Ch1: البداية

38 1 0
                                    

تنام في سبات عميق، بعد يومها الطويل بين الدراسة و عملها و حبها المجنون،تحلم أحلامها لتحاول تحقيقها في اليوم التالي، حتى يدخل لمسمعها صوت رنين الهاتف المزعج، تترنح يمين و يسار على سريرها محاولة تجاهلة،لكنه لا يكف عن الرنين المزعج، فترمي يدها بجانب الطاولة بجانبها محاولة ايجاده لتلمسه بيدها، تحمله ناظرة للشاشة لترى إسمه، الذي كلما سمعته أو قرأته تتسارع دقات قلبها و كأنها كانت في سباق تسارع، لكنها تتعجب لإتصاله في هذه الساعة المتأخرة، إنها الثانية بعد منتصف الليل ، تتمنى أن لا تكون مصيبة أخرى من مصائبه لكن لا مفر....
"ألو..."سارة
"مبتجوبيش ليه !!، يجي مليون مرة و أنا بتصل"سمير مصرخا
"مليون مرة واحدة 😑، و على فكرة شوف الساعة كام دلوقت، أنا كنت نايمة زي زي أيتها إنسان عادي"سارة
"بلاش، كلام كتير، تعالي دلوقت"سمير
"أجي فين..؟!" سارة بتفاجئ
"أنا عند البوليس.."سمير ببرود
تقوم سارة من مكانها بفزع
"بوليييس!!! لييه حصلك حاجة؟!! إنت كويس!ضربك حد!!"سارة بفزع
"إهدي يا بنتي، مين الي ضربني دا أنا الي مخلتش ضلع فيه سليم"سمير بفخر
"ضربت مين؟ و إزاي و.."سارة ليقاطعها
"مقلنا بلاش كلام كثير!! خدي تاكس و تعالي، ومتنسيش بطاقتك!"سمير
تشعر سارة بخوف، وهي تسمع لصوت شخص يصرخ على سمير "ما تخلص يالا يا جزمة!!"
"ماشي، أنا جاية حالا!!" سارة
"بسرعة.."سمير و هو يقفل الخط
طبعا هو دائما يقفل الخط عليها حتى لو كان في مثل هذه المواقف. دخلت أفكارها في تشابك، لكن حبها و خوفها عليه لم يعطيها وقت لإختيار والتفكير،فسرعان ما إرتمت على محفظتها و خرجت مسرعة .
ما إن نزلت للشارع حتى لاحظت أن كلما ترتديه هو قميص نومها القصير الذي يصل لركبها و شبشب أبيض، لكن لم يكن لدى عقلها مساحة للتفكير في ذلك فكل من يهمها هو ذالك الشخص .
كان الشارع خالي من الناس، وقفت أمام باب العمارة تنتظر سيارة أجرة ليلاحظها الحارس
"في ايه يا انسة سارة؟ إيه الي منزلك الساعة المتأخرة دي؟"الحارس
"مفيش يا عم اسماعيل، بس صحبتي مريضة جدا ولازم اروح لها"سارة و عينها لا تزال على الطريق تنتظر سيارة لتمر
"سلامتها، بس مفتكرش تلاقي تاكسي الساعة دي "الحارس
و فجأة تقف سيارة أمام باب العمارة لكنها ليس سيارة أجرة، بل سيارة عادل اللذي يسكن في نفس العمارة.
"إنت جيت يا أستاذ عادل..سلامتك"الحارس
يخرج عادل من السيارة و هو متفاجئ بوقوف سارة هناك في هذا الوقت و بتلك الثياب
"هو في حاجة آنسة سارة؟"عادل
تتلكأ سارة لا تعرف ما تقول ليجيبه الحارس
"دي الآنسة صاحبتها مريضة ولازم تروحلها، لكن مافيش تاكسي ياخدها الساعة دي"الحارس
"إذا، بجد!!طب تعالي إركبي أنا حوصلك"عادل
"لا، مش عايزة أتعبك"سارة
"لا مفيش أي تعب، و بعدين مفيش شاب يسيب بنت كدة في الشارع لوحدها في الحالة دي..إركبي من فضلك"عادل و هو يفتح باب السيارة لها
لم تستطع سارة الرفض فليس لها حل آخر سواه، لتصعد بسرعة و يصعد هو بعدها و يجلس بجانبها في مقعد السائق
"هي فين بالضبط صحبتك؟"عادل و هو يحرك السيارة
تتوتر سارة بكيفية إيجابته و تجيب بتلكك
"في شارع xxxxxx" سارة
"ماشي.."عادل و هو يتجه نحو الشارع المعلوم.
و كل ثانية تسرق عيناه نظرة لسارة التي يبدو عليها التوتر و الخوف، هو معجب بها منذ أن سكنت في نفس عمارته لكن دائما ما كان حبها لذالك "الحقير" كما يدعوه ، حاجزا بينها وبينه
"هي حالتها خطيرة كدة؟"عادل بتسائل
"آه..."سارة بتوتر
"إحنا وصلنا للشارع، فين المكان بالضبط؟"عادل
"بس أنا حنزل هنا و أكمل لوحدي.."سارة و هي تحاول فتح الباب لتشعر بيده تمسكها
"إنت تجننت؟! مش شيفة الشارع عامل الزاي، مفيش ولا بني آدم!!"عادل
"مش مشكلة"سارة و هي تبعد يدها عن يده
"مشكلة طبعا! قوليلي فين بالضبط عشان آخدك"عادل
تتوتر سارة أكتر لكنها تتأخر أكتر و خوفها على سمير يزيد
"هو في الحقيقة أنا لازم أروح لمركز البوليس الي هنا"سارة
"بوليس؟! ليه هي صحبتك مريضة عند البوليس؟"عادل
"لا هو بس سمير ضر..." سارة، و ما أن نطقت بإسمه حتى قاطعها
"سميير!! أنا كنت حاسس اني كل دا بسبب الواد دا! "عادل بتعصب
"هو بس إتخانق مع حد و أخدوه ، لازم أروحلو"سارة
"يعني بسبب واحد تافه زي دا طالعة الساعة دي بالشكل دا ، إنتي مجنونة؟!"عادل
هي تخاف على الشخص الذي تحبه و الذي يحتاجها، و هو يخاف على من يحب من ذالك الشخص الذي يجعلها في هذه الحالة ، يتساءل لماذا لا تحبه هو؟ لماذا لا تخاف عليه هكذا؟ لماذا ؟ لكن تلك الدموع التي بدأت تنهمر من عينيها كانت كنقطة ضعف لم يستط المقاومة
"ماشي، متبكيش تعالي أنا هخدك"عادل
"أنا آسفة بجد"سارة و هي تحاول ايقافة دموعها
"لا، بس إنت متبكيش"عادل و هو ينزل من السيارة يفتح باب مقعدها لتنزل، يزيل جاكيته الذي يرتدي و يضعها حول كتفها
"بنت زيك مش لازم تمشي كدا في الشارع"عادل
"شكرا"سارة و هي تعدلها عليها
يتجه بها نحو مركز الشرطة ، يدخل كلاهما ليتجه عادل نحو أحد العساكر
"هو الضابط أحمد موجود؟"عادل لتستغرب سارة من سؤاله ويلاحظها
"دا واحد صاحبي حيساعدك"عادل لتومئ له بحسنا
يشير له العسكري لأحد المكاتب فيتجهان له، يدخلان لمكتبه بعد أن طلب الإذن من العسكري أمام الباب أن يخبره أن صديقه يريده.
ما إن فتح الباب حتى وقف الضابط
"عااادل حبيبي!"الضابط ليتجه له عادل لمصافحته، لكن هي كل ما رأت عينيها هو ذالك الشخص الواقف بجانب المكتب بضربة بجانب عينه لتتجه نحوه مصرخة
"سمييير!!! إنت كويس؟؟!"سارة تتلمس مكان الضربة
"آهه!!"سمير بألم
"بتوجعك؟"سارة
"مش أنا لبتوجع من حجات زي دي يا بت"سمير و هو يبعدها
"من الي عمل فيك كدا؟ قولي و أنا أكسر ضلوعو!"سارة
"لا ميلزمش يا آنسة ، الجزمة الي جنبك دا عمل الواجب"الضابط
"مين الي بتقول عليه جزما دا!! ما تراقب ألفاظك يا باشا"سارة
"لا ولاهي؟"الضابط و هو يجلس مكانه
"هو عمل ايه ؟"عادل
"بص على الواد الي جنبك دا"الضابط ليوجه الجميع نظره لشخص مغطى بالدماء و الكدمات
"الباشا الحلو عمل فيه كدا"الضابط
"لا طبعا سمير مش ممكن يعمل كدا أبدا دا بيتبلى عليه طبعا!"سارة
"يتبلى اييه؟ و الحلو إعترف بنفسو"الضابط
تستدير سارة نحو سمير
"إنت إعترفت؟!"سارة
"أه.."سمير و هو يحك رأسه
"طبعا تحت الضغط و التهديد!!"سارة للضابط
"تهديد اييه؟ وضغط اييه؟ مين المجنونة دي يا عادل؟"الضابط
"أنا مجنونة !! طب إكتبلي دلوقتي محضر سب و لعن ، والله لحبسك!!"سارة
"لا دي بجد مجنونة، مين دي يا عادل؟!!"الضابط
"دي جارتي ، وصديقتي، و دا..."عادل لتقاطعه سارة
"خطيبي...خطيبيي"سارة لتتوسع عيني عادل
"خطيب مين، إنت مجنونة! دي بتشتغل عندي بس "سمير
"اااه و نعم العمل"الضابط و هو يتفحص ملابس سارة
تحاولة سارة تغطية ركبتها بإنزال قميصها
"هو حتعمل معاه ايه دلوقت؟"عادل
"مش حنعمل حاجة، الواد باين عليه حاجة تقيلة، خالاه يتنازل على المحضر ، بس كان لزمنا حد يضمنو"الضابط
"مش مشكلة أنا حضمنو"عادل
"تضمني لي و بصفتك مين؟"سمير
"سميير عيب"سارة
"عيب ايه؟أنا مبتطقش الشخص دا أصلا ، إنتي جايباه معاكي ليه أصلا؟!"سمير
"دا هو الي جابني هنا، من غيرو مكنت قدرت آجي"سارة
"آه مهو أنا بعرف الأشكال دي، لازمهم بس فرصة.."سمير
"احترم نفسك ياض، قبل معورك ! أنا مش طايقك من ساعت مدخلت"الضابط
"تعور مين؟ هو الي لبسلي بدلة يفتكر نفسو راجل ولا ايه؟"سمير
"لا دا انت تتعور بقا"الضابط و هو يتجه نحو سمير ليمسكه عادل
"سبني يا عادل، دا عايز يتربا"الضابط بغضب لكن سمير بادي عليه برود قاتل
"حقك علي أنا أسفة و الله "سارة و هي تترجى الضابط
"بس يحمد ، متعملش فيه عقلك"عادل
"ماشي، عشانك يا صحبي!"الضابط و هو يعود لمكتبه
"إنت متأكد إنك عايز تتنازل عن المحضر؟ فكر كويس"الضابط للولد المضروب
"آه، متأكد"الولد
"هو هددك ولا حاجة؟"الضابط
"الله هو قال متأكد ، لزمت ايه كل دا؟"سارة
"انتي حتوريني شغلي؟"الضابط
تسكت سارة ، ليحدق سمير في الضابط بكره، فحتى لو عاملها بطريقة سيئة ليس لأحد آخر الحق في ذلك
"خلينا نخلص، مين الي حيضمنو؟"الضابط
"أنا!"سارة و هي تفتح محفضتها لإخراج البطاقة
"لا، سيبيني أنا حضمنو"عادل و هو يمسك بيدها
"متبعد ايدك دي أحسن لك.."سمير بنظرة شر لعادل
ليوجه عادل نفس النظرة له ، و كأنهما يقتلان بعضهما في الداخل، شخص يرى الآخر كحقير يلعب بمشاعر فتاة رقيقة كسارة و هي نفس الفتاة التي يحب، و الآخر يرى سارقا وغد يريد سرقة شخص يملك، حتى لو كان يعاملها بقصوة، حتى لو كان لا يحبها كما تفعل، فهي ملكه.
"خلاص يا عادل سبني ، أنا حضمنو"يوقظهما صوتها
تبعد يد عادل عنها و تعطي البطاقة للضابط الذي أخدها و بدأ بتسجيل المعلومات
"هو حيبقا على مسؤوليتك، يعني لو عمل حاجة تاني، حتروحي فيها انتي كمان"الضابط
"حاضر...متخفش آخر مرة يعمل كدة"سارة
"إنت متأكد ان البنت ذي بتشتغل عندك؟ دي قلبها حيتحرق عليك!"الضابط لسمير
يسود صمت غريب ، لتتجه سارة بنظراتها البريئة نحو سمير، و هو لم يسعه سوى النظر نحوها ببرود ، نعم برود ، هذا كل ما يعطيها، فحتى لو كان يحبها كما تفعل و
فلا يستطيع إظهار لها سوى العكس، هو لا يريد أن يجعلها تتأذى فهو لا يستحقها ، هو شخص سيئ بكل المعاني لا يستحق شخص مثلها...
FLASHBACK: قبل شهرين
في أحد القرى الصغيرة، المعروفة بتقاليد قديمة و قلة تعليم سكانها، و بعدها عن المدينة، تعيش تلك الفتاة التي منذ أن ولد كانت تكسر كل قوانين ذلك المكان، تعيش بالطريقة التي تريد ، كانت كالشمعة المضاءة في تلك القرية، الكل يحبها و يعشقها لذكائها و مرحها و طيبتها، إنها سارة السعداني  ولدت وسطت عائلة بسيطة في تلك القرية من أبوين و أخت صغيرة ، منذ أول يوم لها في الدراسة حتى اليوم كانت دائمة التفوق و الذكاء، و لم يتردد والداها و لو لمرة واحدة في تركها لإكمال دراستها ، فهم سبب طاقتها و قوتها و هي إفتخارهم أمام كل سكان القرية.
حتى لو كانت قد تربت في قرية صغيرة، فقد كانت عقليتها و أفكارها متحضرة أكثر من سكان المدينة حتى...
"السلام عليكم..."محمود والد سارة و هو يدخل لبيته الصغير
"بابا....!"الطفلة رقى الصغيرة ذات الست سنوات و هي ترتمي على والدها
"حبيبت أبوها.."محمود و هو يحملها بين يديه
"انت جيت....سلامتك"حنان والدة سارة و هي ترتب مائدة الأكل
"هي سارة لس مجاتش؟"محمود و هو يجلس على كرسي أمام المائدة و يجلس رقى بجانبه
"لا لسة...حيكون القطار إتأخر بيها تاني زي عويدو"حنان
"دي الدنيا ضلمت، أنا بقيت أخاف عليها و الله، يجي سناتين ولا أكتر و هي كدة مش عايزة ترتاح بقا؟"محمود
"إنت عارف إنها مبتحبش الكلام دي، هيا بتحب دراستها سيبها تتعلم، و متخافش عليها، بس خاف على غيرها منها"حنان
"و أنا قلت حاجة؟!أن بس بتصعب عليا بالمشوار دا كل يوم يجي سعتين طريق"محمود
"وحتعمل ايه؟ دي اقرب جامعة للبيت، و بعدين مش بتيجي على رجليعا يعني دا القطار  بيجبيبها و يروحها"حنان و ما أن خلصت جملتها حتى سمعت صراخ إبنتها
"أنا شميت ريحة لحمة!!"سارة و هي تدخل للبيت ترمي حقيبتها و ترتمي على ظهر والدتها
"هو الجميل عملنا لحمة في العشا ؟"سارة و هي تقبل خد والدتها
"آه مفيش حاجة للأخ الي هنا؟"محمود
"دا انت كلو"سارة و هي ترتمي عليه بقبلات
و تحمل أختها بيدها و تقبلها
"وحشتيني يا بيبي "سارة
"بيبي؟!" محمود حنان مرة واحدة
"لا متخدوش في بالكم، دي حجات إخوات ملكمش فيها هههه مش كدة يا بيبي؟"سارة
"اه، يا بيبي"رقى و هي تضرب كف أختها
"طب روحي إغسلي و تعالي كلي يلا يا بييي"حنان بسخرية
"ماشي يا بيبي 😂"سارة و هي تتجه نحو غرفتها

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 22, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

My True Love / حبي الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن