I

20.7K 1K 116
                                    


11:59 AM - DEC 2017

تقِف علىٰ الرَصيف إلىٰ جَانِب إشَارة المُرور تَنتظِر ظُهور الضَّوء الأخضَر للمُشاة سامحًا لها بِعبور الضَّفة الأُخرى من الشَارِع

يلتَف علىٰ عُنقِها وأنَفِها وِشَاح غَلِيظ أحمَر اللَّون

نَار النَّور الأخضَر وعَبرت مع القَلِيل مِن الأشَّخاص الذِين كَانوا يقِفون مَعها

تَوقََـفت فِي مُنـتَصف الطّرِيق حالمَا رنّت أجَّرَاس المِيلاَد مُعلنَةً عَن سَّنة مَيلاَدية جَديدة

ضَّوء سَاطِع تَخطَّى جُفنيهَا ومِن ثُم إرتِطَامها بِالأرْض " هل انتِ بِخير؟ "إسْتقام الرَّجل بِتَمايل

لَوَّحت بِيدهَا دَلالة علىٰ أنها بِخير ، أكمَلت سيرها بِخُطى مُتَعثِرة وصُولًا إلىٰ مَسكَنها

بَحَثت عَن المِفتَاح بِالحَقِيبة دُون النَظر إِليهَا ، رِفعته بِعد عثُورِها عَليه

بِنَظرٍ شَارِد فَحَصته ، تَبسَّمت بعد لَمحَها لطِلَاء الأظَافِر ذَا اللَّون الأزّرق عَليه

فَتحت بَاب المَنزِل ولَم تَستَقبِلها رَائِحة الدَجاج المَشوِي أو مَشرُوب الشُوكُولاه الساخَن ، كُل ما وجِد كَان بِقايا مأكُولَات سَريعة

" تأملت بِأنّ يكُون هَذا العَام يَحمِل فِي جُعبتهِ المُفاجَئات "

تَوقـفت تُـنِزل حِذَائهَا ومِعطَفها ، تلّمست عُنقِها بِحَماقه الوِشَاح الأحمّر غَير مَوجُود ؟ ، نَظَرت خَلفَها ورَكَضت إلىٰ بَاب المَنزِل

إعتَادت عَلىٰ كَونَها وَحِيده في نِهَاية كُل عَام ، وَ لَكِنهَا تَشعُر بِالأِنتِمَاء لِذَلِك الوِشاح المُهدَىٰ مِن قِبَل وَالِدَتهَا

و لِأنه يَحمِل رَائِحة والِدَتهَا رَفَضت تَصدِيق أنهَا أضَاعته ، ولِأنه صُنِع بِحُب أصبَح المُتَفَرد مِن نَوعة

أغْلَقت بَاب المَنزِل و إِرتَكَزت عَليه بِأسَى ولَهَف " سَيكُون هَذا العَام جَميلاً جدًا "

سَخِرَت وإِعتَدَلت بعد مَضِيّ الوَقت

تَضَع رَأسَها علىٰ وِسَادة والِدَتهَا ، أدَارت رَأسهَا و وضَعت أنفُهَا علىٰ الوِسَادة تَـتنشَّقت رَائِحة وَالِدَتهَا

- عِند نِهَاية كُل عَام تَحتَفِل ' لِيندا ' علىٰ وِسَادة والِدَتهَا الرَاحِلة

انتهى.
* نّقد ؟

الوشَاح الأحمَر | K.THحيث تعيش القصص. اكتشف الآن