حُـلم فالسماء !

114 7 2
                                    

بعد أن سرحت وتهت بالتفكير و التحديق بسقف الغرفة الخشبي ، وفي لحظات سرقني النوم و أحلامه من الواقع ، فأصبحت أحلم بأنني قد حصلت عليها و لدي جناحين من الريش الأبيض الناعم فأحملها و أصعد بها ألى السماء و كل طيور الأرض تدور حولنا و هي تغرد و تتغنا بنا وتصفق باجنحتها من أجلنا ، غادرت بين السحب فختفت الطيور و حلت مكانها الغيوم و أخيراً أختفت الغيوم فا أحطت بنا النجوم فوضعتها على سطح القمر و حولها كل المجوم و الكواكب و النيازك التي توقفت عن الحركة في المجرة و أصبحت تحوم حولنا وكأنها تغني فرحاً و سعادتنا بنا ، فأصبحنا نركض و ضحكتنا تقبع فالسماء و تملاء ضحيج الكون ، كانت الكواكب في ذلك الحلم أشبه بمن تنادينا بأن ناتي و نركض و نلهوى على أسطحها ، وبدأت تغبط القمر الذي يسرق كل المديح الذي يوجه الى السماء ، سواد السماء و ضياء الكواكب و النجوم و جمال وجهها كان أشبه برسمه أبدع الرسم في رسمها ، فكل ما كان حولي يتلالاء كالألماس و يلمع مثل الذهب ، أمسكت بيدها و تشابك أصابعنا سوياً وأندفعنا مغادرين القمر ، فأصبحنا نسبح فالفضاء بتحريك اقدامنا و دفعنا ألى الأمام كانت تبتسم كل ماشاهدت نجمه و نيزك أما بالنسبة لي فلم أبعد عيناي عن جمالها و حسنها ، فقد طغى جمالها على كل ما حولها ، تعمقنا فالسماء و غصنا في أعماقها و جلنا في أرجائها ، فوجدنا أحد الكواكب قد ضج بأصوات الضحك و الأغاني العالية ، وكان ذلك الكوكب يتمايل طرباً و فرحاً عن بقية الكواكب التي حولنا ، تحركنا نحوه بكل أستغراب و تعجب ، فأذا لم نشعر الى و بقدامنا على سطح الكوكب السعيد و أجتمع حولنا الصبيان و هم يضحكون و يرقصون حولنا و كانهم يرحبون بنا ، كانت وجوههم كالأقمار من فرط بها من الجمال ، و لا تختفي البسمه من شفاتهم ، كانوا يرتدون ملابس ممزقه وقديمة  و أياديهم و وجوههم ممتلئة بالخدوش و الكدمات و الجروح  ، وكل صبي بيده صبيه يراقصها و يقبلها في كل مرة تبتسم لسوء رقصه أو لأي سبب كانت مجرد أعذار واهيه من أجل تلك القبل ، أصبحنا نشاهد تلك القبل و تحمر و جنتيها و أخجل من التفكير في تقبيله كما يفعلون ، كل ماحولنا من الصبيان كانوا في غاية السعادة التي تصل الى الجنون ، فلا أحد يملي عليهم مايفعلون أو لماذا يفعلون ، كل ما كان يصيبهم هو غريزة الأطفال و سعادتهم و فرحهم ، فأخذت يديها و أصبحت أرقص بها لكن كنت سيىء و لا أجيده فأتتعثر أقدامي و أكاد بأن أسقط و هي تضحك بكل خجل و تحاول بيدها الصغيره أخفاء تلك الضحكه لكنها صوت ضحكتها اللطيف يفضحها فتزداد خجلاً و يزداد وجهها احمراراً ، فأعيد المحاولة مجدداً فأزداد تعثراً ، وهي تستمر بالضحك على ذلك .
وبدون أي أدراك تملكتني الرغبة و تحطيم كل الحواجز التي بيننا ، فوضعت يدي خلفها ودفعتها ألي فقبلتها على شفتيها و أحتضنتها فأصبح كل ما حولنا يصرخ و أنارات السماء بنور أشبه بفورة بركان ، أصبحت أجسادنا باردة وكنا أشبه بالمجانين الذين حولنا نتبادل القبل قبلة تتلوها قبلة دون توقف أو رغبة للتوقف ، أصبح الصبيان حولنا يصفقون لنا و يضحكون و يصرخون في كل مرة أقبلها بها ، فحملتها بين يدي و أصبحت أركض بها بين الممر الذي صنعه الصبيان و وقف كلً منهم بجانب محبوبته ، وهم يرشقوني بالمياه البارده و الضحكات و السعادة تغمرهم لأنني قبلتها و حطمت الحواجز التي بيننا ، بينما هي أحتضنتني و خبأت رأسها بصدري و جعلت شعرها يرتمي على وجهها و يخفيه من الخجل الذي كانت تشعر به ، فأصبح الصبيان ينشدون في صوت واحد بعد واقفوا بصف واحد في جهة من الممر و أشتبكت أيديهم بأبعضهم البعض ، فأصبحوا ينشدون نشيد أطلقوا عليه نشيد جنة السماء .
في جنتنا لا مكان لأحقادنا ... في جنتنا لا مكان لأحزاننا .
في جنتنا لا حزن  لا بكى هنا ... فلنقسم فلنتواعد و نتعهاد بيننا .
في جنتنا لا كذب لا نفاق هنا ... لنكن صادقين متعانقين من أجلنا .
في جنتنا لا مرض ولا موت هنا ... لا فقر ولا جوع و ذُل يصيبنا .
في جنتنا لا كبار لا طغاة هنا ... فلنضحك فلنسعد فلا أحد منهم هنا
في جنتنا دعونا نُقسم بيننا ... بأن لن نصفح عن ما فعلوه بنا .
في جنتنا لا عذاب لا شقاء هنا ... أنظروا حولكم فلأ قبور لأرواحنا .
في جنتنا لا أختلاف بيننا   ... لن نهتم لن نفكر بالوأن أجسادنا .
في جنتنا لا كره لا بغض هنا ... فلننشر الحب في جنتنا .

الجندي الذي وأجه الشيطـان !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن