رســــالــــة لأجــــلــــك....

27 1 0
                                    


عزيزي....

اليوم ليس كأي يوم قد يمر عليّ في حياتي كلها... من الممكن أن تصلك رسالتي وأنت قد نسيتني تماما... هل أنت بخير؟, هل أنت بصحة جيدة؟, هل أحببت شخصا أخر من بعدي؟....أتمنى أن تكون بخير.

لقد مضيت في حياتك وها أنا هنا أكتب لك رسالة بكل الذي كان يدور بخلذي طوال الفترة الماضية وأنا أعيش في غربة تامة. غربة وضعت نفسي فيها...

لا, لم أغاذر البلاد إذا كنت تظن ذلك, أتمني أن تتيح لي الفرصة بأن أغاذر هذا المكان اللعين.... ليس قلّة وطنية ولكن بسبب الذكريات. هذه الذكريات التي تستمر بتعذيبي وقتلي ولا أستطيع أن أنساها.. نسيانها أمرا ليس بهين وإذا كان هين ألن ينسي جميع البشر بسهولة؟...

أتمني أن أستطيع جمع شتات نفسي والصعود على تلك الطائرة, أن أغاذر ولا أنظر ورائي...أهرب وأهرب ولا يستطيع أن يجدني أحد مطلقا!..

كم أتمنى أن يكون هذا الحلم حقيقة.....مثلما كنت أنت بالنسبة لي...

الأن...فلــنعد إلى صلب موضوعي الذي أريد إخبارك به.

في رسالتي هذه سوف أذكر كل ما كان يدور بخلدي عندما كنت معك.....كل ذاك الكلام الذي كنت أخشى البوح به سوف أكتبه لك هنا.... ولست أسفة عليه إطلاقا!

هل تتذكر يوم قلت لي هل سوف تذكريني في كتاباتك؟ عندما عرفت أنني أحب أن أكتب... كنت أنت أول شخص يقراء كتاباتي, شعرت بالرهبة وفي نفس الوقت بالفخر. مع أنك لم تكن شخصا مجازا للنقد لكن لقد أخذت كل إنتقاد أعطيتني إياه بفرح وإحترافية تامة, ذاك النقد الاذع الذي إعتبرته نقدا بناءاً..كانت السماء لم تستطيع إحتواء فرحتي في تلك اللحظة هل كنت تعلم؟...

نعم ملامح وجهي لم تعبر عن ما كان يحصل بذاخلي لكن الأن ها أنا أخبرك....

سوف أعطيك الأن نقدي لك, ذاك الذي كنت أخبئه بذاخلي خشية أن أخسرك إذا نطقت به... جزء مني لم يكن يريد الإعتراف به ولكن الأن ذلك الجزء يجلس على كرسي, حاملا بيده كوب من الشاي ويضحك عليّ متشمتا!... والسبب أنت!!

في كل مرة كنا نتحدث بموضوع شيق كانت لذي خلفية واسعة فيه, لأني أحب أن أطالع الكتب التي تزيد كمية معرفتي بكل شيء يشذّ إنتباهي, كنت أهم بالسكوت وإدعاء الغباء حتى أعرف مالذيك لتقوله بصدد هذا الموضوع.... وكنت أحمق حقا!!

كنت أضحك وأضحك وأخاف أن أقولها لك لأنك سوف تشطاط غضبا مني وتنهي المكالمة. لأن سوف أقول لك أرجوك, ولو من بين فترة وفترة, أن تحمل كتاب وتقرأه لأن كل أرائك التى تعتقد بأنها صحيحة, في الحقيقة هي مجرد تفاهات ينطق بها الحمقى! ..

لكن هل تصدق!! كلما أريد أن أضحك أتفكر كلامك السخيف... فـــشـــكرا على أرائك... تقبل النقد بصمت...

عشقي للقرأة كان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يستهويني الحديث عنه مع أي شخص, غير ذلك لا أحب أن أتكلم عن ثرثرات فارغة ليس لديها أي قيمة عندي!... كنت تضحك عليّ كلما إلتقينا لأنك دائما تراني حاملة كتاب بين يدي كنت منغمسة في قرائته بنهم شديد...

يتفكروحيث تعيش القصص. اكتشف الآن