~ خطيئة امرأة ~

~ البارت الثاني عشر ~

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

ღ قراءة ممتعه للجميع ღ

- كان احمد وبقية الفريق الطبي يؤدون واجبهم على اكمل وجه في غرفة العمليات ودون اي صعوبات ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث بدأ المريض بالاستيقاظ من التخدير ببطء شديد اثناء الجراحة فشعر بألم فظيع يفتك بجسده ولكنه لم يتمكن من التحرك فقد كان جسمه كله مخدراً بمرخيات عضلية قوية وفعالة للغاية كما أنه لم يتمكن من الصراخ بسبب أنابيب الأوكسجين التي كانت موضوعة في فمه وتصل حتى حنجرته ولم يتمكن حتى من الإشارة بعينيه لأن أجفانه كانت منسدلة نحو الأسفل ولحسن الحظ وقبل ان يقوم احمد باستئصال الكلية التالفة أدركت جوري بأن الشاب كان يعي ما يدور حوله حيث رأته يرمش مرتين وقد ذرف الدموع بسبب الرعب والالم الشديد الذان كان يشعر بهما مما جعلها تصاب بالهلع فصرخت قائله : توقف يا احمد ، لقد استيقظ المريض !

وفي تلك اللحظة تسلل الذعر الى قلب الطبيب المتدرب لانه كان المسؤول عن عملية التخدير وقد تأكد بأن جرعة المخدر التي استخدمها لتخدير الشاب كانت كافية لان تجعله يدخل في غيبوبة تامة اثناء اجراء العملية الجراحية ولكن سارت الأمور عكس ما توقعها تماماً فاخذ العرق يكسو جبينه من شدة التوتر ولم يعد يعرف كيف يتصرف كما كان حال الممرضات المساعدات اللواتي انتابهن الذعر عندما صرخت جوري بتلك الطريقة المجفلة ، اما احمد فقد نال التوتر منه ايضاً ولكنه استطاع أن يسيطر على اعصابه حيث قال للطبيب المساعد بنبرة امرة : احقن المريض جرعة اضافية من مخدر المورفين يا سمير ولا تقف مشدوهاً هكذا.

ولكن الطبيب كان ما يزال تحت تأثير الصدمة مما جعل احمد يزجره قائلاً : ما الذي تنتظره ايها الاحمق !

فأنتفض الدكتور سمير من مكانه وفعل ما طلبه منه احمد بينما نظر هذا الاخير الى جوري التي كانت تبدو متوترة للغاية فقال لها بنبرة هادئة : اهدأي يا جوري سيكون الوضع تحت السيطرة خلال دقيقة واحدة لذا لا داعي لكل هذا الذعر.

- في الواقع كان هدف احمد من التحلي بالهدوء بمثل هذا الموقف الحرج هو بعث الطمأنينة في نفس المريض الذي كان يعي ما يدور حوله ، فنظرت جوري اليه وازدردت ريقها قائله : ان نبض المريض يرتفع بوتيرة متسارعة يا احمد كما ان ضغط دمه ينخفض بسبب الذعر الذي يمر به واعتقد أنه يدخل في حالة صدمة .

فقال احمد بهدوء : سيمر كل هذا وخلال ثواني لن يشعر بأي شيء.

- وبالفعل ما هي الا خمسة ثواني قد مرت حتى سقط المريض بغيبوبة تامة ولم يعد يشعر بأي شيء يحدث من حوله وعاد نبضه الى وضعه الطبيعي وكذلك ضغط دمه اخذ يرتفع شيئاً فشيئاً مما جعل جوري تتنفس الصعداء وقالت : واخيراً عاد كل شيء الى طبيعته.