقة اهلها ..ففرحت لذلك كثيرا وشكرتها على حسن ثقتها ..
وفي اليوم التالي. .توجهت سحر مع والدتها الى منزل المديرة بشوق ..فهي متحمسة كثيرا لانجاح هذا المعهد ..واستقبلتها المديرة بحفاوة ..ثم نظرت الى ام سحر وقالت: اهنئك على هذه الوردة الفواحة التي انجبتها ..انها تنثر رائحتها الطيبة اينما حلت ..
فقالت امها :صحيح ..ولكن هناك من لم يقدرها ..
فقالت سحر بغضب :اميييي!! هذا ليس وقته الآن ..
ثم نظرت الى المديرة وقالت :فلنبدأ بحثنا...
وبداتا بالنقاش حول امور المعهد ..والبرنامج المخطط له ..وكانت ام سحر تنظر الى ابنتها باعجاب فقالت لنفسها: ايعقل انني انجبت هكذا فتاة ..الحمدلله رب العالمين ..واخيرا نسيت ابنتي ماضيها المظلم ..وبدات تنسج خيوط النور في حياتها ..
وما هي الا لحظات حتى طرق الباب ..وكان الزائر هو محمد ..فتفاجات سحر من زيارته ..اما خالته فغمزت له وقالت :اهلا بك ياابن اختي ..ظننتك لن تاتي ..
قال لها: لم استطع الا ان البي دعوتك ..
وشارك محمد في النقاش وكان الكل بارعا في آرائه ..حتى ان محمد كان يتودد الى ام سحر ..فاعجبت باخلاقه. ..وكان الانسجام واضحا بينهما ..ومر الوقت بسرعة ..فنظرت سحر الى امها مشيرة اليها بالمغادرة ..فقالت لها: خمس دقائق ونذهب ..
فقالت سحر لنفسها :ايعقل انها امي التي حذرتني بالذهاب باكرا ان شعرت بالملل ..لابد وانها منسجمة..
وقام محمد بالتحدث عن تجربته الخاصة ..وكيف اعتنق الاسلام ..وكيف تركته خطيبته ..فاستغربت خالته لانه ليس من النوع الذي يحب ان يتحدث عن حياته الخاصة ..وعندما همت سحر لتغادر هي وامها قال محمد: علي ان اشتم الوقت .لانه مضى بسرعة ..لقد فرحت كثيرا للتعرف اليكما ..
فقالت له والدة سحر :شعور متبادل ..لقد استظرفت كلماتك العربية كيف تخرج من فمك بشكل متقطع. .
قال لها: لقد تعذبت كثيرا حتى استطعت ان اصل الى هذه المرحلة .وعليك ان تصفقي لي .
.
قالت ام سحر: لغتنا العربية صعبة ..ولكنها جميلة ..انها لغة القرآن ..والغريب ان بعض العرب انفسهم مصرون على الباسها لغة النت ..قال محمد: اسمحي لنا بهذا ..على الاقل تساعدنا لنتعرف الى لغتكم اكثر ..
فابتسمت ..وبعدها غادرت هي وابنتها.. اما محمد فقال لخالته: اريدك غدا ان تتحدثي الى سحر بشأني ..اريد الارتباط بها ..
قالت له فرحة :ونعم الاختيار ..ولكن هل سيرضى اهلك.. وهل سترضى هي نفسها ..
فضحك ثم قال: اما عن اهلي فلا تقلقي ..وام سحر قد ابدت لي اعجابها فلا بد انها ستساعدني في موضوع ابنتها..
وفي اليوم التالي ..نفذت المديرة طلب ابن اختها ..فشعرت سحر بالخجل والاحراج ..واخبرت المديرة عن تجربتها مع حسن ..
فقالت المديرة: ولكن محمد موضوع آخر ..سترتاحين معه كثيرا ..وعندما عادت سحر الى المنزل اخبرت امها عن طلب محمد ..فقالت امها فرحة: احقا ما تقولين ??لقد اعجبني هذا الشاب كثيرا ..ولا اخفي عليك لقد لاحظت اهتمامه بك ..ولا اظنه سيعارض على اكمالك للتعلم ..من جهتي لست معارضة ابدا ..
قالت سحر: ولكنه لم يعرفني الا منذ مدة قصيرة ..و..
فقاطعتها امها قائلة: ساخبر والدك بالامر . .وارجو ان تفكري انت بجدية ..
قالت سحر: لا اعلم ..انا خائفة من فكرة الارتباط ..ونحن لا نعرف عنه شيئا ..
وعندما عاد والد سحر من العمل اخبرته زوجته بالعريس الجديد ..وانها متحمسة للفكرة ..وانه شاب لا يعوض ..
فقال لها غاضبا :مابالك انت ..هل نسيت اننا في بلاد الاغتراب ..ولا نعرف عنه شيئا ..ولاتنسي ان حسن كان من لحمنا ودمنا وقام باذية ابنتنا..
يتبع مع الجزء الاخير ..